إسْفَرايين‌، قضاء و مدينة في محافظة خراسان‌.

قضاء إسفرايين‌

يقع‌ هذا القضاء الذي تبلغ‌ مساحته‌ 345,5 كم‌2 في شمال محافظة خراسان‌ ( سرشماري عمومي ...،1)، ويحده‌ من‌ الشمال‌ قضاءا بجنورد و شيروان‌، و من‌ الشرق‌ قضاءا قوجان‌ و نيسابور، و من‌ الجنوب‌ و الجنوب‌ الغربي قضاء سبزوار، و من‌ الغرب‌ قضاء بجنورد (ن‌.م‌، 17). و من‌ الناحية الإدارية ـ السياسية يتكون‌ قضاء إسفرايين‌ من‌ ناحيتين‌ هما: «مركزي» و «بام و صفي آباد» و تشمل ناحية مركزي قصبات زرق‌ آباد و رويين‌ وميلانو و آذري ودامنكوه‌ و تشتمل‌ ناحية بام‌ و صفي‌آباد على قصبتين بنفس‌ الاسمين‌ ( آمارنامه‌ ...، 28).

الخصائص‌ الطبيعية

تعد التكوينات‌ الجيولوجية لإسفرايين‌ امتداداً لسلسلة جبال‌ ألبرز و متزامنة مع التضاريس الألبية (مبشري، 7/216). و تعود أقدم‌ هذه‌ التكوينات‌ إلى‌ الحقب الجيولوجي الأول‌، حيث‌ تتكون‌ من‌ الترسبات‌ الكلسية الدولوميتية المضغوطة المتعلقة بالبرمو ـ كاربونيفر (م‌.ن‌، 7/216-217). وقد ظهر قسم‌ آخر في الحقب الثاني من‌ الكلس‌ الناعم‌ مع‌ التعرقات‌ الكلسية الكثيرة المتعلقة بالجواراسيك و كذلك الكلس‌ و الكلس‌ المارني المرتبط بتكوينات‌ الكرتاسة. و في الحقب الثالث‌، تلاحظ الحمم‌ النارية مع‌ إسمنت‌ من‌ الرماد البركاني الأحمر الممتزج‌ بالطوفة‌ في جنوب‌ سهل‌ إسفرايين‌، و في بعض‌ المناطق‌، فإن الرصيص البختياري يستقر على‌ شكل‌ متنافر على‌ هذا الخط، وتمتد عليه‌ مارنات حمراء ورمادية ذات‌ خط سميك من‌ الجبس‌ (الجص‌) والتي هي نتيجة التكوينات‌ التبخيرية. و في شمال‌ السهل‌ في الحاشية الجنوبية ومرتفعات‌ آلاداغ‌ غطيت‌ التكوينات الطينية والمارنية في الأعلى‌ على‌ شكل‌ متنافر بالرصيص البختياري وشكلت قعيرة وفوقها رصيص غير متناسق (ن‌.ص‌).

و الغرين‌ القديمي هو نفس‌ المخروطات‌ السيلية التي تمتد في سفوح‌ مرتفعات‌ الشمال‌، و تكون‌ بشكل‌ عام‌ المصدر الأساس‌ لتغذية طيات‌ السهل‌ ذات‌ المياه. و تغطي‌ الغرائن‌ الجديدة القسم‌ الأكبر من‌ سهل‌ إسفرايين،‌ حيث‌ يتكون‌ نوع‌ المواد المكونة لها في السفح من‌ الحصى و الرمل‌ و الطين‌ والطفال‌ (م‌.ن‌، 7/ 218). وتمثل‌ الذخائر المعدنيـة التي يتم‌ استغلالهـا الآن‌ في هذه‌ المنطقة، حجـر الكلس‌ و الجبس‌ ( نام‌ ونشان‌ ...،30، 32؛ فرهنگ‌ جغرافيائي...، 12).

يتكون قضاء إسفرايين‌ من‌ قسمين: جبلي و قليل‌ الارتفاع‌. ويقع‌ قسم‌ من‌ سلسلة جبال‌ آلاداغ‌ في شمال‌ و شرق‌ هذا القضاء، و يبلغ‌ ارتفاع‌ أعلى‌ نقطة فيها (قمة جبل‌ شاه‌‌جهان‌) 3,350 متراً (مفخم‌، 66). و أما قمم‌ آلاداغ‌ الأخرى‌ فهي: شانو و دلقره و برمهان وباتو و ناوري و خيران‌ و أرسن و كول و كاوتيغ وقره‌‌داش‌ (فدائي، 15). و في جنوب‌ هذا القضاء تقع‌ أيضاً سلسلة جبال‌ إسفرايين‌، أو هرده‌ جوين‌، حيث‌ يبلغ‌ ارتفاع‌ أعلى‌ قمة فيها 353,1 متراً (مفخم، 112، فرهنگ‌ جغرافيائي، ن‌.ص‌). و تتشكل‌ المنطقة المنخفضة و السهلية تقريباً لقضاء إسفرايين‌ من‌ قسمين‌: سهل‌ إسفرايين‌ الممتد إلى‌ جهة شمالية غربية ـ جنوبية شرقية على سفح جبل آلاداغ و سهل صفي آباد الذي يقع على جهة شمالية غربية ــ جنوبية شرقية أيضاً على‌ السفح‌ الشمالي من‌ هرده‌ جوين‌، و يتصل‌ بسهل‌ إسفرايين‌ من‌ الشمال‌ الغربي (فدائي، 14).

يخضع‌ المناخ‌ في قضاء إسفرايين‌، لتأثير جبلي‌ آلاداغ‌ وشاه‌‌جهان‌ بالإضافة إلى‌ جبهات‌ البحر الأبيض‌ المتوسط، والجبهات‌ الرطبة لبحر قزوين‌؛ و بشكل‌ عام‌ فإن‌ الأجزاء الشمالية من‌ منطقة إسفرايين‌ تتميز بمناخ‌ جبلي معتدل‌، فيما تتميز الأجزاء الجنوبية والجنوبية الغربية بصيف‌ حار و جاف‌ و شتاء بارد بسبب‌ مجاورتها للصحراء (م‌.ن‌، 18). و تشير الإحصاءات‌ المتوفرة إلى‌ أن‌ متوسط درجة الحرارة في أكثر الشهور برودة (شباط) هو 8/1°، ومتوسط درجة الحرارة في أكثر الشهور حراراة (تموز و آب) 25°، و متوسط درجة الحرارة السنوية 8/13° سانتي‌غراد، ويلاحظ الجليد في 6 أشهر من‌ السنة، حيث‌ يفوق‌ انتشاره‌ في شهور (كانون الأول و كانون الثاني و شباط) على الشهور الأخرى‌ (م‌.ن‌، 18، 19، 20-21). و قد بلغ‌ معدل‌ الأمطار السنوية خلال‌ فترة 10 سنوات‌ (1353-1363ش‌) في محطة الإرصاد الجوية في إسفرايين‌ 209 مليمترات‌ (ظ: سالنامه‌ ...،مخ‍ ).

تظهر المياه‌ السطحية في منطقة إسفرايين‌ غالباً على‌ شكل‌ سيول‌ فصلية نظراً إلى‌ خصوصية هطول‌ الأمطار. وينبع‌ نهر قره‌‌سو باعتباره‌ أهم‌ أنهار المنطقة من‌ مرتفعات‌ قوج‌ خوار، و تتصل‌ به‌ من‌ الشمال‌ جداول‌ فرعية تحمل‌ اسم‌ كرماب‌ و سرخ‌ آب‌ وكال‌ ولايت‌ و بيدواز و رويين‌ و سنخواست‌ و جاجرم‌ التي تنبع‌ من‌ مرتفعات‌ آلاداغ‌، و يعد نهرا بيدواز و رويين‌ النهرين‌ الدائميين‌ الوحيدين‌ (فدائي، 26- 28). و أما الرياح‌ المحلية المعروفة في منطقة إسفرايين‌ فهي: «كف‌ باد و باد جاج‌ و بادسياه خانه، و باد نيشابور وباد قبلة وكوه‌ باد» (م‌.ن‌، 21-22).

الغطاء النباتي: تغطي الغابات‌ و المراعي جزء لايستهان‌ به‌ من‌ أراضي منطقة إسفرايين‌. ففي المرتفعات‌ الشمالية و الشمالية الشرقية توجد أشجار و شجيرات‌ لنباتات‌ مثل‌ الفستق و الرمان والسماق‌ و لسان‌ العصفور و التين‌ و الزعرور و الأرجوان‌ (م‌.ن‌، 35). فيما تغطي مراعي المنطقة أعشاب‌ طبية مثل‌ بقلة الملوك والعُصَيفيرة و الخُبّة، و الشيخ‌، و البوغُلْصُن‌ و ورد لسان‌ الثور والهندباء و الخطمي و السوس ( فرهنگ‌ جغرافيائي، 12).

حيواناتها البرية: تعد منطقة إسفرايين‌ بيئة مناسبة للحيوانات‌ البرية بسبب‌ تمتعها بالمراعي و الغابات‌، مثل‌ ابن‌ آوى‌ و الغرغور والأرانب‌ التي تشاهد في السهول‌، و الغزلان و الثعالب‌ و الخنازير التي تلاحظ في كل‌ من‌ السهول‌ و المرتفعات‌ (فدائي، 37).كما تتواجد في مرتفعات‌ سالوك خاصة الوعول و الماعز الوحشي والماعز الجبلي و السمور و القط الوحشي و الفهود و الشيهَم‌ والضباع،‌ و هي تخضع‌ لحماية منظمة البيئة في إسفرايين‌. وبالإضافة إلى‌ ذلك، تعيش‌ في منطقة إسفرايين‌ أنواع‌ مختلفة من‌ الثعابين‌ و منها الأفعىٰ و الكبرا، و أنواع‌ الطيور مثل‌ البوم‌ والطّوّال و الخُظيري و الزَّمَّت‌ و الحَجَلة و الطيهوج‌ و الوروار والتدرج‌ وطائر السنونو و والنسور و العصفور و البلبل‌ ووالسَّلوي‌ (م‌.ن‌، 38). وفي الماضي كانت‌ توجد في هذه‌ المنطقة أيضاً بعض‌ من‌ النوارس‌ الوحشية (ظ: ييت‌، 358).

الخصائص‌ الاجتماعية و الاقتصادية

استناداً إلى‌ إحصائية 1370ش‌، كان‌ عدد سكان‌ قضاء إسفرايين‌ يبلغ‌ 237,112 نسمة (21,782 أسرة) بنسبة 100 امرأة مقابل‌ 105 رجال‌، و تشير إحصاءات السنة نفسها حول‌ التقسيمات‌ القروية إلى‌ أن‌ هذا القضاء يشتمل‌ على‌ 413 قرية ذات‌ 938، 77 نسمة (013,15 أسرة) ترتبط 137 قرية منها بناحية بام‌ و صفي‌آباد و276 قرية بناحية مركزي، و يلفت‌ النظر من‌ بينها قصبتا صفي‌آباد و رويين،‌ حيث‌ تضمان‌ 74و72 قرية على‌ التوالي ( آمارنامه‌، 16، 18، 28).

يقوم‌ اقتصاد قضاء إسفرايين‌ على‌ الزراعة و الصناعات‌ اليدوية وتربية المواشي. و قد جعلت‌ خصوبة التربة من‌ منطقة إسفرايين‌ من‌ المراكز الزراعية الأساسية في محافظة خراسان‌ ( فرهنگ‌ جغرافيائي، ن‌.ص‌). و مع‌ ذلك، فإن‌ المياه‌ تعتبر عاملاً مقيداً للنشاط الزراعي (ظ: مبشري، 7/27). و تؤمن‌ مياه‌ الري من‌ القنوات، والآبار العميقة و شبه‌ العميقة، و يتم‌ الري غالباً على‌ شكل‌ قطعات‌ أرضية، و هذا مايعد بحد ذاته‌ عاملاً لهدر مصادر المياه‌ ( فرهنگ‌ جغرافيائي، ن‌.ص‌). و استناداً إلى‌ إحصائية 1370ش‌، فإن‌ هناك 116 قناة، و 318 بئراً عميقة و شبه‌ عميقة، و33 ينبوعاً تشكل‌ مصادر المياه‌ في هذا القضاء ( آمارنامه‌، 228، 231). يعتبر القمح‌ و الشعير المحصولين‌ الأساسين‌ في منطقة إسفرايـين‌ بحيث‌ أن‌ القمح‌ المعتمد على‌ الري سيحاً و ديماً يستأثر بـ‍ 18 ألف‌ و 7 آلاف‌ هكتار على‌ التوالي فيما يستأثر الشعير السيحي و الديمـي بـ ‍500,5 و500 هكتار من‌ الأراضي الزراعية. و قد تم‌ تخصيص‌ 1,270 هكتاراً لزراعة محاصيل‌ مثل‌ الطماطم‌ والبطاطا و البصل‌ و غيرها، و 920 هكتاراً لزراعة المحاصيل‌ الصيفية، 930 هكتاراً لزراعة الحبوب‌، و930 هكتاراً آخر لزراعة العلف‌ و 627,5 هكتاراً لزراعة النباتات‌ الصناعية مثل‌ بنجر السكر و القطن و بذور الزيت‌ (ن‌.م‌، 236-240).

و تعد الصناعات‌ اليدوية العمل‌ الثاني لأهالي هذه‌ المناطق‌. فقد عرفت‌ إسفرايين‌ منذ القدم‌ بحياكة السجاد و البسط و القماش‌، وبقيت‌ هذه‌ الصناعات‌ محتفظة بأهميتها حتى‌ الآن‌، و تصدر منتوجاتها إلى‌ المناطق‌ الأخرى‌ فضلاً عن‌ تأمين‌ الاحتياجات‌ المحلية ( فرهنگ‌ جغرافيائي، ن‌.ص‌). و تقوم‌ في هذا القضاء معامل‌ عديدة لحياكة السجاد و النسيج، و حياكة الألياف‌ و إنتاج‌ اللبد و البسط و الأقمشة (ظ: فرهنگ‌اقتصادي ...،«ط»).

و تعد تربية المواشي، النشاط الثانوي لأهالي قضاء إسفرايين،‌ وتنتشر بشكل‌ تقليدي إلى‌ جانب‌ الزراعة، و لاتكاد محاصيلها تكفي الاحتياجات‌ المحلية ( فرهنگ‌ جغرافيائي، 12). و منها تربية الأبقار و الغنم‌ و الماعز، و كذلك تربية النحل‌ ( فرهنگ‌ روستائي، 168)

الإمكانيات‌ التعليمية و الصحية ـ العلاجية

توجد في قضاء إسفرايين‌ 180 مدرسة ابتدائية، و 60 مدرسة متوسطة، و 18 مدرسة ثانوية، و ثانويتان‌ مهنيتان‌ منهما ثانوية زراعة و معهدان‌ تجاريان‌ و معهد لإعداد المعلمين‌ القرويين‌، و قد كان‌ هناك 534,35 طالباً في السنة الدراسية 1372-1373ش‌ منشغلين‌ بالدراسة في المراحل‌ الدراسية المختلفة. كما توجد في هذا القضاء مكتبة عامة ( آمارنامه‌، 73، 77، 79، 81، 83، 85، 89). و ينشط في مجال‌ الخدمات‌ الصحية العلاجية مستشفى‌، و9 مستوصفات‌ و45 مركز صحي على‌ صعيد القضاء (ن‌.م‌، 139-141).

العشائر

تم‌ في عصر الحكام‌ الصفويين‌ و بشكل‌ تدريجي اعتباراً من‌ منتصف‌ القرن‌ 10ه‍/16م‌ ترحيل‌ بعض‌ العشائر الكردية من كردستان‌ إلى‌ تلك المناطق‌ بهدف‌ المحافظة على‌ حدود خراسان‌ الشمالية إزاء هجوم‌ الأجانب،‌ و خاصة مرتفعات‌ هزار‌مسجد و سفوحها الشمالية، حيث‌ جذبت‌ تدريجياً الأكراد الرحل‌ أكثر من‌ غيرها بسبب‌ تمتعها بمراع‌ صيفية و شتوية غنية. وفي القرن‌ 13ه‍ تزايدت‌ صعوبة استغلال‌ المراعي الشتوية للأكراد بسبب‌ هجمات‌ التركمان‌ و تزامناً مع‌ النزعات‌ التوسعية للروس‌ في آسيا الوسطى‌، و هذا ما أدى‌ إلى‌ انسحاب‌ السكان‌ الأكراد إلى‌ مرتفعات‌ شاه‌‌جهان‌، و قد كانت‌ هذه‌ الارتفاعات‌ الواقعة جنوب‌ هزارمسجد، توفر لهم‌ مراعي صيفية مناسبة للغاية، رغم‌ أن‌ المناطق‌ الجنوبية المحاذية (منطقة سبزوار و إسفرايين‌) لاتتمتع‌ بنوعية جيدة بسبب‌ تأثرها بالمناخ‌ الصحراوي (پاپلي، 92-93).

و في النصف‌ الثاني من‌ القرن‌ 13ه‍، و بعد آخر دفاع‌ للإيرانيين‌ عن‌ هراة، قام‌ حسام‌‌السلطنة بترحيل‌ حوالي 5 آلاف‌ أسرة من‌ قبيلة هزاره‌ من‌ قلعة نو في بادغيس‌ إلى‌ منطقة خراسان‌، و بعد فترة عاد ألفا أسرة منهم‌ إلى‌ هراة، و رحّلت‌ الحكومة الإيرانية ماتبقى‌ منهم‌ إلى‌ إسفرايين‌. و بعد فترة مات‌ عدد منهم‌ على‌ إثر الكوليرا و الأمراض‌ الأخرى‌، و نقل‌ المتبقى منهم‌ إلى‌ أطراف‌ مشهد (ييت‌، 120-121). و في الوقت‌ الحاضر، تتمتع‌ منطقة إسفرايين‌ بالإضافة إلى‌ سبزوار ودرگز بمقرات‌ لجذب‌ القبائل‌ الرحل‌ (پاپلي، 96). يشتمل‌ قضاء إسفرايين‌ الآن‌ على‌ مصافٍ ومشاتٍ للعديد من‌ القبائل‌ المستقلة مثل‌ باچوانلو وباچكانلو وبريمانلو و توبكانلو و قهرمانلو و ملوانلو وميلانلو وناصري، حيث‌ تشكل‌ بمجموعها 620 أسرة من‌ العشائر المتوجهة إلى‌ المصايف‌ و 287 من‌ العشائر المتوجهة إلى‌المشاتي. و تعتبر قصبات بام و رويين و زرق‌‌آباد و صفي‌آباد و فرطان و ميلانو مواضع‌ لترددها (ظ: سرشماري اجتماعي ...، 29). يتكلم‌ أهالي قضاء إسفرايين‌ باللغات الفارسية و التركية و الكردية، و يتبعون‌ المذهب‌ الشيعي، أو المذهب الحنفي ( فرهنگ‌ جغرافيائي، ن‌.ص‌).

المصادر

آمارنامۀ أستان‌ خراسان‌ (1372ش‌)، مديرية الميزانية و البرمجة في محافظة خراسان‌، طهران‌، 1373ش‌؛ پاپلي يزدي، محمد حسين‌، كوچ‌ نشيني درشمال‌ خراسان‌، تج‍ ‍: أصغركريمي، مشهد، 1371ش‌؛ سالنامۀ آماري هواشناسي، سنوات‌ بين‌ 1353-1363ش، مؤسسة الإرصاد الجوي في الدولة، طهران‌، 1361-1367ش‌؛ سرشماري اجتماعي ـ اقتصادي عشاير كوچنده (1366ش‌) سكان‌ عشائر القصبات‌، كافة أرجاء البلاد، مركز إحصاء إيران، طهران، 1368ش؛ سرشماري عمومي نفوس ومسكن (1365ش) النتائج التفصيلية، قضاء إسفرايين‌، مركز إحصاء إيران‌، طهران، 1368ش‌؛ فدائي، أحمد، جغرافياي شهرستان‌ إسفرايين‌، مشهد، 1373ش‌؛ فرهنگ‌ اقتصادي دهات‌ و مزارع‌، محافظة خراسان،‌ جهاد البناء، طهران‌، 1363ش‌؛ فرهنگ‌ جغرافيائي آباديهاي‌ كشور (غلامان‌ ـ عشق‌ آباد)، مديرية الجغرافيا في أركان‌ الجيش‌، طهران‌، 1367‌ش، ج‌ 11-19؛ فرهنگ‌ روستائي (1365ش‌)، مركز إحصاء إيران‌، طهران‌، 1369ش‌؛ مبشري، فرريدون‌ وآخرون‌، أرزيابي وضع‌ موجود وإمكانات‌ توسعۀ منابع‌ آب‌، منطقة خراسان‌، طهران؛ مفخم‌ پايان‌، لطف‌‌ الله‌، فرهنگ‌ كوههاي إيران‌، طهران‌، 1352ش‌؛ نام‌ ونشان‌ معادن‌ فعّال‌ كشور (1365ش‌)، مركز إحصـاء إيران‌، طهران‌، 1368‌ش؛ ييت‌، چارلز إدوارد، سفرنامۀ خراسان‌ وسيستان‌، تج‍ ‍: ق‌ روشني زعفرانلو و رهبري، طهران‌، 1365ش‌.

مژگان‌ نظامي/خ‌.

مدينة إسفرايين

تقع‌ هذه‌ المدينة التي هي حاضرة قضاء إسفرايين‌، على‌ خط الطول الشرقي 57° و29´، و خط العرض‌ الشمالي 37° و6´، و ارتفاع 220,‌1متراً عن‌ سطح‌ البحر. تقع‌ إسفرايين‌ على‌ طريق‌ بجنورد ـ سبزوار، و تبعد عن‌ مشهد التي هي حاضرة المحافظة 350كم‌. تقع‌ هذه‌ المدينة على‌ سفح‌ جبل‌ شاه‌‌جهان‌، و تقع‌ مرتفعات‌ آلاداغ‌ في شمالها. و يمر نهر بيدواز الموسمي الذي ينبع‌ من‌ جبل‌ شاه‌‌جهان‌ بوسط المدينة، و يصب‌ أخيراً في نهر كال‌ شور ( فرهنگ‌ جغرافيائي، 12).

كما ذكر اسم‌ هذه‌ المدينة بأشكال‌ مختلفة هي: سبراين‌ ( حدود العالم‌، 30، 89) و سفرايين‌ ( تاريخ‌ سيستان‌، 251) و إسپراين‌ (البيهقي، 614) و إسپرايين‌ ( برهان‌ قاطع‌، 1/ 118) و إسفرايين‌ (الثعالبي، يتيمة ...،4/437؛ ياقوت‌، 1/246؛ القزويني، 295).

لاتتوفر معلومات‌ واضحة عن‌ التاريخ‌ القديم‌ لهذه‌ المدينة، ولاندري بالضبط هل‌ كانت‌ عامرة قبل‌ العصر الساساني أيضاً، أم‌ لا؟ و قصارى مايمكن‌ قوله‌ إنها كانت‌ مدينة قديمة حين‌ دخول‌ المسلمين‌ خراسان‌. فتحت‌ إسفرايين‌ في 30 أو 31ه‍ على‌ يد عبدالله‌بن‌ عامر، و يعتبر كتاب‌ فتوح‌ البلدان‌ أقدم‌ وثيقة ذكرت‌ إسفرايين‌ بعد الإسلام‌ (البلاذري، 403-404؛ أيضاً ظ: قدامة‌، 401؛ ابن‌ الأثير، 3/124-125)، و لكننا لانلاحظ في المصادر الإسلامية رواية عن‌ تدمير إسفرايين‌ عند فتحها.

يعتبر المؤلفون‌ الجغرافيون‌ و المؤرخون‌ في العصر الإسلامي إسفرايين‌ الحد الفاصل‌ بين‌ نيسابور و جرجان‌، و عدّوها من‌ بلاد نيسابور. و قد كان‌ طريق‌ نيسابور العام‌ إلى‌ جرجان‌ يمر بسهل‌ كانت‌ إسفرايين‌ تقع‌ في وسطه‌ (الإصطخري، 217؛ ابن‌ رسته‌، 171؛ المقدسي، 318؛ ابن‌ حوقل‌، 2/ 428، 453، 456؛ الإدريسي، 690)

ذكر الجغرافيون‌ القدامى‌ موضعاً باسم‌ مهرجان‌، و لكن‌ بعضهم‌ اعتبر إسفرايين‌ و مهرجان‌ موضعاً واحداً، و رأوا أن‌ مهرجان‌ هو لقب‌ إسفرايين‌ (البيروني، 2/570)، و ذكروا أن‌ قباد الساساني سمى‌ إسفرايين‌ مهرجان‌ بسبب‌ مناخها المعتدل‌ (السمعاني، 5/414؛ أبوالفداء، 449)، لكن‌ البعض‌ الآخر و خاصة مؤلفين‌ جغرافيين‌ مثل‌ الإصطخري (ص‌ 284) و ابن‌ حوقل‌ (2/456)، و المقدسي (ص‌ 352) و الذين‌ ذكروا المسافات‌ الفاصلة بين‌ مدن‌ خراسان‌، اعتبروا إسفرايين‌ و مهرجان‌ موضعين‌ منفصلين‌ و قد وصف‌ الإدريسي مهرجان‌ بشكل‌ مستقل‌ بالإضافة إلى‌ إشادته‌ بإسفرايين‌ بأنها موفورة النعمة، طيبة الأهل‌، فقال‌ عنها بأنها مدينة عامرة، تشتمل‌ على‌ الميادين‌ و الأسواق‌ (ص‌ 690، 692)، و لكن‌ ياقوت‌ الحموي رأى‌ أن‌ مهرجان‌ هو الاسم‌ القديم‌ لإسفرايين‌، حيث‌ أطلق‌ هذا الاسم‌ فيما بعد على‌ قرية بجوار مدينة إسفرايين‌. وقد كانت‌ منطقة إسفرايين‌ تضم‌ على‌ حد قوله‌ 451 قرية (1/246-247، 4/ 698-699).

و استناداً إلى‌ ماكتبه‌ مؤلف‌ حدود العالم‌ المجهول‌ فقد كانت‌ إسفرايين‌ مدينة عامرة ذات‌ نعمة (ص‌ 89). و قد ذكر أحد علوييي طبرستان‌ يدعى‌ الحسن‌ بن‌ حمزة و الذي كان‌ شاعراً قديراً، المنازل‌ التي صادفها في طريقه في القرن‌ 4ه‍ خلال‌ رحلة له‌ لزيارة مرقد الإمام‌ الثامن‌الرضا (ع)، و منها إسفرايين‌ و ذلك في قصيدة عربية (ابن‌ إسفنديار، 102-105).

و قد وصف‌ زكريا القزويني أهالي إسفرايين‌ بالخير و الصلاح‌ (ص‌ 295). و وصف‌ حمدالله‌ المستوفي إسفرايين‌ بأنها مدينة متوسطة، و تحدث‌ عن‌ كأس‌ كبير صنع من‌ القصدير يبلغ‌ محيطها 12 «ذراع‌ خياطة»، كان موجوداً في مسجد المدينة. و استناداً إلى‌ ماذكره‌، فقد كانت‌ في شمال‌ إسفرايين‌ قلعة حصينة كانت‌ تسمى‌ «دز صعلوك». مناخ‌ إسفرايين‌ معتدل‌، و تؤمن‌ مياهها من‌ النهر، ولكن‌ توابعها كانت‌ تعتمد على‌ القنوات‌ (ص‌ 149). و وصف‌ زين‌‌العابدين‌ شيرواني إسفرايين بأنها قصبة لطيفة، ذات‌ ماء «معتدل‌» و مناخ‌ مقرون‌ بالبهجة. حيث‌ كانت‌ فاكهتها الشتوية ممتازة و جوزها لذيذاً (ص‌ 147).

يطلق‌ على‌ الآثار المتبقية من‌ مدينة إسفرايين‌ القديمة اسم‌ بلقيس‌، و تقع‌ على‌ مسافة قصيرة (حوالي 3كم‌) في جنوب‌ حاضرة المدينة الحالية و تسمى‌ ميان‌‌آباد. و ميان‌‌آباد هو اسم‌ جديد ولم‌‌يلاحظ هذا الاسم‌ في النصوص‌ التاريخية و الجغرافية قبل‌ العصر القاجاري، و قد سمى أحمد بهمنيار المسافة بين‌ سبزوار وإسفرايين‌ ميان‌ آباد (ص‌ 346). و هناك احتمال بأن‌ يكون‌ أهالي المدينة القديمة قد أعمروا الموضع‌ الحالي في 1000ه‍/1592م‌ بعد تدمير المدينة و تخريب‌ القنوات‌ على‌ يد عبدالمؤمن‌ خان‌ الأوزبك (ظ: إسكندربيك، 2/445-446)، حيـث‌ سميت‌ فيما بعـد ــ كمـا مـر ــ أطلال المدينة القديمة بلقيس‌.

الأحداث‌ التاريخية

لاتتوفر كما قلنا معلومات‌ موثقة عن‌ تاريخ‌ إسفرايين‌ قبل‌ الإسلام‌. و لم‌‌تبق‌ هذه‌ المدينة كما كان‌ حال‌ مدن‌ خراسان‌ الأخرى‌ بعد الإسلام‌ بمنأى‌ عن‌ الهجمات‌، و تغيير الولاة والأضرار الأخرى‌. كانت‌ إسفرايين‌ تخضع‌ لفترة من‌ الفترات‌ لحكم‌ آل‌ طاهر حتى‌ أنهى‌ يعقوب‌ بن الليث‌ الصفاري في 259ه‍ حكمهم‌ في نيسابور. و عندما كان‌ يعقوب‌ يتعقب‌ عبدالله‌ [محمد بن‌ صالح] ذهب‌ إلى‌ جرجان‌ عن‌ طريق‌ إسفرايين‌. ثم‌ توجه‌ عمرو بن الليث‌ أخو يعقوب‌ بجيوشه‌ حتى‌ إسفرايين‌ متعقباً هرثمة ( تاريخ‌ سيستان‌، 223-251).