اوگتای

أوگْتاي،   أو أُگدي، الابن الثالث لچنگيزخان وخليفته وثاني حكّام المغول (تـ 639ه‍ / 1241م). وذكر الجويني: كان قاآن يسمى أوگتاي قبل أن ملكاً (1 / 142). ولم يذكر اسمه الأول في جامع التواريخ، ویری رشيد الدين فضل الله أنه كان يمتعض من ذلك الاسم قائلاً «إنه سمي بعد ذلك اُگِداي وتعني هذه الكلمة العروج إلى الأعلی» (1 / 618). ويحتمل أن المغول والأتراك كانوا يسمون الأطفال بأسماء سيئة ووضيعة لكي يسلموا من الحسد والأرواح الشريرة. وربما كان اسم أوگتاي يعني في البدء الناقص وفاقد المندام والمشوّه (لسینغ، 646). ثم سمي أُگدي بمعنى عطية الله، وهو يشبه اسم خدابخش وخداداد في اللغة الفارسية، و ليس العروج إلى الأعلى، حيث كان في اللغة المغولية القديمة أُگده، وأصبح في اللغة الحالية، أُأُد. وقد ورد ضبط هذا الاسم في «تاريخ المغول السري» على شكل أُگُدِي (ص 255-257). 
لم يذكر تاريخ ولادة أوگتاي قاآن في المصادر المتقدمة، ولكن مورغان احتمل أنه ولد سنة 582ه‍ / 1186م (EI2,VIII / 162). شارك أوگتاي قاآن في عهد أبيه مع إخوته الآخرين في عدة معارک منها الحرب ضد قبائل المغول، والهجوم على الصين الشمالية (ختاي) وإيران، وإنه شهد فتح أوترار و خوارزم (الجویني، 1 / 64، 97، 106؛ ابن العبري، 230-231، 236؛ رشید الدین، 1 / 443، 447، 488-496). 
وكان چنگيز قد اختاره خليفة بعده، ولذلک تسلم بشكل رسمي سدة الحكم بعد موت أبيه بسنتین (624ه‍ / 1227م). وبعد أن حظي بالتأیید من جانب المجمع الكبير (قوريلتاي) (الجویني، 1 / 146-149؛ رشید الدین، 1 / 634-636؛ وصاف، 574-575)، أبقى ولاة والده وعماله، وبعث جیوشاً نحو إیران وقبچاق وبلغار الفولفا وأوروبا الشرقية. وسیر مجموعة من القادة باتجاه شمال الصين والتبت وكووريا (سُلَنجقة) ومنچوري (جورچه). ثم توجه هو نفسه في 627ه‍ مع تولوي إلى الصين الشمالية. وقد استمر هذا الهجوم حتى 631ه‍ (الجویني، 1 / 149-154؛ رشید الدین، 1 / 638- 648؛ وصاف، 575). 
وفي عهد أوگتاي قاآن كانت الأوضاع في بعض مناطق إيران وخاصة خراسان مضطربة متدهورة ولذلک كلف أشخاصاً مثل جورماغون وطاير (داير) بهادر بالقضاء على المعارضين. وقد سعى طایر لأن يخرج حكومة خراسان من قبضة چينتمور القراختائي. وأخيراً، اعترف قاآن بحكم چينتمور ومنع چورماغون وطاير من التدخل في الأمور (الجویني، 2 / 218-221؛ رشید الدین، 1 / 660-662). 
لقد اشتهر أوگتاي بدماثة الأخلاق، والمرونة والتساهل في تطبيق الياسا (شريعة المغول) کما کان یکنّ في قلبه حبّ الإيرانيين والمسلمين. وفيما عدا الجويني ورشيد الدين من مؤرخي بلاط الإيلخانيين المغول، فقد أشاد منهاج سراج بخصاله الحمیدة بینما ذکر چنگيزخان وأولاده بالسوء واللعن، (2 / 151؛ الجویني، 1 / 156- 158، 190؛ رشید الدین، 1 / 684-685، 704). وقد أمر أوگتاي بعد جلوسه على العرش عماله بمماشاة الناس وبکفّ الأذی والظلم عنهم کما وضع حدوداً لجبایة الضرائب (الجویني، 1 / 171؛ رشید الدین، 1 / 665). 
قام أوگتاي في 632ه‍ / 1235م بتخطیط مدينة قراقروم على ساحل نهر أورخون و بنى فیها كل من المعماریین الصينيين والمسلمين (الإيرانيين) قصراً له على الطراز المعماري السائد في بلادهم ومن ثم ضمت المدینة بساتین وحدائق جميلة وأقبل الناس علی الزارعة لأول مرة في تلك المنطقة (الجویني، 1 / 169، 192-193؛ رشید الدین، 1 / 670-672). وأمر أوگتاي قاآن بإحداث مجموعة من الإنشاءات والمحطات المخصصة للعالملین للبرید (یام) في أرجاء إمبراطورية المغول لنزول الفرسان المتميزين والمتأهبین والخيول الناشطة فیها كي تتم عملیة تبادل الأخبار والرسائل بسهولة وبأقصى سرعة وتوفر رجال الحکومة والسفراء والتجار سهولة التردد. وكلف أوگتاي كل الوجهاء والأمراء والحكام 
بأن يسعوا في تعزیز تلك المؤسسة ودعمها (م.ن، 1 / 665). 
كمـا أمر في 633ه‍ / 1236م بإعمار مدينة هراة التي لم يكـن قد تبقى منها بعد هجوم المغول سوى الخرائب. وفي 636ه‍ / 1239م أمر بإعادة 200 عائلة من أهالي هراة النازحین منها. وفي 637ه‍ تم بأمره نقل المیاه إلى مدينة هراة (فصیح، 2 / 309-310). لقد تنحي أوگتاي عن الحروب بعد عودته من الصين، فكان يقضي أکثر أوقاته في الصيد ومجالس اللهو، حيث رأى بعض المؤرخين أن إفراطه في هذه الأمور كان السبب في موته المبكر. 

المصادر

   ابن العبري، غریغوریوس، تاریخ مختصر الدول، تق‍ : أنطوان صالحاني، بیروت، 1958م؛ الجویني، عطاملک، تاریخ جهانگشاي، تق‍ : محمد قزویني، لیدن، 1911-1916م؛ رشید الدین فضل الله، جامع التواریخ، تق‍ : محمد روشن ومصطفی موسوي، طهران، 1373ش؛ فصیح خوافي، أحمد، مجمل فصیحي، تق‍ : محمود فرخ، مشهد، 1339ش؛ منهاج سراج، عثمان، طبقات ناصري، تق‍ : عبد الحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ وصاف، تاریخ، طهران، 1338ش؛ وأیضاً: 

EI2; Lessing, F. D. et al., Mongolian-English Dictionary, Bloomington, 1982; Mongqul-un niučatob ča’an  (Histoire secrète des Mongols), ed. L. Ligeti, Budapest, 1971. 
مصطفی موسوي / خ.