اوزبکستان

الاقتصاد

  تعد أوزبکستان من الوجهة الاقتصادیة إحدی أهم جمهوریات آسیة الوسطی، حیث کانت في عهد الاتحاد السوفیاتي تحتل المرتبة الأولی في إنتاج القطن داخل البلاد والمرتبة الثالثة علی المستوی العالمي. إن حفر القنوات المائیة المتعددة التي بلغت حوالی 150 کم أدّی إلی توسیع الرقعة الزراعیة وقد حولت زراعة القطن بشکل واسع هذه الجمهوریة إلی بلد أحادي الإنتاج. حیث یشکل القطن أکثر من 70٪ من صادرات أوزبکستان. یعتبر وادي فرغانة الخصب أحد مراکز زراعة القطن في أوزبکستان ویلیه الرز حیث کانت أوزبکستان تؤمن سابقاً نصف مایحتاج إلیه الاتحاد السوفیاتي من الرز. وبالإضافة إلی القطن والرز إن أهم المحاصیل الزراعیة في أوزبکستان هي القمح والشعیر والذرة والسمسم والتبغ والبصل والبطاطس والخضروات وأنواع الفواکه (ن.م، 55؛ أوزبکستان، 11؛ BSE3,XXVI / 499). یمتاز جلد الخروف الأوزبکي المعروف بقراگل بشهرة عالمیة. إن من أهم الصناعات في أوزبکستان الماکینات الزراعیة وصناعة النسیج والفولاذ والحدید والإسمنت والصناعات الکیمیاویة کما تنتشر فیها صناعة حیاکة السجاد («أوزبکستان»، 57؛ شریف أوف، 152). 
إن محافظة طشقند وطشقند المدینة هما أکبر مرکز اقتصادي وصناعي علی مستوی أوزبکستان، حیث توجد فیهما 200 مؤسسة اقتصادیة تشمل مصانع إنتاج الماکینات الخاصة بحصاد محاصیل القطن وتصنیع الجرارات وصناعة نسیج الأقمشة وإنتاج الرافعات وغیرها من الصناعات وکان إنتاج الغاز الطبیعي فیها یبلغ في عام 1993 حوالی 45 میلیار م3 کما کان إنتاج البترول فیها یبلغ 4 ملایین طن ( أزبکستان، 1). ومنذ عام 1990م انخفضت نسبة الاستثمار في أوزبکستان مما أدی إلی انخفاض نسبة الإنتاج الصناعي وبخاصة في مجال تصنیع الماکینات وإنتاج المعادن (ن.م، 2). 
أما صادرات أوزبکستان الأساسیة فهي: القطن والمعادن الأساسیة والماکینات والأقشمة والنسیج والمعدات الزراعیة ومعدات الملاحة الجویة والأسمدة الکیمیاویة. أما وارداتها فهي: الحبوب واللحوم والسکر وسائر البضائع الاستهلاکیة وکذلک المنتجات النفطیة. وتقوم أوزبکستان بالتبادل التجاري مع روسیا وأوکرانیا وکازاخستان وقرغیزیا وطاجیکستان وترکمنستان. 
بعد انهیار الاتحاد السوفیاتي السابق أعلنت دولة أوزبکستان استقلالها في الأول من سبتمبر من عام 1991 (شریف أف، 148). وقد تم التصدیق علی دستور جمهوریة أوزبکستان في 8 دیسمبر من عام 1992 (ن.م، 149). 

المعالم التاریخیة

  تکثر في أوزبکستان معالم تاریخیة تعود في غالبیتها إلی عصور ما قبل هجرة الأوزبک إلیها. إن أحد هذه المعالم الأثریة عبارة عن أماکن ترجع إلی حوالی الألفیة الثالثة قبل المیلاد في منطقة کلته مُنار في خوارزم (بوغاچنکووا، «آثار ... »، 9) مما یدل علی وجود مجموعات من البشر فیها في ذلک العهد وکانت هذه المنطقة في القرن 6 ق م جزءاً من المناطق الخاضعة للدولة الأخمینیة. وقد اکتشف علماء الآثار في تنقیباتهم في مدینة ترمذ الأثریة نماذج من الأبنیة الأثریة القدیمة (ن.م، 10-11). کما تم اکتشاف بنایة أثریة رائعة في منطقة کوی ـ کریلغان ـ قلعة بنیت علی شکل دائري وتضم مجموعة من الغرف المتعددة محصورة بین جدارین وکانت 9 أبراج للمراقبة تقوم بحراستها (ن.م، 12). 
ومن المعالم الأثریة الأخری في هذه المنطقة القصر الرئاسي في خوارزم في توپراق قلعة الذي یعود بناؤه إلی القرون 1-3م (العهد الفرثي) ویبدو أن هذا القصر کان یضم 300 غرفة (ن.ص). ومن المعالم الأثریة الأخری بنایة ایرتام في منطقة سرخان دریا والتي تعود إلی القرنین 1-2م وکان فیها مکانان یقع في أحدهما تمثال بوذا (ن.م، 14). 
إن إحدی المدن التي کانت تقع علی طریق جیش الإسکندر المقدوني بالقرب من بحر سیحون (سیر دریا) تسمی کوروبولیس والتي اشتقت من اسم کوروش (م.ن، «تاریخ ... »، 36). وکان أحد الحصون الدفاعیة الأثریة یقع في مدینة صغدي مَرکَند. وقد اعتبر البعض أن اسم مرکند هو سمرقند نفسه وقد قیل إن سور مرکند الخارجي کان یبلغ طوله 10کم. وقد أمر الإسکندر بتدمیر المدینة في عام 328 ق م بعد قمع ثورة أهالیها (ن.م، 37). کما کانت مدینة جانباز (جانباس قلعة) إحدی المدن الأثریة في الشمال الشرقي من خوارزم (ن.م، 40). ومن المدن الأثریة الأخری ذات الأهمیة التي اعتبرت من أعمال صغد ومنطقة مرکند یمکن ذکر مدینة أفراسیاب في ضواحي سمرقند والتي کانت عامرة منذ القرن 6 ق م وحتی تدمیرها علی أیدي المغول في 617ه‍ / 1220م (BSE3,II / 434). وکان اسمها الفارسي القدیم پارسیاب واسمها الصغدي پارشَواب. وقد تم الربط فیما بعد بین هذا الاسم واسم أفراسیاب الأسطوري وبذلک تم إطلاق اسم أفراسیاب علیها. وقد أطلق اسم أفراسیاب علی عدد من المدن في أراضي آسیة الوسطی منها مینغ أوریوک الواقعة في ضواحي طشقند. وکان سکانها یطلقون علیها اسم «کهنه أفراسیاب» [أي أفراسیاب القدیمة] ومن الأماکن الأخری التي ارتبط اسمها باسم أفراسیاب یمکن الإشارة إلی «شاه نشین تپه» (شیشکین، 122، الحاشیة رقم 1). 
من المدن العریقة الأخری في أوزبکستان هي طشقند التي کانت تسمی شاش [چاچ] في العهود الغابرة (م.ن، 128). ومن المعالم الأثریة الباقیة في أراضي أوزبکستان «پل برزو» الواقعة بالقرب من أفراسیاب (م.ن، 127) والرسوم الجداریة العائدة إلی القرنین 1-2ه‍ / 7- 8م في پنجکنت. أما بقیة المعالم الأثریة فیها مقابر للملوک السامانیین في بخاری تعود إلی القرنین (3و4ه‍ / 9و10م)؛ جامع یدعی نمازگاه یعود إلی القرن 6ه‍ / 12م؛ مقبرة چشم أیوب (القرون 6- 8ه‍ / 12-14م)؛ مدرسة ألغ بیک (820ه‍ / 1417م)؛ جامع کلان (920ه‍ / 1514م)؛ طاق زرگران (القرن 10ه‍ / 16م)؛ جامع ومدرسة میر عرب (943-944ه‍ / 1536-1537م)؛ قلعة مدینة بخاری وسورها وبوابتها؛ جامع خواجه زین الدین (القرن 10ه‍ / 16م)؛ مدرسة مُداري خان (974-975ه‍ / 1566-1567م)؛ مدرسة عبد اللّه خان (996- 998ه‍ / 1588-1590م)؛ مدرسة عبد العزیزخان (1062ه‍ / 1652م)؛ مجموعة الفن المعماري المسماة لب حوض [علی حافة البرکة] (1029ه‍ / 1620م)؛ چهارمنار [المنارات الأربع] (1222ق / 1807م) (پریبیتکوا، مخ‍‍ ). 
ومن المعالم التاریخیة الشهیریة في سمرقند یمکن الإشارة إلی مجموعة الفن المعماري العظیمة التي تدعی شاه زند وهي تشمل الجوامع والمدارس والمقابر التي تعود إلی عصور مختلفة ومن أهـم المعالم الأثریـة الأخری في سمرقند: جامع بي بي خانم (801-806ه‍ / 1399-1403م)؛ قبر تیمور الذي یسمی گور أمیر (806-807ه‍ / 1403-1404م)؛ مدرسة ألغ بیک (823 ه‍ / 1420م)؛ مدرسة شیردار (1028-1046ه‍ / 1619-1636م)؛ مجموعة خواجه عبدی درون المعماریة التي تشمل المقبرة والجامع؛ مقبرة عشرت خان (868ه‍ / 1464م)؛ زیج ألغ بیک (القرن 9ه‍ / 15م)؛ جامع خضر النبي (ع) (م.ن، مخ‍(. أما المعالم الأثریة في خیوة فهي: القلعة القدیمة المعروفة باسم «کهنه أرگ»؛ بوابة المدینة وسورها؛ منارة إسلام خواجه؛ مقبرة السید علاء الدین (القرن 8 ه‍ / 14م)؛ جامع الجمعة (القرن 12ه‍ / 18م)؛ مدرسة اللّه قلي خان (1250ه‍ / 1834م)؛ مقبرة پهلوان محمود (1246ه‍ / 1830م)؛ کلته منار ومدرسة أمین خان (1267- 1268ه‍ / 1851-1852م). 

الأعلام

  من کبار الشخصیات الإیرانیة والإسلامیة في مجال العلـم والأدب الذین تربّوا فـي أوزبکستان ــ کجزء من ماوراء النهر ــ یمکن الإشارة إلی رودکي والفارابي وابن سیناء وأمیر علی شیرنوایي والشیخ نجم الدین کبری ومحمد بن إسماعیل البخاري و غیرهم. 

المصادر

   أزبکستان، مؤسسة البحوث والدراسات التجاریة، تج‍ : فرشاد صمصامي، طهران، 1373ش؛ أکبریان، مهراب، «سفرنامۀ ماوراء النهر» سیمرغ، طهران، 1369ش، س 1، عد 7، 8، 9؛ «أوزبکستان»، کشورهاي مستقل مشترک المنافع وجمهوریهای بالتیک، گیتاشناسي، طهران 1374ش؛ ریوکین، مایکل، حکومت مسکو ومسألة مسلمانان آسیای مرکزي شوروي، تج‍ : محمود رمضان زاده، طهران، 1366ش؛ شریفف، علي شیر، «أوزبکستان کشوری کشف نشده»، تج‍ :  قاسم ملکي، فصلنامۀ مطالعات آسیای مرکزی وقفقاز، طهران، 1372ش، س2، عد 2؛ گلي زواره، غلامرضا، «جمهوري خودمختار ومسلمان نشین قراقالپاق»، پاسدار اسلام، س 12، عد 141؛ نصرت، نسرین، «وضعیت اقتصادي جمهوري ازبکستان»، مطالعات آسیاي مرکزی وقفقاز، طهران، 1372ش، س 1، عد 4؛ وأیضاً: 

Akiner, Sh., Islamic Peoples of the Soviet Union, London / New York, 1986; Akramov, Z. M. et al., Sovetskiĭ Soyuz (Uzbekistan), Moscow, 1970; BSE3; Masov, R., Istoriya topornogo razdeleniya, Dushanbe, 1991; Nurnazarov, M. and Kh. Muhabbatol, Geografiya, Dushanbe, 1991; Pribitkova, A. M., Pamyatniki arkhitektury Sredneĭ Azii, Moscow, 1971; Pugachenkova, G. A. and L. I. Rempel, Istoriya iskusstv Uzbekistana, Moscow, 1965; id, Vidayushchiesya Pamyatniki arkhitektury Uzbekistana, Tashkent, 1958; Shishkin, V. A., »Kal’ai Afrasiab«, Afrasiab, Tashkent, 1969; Sovetskiĭ entsiklopedicheskiĭ slovar, Moscow, 1987; Whitaker’s Almanach, London, 1995. 
عنایت الله رضا / گ.

II. التاریخ 

یعود اسم الأقوام الأوزبک بجذوره إلی تاریخ سهل قبتشاق والقطیع الذهبي، حیث استقر هذا الاسم بعد هجرة محمد خان الشیباني الظافرة إلی هذا الموطن الثاني أي ماوراء‌ النهر، لذا فإن المصادر الجغرافیة والتاریخیة المختلفة لم تتطرق عند حدیثها عن تاریخ أوزبکستان إلی ماقبل العهد الشیباني غیر أن الحدیث عن أیة بلاد تاریخیاً یعدّ بمثابة سلسلة مترابطة لایمکن فیها الفصل بین التطورات القومیة والاجتماعیة والثقافیة بشکل مفاجئ إذ یبدو الحفاظ علی هذا الترابط أمراً ضروریاً عند النظرة التاریخیة إلیها. لذا فإن الفترات السابقة للعهد الأوزبکي تخضع هنا للدراسة المجملة:      

عهد ما قبل الإسلام

  تعتبر ضفاف أنهار آمو وسیرو زرأفشان في الدراسات الأنثروبولوجیة إحدی أقدم مواطن الحیاة البشریة، حیث إن المعلومات الأثریة التي تم العثور علیها تعدّ وثائق حیة تعطینا صورة واضحة عن تاریخ هذه البلاد منذ العصر الحجري وحتی عصر الحدید ومن ذلک ثقافة تشعت في نواحي فرغانه في الشرق وثقافتا تازا باقیاب وسویی یارگان في خوارزم (للمزید، ظ: تولستُف، 211-218؛ مومن أوف، 7-18). إن الظاهرة التي تربط بین الثقافات ما قبل التاریخیة بالثقافات ما بعد التاریخیة وتعدّ منعطفاً مهماً في تاریخ هذه المنطقة هي هجرة الأقوام الآریة التي أثار الحدیث عن تاریخها الدقیق الکثیر من البحوث بین الباحثین. علی کل حال فإن سکان هذه المنطقة في بدایات تاریخها کانوا مزارعین وتجاراً وکانت بلادهم تدعی في ضفاف نهر زرافشان «صغد» وفي الضفاف السفلی لنهر آمو «خوارزم» ــ ربما تحت تأثیر أسمـاء بعض القومیات ــ (ظ: م.ن، 21-22). 
لقد ربط بعض الباحثین بین، إیران ویج، أي أرض الأجداد القدیمة التي ورد ذکرها في الأفستا وبین خوارزم وبذلک اعتبروا خوارزم بلاداً کان الإیرانیون یقطنونها قبل الهجرة نحو الجنوب (علی سبیل المثال ظ: مارکوارت، 155؛ أیضاً ظ: البیروني، 35: هناک روایة خوارزمیة قدیمة تعتبر بدایة تاریخ خوارزم منذ حوالی 1300 ق م). 
استناداً إلی الشواهد التاریخیة فإن بلاد صغد وخوارزم خضعت لسیطرة الأخمینیین أثناء فتوحات کوروش الأول (ح 525 ق م) ثم تحولت هذه السیادة المتزعزعة إلی سیادة قویة في عهد داریوش الأول (ظ: کوک، 244 ومابعده؛ مالوان، 397-398). لقد اعتبرت نقوش عهد داریوش الأول صغد وخوارزم کمحافظتین (ساتراپین) (ظ: کنت، 177، مخ‍‍ ؛ قا: البیروني، ن.ص: الحدیث من سیادة ملوک سلسلة الکیانیین علی خوارزم في التقالید الخوارزمیة). وعلی اثر استیلاء الاسکندر علی أراضي الأخمینیین فإن صغد خضعت للحکم الهلیني (329-327 ق م)، غیر أن خوارزم احتفظت باستقلالها عبر التصالح مع الأسکندر (زیمال، 238-239،235؛ أیضاً ظ: البیروني، ن.ص: تأکیدها في التقالید الخوارزمیة). لم تکن صغد في عصر الحکم الهلیني تدار کمحافظة مستقلة (ساتراب) بل کانت تابعة لمحافظة باختر (باکتریا) (زیمال، 235-236). 

یصعب الحدیث عن الفترة الزمنیة التي کان فیها الأخمینیون یسیطرون علی صغد وخوارزم وکذلک الأجزاء التي کانوا یسیطرون علیها ولکن استناداً إلی آراء المؤرخین فإن فترة الحکم السلوقي القصیرة الأمد في الشرق وفترة حکم الباختریین الهلنیین الطویلة نسبیاً (250-135ق م) کانتا تشملان مناطق محدودة من جنوبي صغد (ظ: م.ن، 240-241). 
لم تکن بلاد صغد تتمتع في القرنین 2-1 ق م بالوحدة السیاسیة وکانت مقسمة علی الأقل بین حکومتی صغد بخاري وصغد سمرقند. وفي هذه الفترة کان الدور الذي لعبه أقوام یوئه‌تشي الرّحل وسائر الأقوام الرحّل في السلطة السیاسیة في هذه المنطقة یحظی بأهمیة بالغة (ظ: م.ن، 246-247). 
لقد ذکرت المصادر الصینیة عند حدیثها عن تقسیمات ضفاف نهري سیر وآمو بخاصة بلاد یوئه‌تشی وکانغ کیو غیر أن آثار الباحثین السوفیت قد تعتبر کانغ کیو بلاداً مترامیة من تیان شان وحتی بحر قزوین وقد تعتبرها محدودة بمنطقة صغد سمرقند فحسب (ظ: غومیلف، 218, 291؛ فرامکین، 148-149)، غیرأنهم في الغالب اعتبروا کانغ کیو وبلاد خوارزم بلاداً واحدة (ظ: تولستف، 220, 292؛ زیمال، 246؛ قا: کنغ ـ هه المنطقة الحدودیة الواقعة بین إیران وطوران في یشتها،آبان یشت، البندان 54، 57، زامیاد یشت، البند 4). لقد کان للصینیین في هذا العهد نفوذ في فرغانة، حیث هاجموها مرتین (104و101 ق م) (ظ: بارتولد، «فرغانة»، 528). 
لقد کانت صغد في القرنین 1-2م عند بزوغ شمس الکوشانیین خاضعة لهم غیر أن انضمام خوارزم إلی سیطرة الکوشانیین لم یجد القبول لدی الباحثین (ظ: زیمال، 247-249؛ فرامکین، 87- 88، 149). في أیام تأسیس الدولة الساسانیة في إیران علی ید أردشیر بابکان (جلس علی العرش: 226م)، وعلی الرغم من اتساع رقعة حکمه بسرعة کبیرة إلا أننا لانجد أدلة علی سریان حکمه علی الجانب الأخر من نهر آمو. إذ یبدو أن مدینة مروکانت القاعدة الحدودیة (فرای، 124؛ أیضاً ظ: ابن خردادبه، 17- 18: وتأیید ذلک في قائمة منسوبة إلی أردشیر تضمنت أسماء أمرائه). 
کانت خوارزم حسب ماورد في التواریخ الإسلامیة من ضمن البلاد التي فتحها أردشیر (ظ: ابن الأثیر، 1 / 384). یظهر في نقوش کعبة زرادشت والعائدة إلی خلیفة أردشیر أي شاپور الأول (النص الفرثي، السطر 2؛ النص الیوناني، السطر 4) في ذروة اتساع رقعة الحکم الساساني وفي أقصی المناطق التي کانت تدفع الخراج إلی شاپور اسم کش (للنصوص الأصلیة،ظ: اسبرینغلینغ، 7-9، أیضاً اللوحة رقم 100؛ قا: فراي 127، حیث دعاها کاشغر)، وصغد و«جبال تشاتشستان» (منطقة طشقند حالیاً)، غیر أن فریقاً من المؤرخین یذهبون استناداً إلی الشواهد التاریخیة إلی أن هذه السیادة کانت لاتتجاوز فرض السیادة الساسانیة بشکل محدود علی بعض الحکام المحلیین وفي واقع الأمر لم تکن الممالک الواقعة علی الجانب الآخر من نهر آمو علی مستوی الولایات التابعة (دستکرت) لشاپور الأول (ظ: زیمال، 258). 
علی کل حال فإن صغد الکبری کانت قد انقسمت في القرون 3-5م فعلیاً إلی عدد من الممالک وکانت تدار علی شکل نظام ملوک الطوائف (ظ: 250؛ فرامکین، 150)؛ ولیس بمستبعد أن تکون المناطق المذکورة في نقوش شاپور أي کش وصغد (في معناها المحدود) وتشاتشستان نماذج من هذه الممالک وفي تلک القرون ذاتها کانت خوارزم قد انقسمت إلی مملکتین أي عرش ضفة آمو الشرقیة وعرش ضفة آمو الغربیة (زیمال، ن.ص). واستناداً إلی روایة البیروني فقد أسس رجل یدعی آفریغ من السلالة الکیانیة الرمزیة سلالة جدیدة من ملوک خوارزم استمرت حتی القرن 3ه‍ /  9م (ظ: ص 35-36)؛ کما أن تولستف من علماء الآثار السوفیت قد وجد أن فترة طویلة من تاریخ خوارزم (القرون 4-9م) هي فترة مترابطة وأسماها العهد الآفریغي (ص 224؛ أیضاً ظ: فرامکین، 149). 
کانت أقوام الهیاطلة في القرن 5م (بالصینیة: یه‌ ـ تا وبالیونانیة: افتالیتای) التي بدأ نفوذها السیاسي في المنطقة بعد سیطرتها علی مناطق طخارستان وکانت قدرتها المتزایدة علی تخوم الدولة الساسانیة قد حدّدت «نهر بلخ» (علی الظاهر نهر سرخاب) کخط حدودي بین إیران الساسانیة وأرض الهیاطلة («نامۀ تنسر»، 63؛ أیضـاً ظ: ابـن الفقیـه، 314: لتأییـد ذلک)، وعلـی الرغـم مـن أنهـا لم تؤسس دولة ذات حضور مستمر غیر أنها کانت تحظی بمکانة بارزة جداً في تاریخ المنطقة، بحیث بقي اسمها خالداً فیها ردحاً من الزمن؛ حیث کان اسم «أرض الهیاطلة» في العهد الإسلامي یستخدم لعدة قرون للإشارة إلی البلاد الواقعة علی الجانب الأخر من نهر آمو من بخاری وحتی تشاتش وفرغانة (کمثال ظ: ن.ص؛ المقدسي، 261؛ یاقوت، 4 / 999). وقد حل في القرن 6م محل الهیاطلة الذین کانوا یشکلون القوة السیاسیة الأولی في المنطقة، الأتراک الذین کانوا قد أسّسوا شرقي ماوراء النهر دولة قویة، حیث کانوا قد أخضعوا طوال القرنین 6-7م ممالک ماوراء النهر لسیطرتهم (ظ: غومیلف، 107). لقد کان هذا النفوذ في حد ذاته عاملاً لتسریع وتیرة هجرة مجموعات الأتراک التدریجیة إلی الغرب مما أدی في القرنین 1 و2ه‍ / 7و8م إلی إقامة مجموعات من أقوام الغز الرّحل في المناطق الشمالیة ـ الغربیة من ماوراء النهر وإقامة أقوام قارلق في مناطقها الشرقیة (ظ: ن.د، الأوزبک، القسم ب، الرقم 2).