اوریسه

أُوريسه،   ولایة في جمهوریة الهند الواقعة في شرقها يحدها من الجنوب الشرقي خليج البنغال، ومن الجنوب آندراپرادش، ومن الغرب مادياپرادش، ومن الشمال الشرقي البنغال الغربية ومن الشمال بيهار. تبلغ مساحتها حوالی 707,155کم2، وعدد سكانها في 1981م مایقارب 271,370,26 نسمة ( بریتانیکا، 1986م، میکرو، VIII / 1000-1001). 
تتبعها ولاية بيهار من الناحية الإدارية حالياً. ويتكلم غالبية سكانها باللغة الأرويائية، إذا استثنينا بعض سكانها الأصليين الذين يتكلمون باللغة الموندائية. واستناداً إلى الإحصاء العام للسكان في 1931م فإن مايقرب من 463,124 شخصاً یعتنقون الإسلام في ولايتي بيهار وأوريسه (EI1,VI / 998). 
ومن السلاسل الجبلية المهمة في أوريسه، سلسلة مهندرا گيري ويبلغ ارتفاعها 501,1 متر، ومالياگيري بارتفاع 184,1 متراً. تقع أوريسه في منطقة حارة، حيث تهب عليها الرياح الموسمية الممطرة. ويبلغ معدل الأمطار السنوية فيها حوالی 500,1 مليمتر. يشكل الهندوس 90٪ من سكان أوريسه وتقطن غالبيتهم في القرى ولايعيش في المدن سوى 12٪ من السكان. تعتبر مدينة بهو بانسوار قاعدة أوريسه. يعمل مایناهز 80٪ من أهالي القرى في الزراعة، و15٪ في الأعمال الأخرى. والمحاصيل الزراعية الرئيسة في أوريسه هي: الرز والبذور الزيتیة، والكنف الهندي، وقصب السكر والنارجیل. وهناك كميات ملفتة للنظر من منتجات حجر المناجم والحديد والكروم والمنغنیز والفحم الحجري وحجر الكلس والدلميت والرصاص الأسود والبوكسيد. ومما یستحق الاهتمام مصانع صهر الحدید وإنتاج السماد في رائوركلا، والمنغنيز في جودا وراياگاده. والإسمنت في راج غانجبور. ومن منتجات أوريسه الورق والسماد والمنسوجات والسكر والكلور وكربونات الصوديوم والزجاج والسيراميك. وتصنع الآثار الفنية الهندية في مدينة أوريسه من الحجر والخشب ( بریتانیکا، ن.ص). 
وعلى مر القرون والعصور الماضية كانت المنطقة التي تسمى الآن أوريسه، تحمل أسماء مختلفة مثل أوتكالا، کالینگه وأودرا دشا، حيث ترتبط غالبيتها بالخصائص القومية. كانت كالينگه تتمتع بحكومة قومية في عصر بوذا. وقد حدثت فيها في القرن 3 ق.م إحدى معارك آشوكا المعروف وفي القرون الميلادية الأولى تحولت كالينگه إلى قوة بحرية. کما بلغت عصرها الذهبي في عهد أسرة كانگه من 1078 حتى 1264م. و في القرنین 7و8ه‍ / 13و14م ظلت هذه المنطقة على شكل قاعدة مستقلة لتجمع الهندوس ومركزاً للعلم والفلسفة والفن والعمارة الهندوسية في ظل حکم المسلمین (تامس، 446-447 ؛ بریتانیکا، 1978م، ماکرو، XIII / 739 ، 1986م، میکرو، VIII / 1000). 
ومما يلفت الانتباه في هذا المجال نقوش منحوته في جدران مغارات تل أودایاگیري في أوریسه (رابسن، 481). 
لقد اقتحم فيروزشاه الثالث من السلالة التغلق شاهیة في خريف 1360م أوريسه وأخرج منها حاکمها (هیغ، 178). واكتسب نظام الدين أحمد من سلالة النظام شاهية في الدكن، شهرة من خلال هجومه على أوريسه وهدم معابد الأوثان فيها (254-255). وفي 838ه‍ / 1435م استولى أحمد الأول البهمني على شمال أوريسه وضمها إلی منطقة فارنگال (إیانغر، 491). وفي 976ه‍ / 1568م سيطر حكام البنغال الأفغان على أوريسه. ثم أصحبت أوريسه جزءاً من الإمبراطورية المغولية إلا أنه سقط القسم الأكبر من أوريسه بيد المراتهه وبعد سقوط إمبراطوریة المغول، کما في 1170ه‍ / 1757م خضع جزء منها للنفوذ البريطاني. وأخيراً أصبحت بریطانیا سید الموقف في جميع أرجاء المنطقة ( بریتانیکا، ن.صص). 
وفي خلال سنتي 1866-1867م عمّ الجفاف الهند بأکملها وامتد نطاقه إلی أوريسه حتی أصابها القحط حیث لم تتوفر فیها المواد الغذائية وبذلك فقد أصبحت أوريسه تابعة تماماً للشركات البريطانية (لاوت، 298). 
یتشکل سكان أوريسه من مختلف الأعراق منها المغولیة، والموندائة، والدرافيدية أو البنغالية. وبسيطرة البريطانيين على أوريسه اكتسبت عادات الأهالي وتقاليدهم الطابع الغربي واندثرت لغة المهارشترا (المراتهیة) (بارنت، 538). 

المصادر   

Ayyangar, K., »Hindu States in Southern India, A. D. 1000-1565«, The Cambridge History of India, New Delhi, 1987, vol. III; Barnett, L. D., »The Early History of Southern India«, ibid, vol. I; Britannica ; EI1; Haig, W., »The Reign of Fīrūz Tughluq…«, The Cambridge History of India, New Delhi, 1987, vol.III; Lovett, H. V., »The Development of Famine Policy«, ibid, vol. VI; Rapson, E. J., »Indian Native States after the Period of the Maurya Empire«, ibid,vol. I; Thomas, F. W., »Açoka, The Imperial Patron of Buddhism«, ibid. 
پروانه محمدي / خ.