الاهوازی

اَلْأَهْوازيّ،   أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بين يزداد بن هرمز بن شاهق (27 محرم 362-4 ذي الحجة 446ه‍ / 7 تشرين الثاني 972-6 آذار 1055م) مقرئ إیراني الأصل. ولد في أهواز (ابن الجزري، غایة ... ، 1 / 220). وتعلم فیها وفي المدن الأخری القراءة والحديث عند مشايخ عصره (ن.ص). رحل إلى دمشق في 391ه‍ (أو 394ه‍ على قول آخر) وسكن فيها حتی نهایة عمره (ابن عساکر، تاریخ ... ، 4 / 475-477؛ ابن الجزري، ن.م، 1 / 222). 
 أخذ الأهوازي قراءة أبي عمرو وعاصم من علي بن الحسين الغضائري، وقراءة ابن كثير من محمد بن محمد بن فيروز، وقراءة نافع من أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي، کما سمع رواية قالون من أحمد بن محمد بن عبد الله التستري (الذهبي، معرفـة ... ، 1 / 323). ومـن مشايخـه الآخرين فـي القـراءة: في بغـداد أبو حفص الكتاني وأبو الفرج الشنبوذي، في دمشق محمد بن أحمد بن محمد الجبني، وفي البصرة أبو القاسم عبد الله بن نافع بن هارون العنبري وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي الباهلي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن هلال (ن.ص؛ ابن الجزري، ن.م، 1 / 221). 
كما سمع الحديث من نصر بن أحمد المُرجي ومعافي بن زكريا بن طرارا وعبد الوهاب الكلابي و تمّام الرازي (لقائمة عن مشایخه، ظ: ابن عساکر، تاریخ، 4 / 475؛ الذهبي، سیر ... ، 18 / 14، معرفة، 1 / 324). وقضی فترة في مصر والموصل (ابن عساکر، ن.م، 4 / 476؛ الذهبي، سیر، ن.ص). 
تولی الأهوازي بعد 400ه‍ تدریس القراءة والحدیث في دمشق، في حين کان بعض مشايخه على قيد الحياة (م.ن، معرفة، 1 / 325). ومن تلامذته ورواته في القراءة أبو القاسم الهندلي وأبو على الحسن بن القاسم غلام الهرّاس وأحمد بن أبي الأشعث السمرقندي وأبو الحسن المصيني وأبو نصر أحمد بن علي الزینبي وأبو الحسن علـي بن أحمد الأبهري وأبو بكـر محمد بن مفرج البطليوسي وأبو القاسم عبد الوهاب القرطبي (م.ن، سیر، ن.ص؛ ابن الجزري، ن.م، 1 / 221-222). كما سمع الحديث منه الخطيب البغدادي وأبو سعد إسماعيل بن علي السمّان وعبد العزيز بن أحمد الكتّاني وأبو طاهر الحنّائي (ابن عساکر، ن.م، 4 / 475-476؛ الذهبي، ن.م، 18 / 15). وروی عنه أيضاً أبو معشر الطبري على سبيل الإجازة (ابن الجزري، ن.م، 1 / 222). 
كان الأهوازي على مذهب السالمية (ابن عساكر، ن.م، 4 / 476) ويروي أحاديث في التشبیه. لا أساس لها وكان يدعي أنه رأى الله في المنامه. ويضيف ابن عساكر (ن.ص) أن الأهوازي ألف كتاباً یحمل اسم  البيان في عقود أهل الإيمان قد جمع فيه بعض الأحاديث «المنكرة»، ولقد صرح في تبيین كذب المفتري (ص 369) أن هذا الكتاب یضم أحاديث الصفات وقد أيد الذهبي وجود الروايات المختلقة في هذا الكتاب (ن.ص، أیضاً میزان ... ، 1 / 512). 
وقد تعرضت آراؤه في علم الرجال للنقد من قبل طائفة من المحدثين والمقرئين، حتى إنهم شككوا في روايته عن بعض شيوخه، قائلین بأنه اتهم بالكذب لإفراطه في رواية القراءات. وقیل إنـه روى عـن بعض المشايخ الذين لـم يُعرفوا إلا عن طریقـه (ظ: ابن عساکر، تاریخ، 4 / 476-477، تبیین، 368-371، 415-416؛ الذهبي، سیر، 18 / 13- 18، میزان، 1 / 512-513؛ ابن حجر، 2 / 238-239). ومع كل ذلك، فقد أكـد العلماء على تبحره في القراءة وسعة روایـاتـه (ظ: الـذهبـي، سیـر، 18 / 13، 16، 18، مـعـرفـة، 1 / 324؛ ابن الجزري، غایة، 1 / 220) وقد نقلت رواياته في مؤلفات مثل المستنير لابن سوار، الكفاية لأبي العز القلانسي والكامل للهذلي (ظ: ن.ص). لقد ترک الأهوازي بعض المصنفات في علم القراءة، منها: الوجيز، وتوجد مخطوطة منه في مكتبة تشستربیتي (ظ: شواخ، 4 / 176-177؛ عن مدی شیوعه، ظ: ابن الجزري، النشر ... ، 1 / 80- 81؛ کلبرغ، 380)؛  الموجز، مخطوطة منه في الأزهرية ( الأزهریة، 1 / 147)؛ الإيضاح، الذي استند إليه أبو شامة المقدسي في المرشد الوجيز (ص 108- 109، مخ‍(؛ وينسب إليه كتاب بعنوان التفرد والاتفاق بين الحجازيين والشاميين وأهل العراق، توجد مخطوطة ناقصة منه في الظاهرية ( فهرس ... ، 374). وأشار بروكلمان إلى مخطوطة بعنوان الموضح في القراءات السبع وهي محفوظة في الأزهرية (GAS,I / 720). وکان له كتاب بعنوان الإقناع في القراءات الشاذة (ظ: البغدادي، 1 / 275؛ الرافعي، 2 / 159) لم یصلنا وقد كان الكتاب يشتمل على 11 قراءة و10 اختيارات، جمع المؤلف فيه قراءة كل من أبي جعفر المدني، شيبة بن النصاح، محمد بن محيصن، حميد بن قيس، ابن شهاب الزهري، الحسن البصري، الأعمش، ابن أبي ليلى، طلحة بن مصرف، أبي بحرية السكوني، ومحمد بن مناذر المدني، وكذلك اختيارات يعقوب الحضرمي، أيوب بن المتوكل، يحيى بن المبارك اليزيدي، أبو عبيد القاسم بن سلام، خلف بن هشام البزار، أبو جعفر محمد بن سعدان، محمد بن عيسى الأصبهاني، أبو حاتم السجستاني، أحمد بن جبير الأنطاكي وابن جرير الطبري (ن.ص). كما ألف كتاباً في قراءة زيد بن علـي لم یصلنا (البغدادي، 1 / 276؛ عن سائر آثـاره في القـراءة، ظ: ابن خیر، 37- 38؛ الصفدي، 12 / 122؛ حاجي خلیفة، 2 / 1773؛ البغدادي، 1 / 275-276). 
ومن إنجازاته الشعریة قصيدة في التوحيد والعقيدة ما یقارب 112 بيتاً، توجد مخطوطة منها في المكتبة الظاهرية ( فهرس، 375). ومن شأن هذه القصيدة أن تنفع الباحث في دارسة أفكار الأهوازي ومعتقداته في السالمية. كما يتم الاحتفاظ في المكتبة الظاهرية بمخطوطة ناقصة من كتاب عنوانه شرح عقد الإيمان في معاوية بن أبي سفيان (ن.م، 682؛ أیضاً ظ: الذهبي، سیر، 18 / 14). 
لقد خلط بروکلمان عند حدیثه عن كتاب الفرائد والقلائد (GAL,S) بین أبي علی الأهوازي وأبي الحسن الأهوازي وقد نسب الکتاب إلی أبي علي (للبحث عنه، ظ: همائي، 163). 
لقد ترک الأهوازي کتاب صغیر بعنوان «مثالب ابن أبي بشر» یحمل في طیاته الانتقادات الموجهة إلی مؤسس الأشاعرة أبي الحسن الأشعري وما ورد في دحض أفکاره وآراءه، نشره ميشل آلار في «مجلـة الدراسـات الشرقية بدمشـق» مصحوبـاً بمقدمة وترجمـة (ظ: مصادر هذه المقالة). وإن المؤلف بتألیفه هذا الکتاب عرّض نفسه لنقد الأشاعرة وطعنهم (الذهبي لمعرفة، 1 / 324؛ ابن الجزري، غایة، 1 / 220). کما اهتم ابن عساكر في تبیین كذب المفتري (ص 364 ومابعدها) برد الکتاب ونقد أقوال المؤلف (ص 153). لقد سدد الأهوازي في هذا الکتاب سهام نقده نحو الأشعري وأورد حکایات في طعنه سمعها من أشاعرة البصرة حسب إدعائه (مثلاً ظ: ص 159). کما أنکر منزلته ومکانته في علم الحديث والفقه وعلوم القرآن (ص 161). ومهما کان الأمر فإن من المسلم به أن الأهوازي ابتعد في موقفه النقدي للأشعري عن المنهج العلمي. ذهب آلار في مقدمة الکتاب (ص 133-134) أن الأهوازي فرغ من تأليفه حوالی سنة 430ه‍ (للمزید عن الکتاب ومدی رواجه، ظ: م.ن، 135-149). 

المصادر

   ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تق‍ : غ. برغشترسر، القاهرة، 1351ه‍ / 1932م؛ م.ن، النشر في القراءات العشر، تق‍ : علي محمد الضباع، القاهرة، مکتبة مصطفی محمد؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان المیزان، حیدرآباد الدکن، 1329ه‍ ؛ ابــن خیـر الإشبیلـي، محمـد، فهرسـة، تق‍ : ف. کـودرا، بغداد، 1963م؛ ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، عمان، دار البشیر؛ م.ن، تبیین کذب المفتري، دمشـق، 1347ه‍ ؛ أبـو شامـه المقدسي، عبـد الرحمـن، المرشد الوجیـز، تق‍ : طیار آلتي قـولاج، أنقـرة، 1406ه‍ / 1986م؛ الأزهریـة، الفهرست؛ الأهـوازي، حسن، «مثالـب ابن أبي البشر» (ظ: مل‍ ، آلار)؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تق‍ : شعیب الأرنؤوط وآخرون، بیروت، 1405ه‍ / 1985م؛ م.ن، معرفة القراء الکبار، تق‍ : محمد سید جاد الحق، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ م.ن، میزان الاعتدال، تق‍ : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382ه‍ / 1963م؛ الرافعي، عبد الکریم، التدوین في أخبار قزوین، تق‍ : عزیز الله العطاردي، حیدرآباد الدکن، 1404ه‍ / 1984م؛ شواخ، علي، معجم مصنفات القرآن الکریم، الریاض، 1404ه‍ / 1984م؛ الصفدي، الخلیل، الوافي بالوفیات، تق‍ : رمضان عبد التواب، بیروت، 1399ه‍ / 1979م؛ فهرس مجامیع المدرسة العمریة، تق‍ : یاسین محمد سواس، الکویت، 1408ه‍ / 1987م؛ همائي، جلال الدین، حاشیة علي نصیحة الملوک للغزالي، طهران، 1351ش؛ وأیضاً: 

Allard, M., »Un Pamphlet contre al-Ašªarī«, Bulletin d’études Orientales, Damascus, 1970, vol. XXIII; GAL, S; Kohlberg, E., A Medieval Muslim Scholar at Work, Leiden etc., 1992.
حسن أنصاري / د.