اهواز

 أَهْواز،   مدينة وقضاء في محافظة خوزستان. 

التسمية

  أهواز جمع هوز (لسترنج، 232) تعريب لكلمة هوج أو خوج البهلوية. وقد ورد ضبط هذا الاسم في النقوش الأخمینیة على شكل «اووْجه» باللغة الفارسية القديمة (ظ: شارپ، 33). وقد كانت المنطقة التي تنطبق على إيلام القديمة وخوزستان الحالية، تسمى في عصر الساسانيين، هجوستان أوخوجستان وتعني أرض الخوز وفي القرون الإسلامية الأولى أطلق اسم أهواز على جميع أرجاء منطقة خوزستان، وکانت مدينة أهواز تسمی سوق الأهواز (ظ: قائم مقامي، 176-177). 
واستناداً إلى الطبري، فقد كان أردشير بابكان بنی مدينة أهواز وسماها هرمزأردشير (2 / 41) وكانت تنقسم إلی قسمين: قسم يسكنه الأشراف، وآخر يسكنه التجّار وكانت مدينة الأشراف تسمى هرمشير (هومشير)، فيما كانت مدينة التجار تسمى هجوستان واجار (خوجستان بازار) بمعنى سوق خوزستان. وقد دمرت هرمشير عند هجوم العرب علی إیران وبقيت هجوستان واجار. وقد عرّب هذا الاسم، فسمي «سوق الأهواز» وهو تعریب هجوستان واجار البهلوية (ظ: مجمل التواریخ ... ، 61-62؛ حمزة، 33-34). 

التاريخ

  كانت أهواز في العصر الساساني من مدن خوزستان الرئيسة ومن المراكز المهمة لصناعات النسيج (بیغولوسکایا، 323). كما کانت أحد مراكز المسيحية في إيران، ومن أسقفيات خوزستان (ظ: کریستن سن، 291، 296، 305). ویدل اسم هجوستان واجار علی أن المدینة كانت أيضاً من المراكز الاقتصادیة الرئيسة، وتجري فیها النشاطات التجارية بسبب وقوعها قرب نهر كارون (مساعد، 183-184). 
وقد بنى العرب بعد انتصارهم في موقعة نهاوند معسكرات في المدن المفتوحة ومنها أهواز (زرین کوب، 27). وكانت مدن خوزستان ومنها أهواز من أولى معاقل الخوارج في إيران (ظ: جعفري، 131). وفي عهد خلافة علي (ع) انضم بعض موالي أهواز إلى ثورة الخوارج (زرین کوب، 35). وفي عهد خلافة يزيد بن معاوية كانت مدن خوزستان ومنها أهواز مسرحاً للمناوشات والاشتباكات بين الخوارج والجيش الأموي (ظ: الدینوري، 269-277). 
كانت مدينة أهواز تعتبر في القرون الاسلامية الأولى من أكبر مدن خوزستان وأكثرها عمارة بفضل السد الذي كان قد شيد على نهر كارون (حدود العالم، 138). وظلت مزدهرة عامرة حتى 256ه‍ / 870م، إلا أن جنود صاحب الزنج استولوا عليها في تلك السنة (ظ: الطبري، 9 / 472-473). ومنذ ذلک الحین فقدت المدینة ازدهارها وعمرانها السابقين، ولكنها استعادت في عهد عضد الدولة الدیلمي أهمیتها السابقة، حیث تحولت إلی مرکز تجاري (بوسه، 283-284). وقد قام عضد الدولة على ماذكره المقدسي (ص 411) بإعادة بناء وترميم قنطرة هندوان الذي كان يربط بين قسمي أهواز وجامعها الذي كان یشرف علی النهر. لقد ظلت مدينة أهواز تعد من القواعد الرئيسة للمذهب الشيعي في إيران لفترة طویلة، حيث ذكر المقدسي أن نصف سكانها كانوا من الشيعة وكانت هناك نزاعات مستمرة بين الشيعة (المروشيين) والسنة (الفضليين) (ص 415-417). 
كانت أهواز مدينة عامرة حتى أواخر القرن 5ه‍ ، ولكنها أخذت تفقد ازدهارها منذ ذلک الحین حتی انتقلت عاصمة خوزستان منها إلى تستر (ظ: إمام شوشتري، 99). وتحولت أثناء القرن 6ه‍ إلى مدينة خربة وغير آهلة بالسكان (ظ: رشید الدین، 181). وقد وصفها حافظ أبرو بأنها قصبة وأخطأ في تسمیتها سوق الأربعاء (ص 171). 
وباتساع التجارة في منطقة نهر كارون، أوکلت حكومة إيران المركزية إلى البنك الشاهنشاهي في 1307ه‍ / 1890م امتياز مد طريق معبدة من طهران إلى أهواز (ظ: تیموري، 233). إلا أن هذا المشروع لم یتحقق بشکل کامل وإنما تم إنجاز قسم من الطريق بطول 160كم یصل طهران إلى قم (أنصاري، 92). وبفتح نهر كارون استقر ممثلو وزارة الخارجية في أهواز والمحمرة (= خرمشهر) كي يؤدوا مهمتهم كحلقة وصل بين الحكومة المركزية والتجار الأجانب. كما استقر موظفو الجمارك في المحمرة وأهواز (م.ن، 93). وظلت أهواز یتسع نطاقها باتساع النشاطات التجاریة فیها. وتحولت منذ 1314ه‍ / 1896م إلى مركز لتجارة القمح في خوزستان واتصلت بأسواق الولاية المركزية في إیران عبر طريق لينچ ـ بختياري (أهواز‌ ـ أصفهان) في 1318ه‍ / 1900م. ومنذ ذلک الحین أخذ یرتفع عدد سكانها وبعد أن انحدرت إلیها جماعات من المهاجرین ومنهم بعض التجار وخاصة من شوشتر ودزفول (م.ن، 178، 180). 
خلال الحرب العالمية الأولى احتلت بريطانيا أجزاء من خوزستان ومنها أهواز بهدف السيطرة على الحقول النفطية (ظ: م.ن، 217). وبعد خروج قواتها من المنطقة انقسمت خوزستان من جدید إلى قسمين: فخضع القسم الرئيس منها ويشمل آبادان وخرمشهر وفلاحية وهويزة وأهواز لسيطرة الشيخ خزعل بدعم من بریطانیا (ظ: م.ن، 225-226). و وما إن تولی رضاخان رئاسة الوزراء في سنة 1303ش حتی أُمر الشيخ خزعل بتسلیم إدارة الممتلكات الحكومية التي كانت في حیازته إلى إدارة المالية؛ ولكن الشيخ خزعل شق عصا الطاعة وتأهب للحرب (ظ: م.ن، 232، 234-235). فبعث رضاخان القوات العسكرية إلى خوزستان لمواجهته، حيث أدى ذلك إلى استسلام الشيخ خزعل (م.ن، 247). 
وبعد تسلم الأسرة البهلوية مقالید السلطة وتثبيت دعائم الحكومة المركزية، تشكلت في إيران المؤسسات الحكومية الجديدة فتبدد بذلك شمل المتمردین في المنطقة. وفي 1303ش، استعادت أهواز موقعها المركزي السابق وازدادت أهميتها بعد إحداث طرق المواصلات، وطريق خط السكك الحديدية واكتشاف الحقول النفطية. 

المصادر

   إمام شوشتري، محمد علي، تاریخ جغرافیائي خوزستان، طهران، 1331ش؛ أنصاري، مصطفی، تاریخ خوزستان 1878-1925، تج‍ : محمد جواهر کلام، طهران، 1377ش؛ بیغولوسکایا، ن.م، شهرهاي إیران در روزگار پارتیان وساسانیان، تج‍ : عنایت الله رضا، طهران، 1367ش؛ تیموري، إبراهیم، عصر بي خبري، طهران، 1363ش؛ جعفـري، یعقـوب، خـوارج در تاریخ، طهـران، 1371ش؛ حافظ أبـرو، عبد اللـه، جغرافیـا، النسخـة المصورة الموجـودة فـي مکتبـة المرکـز؛ حـدود العالـم، تق‍  : منوچهر ستوده، طهران، 1340ش؛ حمزة الأصفهاني، تاریخ سني ملوک الأرض والأنبیاء، برلین، 1345ه‍ ؛ الدینوري، أحمد، الأخبار الطوال، تق‍ : عبد المنعم عامر وجمال الدیـن شیال، القاهرة، 1960م؛ رشید الدین فضل الله، مکاتبات رشیـدي، تق‍ : محمد شفیع، لاهور، 1945م؛ شارب، ر. ن.، فرمانهاي شاهنشاهي هخامنشي، المجلس المرکزي للاحتفالات الملکیة؛ الطبري، تاریخ؛ قائم مقامي، جهانگیر، «تطورات نام سرزمین خوزستان» بررسیهای تاریخي، طهران، 1347ش، س 3، عد 6؛ کریستن سن، آرتور، إیران درزمان ساسانیان، تج‍ : رشید یاسمي، طهران، 1345ش؛ مجمل التواریخ والقصص، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، 1317ش؛ مساعد، علاء الدین، «أهواز»، یغما، طهران، 1352ش، س 26، عد 3؛ المقدسي، محمد، أحسـن التقاسیم، لیـدن، 1906م؛ نجم الملک، عبـد الغفـار، سفرنامـۀ خوزستـان، تق‍ : محمد دبیرسیاقي، طهران، 1341ش؛ وأیضاً: 

Busse, H., »Iran Under the Būyids«, The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1975, vol. IV; Le Strange, G., The Lands of the Eastern Caliphate, London, 1966; Sykes, P., History of Persia, London, 1930; Zarrinkūb, ªAbd al-Ħusain, »The Arab Conquest of Iran and Its Aftermath«, The Cambridge History of Iran, vol. IV, ed. R.N. Frye, Cambridge, 1975. 
علي کرم همداني /  خ.