الصفحة الرئیسیة / المقالات / اهل البیت /

فهرس الموضوعات

اهل البیت


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/4/21 ۰۸:۳۹:۰۲ تاریخ تألیف المقالة

أَهْلُ الْبَيْت،   مصطلح قرآني، حديثي وكلامي، یطلق علی أسرة رسول الله (ص). وقد استعمل مرة واحدة بهذا المعنی في القرآن الكريم (في الآية التي عرفت باسم آية التطهير): «وقرن في بيوتكن ولاتبرّجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكوة وأطعن الله ورسوله إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» (الأحزاب / 33 / 33).
یری علماء اللغة أن هذا المصطلح إذا جاء مطلقاً فإن المراد منه آل النبي (ص) (ظ: الراغب، 36؛ ابن منظور، مدخل أهل). إلا أن آراء المفسرين والمحدثين والمتكلمين تختلف بشأن من يشملهم هذا المصطلح:
1. يرى بعض مفسري أهل السنة أن هذه الآية لاتشمل إلا زوجات النبي (ص) وذلک بقرينة ما نزل قبل الآیة وما بعدها بشأنهن مستندین إلی رواية عن ابن عباس نقلها عكرمة ومقاتل وابن جبير وابن سائب وذكروا أن عكرمة كان يهتف في السوق قائلاً إن أهل بيت النبي (ص) هم أزواجه فقط، وأنه مستعد لمباهلة من ينكر ذلك (الطبري، 22 / 7؛ البغوي، 4 / 464؛ القرطبي، 14 / 182؛ البیضاوي، 4 / 163؛ ابن کثیر، 5 / 452-453، 458؛ أبوحیان، 7 / 231؛ السیوطي، 6 / 602-603).
وقد تعرض هذا الرأی لنقد عدد من مفسري أهل السنة وجميع مفسري الشيعة، حیث قالوا: لو كان المراد من أهل البيت في هذه الآية أزواج النبي (ص)، لكان من المناسب أن يقول الله في هذه الآية «عنکنّ» و«يطهركنّ» مثلما ورد في العبارات السابقة واللاحقة التي جاء الخطاب فيها بصورة الجمع المؤنث في حين یکون الخطاب في الآية على صورة الجمع المذكر وهذا يدل على أن قول هذا الفريق ليس صحيحاً (أبو حیان، ن.ص؛ الطوسي، 8 / 340-341؛ أبو الفتوح، 4 / 327؛ الطباطبائي، 16 / 310)؛ وأما استنادهم إلی الروایة فإنـه موضع شـک لأن أبا حيان الغرناطـي ــ الذي ینتمي إلی أهل السنة ــ دحض إسناد الرواية إلى ابن عباس (ن.ص؛ أیضاً ظ: ابن کثیر، 5 / 452-453)
2. وترى طائفة أخرى من مفسري أهل السنة أن المراد من أهل البيت في الآية هو زوجات النبي (ص) وكذلك علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) (فخر الدین، 25 / 209؛ البیضاوي، ن.ص؛ أبو حیان، 7 / 232؛ ابن کثیر، 5 /  458).
3. وذهب بعض من المفسرين إلی أن هذه الآية عامة تشمل جميع أسرة النبي (ص) أعم من أزواج النبي (ص) وأولاده والمقربين إليه بل وحتى غلمانه وجواريه. يقول الثعلبي: هي تشمل كل بني هاشم، أو المؤمنین منهم (ظ: القرطبي، 14 / 183؛ الآلوسي، 22 / 14). وهذا الرأي لايستند إلى أية رواية.
4. وأشارت طائفة من المفسرين إلى أن مصطلح أهل البيت قد یتمثل في من تحرم الصدقة عليهم ويستند هذا الرأي إلى حديث عن زيد بن الأرقم الذي سئل: من هم أهل بيت النبي (ص) وهل تعتبر نساء النبي (ص) من ضمنهم؟ فقال زيد: النساء هن أيضاً من أهل البيت، وأما أهل بيت النبي (ص) فهم الذين تحرم الصدقة عليهم، أي آل علي (ع) وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس (البغوي، 4 / 365؛ ابو حیان، 7 / 231-232؛ ابن کثیر، 5 / 458-458؛ السیوطي، 6 / 605). وهذا الرأي شاذ على حد قول أبي الفتوح الرازي (4 / 329).
5. یعتقد جميع مفسري الشيعة والكثير من مفسري أهل السنة ــ استناداً إلى الشواهد والروايات المتواترة عن النبي الأعظم (ص) والإمام علي والإمام الحسن والامام الحسين والامام السجاد والائمة (ع) الآخرين، وكذلك أم سلمة وعائشة وأبي سعيد الخدري وابن عباس والصحابة الآخريـن ــ اعتقاداً راسخاً أن آية التطهير نزلت في شأن أصحاب الكساء ــ النبي محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) ــ وأنهم هم المراد من أهل البيت. والتساؤل الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن، هو: كيف ورد خلال البحث في واجبات أزواج النبي (ص) موضوع لايشمل أزواج النبي؟ ومن جملة ذلك قول القرطبي (14 / 183-184)، حیث یذکر أن الآيات 28 إلى 34 من سورة الأحزاب، یدور الحدیث فیها حول نساء النبي (ص)، وکلها موقوفة المعاني فیکف یمکن أن تنفصل آية من الآيات عن غیرها دون أن يكون بینهما ارتباط؟ فأجاب البعض رداً علیه ومنهم الطبرسي، حیث یقول ليس هذا الموضوع الوحيد الذي تأتي فيه آيات في القرآن إلى جانب بعضها البعض وتتحدث عن مواضيع مختلفة؛ فالقرآن حافل بمثل هذه المواضع. كما تلاحظ في كلام فصحاء العرب وأشعارهم أمثلة كثيرة من هذا القبيل (7 / 560). وأضاف الطباطبائي جواباً آخر،  فكتب قائلاً: لايتوفر أي دليل على أن عبارة «إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» نزلت مع هذه الآيات، بل يستفاد من الروايات أن هذا القسم نزل منفصلاً، ووضع بأمر النبي (ص) أو عند جمع آيات القرآن بعد وفاته إلى جانب هذه الآيات (16 / 312).
ويتفق مفسرو الشيعة على أن آية التطهير نزلت في شأن أصحاب الكساء الخمسة؛ وتمكن الإشارة من جملة ذلك إلى فرات الكوفي (ص 121- 127) والطوسي (8 / 339-340) وأبي الفتوح الرازي (4 / 327- 328) والطبرسي (7 / 559-560)، حيث قدموا في تفاسيرهم روايات مختلفة من طرق متنوعة حول حديث الكساء واختصاص هذه الآية بأصحاب الكساء. وقد أشار الطباطبائي إلى أن حديث الكساء والأحاديث الأخرى بشأن سبب نزول آية التطهير والمراد منها، نقل بأكثر من 70 طريقاً (16 / 311). وهنا تقسم الروايات إلى عدد من المجاميع رعاية للاختصار:
أ‌‌ ـ الروايات المرتبطة بحديث الكساء:  نقل المفسرون والمحدثون والمتكلمون من الشيعة والسنة الروايات المعنیة بحديث الكساء بأشكال مختلفة وبقليل من الاختلاف في النص وذکروا بصراحة في بعضها أن سبب نزول آية التطهير والمراد منها ومصطلح أهل البيت، هو أصحاب الكساء الخمسة (ظ: الطبري، 22 / 6-7؛ البغوي، 4 / 465؛ القرطبي، 14 / 183؛ أبو حیان، 7 / 231؛ ابن کثیر، 5 / 454-456؛ السیوطي، 6 / 603-604؛ البخاري، التاریخ ... ، 1(2) /  69-70؛ الترمذي 5 / 663؛ حاکم، 2 / 416، 3 / 146؛ ابن العبري، 3 / 571؛ ابن تیمیة، 2 / 117).
ب‌‌ ـ الروايات المؤيدة لحديث الكساء:  وردت روايات أخرى عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وابن عباس وأبي الحمراء وأبي برزة تفيد بأن النبي (ص) كان يتردد على بيت علي وفاطمة (ع) لمدة شهر، أو 40 يوماً، أو 6 إلى 9 أشهر بشكل مستمر عند صلاة الصبح، أو حین الصلوات الخمس وكان يقول: «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله»؛ ثم یتلو آية التطهير (للنموذج، ظ: الطبري، 22 / 5-6؛ البخاري، الکني، 25-26؛ أحمد بن حنبل، 3 / 259؛ الحسکاني، 2 / 11-15؛ ابن العربي 3 / 571-572؛ ابن کثیر، 5 / 453؛ السیوطي، 6 / 606-607؛ الهیثمي، 9 / 168-169؛ الخوارزمي، 22-23).
ج‌ ـ الروايات الأخرى:  نقلت روايات أخرى بلغت حد التواتر عن أهل السنة، تؤيد أيضاً أن المراد من أهل البيت، أصحاب الكساء الخمسة، ونشير من بينها إلى الروايات التي وردت حول الآيتين:
1. نقل سعد بن أبي وقاص وآخرون أنه عندما نزلت الآية 61 من سورة آل عمران (3) ــ المعروفـة بآية المباهلة ــ على النبـي (ص)، استدعى من فوره علياً وفاطمة والحسن والحسين (ع) وعندما حضروا عنده قال: «اللهم هؤلاء أهلي» ثم انطلق نحو النصارى للمباهلة (أحمـد بن حنبل، 1 / 185؛ الحسکانـي، 1 / 124، 3 / 150؛ ابن الأثیر، 4 / 26).
2. يقول أبو سعيد الخدري:  منذ نزول الآية 132 من سورة طه (20) ــ والتي أُمر فيهـا النبي (ص) أن یدعـو أهل بيته إلی الصـلاة ــ كان الرسول (ص) يتوقف أو يتردد على بيت علي وفاطمة عند مروره من جانب بيت فاطمة عند الصلوات الخمس، لمدة 9 أشهر ويقول: «الصلاة رحمکم الله» ثم يتلو آية التطهير (الطبرسي، 7 / 59؛ السیوطي، 5 / 613؛ الآلوسي، 16 / 284؛ الحسکاني، 2 / 29؛ الخوارزمي، 23).
ويمكن أن نستنتج مما ذكرناه، أن المصادر والأحاديث التي تدل على انحصار آية التطهير والآيات الأخرى، بأصحاب الكساء الخمسة تبلغ من الكثرة، بحيث لایرقی اليها الشك، إلى درجة أن شرح إحقاق الحق (المرعشي، 2 / 502-547، 9 / 2- 91). أورد أکثر من 70 مصدراً معروفاً لأهل السنة في هذا المجال، في حین أن مصادر الشیعة في هذا الصدد تفوق ذلک.

المصادر

   الآلوسي، محمود، روح المعاني، القاهرة، 1353ه‍ ؛ ابن الأثیر، علي، أسد الغابة، بیروت، 1377ه‍ ؛ ابن تیمیة، أحمد، منهاج السنة النبویة، بیروت، 1406ه‍ / 1986م؛ ابن العربي، محمد، أحکام القرآن، تق‍ : محمد عبد القادر عطاء، بیروت، 1408ه‍ / 1988م؛ ابن کثیر، تفسیر القرآن العظیم، بیروت، 1385ه‍ / 1966م؛ ابن منظور، لسان؛ أبو حیان الغرناطي، محمد، البحر المحیط، بیروت، 1403ه‍ / 1983م؛ ابو الفتـوح الرازي، حسیـن، روح الجنـان، قـم، 1404ه‍ ؛ أحمـد بن حنبل، مسند، إستانبول، 1401ه‍ / 1981م؛ البخاري، إسماعیل، التاریخ الکبیر، حیدرآباد الدکن، 1402ه‍ / 1982م؛ م.ن، الکنی، حیدرآباد الدکن، 1330ه‍ ؛ البغوي، حسین، معالم التنزیل، بیروت، 1405ه‍ / 1985م؛ البیضاوي، عبد الله، أنوار التنزیل، بیروت، مؤسسة شعبان؛ الترمذي، محمد، سنن، تق‍ : إبراهیم عطوة عوض، إستانبول، 1401ه‍ / 1981م؛ حاکم النیسابوري، محمد، المستدرک، بیروت، 1398ه‍ / 1978م؛ الحسکاني، عبید الله، شواهد التنزیل، تق‍ : محمد باقر محمودي، بیروت، 1393ه‍ / 1974م؛ الخوارزمي، موفق، المناقب، تق‍ : محمد رضا موسوي خرسان، طهران، 1965م؛ راغب الأصفهاني، حسین، المفردات، إستانبول، 1986م؛ السیوطي، الدر المنثور، بیروت، 1403ه‍ / 1983م؛ الطباطبائي، محمد حسین، المیزان، بیروت، 1393ه‍ / 1973م؛ الطبرسي، فضل، مجمع البیان، تق‍ : هاشم رسولي المحلاتي وفضل الله الیزدي الطباطبائي، بیروت، 1408ه‍ / 1988م؛ الطبري، تفسیر؛ الطوسي، محمد، التبیان، تق‍ : أحمد حبیب قصیر العاملي، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ فخر الدین الرازي، التفسیر الکبیر، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ فرات الکوفي، تفسیر، النجف، 1354ه‍ ؛ قرآن کریم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحکام القرآن، بیروت، 1966م؛ المرعشي، شهاب الدین، شرح وملحقات إحقاق الحق لقاضي نور الله الشوشتري، قم، 1377ه‍ ؛ الهیثمي، علي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، القاهرة، مکتبة القدسي.                

  علي رفیعي / خ.     

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: