الصفحة الرئیسیة / المقالات / الانواء /

فهرس الموضوعات

الانواء


تاریخ آخر التحدیث : 1442/4/21 ۰۸:۰۷:۰۵ تاریخ تألیف المقالة

الأنواء،   مفردها نوء (وهي من الأضداء وتعني القيام بصعوبة وأيضا الانحناء والهُوّي الناتج من الحمل الثقیل ومایشابهه. وقد وردت في القرآن الكريم (القصص /  28 / 76) ) وهو مصطلح في علم النجوم عند القدماء من العرب، يعني غروب أي منزل من منازل القمر (ن.ع) غرباً و(أو) طلوع رقيبه والمنزل المقابل له شرقاً، قبيل الفجر، أي قبل غياب النجوم عند بزوغ الشمس (ابن قتيبة، 6-7؛ الأزهري، 15 / 536-537؛ الجوهري، 1 /  78؛ ابن عاصم، 11؛ قا: EI2,I / 523). وكانت تحدث كلا الظاهرتين معا كل 13 يوماً مرة واحدة و28 مرة في كل عام. وكانت تعتبر العرب في العهود القديمة أياً من تلك الأحداث والوقائع، دليلاً على حالة جوية كهبوب الرياح أو هطول الأمطار أو الحر أو البرد، كما كانوا يستعينون بها في تحديد مطلع الفصول والمواسم ونهايتها وتنظيم العمل الزراعي وتدبيره.
وقد اختلفت المصادر في العصر الإسلامي بشأن ارتباط النوء بطلوع النجوم أم سقوطها وغيابها، فهناك من كان يربط بين حدوث بعض الظواهر مثل هبوب الرياح وطلوع النجوم، بينما كانت فئة أخرى تجد صلة بين الأمطار وبرودة الجو وسقوط النجوم (ابن قتيبة، 7- 8.؛ القرطبي، 3؛ ابن عاصم، (ن.ص) البيروني، الآثار ... ، 325؛ ابن الأجدابي، 95-102؛ أيضا ظ: نالينو، 92-93، 101، 127).
ما نقصده هنا من طلوع المنازل وغروبها هو ظهورها أو غيابها عند لحظات تسبق طلوع الفجر، أي قبل أن تتأثر بطلوع الشمس وأشعتها (إبن قتيبة، 9-12؛ البيروني، التفهيم، 114).
من خلال دراسة ماتبقی من الأعمال والمؤلفات في العهود القدیمة، یلاحظ الباحث أن الاطلاع علی الأحوال الجویة من خلال النجوم أي نظام الأنواء كان سائداً لدى الكثير من الأقوام والأمم (كوغلر، 56,60-70). ويترائ لنا أن المصدر الرئيس لهذا المنهج هو بلاد بين النهرين (شتاين شنايدر، 378-384؛ هومل، 592-612؛ كونيتش، 21-26؛ أيضا ظ: GAS,VI / 306-307).
ثمة رؤيتان مختلفتان تماماً بشأن الصلة بين النجوم وسيرها ومواضعها فيما بينها من جهة والتغيرات الجوية من جهة أخرى. فحسب الرؤية الأولى، فإن مواضع النجوم هي الدلائل الوحيدة التي ترشدنا بشأن الظواهر الجوية. بينما ترى الرؤية الثانية أن مواضع النجوم هي العلة الفاعلة والموجدة لتلك الظواهر. ما نستخلصه من خلال دراسة الأشعار العربية القديمة بشأن الأنواء هو أن مثل هاتين الرؤيتين كانت سائدة عند العرب القدماء. فالرواية المنقولة عن الرسول الأعظم في استنكار الاعتقاد بالأنواء وإعطاءها مكانة ترتقي إلى مستوى الإيمان بالكواكب وبالتالي الكفران بالله هي رواية ترتبط بالرؤية الثانية (البخاري، 1 / 205-206؛ مسلم، 1 / 83-84؛ مالك، 1 / 192؛ ابن قتيبة، 13-15؛ ابن عاصم، 11-12؛ المرزوقي، 178-179؛ ابن الأجدابي، 136).
ومن أجل التسهيل في تذكرها، كانت تورد العرب دلائل الظواهر الجوية في تضاعيف الأشعار والسجع على صورة الحكم والقواعد، إلا أن هذه الأشعار والمنظومات لم تكن مفهومة حتى في أوائل العهد الإسلامي، لوجود بعض الألفاظ الحوشية فيها ولذلك بادر واضعو كتب الأنواء إلی شرح تلك التعقيدات وإيضاحها (ابن قتيبة، 7- 8؛ البيروني، الآثار، 337- 338، التفهیم، 109-110؛ المرزوقي، 94-95؛ القزویني، 48).

كتب الأنواء

  منذ أواسط القرن 2ه‍ /  8م وحتي مطلع القرن 6ه‍ / 12م ألف المؤلفون العديد من الكتب التي تحمل عنوان الأنواء أو الأزمنة أو الأسماء المماثلة الأخرى. كما خصص أصحاب القواميس أجزاء من أعمالهم لهذا الغرض، إلا أن الباحث يرصد تراجعاً في الاهتمام بمثل تلك الكتب بعد القرن 6ه‍ ، حيث قلما نجد مؤلفين تناولوا هذا الموضوع (حسن، 17).
أمـا أبرز الكتـب الموضوعة فـي هـذا الصـدد فهـي كالآتـي: 1. الأنواء، لمؤلفه خالد بن كلثوم (البيروني، الآثار، 336)؛ 2. النجوم، لصاحبه مالك بن أنس (ابن الأجدابي، 95- 98)؛ 3. الأنواء من تأليف مؤرج بن عمرو السدوسي (ابن النديم، 53-54)؛ 4. الأنواء لنضر بن شميل (م.ن، 57- 58)؛ 5. الأزمنة، من وضع قطرب النحوي (58، 97)؛ 6. الأنـواء، لواضعـه ابـن كناسـة (م.ن، 77؛ البيـرونـي، م.ن، 325)؛ 7. الأيام والليالي والشهور، لصاحبه يحيى بن زياد الفراء (القاهرة، 1956م)؛  8. الأنـواء، لمؤلفـه عبـد الملك بـن قريـب الأصمعـي (ابن النـديـم، 60-61؛ أيضا ظ: ه‍ د، 9 / 271)؛ 9. «الأزمنة والرياح» «السحاب والمطر»، جزآن من المجموعة اللغوية الكبرى الغريب المصنف مـن تأليف ابـي عبيد قاسم بن سـلام (ظ : ن.د، 5 / 707)؛ 10. الأنواء، لمؤلفه ابن الأعرابي (ابن النديم، 75-76، 97)؛ 11. الأنواء، من تأليف أبي حنيفة الدينوري (ظ: GAS,VII / 349)؛ 12. الأنواء، لابن قتيبة الدينوري (حيدر آباد الدكن، 1375ق / 1956م)؛ 13. الأنواء، من وضع عريب بن سعد القرطبي (ليدن، 1961م)؛ 14. الأنواء والأزمنـة ومعرفة أعيـان الكواكـب، لمؤلفه عبـد الله بن عاصـم (ظ: مصادر بحثنا هذا)؛ 15. الأزمنة والأمكنة، لأبي علي أحمـد ابن محمد المرزوقي (حيدر آباد الدكن، 1332ق)؛ 16. الأزمنة والأنواء لابن الأجدابي (ظ: مصادر بحثنا هذا).
وإضافة إلى هذه التصنيفات، فقد خصص أبوريحان البيروني أحد فصول كتابه الآثار الباقية لمنازل القمر والأنواء أيضا (ص336- 348).

 
المصادر

   ابن الأجدابي، إبراهیم، الأزمنه والأنواء، تق‍ : عزت حسن، دمشق، 1964م؛ ابن عاصم، عبد الله، الأنواء والأزمنة ومعرفة أعیان الکواکب، فرانکفورت، 1405ه‍ / 1985م؛ ابن قتیبة، عبد الله، الأنواء، حیدرآباد الدکن، 1375ه‍ / 1956م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ الأزهري، محمد، تهذیب اللغة، القاهرة، 1967م؛ البخاري، محمد، صحیح، استانبول، 1315ه‍ ؛ البیروني، أبوریحان، الآثار الباقیة، تق‍ : زاخاو، لایبزغ، 1923م؛ ن.م، التفهیم، تق‍ : جلال الدین همایي، طهران، 1316ش؛ الجوهري، إسماعیل، مقدمة الصحاح، بیروت، 1375ه‍ ؛ حسن، عزت، مقدمة علی الأزمنة... (ظ: ن.ع ، ابن الأجدابي)؛ قرآن الکریم؛ القرطبي، عریب، الأنواء، تق‍ : شارل بلا، لیدن، 1961م؛ القزویني، زکریا، عجائب المخلوقات، طهران، 1369ه‍ ؛ مالک بن أنس، الموطأ، القاهرة، 1951م؛ المرزوقي الأصفهاني، أحمد، الأزمنة والأمکنة، حیدر آباد الدکن، 1332ه‍ ؛ مسلم بن الحجاج، صحیح، القاهرة، 1955م؛ نالینو، ڪ . آ.، علم الفلک، تاریخه عند العرب في القرون الوسطی، روما، 1911م؛ وأیضاً:

EI2; GAS; Hommel, F., »Über den Ursprung und das Alter der arabischen Sternnamen und insbesondere der Mondstationen«, ZDMG, Leipzig, 1891, vol. XLV; Kugler, F. X., »Astronomische und meteorologische Finsternisse«, ibid, Leipzig 1902, vol. LVI; Kunitzsch, P., Untersuchungen zur Sternnomenklatur der Araber, Wiesbaden, 1961; Steinschneider, M., »Zur Geschichte der Übersetzungen aus dem Indischen ins Arabische und ihres Einflusses auf die arabische Literatur…«, ZDMG, Leipzig, 1871, vol. XXV.
محمد علي مولوي / غ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: