الانفطار
cgietitle
1442/4/20 ۰۷:۳۰:۲۰
https://cgie.org.ir/ar/article/262723/الانفطار
1446/9/2 ۲۳:۴۲:۳۲
نشرت
9
اَلْاِنْفِطَار، اسم السورة الثانية والثمانين من القرآن الكريم، تشتمل على 19 آية، 88 كلمة و325 حرفاً. كانت هذه السورة تسمى في بدایة عصر النزول «اِنْفَطَرَتْ» أو «إذا السماءُ انفطرتْ»، ثم أخذ فيما بعد اسم «الانفطار» من الآية الأولى للسورة وسميت بـه، شأنها السور الثلاث الأخرى: الانشراح والانشقاق والتكويـر (ابـن مجاهد، 674؛ ابن بابویه، 121؛ الفیروز آبادي، 1 / 505، 508).سورة الانفطار هي السورة الثانية والثمانون في ترتيب النزول المشهور كما هو الحال بالنسبة إلى ترتيب التلاوة (دروزه، 1 / 15؛ رامیار، 678). وهناك في القرآن الكريم، سورتان أخريان تحملان نفس الخصوصية وهما ص ونوح (ظ: دروزه، 1 / 14، 15). وقد خصصت الروايات الإسلامية الأخرى المشتملة على ترتيب نزول السور القرآنية الرتب المتناوبة 72 إلى 82 لسورة الانفطار (رامیار، 678- 679). وعلى هذا الأساس، لابد وأن تكون سورة الانفطار من آخر السور النازلة في مكة المكرمة؛ ولكننا إذا أخذنا بنظر الاعتبار أسلوب البيان في السورة ومضامينها التي تتلائم وتنسجم أكثر مع سورٍ مثل التكوير وعبس والتين، والتي هي حسب التسلسل السابعة، الرابعة والعشرون، والثامنة والعشرون حسب تسلل النزول (ظ: دروزه، 1 / 14)، فإنه حري بالقول إن سورة الانفطار هي من السور النازلة في المرحلة المكية الأولی، كما هو الحال بالنسبة إلى سورة الانشقاق (م.ن. 6 / 282؛ أیضاً ظ: ن د، الانشقاق). ومما يؤيد هذا الرأي أن التعبير البارز «يأايها الإنسان ماغَرَّكَ بربّك الكريم» في هذه السورة (الآية 6)، متشابه وقريب للغاية من التعبيرين القرآنيين البارزين «قُتِل الإنسانُ ما أکفرهُ» في سورة عبس (80 / 17) و«فما يكذّبك بعدُ بالدين» في سورة التين (95 / 7) (ظ: فخر الدین، 31 / 78-79). ومما يستحق التأمل والدراسة، الاختلاف الکبیر بين المستشرقين بشأن تعيين رتبة تسلسل هذه السورة ومرحلة نزولها (ظ: رامیار، 679).يشترك مطلع سورة الانفطار، مع سورة الانشقاق، وكذلك مع سور التكوير والزلزال والواقعة. والمحور الموضوعي لهذه السورة، هـو كالسور المذكورة سابقاً، تقسيم الناس إلى أخیار وأشرار (ظ: الطباطبائي، 20 / 222؛ ابن عاشور، 192-193) حيث ذُكرت هاتان الطائفتان بعنوانين متضادين «الأبرار» و«الفُجّار» في هذه السورة وحدها، بشكل صريح في مواجهة بعضهما البعض (الآيتان 13و14). وسیاق الکلام في هذه السورة صادق، لين، محبب وعذب إلى حد بعيد كما هو الحال بالنسبة إلى سورة الانشقاق رغم أن الحديث موجه إلى المفسدين والكفار، ورغم أنه ممزوج بالخطاب والعتاب والذم والتقريع (ظ: قطب، 6 / 3851-3852).تتضمن سورة الانفطار، کسورة الانشقاق، مقدمة، وفصلين وخاتمة (قا: الطنطاوي، 25 / 87؛ قطب، 6 / 3845-3846). وتلفت مقدمة السورة (الآيات 1 إلى 5) الأذهان إلى 4 علامات من العلامات التمهيدية لقيام الساعة؛ وفي الفصل الثاني (الآيات 6 إلى 12) یوجه الخطاب إلى الإنسان الغافل والمغرور (لتفسیر الآیة 6، ظ: البقاعي، 21 / 302)؛ وفي الفصل الثالث (الآيات 13 إلى 16) تعتبر الأبرار متمتعين بالنعيم، والفجار مبتلين بالجحيم؛ وتفسر خاتمة السورة (الآيات 17 إلى 19) المصطلح القرآني «يوم الدين» الذي حل محله من باب التسامح مصطلح «يوم الجزاء» في التفاسير العربية و«رُوز جزا» في الترجمات الفارسية، مع تكرار التعبير التهویلي «ماأدراك» (ظ: قطب، 6 / 3852)، تفسّره قائلة إن ذلك اليـوم هو اليوم الذي لايملك فيه الإنسان شيئاً، لافي أمره ولا في أمور الآخرين، وأن الله سبحانه هو مالك أمر العالم والعالمين.ترتبـط سورة الانفطار ارتباطاً وثيقاً مع توأمها سـورة التكوير، مـن حيـث المضاميـن؛ فقـد عبـر المفسرون عـن التـرابـط بيـن هاتين السورتين المتتالیتین بأنه اتصال النظير بالنظير أحياناً (الطبـرسي، 10 / 679). وأحیانـاً العود إلـی التذکیر بالیوم الآخـر (عبده، 33)، واتصال المقدمة بذي المقدمة (البقاعي، 21 / 298)، والتاخـي بینهما حيناً آخـر (السیوطـي، 133). وممـا يسترعـي الانتباه الانسجام والتناغم بين آيات سورة الانفطار وسورة المطففين، حتى في اشتراك الكلمات والتراكيب (للنموذج، ظ: الانفطار / 82 / 4، 9، 10؛ المطففیـن / 83 / 6، 11، 33)؛ حتى إن الآيـة «إنّ الأبرار لفي نعيم» جـاءت بعينها في كلتا السورتين (الانفطـار / 82 / 13؛ المطففیـن / 83 / 22).وقـد أثارت الآية السادسة من السورة «يا أيها الإنسان ماغرّک بربك الكريم» تساؤل الجميع منذ نزولها، نظراً إلى صیغة السؤال فيهـا كي يجدوا إجابة على هذا السؤال الذي طرحه الخالق (الطبري، 30 / 55؛ فخر الدین، 31 / 78-80؛ القرطبي، 19 / 245-246)، حتى إن البعض تصور أن الله سبحانه أراد في هذا التعبير من اختيار اسم «الكريم» من بين الأسماء الحسنى أن يمنح الفجار فرصة للاعتذار (ظ: الزمخشري 4 / 227- 228؛ ابن کثیر، 7 / 232؛ البقاعي، 21 / 302-303). وقد انعكس هذا الحوار في نهج البلاغة (الخطبة 223) (أیضاً ظ: هاشمي، 14 / 273-275). وبینما لايتضمن تعبير «ماغرّک بربك الكريم» سؤالاً بالضرورة كي يحتاج إلى جواب نظراً إلی بلاغة الاستفهام في أسلوب القرآن الكريم، بل المراد من هذا الكلام، في قالب الاستفهام، إلقاء التعجب وإظهار الـدهشة مـن تجاسـر الإنسـان العـاجـز وتجـاوز حـده أمـام رب الـعـالميـن؛ ولـذلک قـرأه سـعيـد بـن جـبيـر ــ بصیغـة أفعـل التعجـب ــ ماأغرَّك (فخر الدین، 31 / 80؛ الـزمخشري، 4 / 228، أیضاً ظ: البقاعي، 21 / 302). وقـال الأصمعي: ماغرّك بفلان؛ يعني «كيف تجاسرت عليه؟!» (ظ: ابن منظور، مادة غرر). وقد نـوه بعض المفسريـن المعاصرين إلـى أن الله تعالى بيّن هو نفسه سبب هذا الغرور البشري المثير للدهشة في الآيات التالية (قطب، 6 / 3850-3851). وظلـت الآيات 8 و10 حتـی 12 مـن هذه السورة تثیـر النقاش عند المفسرين في شبه الأولاد بالآباء والأمهات، وکذلک موضـوع الملائكة الموكليـن على الإنسـان والكاتبين لصحيفـة أعماله (للنمـوذج، ظ: الطوسي، 10 / 291-292؛ فخر الدین، 31 / 81-84؛ القرطبي، 19 / 247- 248؛ ابن کثیر، 7 / 233-234؛ الطباطبائي، 20 / 225- 228).
ابن بابویه، محمد، ثواب الأعمال، تق : محمد مهدي الخرسان، النجف، 1392ه ؛ ابن عاشور، محمد، التحریر والتنویر، تونس، دار الکتب الشرقیة؛ ابن کثیر، تفسیر القرآن العظیم، بیروت، دار الفکر؛ ابن مجاهد، أبو بکر، السبعة في القراءات، تق : شوقي ضیف، القاهرة، 1972م؛ ابن منظور، لسان؛ البقاعي، إبراهیم، نظم الدرر، حیدرآباد الدکن، 1984م؛ دروزه، محمد عزت، التفسیر الحدیث، القاهرة، 1381ه / 1962م؛ رامیار، محمود، تاریخ قرآن، طهران، 1362ش؛ الزمخشري، مسعود، الکشّاف، بیروت، دار المعرفة؛ السیوطي، تناسق الدرر، تق : عبد القادر عطا، بیروت، 1406ه / 1986م؛ الطباطبائي، محمد حسین، المیزان، طهران، 1389ه ؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البیان، تق : هاشم الرسولي المحلاتي وفضل الله الیزدي الطباطبائي، بیروت، 1408ه / 1988م؛ الطبري، تفسیر؛ الطنطاوي، الجواهر، بیروت، 1350ه ؛ الطوسي، محمد، التبیان، تق : أحمد حبیب قصیر العاملي، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ عبده، محمد، تفسیر القرآن الکریم، القاهرة، 1341ه ؛ فخر الدین الرازي، التفسیر الکبیر، القاهرة، المطبعة البهیة؛ الفیروز آبادي، محمد، بصائر ذوي التمییز، تق : محمد علي النجار، القاهرة، 1383ه ؛ القرآن الکریم؛ القرطبي، محمـد، الجـامـع لأحکـام الـقـرآن، بیـروت، 1967م؛ قطـب، سیـد، فـي ظـلال القـرآن، تق : محمد قطب، بیروت، 1402ه / 1982م؛ نهـج البلاغـة؛ هـاشمي الخـوئـي، حبیـب الله، منهاج البـراعـة، تق : إبراهیم میانجي، طهران، 1328ش.
محمد علي لساني فشارکي / خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode