الصفحة الرئیسیة / المقالات / انطاکیه /

فهرس الموضوعات

انطاکیه


تاریخ آخر التحدیث : 1442/4/14 ۰۸:۲۲:۳۳ تاریخ تألیف المقالة

أَنْطاكيَّة،   مدينة عریقة في جنوب تركيا وقاعدة محافظة ختاي حالياً.

الموقع الجغرافي

تقع أنطاكية في الساحل الشرقي من نهر العاصي (أورونتيس) على سفح جبل حبيب النجار المعروف على خطي عرض 36°و10´ شمالاً وطول 36°و6´ شرقاً (IA,I / 456). تبلغ المسافة بين هذه المدينة والبحر المتوسط 63كم (ظ: ن.د، 7 / 374)، وکان عدد سكانها 195,284 نسمة حسب الإحصاء العام في 1990م («إحصاء...»، 28). تتميز أنطاكية ومحافظة ختاي بمناخ متوسطي، ويبلغ معدل درجة الحرارة السنوي فیها 2 / 18° سنتيغراد فيما يصل معدل الأمطار إلى 173,1 مليمتر (YA,V / 3377).

التسمية

  ينسب بناء المدينة إلى أنتيوخوس ابيفانس (سترابون، VII / 243)، حیث قیل بناها علی ضفاف نهر أرنتس بعد وفاة الإسکندر بستة أعوام (ابن العديم، 16؛ ياقوت، 1 / 382) أو 12 سنة (ابن العبري، 98). وقام سلوقس (أحد قادة الإسكندر ومؤسس السلالة السلوقية بإكمال المدينة وسماها باسم أبيه أنطيوخيا (ظ: ياقوت، ن.ص؛ البيروني، 2 / 565)، أو باسم ابنه أنظيوخس (ابن العديم، 15-16؛ أيضاً: «دائرة المعارف»، III / 228). وقد سماها البعض أنديو (غوتشميد، 103؛ مجمل التواريخ ... ، 64). وبعد سلوقس اتخذها أخلافه عاصمة لهم (ديورانت، 6 / 157؛ «دائرة المعارف»، ن.ص).
الخلفية التاريخية:  كان استغلال التربة في اقلیم ختاي ووقوعها على مفترق الطرق بين سوریا ـ فلسطين وسواحل البحر المتوسط من الأسباب المهمة لاستيطان البشر في هذه المنطقة (ن.ص). ومنذ الألفية 2 ق م وحتى القرن 8 ق م حكمها أقوام مختلفون (YA,V / 3411). كانت أنطاكية تضم في العقود الأولى من تأسیسها حارتين كان اليونانيون يسكنون إحداهما، فيما كان المحليون يسكنون الأخرى؛ كما كان يعيش فيها عدد من اليهود («دائرة المعارف»، III / 229).
بلغت مدينة أنطاكية ذروة الاتساع والتطور في عهد أنطيوخس الرابع (174-164ق م). فقد حولها إلى مركز مهم للعلم والثقافة (أومار، II / 186-187 ؛ ديورانت، 6 / 158). وبعد وفاة أنطيوخس الرابع، بدأ الضعف يدب في الدولة السلوقية؛ كما سيطر عليها لفترة تيجران ملك أرمينيا (في 83 ق م). وأخيراً هزم القائد الرومي بومبيوس، تيجران، واستولى على سوريا وأنطاكية في 64 ق م وضمهما إلى ممتلکات الروم (أومار، II / 196). أعار الرومان اهتماماً بإعمار المدينة وتوسيعها، مما أدى إلى ازدیاد عدد سكانها («دائرة المعارف»، ن.ص). وتحولت المدينة بعد انحدار المسیحیین إلیها إلى مركز ديني وأصبحت کرسیاً من الکراسي البطرکیة الأربع (اليعقوبي، 1 / 153؛ المسعودي، 2 / 182). تعتبر كنيسة أنطاكية أول الكنائس المسيحية ولذلك، سماها البابا في 1963م المزار الخاص (YA، ن.ص).
وبعد إقامة الدولة الساسانية في 226م وبدء المنازعات بين إيران والروم، أصبحت أنطاكية فریسة لأطماع الدولتین، حیث شهدت معارک عنیفة وقد تغلغلت جيوش سابور الأول الملك الساساني في أراضي أنطاکیة في260م بعد التغلب على فالريانوس (ديورانت، 9 / 294) إلا أنها خضعت للحکم البیزنطي بعد انسحاب الإیرانیین. وأصبحت منطقة أنطاکیة بعد ظهور الإسلام مسرحاً لصراع مستمر بين الحکم البیزنطي والدول الإسلاميـة. وفـي 265ه‍ /  879م، وقعت بیـد أحمـد بن طولـون (ابن العبري، 257) قبل أن یستولي عليها الإخشيديون (ظ: ن.د، 1 /  558-561) كما حكمها لفترة أمراء آل حمدان من فرع الشام (ن.م، 1 /  688-693). وفي 358ه‍ /  968م، استولى عليها نيقفوروس فوكاس (ستروغورسكي، 269) الحاكم الرومي (ابن العبري، 294).   
  استمرت سلطة الدولة البيزنطية علی أنطاكية حوالي 100 سنة وشهدت في خلالها کثیراً من الإعمار والعمران («دائرة المعارف»، III / 230). ومنذ النصف الثاني من القرن 5ه‍ / 11م خضعت أنطاكية تدريجياً لنفوذ العناصر التركية. فقد أغار عليها الأفشين (القائد التركي) في 459ه‍ / 1067م (سويم، 10). قبل أن یزحف إلیه سليمان شاه نجل قتلمش بناء على دعوة والیها في 477ه‍ / 1084م (م.ن، 103-104؛ رانسيمان، 1 / 164؛ آق سرايي، 19-21).
وخلال الحروب الصليبية، أصبحت أنطاكية ساحة للمنازعات وقام المسلمون فیها بطرد المسيحيين من المدينة للحيلولة دون مساعداتهم المحتملة للصليبیین (رشاد، 103-104، 109؛ المطوي، 33؛ ستروغورسكي، 337).
عندما اقتحم المغول المنطقة، ظلت أنطاكية بمنأي عن الغزو والاعتداء ولذلک فتحت أبوابها علی اللاجئین من البلدان المجاورة مما أدى إلى زيادة سكانها («دائرة المعارف»، ن.ص). وفي 666ه‍ / 1268م استولى الأمير المملوكي بيبرس على المدينة. وخلال هجوم سليم الأول على مصر في 923ه‍ / 1517م، تم إلحاق أنطاكية بالإمبراطورية العثمانية وأصبحت جزءاً من ولاية حلب وقاعدتها (ن.م، III / 231).
وبعد الحرب العالمية الأولى، خضعت منطقة أنطاكية (محافظة ختاي حالياً) للاحتلال البريطاني في ربيع 1918م قبل أن تخضع للإدارة الفرنسية. واستناداً إلى معاهدة أنقرة (تشرين الأول 1921) التي أبرمت بين الحكومتين الفرنسية والتركية، تشكلت حكومة تتمتع بحكم ذاتي تحت إشراف الحكومة الفرنسية في جنوب تركيا وسميت سنجق إسكندرون (شاو، 2 / 626؛ YA,V / 3405-3406؛ «دائرة المعارف»، III / 232). وقد كانت هذه الحكومة تضم مجلساً ودستوراً ورئيس حكومة يتم انتخابه من قبل الشعب وكانت اللغتان العربية والفرنسية إلی جانب الترکیة تتمتعان بالصفة الرسمية. في هذه الفترة أسفرت المفاوضات بين فرنسا وتركيا عن استقلال سوريا التي كان سنجق إسكندرون جزءاً منها. ولم یلبث حتی طالب أتراك المنطقة باستقلال سنجق إسكندرون وأقاموا فيه دولة باسم ختاي. وأخيراً وافقت الحكومة الفرنسية في 1939م علـى ضم هذه المنطقة إلى تركيـا ومنذ ذلک الحین سميت أنطاكية باسم ختاي وأصبحت إحدى محافظات تركيا (ظ: ن.د، إسکندرون).
وصف المؤلفون الجغرافيون والسياح، وخاصة المسلمين، أنطاكية بأنها مدينة جميلة كبيرة، ذات أسوار منيعة وبساتين رائعة (الإصطخري، 62؛ ابن بطوطة، 74؛ أيضاً ظ: ابن رسته، 59؛ الإدريسي، 2 / 645). أخذت المدينة إبان الحكم البيزنطي في الإزدهار وتحولت إلی أحد أهم المراكز التجارية وباعتبارها مدينة عامرة راقیة وثریّة إلا أن الصلیبیین نهبوا ثرواتها الأسطورية وما کان فیها من الذهب والفضة والمجوهرات والمزهريات النفيسة (هاید، 194، 22). وقد سماها أولياچلبي «دار القياصرة» نقلاً عن المؤرخين. كما إنه يقدم معلومات كثيرة عن مزاراتها ومدارسها وحماماتها وأسواقها وحاراتها وقلاعها (ظ: 3 / 49-52).
تضم أنطاکیة عدداً کبیراً من المعالم التاريخية منها القلاع والأسوار والكنيسة وصومعة الشيخ القديس ومسجد حبيب النجار ــ الـذي كـان كنيسة تحولـت إلـی المسجد فـي العصر الإسلامـي ــ وکوبري ترايانوس وجسر ديوقلتيانوس، وبوابة (دميرقاپي) الحديدية وغيرها (YA,V / 3483-3484).

المصادر

   الآق سرائي، محمود، مسامرة الأخبار ومسايرة الأخيار، ﺗﻘ : عثمان توران، طهران، 1348ش؛ ابن بطوطة، رحلة، بيروت، 1384ه‍ / 1964م؛ ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفيسة، ليدن، 1891م؛ ابن العبري، غريغوريوس، تاريخ مختصر الدول، ﺗﻘ : أنطوان الصالحاني، بيروت، 1403‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ﻫ / 1983م؛ ابن العديم، عمر، زبدة الحلب من تاريخ الحلب، ﺗﻘ : سامي الدهان، دمشق، 1370ه‍ / 1952م؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، بيروت، 1409ه‍ / 1989م؛ الإصطخري، إبراهيم، مسالك الممالك، ﺗﻘ : دي خويه، ليدن، 1927م؛ أوليا چلپي، سياحت نامه، إستانبول، 1314ه‍ ؛ البيروني، أبو الريحان، القانون المسعودي، حيدرآباد الدكن، 1374ه‍ / 1955م؛ دیورانت، ويل، تاريخ تمدن (ج 6، يونان باستان)، ﺗﺠ : هوشنگ پیرنظر، طهران، 1340ش؛ ن.م، (ج 9، قیصر و مسیح)، ﺗﺠ : علي أصغر سروش، طهران، 1340ش؛ رشاد، محمد، جنگهاي صلیبي، طهران، 1351ش؛ شاو ا. ا. ج.، تاريخ إمپراطوري عثماني وتركية، ﺗﺠ : محمود رمضان زاده، مشهد، 1370ش؛ غوتشميد، ألفرد، تاريخ إيران وممالك همجـوار، ﺗﺠ : كيكاووس جهانـداري، طهـران، علمي؛ مجمل التواريـخ والقصص، ﺗﻘ : محمد تقي بهار، طهران، 1318ش؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، ﺗﻘ : يوسف أسعد داغر، بيروت، 1385ه‍ / 1965م؛ المطوي، محمد، الحروب الصليبية في المشرق والمغرب، تونس، 1374ه‍ / 1954م؛ ياقوت، البلدان؛ اليعقوبي، أحمد، التاريخ، بيروت، دارصادر؛ وأيضاً:  

Census of Population 1990, State Institute of Statistics, Ankara,1991; Heyd, W., Yakin-doğu ticaret tarihi¸ tr. E. Z. Karal, Ankara, 1975; IA; Ostrogorsky, G., Bizans devleti tarihi, tr. F. Iԫıltan, Ankara,1981; Runciman, S., Haçlı seferleri tarihi , tr. F. Iԫıltan, Ankara, 1986; Sevim, A. and Y. Yücel, Türkiye tarihi, Ankara, 1989; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1966; Türkiye diyanet vakfı İslâm ansiklopedisi, Ankara, 1991; Umar, B., Türkiye halkın ınilkçağ tarihi, Izmir, 1982; YA.
علي أكبر ديانت

 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: