الانطاکی، داوود

اَلْأَنْطاكيّ،   داوود بن عمـر (تـ مكة 1007 أو 1008ه‍ / 1598 أو 1599م). الأنطاکي طبيب مکفوف وعرف بالضریر والبصیر. ولد في أنطاكية مكفوفاً ومصاباً بالشلل حتى السابعة من عمره. ومع كل ذلك، فقد تعلم في طفولته القرآن واللغة العربية في مسقط رأسه حتى عمد أحد الفضلاء الإيرانيين ويدعى محمد شريف، إلى علاجه من الشلل أولاً ثم علمه المنطق والرياضيات والعلوم الطبيعية واللغة اليونانية. توجه داود بعد وفاة أبيه، إلى مدن الشام الساحلية قاصداً مصر وحضر حلقات العلماء في جبل عامل ودمشق حتی دخل مصر في نهاية المطاف (الطالوي، 2 / 35-37).
وذكر علي خان المدني (ص 420-421) أن منافسي الأنطاكي الذين كانوا یضمرون له الحسد بسبب تفوقه العلمي، أتهموه بالإلحاد فهرب إلى مكة وانخرط في خدمة شريف مكة، الحسن بن أبي نمي و توفي فيها بعد فترة قصيرة (الخفاجي، 2 / 118؛ العصامـي، 359؛ قا: الشوكاني، 1 / 246؛ أيضاًظ: لكلر، II / 304؛ ميه لي، 214؛ ووستنفلد، 158؛ GAL, II / 478؛ EI2). تحدث المحبي عن تشيعه ومعتقداته، وذكر أنه توفي بعد دخوله مكة بأقل من سنة (2 / 117- 118، 120-121؛ أيضاً عن تشيعه، ظ: آقا بزرگ، 3 / 126؛ الأمین، 6 / 375). وقبل إن الأنطاكي مات مسموماً (المحبي، 2 / 127).
آثـاره:  نسبت في المصادر آثار عديدة إلیه وصلنا الكثير منها ظ: الطالوي، 2 / 43-45؛ المحبي، 2 / 122-123؛ حاجي خليفة، 1 / 79، 250، 2 / 1313، 1360، 1939؛ البغدادي، إيضاح، 1 / 121، 373، 461؛ هدية، 1 / 362؛ أيضاً GAL، ن.ص؛ GAL,S,II / 491-492) ومن أهمها:
1. تذكرة أولي الألباب و الجامع للعجب العجاب، وهو أشهر آثار الأنطاكي وأهمها. وهذا الكتاب مجموعة موجزة في الطب (الكناش) ويشتمل على مقدمه و4 أبواب وخاتمة (ظ: ص 8-9).
ويبدو من بيان الأنطاكي أنه كان قد أنهى تأليف الكتاب بأکمله إلا أن حاجي خليفة صرح بأنه لم يتم العثور على مخطوطة كاملة من الکتاب؛ وفي الحقيقة فإن المخطوطات الموجودة من الكتاب، كما وصفها حاجي خليفة (1 / 387)، لاتضم سوى الباب الأول وحتى الثالث والفصل الأول من الباب الرابع. ورغم أن تذكرة   الأنطاكي لاتخلو من المعلومات الجدیدة إلا أننا نجد فيها معلومات خرافية كثيرة تدل على أفول نجم الطب في ذلک العصر. طبعت تذكرة الأنطاكي لمرات عديدة في مصر، وصدرت آخر طبعة غير منقحة لها في 1991م بتحقیق على شيري في مصر.
كتب أحد تلامذة الأنطاكي ذيلاً على التذكرة طبع مصحوباً بالکتاب في الغالب. كما ورد في حاشية التذكرة وذيلها اسم كتاب آخر للأنطاكي وهو النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة (سركيس، 491).
2. الكحل النفيس لجلاء أعين الرئيس، وهو شرح على قصيدة ابن سينا المعروفة بالقصيدة العينية (حاجي خليفة، 2 / 1342؛ أيضاًظ: المحبي، 2 / 117- 118).
3. تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق. وهذا الأثر هو تلخيص تفصيل العشاق للبقاعي، وقد طبع عدة مرات في مصر وبيروت (تحت عنوان تزيين الأسواق في أخبار العشاق).

المصادر

  آقابزرگ، الذريعة؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351ﻫ؛ الأمين، محسن، أعيان الشيعة، ﺗﻘ : حسن الأمين، بيروت، 1403ﻫ / 1983م؛ الأنطاكي، داوود، تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب، ﺗﻘ : علي شيري، 1411ﻫ / 1991م؛ البغدادي، الإيضاح؛ م.ن، هدية؛ حاجي خليفة، كشف؛ الخفاجي، أحمد، ريحانـة الألبـاء، ﺗﻘ : عبـد  الفتـاح محمـد  الحلـو، القـاهـرة، 1386ﻫ / 1967م؛ سركيس، يوسف اليان، معجم المطبوعات العربية والمعربة، القاهرة، 1346ﻫ  / 1928م؛ الشوكاني، محمد، البدر الطالع، القاهرة، 1348ﻫ ؛ الطالوي، درويش محمد، سانحات دمى القصر، ﺗﻘ : محمد مرسي الخولي، بيروت، عالم الكتب؛ العصامي، عبد الملك، سمط النجوم العوالي، القاهرة، المطبعة السلفية؛ علي خان المدني، سلافة العصر، القاهرة، 1346ﻫ ؛ عيسى بك، أحمد، معجم الأطباء، القاهرة، 1361ﻫ / 1942م؛ المحبي الدمشقي، محمد أمين، خلاصة الأثر، دمشق، 1983م؛ وأيضاً:

EI2; GAL; GAL, S; Leclerc, L., Histoire de la médecine arabe, Paris, 1876; Mieli, A., La Science arabe, Leiden, 1966; Wüstenfeld, F., Geschichte  der arabischen Aerzte und Naturforscher ,  Hildesheim, 1978.
يونس كرامتي / خ.