الاندرابی

اَلْأَنْدَرابيّ،   أحمد بن أبي عمر، من کبار قراء خراسان في منتصف القرن 5ه‍ / 11م وصاحب كتاب الإيضاح في القراءات. لاتوجد معلومات وافرة عن حياته. واشتهاره بالانتماء إلی مدینته أندراب، لایزودنا بمعلومات إضافیة عن مسقط رأسه ونشأته، لکثرة المدن التي تحمل ذات الاسم (ظ: ن.د، أندراب؛ قا: الجنابي، 13). 
كان الأندرابي تلميذاً لعدد من المحدثين والقراء أمثال أبي الحسن علي بن محمد الفارسي النیسابوري (ابن الجزري، 1 / 572) وتلقى معظم روایاته منه (ظ: الأندرابي، باب32؛ ابن الجزري، 1 / 93؛ أيضاً الجنابي، 20)، وأبي عبد الله محمد بن أبي الحسن الخبازي (ظ: ابن الجزري، 2 / 207؛ الأندرابي، الورقتان 77 ب، 80 ألف؛ الصریفیني، 138؛ أیضاً الجنابي، 21-22). وقد روی عن أبي بكر أحمد بن حسن الكرماني وأبي بكر محمد بن عبد العزيز الحيري، تلمیذ الحاكم النيسابوري (ظ: الأندرابي، الورقة 78 ألف؛ الجنابي، 17- 18، 21). 
وعلاوة علی هؤلاء الأساتذة الأربعة الذین ذکرهم ابن الجزري (1 / 93)، نجد في سلسلة الأسانيد المدرجة في الباب 32 من الإيضاح أسماء أساتـذة آخرین للأندرابي فـي القراءة، ومنهـم: أبو جعفر أحمد بن أحمد المرورودي (الورقة 135 ألـف)، وأبو علي الحسن بن الحسين البخاري (الورقة 80 ألف، مخ‍(، وأبو عثمان سعید بن محمد البحيري (الورقة 81 ب)، وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد العطار (الورقة 91 ب)، وأبو منصور نصر بن بكر بن أحمد بن الحسين بن مهران (الورقة 89 ب؛ أیضاً ظ: الجنابي، 20، 22-23). 
وبعد أن کان ابن مهران عماد القراءة في خراسان النصف الثاني من القرن 4ه‍ (ظ: الذهبي، 1 / 348؛ أیضاً ظ: ن. د، ابن مهران)، فقد تمکن الأندرابي من الارتقاء إلی نفس الدور والمستوی في خراسان في النصف الثاني من القرن 5ه‍ (ظ: الجنابي، 16). وکان موسوماً لدی معاصریه بالثقة والزهد ولذلک عرف «بالزاهد» (الفارسي، ن.ص). وحسب خطبة کتابه الإیضاح، حیث یخاطب تلامذته «بمعشر أصحابي»، فقد کان لدیه المزید من الطلاب والتلامذة؛ غیر أن المصادر لم تشر إلی أحد من تلامذته کما یصرح ابن الجزري وهو المعروف بغزارة معلوماته عن طبقات القراء والمقرئین: «ولاأعلم من قرأ علیه» (1 / 93؛ قا: الجنابي، 14 وما بعدها). وخلافاً لما صرح به الصریفیني بشأن تاریخ وفاته في یوم الخمیس 21 ربیع الأول 470ه‍ / 12 تشرین الثاني 1077م، بید أن الجزري یسجل ذلک عام 500ه‍ / 1107م (ن.ص). 
بالاضافة إلی شهرته بلقب «الأندرابي» أو «الخراساني» عند أبناء جلدته، فقد کان معروفاً لدی أصحاب العلم لاسیما خارج خراسان بصاحب الإیضاح أو صاحب کتاب الإیضاح، بحیث إن ابن الجزري لم یذکره في کتابه الطبقات، إلا بهذا اللقب (ظ: 1 / 202، 572، 2 / 274). لم یترک الأندرابي کتاباً آخر غیر الإیضاح في القراءات توجد مخطوطة منه في 206 أوراق، في مکتبة جامعة إستانبول (رقم 333) (کاراتاي، I(2) / 137-139 ؛ أیضاً ظ: سید، 1 / 7). وقد بادر أحمد نصیف الجنابي بنشر الفصل 32 من الکتاب عنوانه قراءات القرّاء المعروفین. 

المصادر

  ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تق‍ : برجستراسر، القاهرة، 1351ه‍ / 1932م؛ الأندرابي، أحمد، الإیضاح في القراءات، المخطوطة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ الجنابي، أحمد نصیف، مقدمة قراءات القراء المعروفین، بیروت، 1407ه‍ / 1986م؛ الذهبي، محمد، معرفة القراء الکبار، تق‍ : بشار عواد معروف وآخرون، بیروت، 1408ه‍ / 1988م؛ سید، فؤاد، فهرس المخطوطات المصورة، القاهرة، 1954م؛ الفارسي، عبد الغافر، سیاق تاریخ نیسابور، منتخب الصریفیني، تق‍ : محمد کاظم محمودي، قم، 1403ه‍ / 1362ش؛ أیضاً:  

Karatay, F. E., İstanbul üniversitesi kütüphanesı arapça yazmalar kataloğu, Istanbul, 1953. 
محمد علي لساني فشارکي / خ