امیرک بیهقی

أَميرَكُ بَيْهَقيّ،   أبـو الحسن أحمد بـن محمـد (تـ شوال 448 / كانون الأول 1056)، أحد أصحاب الديوان في بلاط الغزنویین. ینتمي إلی أسرة العنبريين في بيهق التي قدمت المزید من الشخصیات من كتّاب وعلماء ومفکرین. كان جده، أبو زكريا العنبري، أحد المحدثين (البيهقي، علي، 119-120) وكان شقیقه خواجه أبو نصر الكاتب صاحب بريد الري في عهد الغزنويين، کما كان شقیقه الآخر خواجه أبو القاسم الكاتب، نائباً لأبي نصر مشكـان، المتولي رئاسـة ديـوان الرسائل (م.ن، 121؛ البيهقـي، أبو الفضل، 605). 
كان أمیرک إبان شبابه في عهد السلطان محمود (حك‍ 388-421ه‍ / 998-1030م) یمتهن الكتابة في ديوان الرسائل وعندما سقط أحمد بن الحسن الميمندي من منصب الوزارة وألقي في السجن (416ه‍ / 1025م)، عهد إلی أميرك عزل أبي عبد الله الفارسي صاحب برید بلخ وممن ولاهم الميمندي، فانطلق نحوه وتولی المنصب نفسه، بعد إلقاء القبض علیه (م.ن، 193، 432، 454). في 423ه‍ / 1032م وبأمر من السلطان مسعود (حك‍ 421-432ه‍( انضم أمیرک بصفته صاحب البريد إلی الجيش الذي أرسله السلطان لمعاضدة ألتونتاش خوارزمشاه ضد علي تگين، الأمير القراخاني في بلاد ماوراء النهر. وعاد أميرک إلى غزنة بعد مقتل ألتونتاش في تلك المعركة، ولكن أحمد بن الحسن الميمندي الذي كان قد تولى منصب الوزارة لمسعود في تلك الفترة وكان يضمر الحقد على أميرك خلال حادثة القبض على أبي عبد الله الفارسي ألح في الوشاية به لدى السلطان حتى عزله مسعود عن رئاسة بريد بلخ؛ ومع كل ذلك، وعده السلطان بمنصب أرقی إذ لم یکن قد صدر منه خيانة ضده (م.ن، 436-437، 442، 454). وفي ربيع الأول 430 / كانون الأول 1038، وبعد وفاة أبي القاسم الكاتب، صاحب بريد بلخ، ولاه السلطان مکانه (م.ن، 747). 
وعلى حد قول أبي الفضل البيهقي (ص 869-872، 879-881) فقد التحق أميرك بوالي الخُتَّلان وأنصاره لیسانده في مواجهة جیوش السلاجقة بعد اقتحامهم بلخ في 432ه‍ وتفید أخبار تاريخ بيهق (البيهقي، علي، 120) أنه بذل جهده في الدفاع عن قلعة ترمذ (على ساحل جيحون) وصمد بوجه السلاجقة مدة 15 عاماً؛ لکننا إذا استکملنا هذه الأخبار التي تفيد أن أميرك كان يتولى رئاسة ديوان الرسائل في عهد مودود الغزنوي (432-440ه‍ / 1041-1048م) وكذلك إذا ما طالعنا رواية الحسيني، المؤرخ في العهد السلجوقي حیث تفيد بأن أميرك سلم قلعة ترمذ إلى چغري بك داود وابنه ألب أرسلان في حدود سنة 435ه‍ / 1044م (ص 71-72؛ أیضاً ظ: نورالدين، 71)، فإننا سوف ندرک وقتها أن هناك بعض المبالغة في تحدید مدة هذا الصمود (ظ: بارتولد، 1 / 639؛ بازورث، 10-11,25)؛ وحسب الروایات سلّم أمیرک القلعة عندما أدرك أن الخراسانيين يئسوا من صمود الغزنويين في مواجهة السلاجقة. یقول البعض إن چغري بک قرر أن یستوزره بعد تسلیمه القلعة إلا أنه رفض ذلک قائلاً: «إني لا أخدم من خدمني سابقاً» (البيهقي، علي، ن.ص). وبعد أن منح أميرك ممتلکاته في بيهق إلى أبي علي بن شاذان، وزير چغري بك، اتجه نحو غزنة، واتصل بالغزنويين (الحسيني، 72؛ أيضاً ظ: بازورث، 10-11). كان أميرك يتولى في عهد السلطان مودود والسلطان عبد الرشيد الغزنوي (حك‍ 440-443ه‍ / 1048-1051م) رئاسة ديوان الرسائل کما كان صاحب ديوان السلطان في عهد حكم فرخزاد (443-451ه‍ ). لكنه اعتزل الأعمال الديوانية في أواخر حیاته (البيهقي، علي، 120-121؛ ابن الأثير، 9 / 632). 

المصادر

   ابن الأثير، الكامل؛ بارتولد، ف.ف.، تركستان نامه، تج‍ : كريم كشاورز، طهران، 1352ش؛ البيهقي، أبو الفضل، تاريخ، تق‍ : علي أكبر فياض، مشهد، 1350ش؛ البيهقي، علي، تاريخ بيهق، تق‍ : أحمد بهمنيار، طهران، 1317ش؛ الحسينـي، علي، زبدة التواريخ، تق‍ : محمـد نور الدين، بيـروت، 1405ه‍ / 1985م؛ نور الدين، محمد، حاشية علی زبدة التواريخ (ظ: هم‍ ، الحسيني)؛ وأيضاً: 

Bosworth, C. E., The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, New York, 1977. 
أبو الفضل خطيبي / خ.