ام الصبیان
cgietitle
1442/2/17 ۰۷:۳۰:۰۱
https://cgie.org.ir/ar/article/260605/ام-الصبیان
1446/9/1 ۲۱:۴۳:۳۷
نشرت
9
وكان نبات الفاوانيا يعتبر نباتاً مقدساً وعلاجاً لبعض الأمراض وخاصة مرض الصرع، منذ ما قبل ولادة المسيح (ظ: القسم الأول من هذه المقالة). وفي المجتمعات المسيحية والإسلامية، ومنها المجتمع الإيراني، تسمي الفاوانيا الذكر عود الصليب ويستخدم لطرد الشياطين والجن، وخاصة أم الصبيان من محیط الأطفال وأجسادهم وأرواحهم. ويرى العامة أن الجن والحيوانات الضارة لاتدخل البيت الذي يوجد فيه عود الصليب (حكيم مؤمن، 630). واستناداً إلى هذه العقيدة، فقد كان سكان المغرب في شمال أفريقيا یعلقون «ورد الحمیر» (= عود الصليب) على جدران بيوتهم كي يبعدوا الجن والحيوانات السامة والمؤذية من بيوتهم (الأنطاكي، 1 / 246).الاستعانه بالأدعیة والأوراد: وردت في الكتب الدينية لغالبية الدیانات في العالم، إشارات إلى خصوصية الدعاء وتأثيره المعنوي في طرد الأرواح الخبيثة، وإبقاء البيئة بعيدة وطاهرة من شرور الجن والشياطين، والمحافظة على جسم الإنسان وروحه والحيوانات أیضاً، فكان الناس يستخدمون منذ القدم الأدعية والأحراز المختلفة لإبعاد أم الصبيان والعلاج من الإصابة بها. ویروي السيوطي بعض الأدعية لطرد أم الصبيان والتابعة وعلاج المرضى الذين أصابتهم أم الصبيان؛ ومن بين هذه الأدعية، دعاء سوجاد (ظ: ص 346-349) ودعاء يشتمل على آيات من المصحف الشریف (ظ: م.ن، 351). وهذه الآيات هي الآيات الأربع الأولى من سورة الجن (72 / 1-4) والآيات الأربع الأخيرة من سورة الحشر (59 / 21-24).
«رقیـة لوقایة الأطفال والرّضع من شـر أم الصبیـان» (سروستان فارس)
استخدام الطلسم: يعد الطلسم والرقیة من جملة الطاردات التي كانت تستعمل منذ العصور القديمة في طرد الکائنات الوهمية والمسوخ. وتمثل الكلمات والنقوش الموجودة على الطلاسم، أو الرُّقی بعضاً من المقدسات، وبعضاً آخر من الأغلوطات، وفي الغالب هي كلمات وأشكال مهملة وعديمة المعنى ظاهراً. ویزعم كتّاب الطلاسم وأصحاب العزائم، أن كلاً من عناصر هذه الأغلوطات على علاقة بقوى خفية ماورائیة ورمز لمفهوم سحري. ويعتقد المعزّمون أن هذه النقوش والأرقام والحروف تتمتع كلها بخصوصية وتأثير سحری قوي في طرد الظواهر الوهمية الضارة ودفع الجن والحفاظ على سلامة الإنسان إزاء هذه القوى الخفية.تعد الطلاسم والتعاویذ من الآثار المتبقیة من المجتمعات القديمة والبدائية ورثتها المجتمعات التقليدية في العالم المتحضر. ومن المعتقدات البدائية للعصر الجاهلي ــ والتي بلغت أيضاً القبائل العربية فـي العصر الإسلامي ــ الاعتقاد بأنواع الطلاسم والعزائم. وكان العرب علی اعتقاد بأن كعب الأرنب، وسن الثعلب، وسن الهرة والصمغ الأسود لشجرة السَمْرة، تقي الأطفال من أذى الأرواح الخبيثة والإصابة بالعین ويقال إن الجن والشياطين تنفر من هذه الطلاسم وتهرب منها (ظ: النوري، 574-575).وحسب المعتقدات الشعبیة الإیرانیة إن لسن الذئب وکعبه وجلده خصائص سحریة بحیث تطرد العفاریت والجن وتعالج ريح الصرع، أي أم الصبيان، أو ريح الصبيان (شهمردان، 60؛جمالي، 24). كما ساد لاعتقاد بين أقوام الیهود في مختلف أنحاء العالم بالخصائص والقوی السحرية لمثل هذه الطلاسم والعزائم، وتعليقها على ثیاب النساء النفساوات والولدان والأطفال (ER,VIII / 554-555).قد نهی الإسلام عن استخدام الطلاسم والرُّقی لطرد الجن وعلاج الأمراض وقضاء الحاجات. فقد أكد نبي الإسلام (ص) على عدم جدوى هذه الطلاسم والأعمال وانعدام تأثيرها، ونهى الأمهات عن تعليق تعاويذ السحر على رقاب الأولاد وجباههم بهدف إخراج المرض من أجسامهم (النوري، 576). ومع كل ذلك، فإن مثل هذه المعتقدات البدائية لاتزال شائعة، حیث تستخدم أنواع الطلاسم والسحر بين شرائح واسعة من المجتمعات المسلمة.الأعمال السحرية: كان سكان جزيرة العرب يستخدمون أساليب سحریة مختلفة لطرد الأرواح الخبيثة والشريرة والشياطين من أجسام الأطفال وأرواحهم والمرضى المصابين بالجن. ومن بين هذه الأساليب تعليق الأقذار، فكانوا يرون أن تعليق الأقذار، وعظام الموتى أكثر الأساليب تأثيراً في طرد الأرواح وعلاج الإصابة بالجن (ظ: م.ن، 573).كما كان الإيرانيون يتبعون تقاليد وأعمالاً سحرية وخرافية مختلفة جداً لطرد الجن وعلاج الإصابة بأم الصبيان. وقد كانت هذه الأعمال والتقاليد ترتبط في كل منطقة بالنظام الثقافي السائد في ذلک المجتمع. وعلى سبيل المثال، فقد كان سکان طهران، وأحياناً بعض المدن والقرى الإيرانية الأخرى یمررون الطفل المصاب بالجن، أو مرض الإغماء، من بين رجلي أمه ورجلي فتاة وقفت خلفها ثم یمررونه 3 مرات من بين حزام أخمص البندقية (هدايت، 45-46). وفي قرى مدينة بندر لنگه الساحلية، كانوا یحتضنون الطفل المصاب بأم الصبيان ويمررونه في دهليز محفور تحت الأرض (ساعدي، أهل هوا، 95). وكان سكان جزيرة قشم وسواحل بندر عباس يكوون الطفل المريض فیضعون الطفل أولاً داخل بَرْذَعة قديمة لحمار، ثم يعقدون قطعة قماش سوداء مُنَشّاة ویلقونها في النار. وبعد أن تحترق قطعة القماش تماماً، فإنهم يكوون برمادها 3 مواضع من جبهة الطفل (ن.ص). وکان أهالي طهران يضعون خالاً، أو أثراً من هباب القدر بالإصبع الوسطى لليد اليسرى على وسط جبهة الوليد، أو الطفل المصاب بأم الصبيان (شهري، طهران قديم، 3 / 184). وكان أهالي خراسان يضعون خالاً من الرماد الأبيض للحرمل على جبهة الوليد (شكورزاده، 143).
المصادر:
آموزگار، ژاله وأحمد تفضلي، أسطورۀ زندگي زردشت، طهران، 1372ش؛ ابن بسطام، عبد الله والحسين بن بسطام، طب الأئمة (ع)، النجف، 1385ه ؛ أبو القاسم الکاشاني، عرایس الجواهر، تق : إیرج أفشار، طهران، 1345ش؛ أفغاني نويس، عبد الله، لغات عاميانۀ فارسي أفغانستان، كابل، 1369ش؛ الأنطاكي، داود، تذكرة أولي الألباب، القاهرة، 1906م؛ بهمنيار، أحمد، مقدمة وحاشية على الأبنية عن حقائق الأدوية لأبي منصور موفق الهروي، تق : م.ن، حسين محبوبي أردكاني، طـهـران، 1346ش؛ پـولاك، یـاکـوب إدوارد، سفـرنـامـه ( إیـران وإیـرانـیـان)، تج : كيكاووس جهانداري، طهران، 1361ش؛ تاج العروس؛ التهانوي، محمد أعلى، كشاف اصطلاحات الفنون، تق : لطفي عبد البديع وآخرون، القاهرة، 1382ه / 1963م؛ جمالي يزدي، مطهر، فرخ نامه، تق : إيرج أفشار، طهران، 1346ش؛ حكيم مؤمن، محمد، تحفة، طهران، 1378ه ؛ داويديان، ه . وغلام حسین ساعدي، «تجزية وتحليلي أز آل وأم صبيان برمبناى روان شناسي»، سخن، 1344ش، س 16، عـد 1 ؛ رشادتي أهري، باقر، «قوش وورماق ياقوش زدگي»، فردوسي، 1348ش، عد 916؛ ساعدي، غلام حسين، أهل هوا، طهران، 1355ش؛ م.ن، خياو يا مشكين شهر، طهران، 1354ش؛ السيوطي، الرحمة في الطب والحكمة، بيروت، 1403ه / 1983م؛ شايست نشايست، تج : كتايون مزداپور، طهران، 1369ش؛ شكورزاده، إبراهيم، عقايد ورسوم مردم خراسان، طهران، 1346ش؛ شهري، جعفر، تاريخ اجتماعي طهران در قرن سيزدهم، طهران، 1368ش؛ م.ن، طهران قديم، طهران، 1371ش؛ شهمردان بن أبي الخير، نزهت نامۀ علايي، تق : فرهنگ جهانپور، طهران، 1362ش؛ صد در نثر و صد در بندهش، تق : إرواد بامانجي ناساروانجي داهابهار، بومباي، 1909م؛ عبدلي، علي، تاتها وتالشان، طهران، 1369ش؛ العقيلي العلوي الشیرازي، محمد حسين، مخزن الأدوية، طهران، 1371ش؛ فیضي السرهندي، الله داد، مدار الأفاضل، تق : محمد باقر، لاهور، 1348ش؛ القرآن الكريم؛ كتيرايي، محمود، أز خشت تا خشت، طهران، 1348ش؛ كرباسي راوري، علي، فرهنگ مردم راور، طهـران، 1365ش؛ كريستن سـن، آرثـر، آفرينش زیانکـار در روايات إيرانـي، تج : أحمد طباطبایي، تبريز، 1355ش؛ گزيدههاي زادسپرم، تج : محمد تقي راشد محصل، طهران، 1366ش؛ لغت نامۀ دهخدا؛ لهسايي زاده، عبد العلي وعبد النبي سلامي، تاريخ وفرهنگ مردم دوان، طهران، 1370ش؛ ماسيه، هنري، معتقدات وآداب إيراني، تج : مهدي روشن ضمير، تبريز، 1355ش؛ معين، محمد، مزدیسنا وأدب پارسي، طهران، 1338ش؛ الميداني، أحمد، السامي في الأسامي، طهران، 1345ش؛ النوري، يحيى، إسلام وعقايد وآراء بشري، طهران، 1354ش؛ هدايت، صادق، نيرنگستان، طهران، 1334ش؛ همايوني، صادق، فرهنگ مردم سروستان، طهران، 1348ش؛ يونغ، كارل غوستاف، چهارصورت مثالي، تج : پروين فرامرزي، مشهد، 1368ش؛ وأيضاً:
Christensen, A., Essai sur la démonologie iranienne, Copenhagen, 1941; Cohen, A., Everyman’s Talmud, London, 1949; ER; Judaica ; MacKenzie, D. A., Myths of Babylonia and Assyria, London, 1974; Massé, H., Croyances et coutumes persanes suivies de contes et chansons populaires, Paris, 1938.علي بلوکباشي / خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode