ام سلمه

أُمُّ سَلَمَة،   واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة وزوجة النبي الأعظم (ص) (الذهبي، 2 / 201-202؛ الزبيري، 337؛ قا: ابن عبد البر، 4 / 1920). كان أبو أمية أحد أجواد قریش المعروفین بالکرم ولذلك عرف بـ «زاد الراكب» (الذهبي، ن.ص). أمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكناني(ابن سعد، 8 / 86؛ ابن حبيب، 83).
لاتوجد معلومات عن تاريخ ولادة أم سلمة کما أن المؤرخین یختلفون بشأن عام وفاتها، فیتراوح بين أعوام 59 و62ﻫ (الواقدي، 1 / 344؛ ابن سعد، 4 / 341؛ ابن عبد البر، 4 / 1921؛ الذهبي، 2 / 207، 210؛ ابن الجوزي، 2 / 42)، ولعل التاريخ الأخير هو الأصح ذلك لأنها كانت على قيد الحياة بعد استشهاد الإمام الحسين ( الذهبي، 2 / 207؛ أيضاً ظ: الحر العاملي، 20 / 143). وقد ورد عن ابنها عمر أنها عاشت 84 عاماً (ابن سعد، 8 / 96؛ قا: الذهبي، 2 / 202). يقع قبر أم سلمة في البقيع إلى جوار مزارات کبار الشخصیات في صدر الإسلام(م.ن، 2 / 209؛ ابن عبد البر، 4 / 1921).

 كانت أم سلمة قبل زواجها من النبي زوجة أخيه في الرضاعة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي(الذهبي، 2 / 202) وقد هاجرت معه إلى الحبشة ( البخاري، 1 /  28) وأخذت كنيتها من سلمة ابنها من هذا الزوج. وجميع الروايات المتعلقة بسفراء قريش في الحبشة ومناظراتهم مع جعفر بن أبي طالب عند النجاشي هي منقولة عن أم سلمة (للمزید من التفصیل، ظ: إسحاق بن محمد، 1 / 316-324).
كانت أم سلمة أول مهاجرة من قريش، حیث هاجرت إلى المدينـة بمفردها بسبب رفض أسـرة زوجها هجرة أبـي سلمـة (ظ: ابن هشام، 2 / 112-113؛ ابن عبد البر، 4 / 1921). وبعد وفاة أبي سلمة في 4ﻫ متأثراً بجراح أصیب بها في معركة أحد تزوج النبي (ص) من أم سلمة (الذهبي، 2 / 203-204).
لقد رافقت أم سلمة رسول الله (ص) في غزوات عديدة مثل المُرَيسيع والخيبر والحديبية والخندق وفتح مكة وحنين (الواقدي،1 / 314، 2 / 467). ونقلت أم سلمة أحاديث كثيرة عن النبي (ص) وقد ورد في كتب أهل السنة أن «مسندها» کان یضم 378 حديثاً (الذهبي، 2 / 210؛ للاطلاع على معظم تلک الأحادیث ظ: أحمد بن حنبل، 6 / 289-324)، غیر أنه لایوجد مثل هذه الفهرسة من الأحاديث المنقولة عن أم سلمة في مصادر الشيعة. ومن أحاديثها التي وردت في كتب الفريقين یمکن ذکر سبب نزول آية التطهير (الأحزاب / 33 / 33) وحديث الكساء ( كتاب سليم... ، 59-60؛ أحمد بن حنبل، 6 / 292، 296، 298؛ الطبراني، 3 / 46-49؛ الحاكم، 3 / 146) وكذلك رواية نبوية حول واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين(ع) (أحمد بن حنبل، 6 / 294؛ الخصیبي، 203-204؛ المسعودي، 141؛ ابن عبد ربه، 4 / 383؛ الیعقوبي، 2 / 182-183). وحسب بعض الروایات کانت حضانة الإمام الحسین (ع) منذ نعومة أظفاره عهدت إلیها (ابن حمزة، 330).
روت أم سلمة عن أبي سلمة بن عبد الأسد وفاطمة (ع) وسمع منها جماعة قد جاءت أسماؤهم في مختلف المصادر (مثلاً ظ: ابن حجر، 12 / 456؛ حكيمي، 627- 628؛ ابن عساكر، 71، 74، 104).
تفيد بعض الروايات بأن أم سلمة وبعد وفاة النبي(ص) کانت إحدی حُماة أهل البيت (ع)؛ فقد دافعت عن السیدة فاطمة (س) أمام نکران أبي بكر میراث النبي (ص) فحُرمت هي نفسها من «العطاء» في تلک السنة (ابن رستم، 39). وبعد مقتل عثمان، انطلق طلحة والزبير إلى مكة محرضین عائشة علی قتال علي (ع) فحَثّت عائشة أم سلمة علی ذلک، لکنها حذرت عائشة من عاقبة الأمر (اليعقوبي، 2 / 78؛ للتفصيل، ظ: الإمامة... ، 1 / 57- 58؛ ابن أبي طاهر، 15-16؛ ابن عبد ربه، 4 / 316-317؛ ابن بابويه، 357). وسرعان ما أطلعت الإمام علياً (ع) على نوایا أصحاب الجمل موفدةً ابنها عمر بن أبي سلمة لخدمة الإمام (ع). وقد ولى أمير المؤمنين (ع) ابنها هذا فيما بعد على البحرين ثم فارس وحلوان وماه وماسبذان (البلاذري، 1 / 430؛ الطبري، 4 / 451-452).
علی الرغم من أنها وحسب ما قاله البعض، أوصت جابر بن عبد الله الأنصاري وابن أخيه بمبايعة معاوية خوفاً على حياتهما (البخاري، 1 / 141؛ إبراهیم الثقفي،415؛ الاختصاص، 113-116)، لکنها وبعد أن أمر معاویة بلعن الإمام (ع) علی المنابر، بعثت إلى معاوية كتاباً وأنحت عليه باللوم (ابن عبد ربه، 4 / 366؛ الخطيب، 7 / 401). وفي عهد یزید أقامت أم سلمة العزاء بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) (ابن الأثير، 2 / 22) وعند عودة الإمام علي بن الحسین زين العابدين (ع) سلمته كتب علم أمير المؤمنين (ع) وذخائر النبوة وخصائص الإمامة التي كانت مودعة لديها ومن هنا يمكن إظهار توثيقها الذي هو في غنى عن ذكر الدليل (الحر العاملي، 20 / 143).

المصادر:

   إبراهیم الثقفي، الغارات، تق‍ : عبد الزهراء الحسیني، بیروت، 1407ه‍ / 1987م؛ ابن أبي طاهر طيفور، أحمد، بلاغات النساء، بيروت، دارالنهضة الحديثة؛ ابن الأثير، علي، أسد الغابة، طهران، المطبعة الإسلامية؛ ‌ابن بابويه، محمد، معانـي الأخبار، ﺗﻘ : محمد مهدي حسن الخرسان، قـم، منشورات مكتبة المفيـد؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، صفة الصفوة، ﺗﻘ : محمود فاخوري ومحمد رواس قلعه‌جي، بيروت، 1406ﻫ ؛ ابن حبيب، محمد، المحبر، ﺗﻘ : إيلزه ليختن شتيتر، حيدرآباد الدكن، 1361ﻫ / 1942م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذيب التهذيب، حيدرآباد الدكن، 1327ﻫ ؛ ابن حمزه، عبدالله، الثاقب في المناقب، ﺗﻘ : نبيل رضا علوان، قم، 1412ﻫ ؛ ابن رستم الطبري، محمد، دلائل الإمامة، النجف، 1383ﻫ / 1963م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر؛ ابن عبد البر، يوسف، الاستيعاب ﺗﻘ : محمد البجاوي، القاهرة، 1380ﻫ / 1960م؛ ابن عبد ربه، أحمد، العقـد الفريد، ﺗﻘ : أحمـد أمين وآخـرون، بيروت، 1402ﻫ /  1982م؛ ابن عساكـر، عبد الرحمن، كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين، ﺗﻘ : محمد مطيع الحافظ وغزوة بديز، بيروت، دارالفكر؛ ابن قتيبة، عبد الله، المعارف، ﺗﻘ : ثروت عكاشة، القاهرة، 1960م؛ ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، ﺗﻘ : مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، 1355ﻫ / 1936م؛ أحمد بن حنبل، مسند، بيروت، دار صادر؛ الاختصاص، المنسـوب إلى المفيد، ﺗﻘ : محمد مهـدي حسن الخرسان، قم، مكتبة بصيرتي؛ إسحـاق بـن محمد الهمدانـي، ترجمـة وإنشاي سيـرة النبي (سيرت رسـول الله)، ﺗﻘ : أصغر مهدوي، طهران، 1361ش؛ الإمامة والسياسة، المنسوب إلى ابن قتيبة، القاهرة، 1356ﻫ / 1937م؛ البخاري، محمد، التاريخ الصغير، ﺗﻘ : محمود إبراهيم زاید، بيروت، 1406ﻫ / 1986م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، ﺗﻘ : محمد حميد الله، القاهرة، 1959م؛ الحاكم النيسابوري، محمد، المستدرك على الصحيحين، بيروت، 1398ﻫ / 1978م؛ الحر العاملي، محمد، وسائل الشيعة، ﺗﻘ : محمد الرازي، بيروت، 1389ﻫ ؛ حكيمي، محمد رضا، أعيان النساء، بيروت، 1403ﻫ / 1983م؛ الخصيبي، حسين، الهداية الكبرى، بيروت، مؤسسة البلاغ؛ الخطيب البغدادي، أحمد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1349ش؛ الذهبي، محمد، سير ألاعلام النبلاء، ﺗﻘ : شعيب الأرنؤوط وآخرون، بيروت، 1405ﻫ ؛ الزبيري، مصعب، نسب قريش، ﺗﻘ : ليفي پروفنسال، القاهرة، 1953م؛ الطبراني، سليمان، المعجم الكبير، ﺗﻘ : حمدي عبدالمجيد السلفي، بغداد، الدار العربية للطباعة؛ الطبري، تاريخ؛ القرآن الكريم؛ كتاب سليم بن قيس الکوفي، ﺗﻘ: علوي حسني نجفي، بيروت، 1400ﻫ / 1980م؛ المسعودي، علي، إثبات الوصیة، قم، 1404ﻫ ؛ الواقدي، محمد، المغازي، ﺗﻘ : مارسدن جونز، لندن، 1966م؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، ﺗﺠ : محمد إبراهيم آيتي، طهران، 1356ش.

عبد الأمير سليم / خ