الاماله
cgietitle
1441/11/11 ۲۳:۵۶:۲۲
https://cgie.org.ir/ar/article/259949/الاماله
1446/9/2 ۲۳:۵۴:۱۵
نشرت
9
اَلْإمالَة، مصطلح في علم الصرف والتجويد والقراءات، وهو أن تمیل الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء، تسهیلاً في أداء الأصوات.والإمالة من حيث علم اللغة ظاهرة من نوع الحصائل الصوتیة یقصد من وراءها التناغم بين مصوت من هجاء وبين مصوت من الهجاء الآخر لتعاقبهما، أو تقاربهما. وقد ذكرها العلماء منذ القدم بتعابير مثل «تجانس الأصوات» (الزمخشري، 158)، «تجانس الصوت» (ابن جني، 311)، و«تناسب صوتین» أو «مشاكلة الأصوات» (ابن يعيش، 9 / 55، 64؛ أيضاً ظ: سيبويه، 4 / 117، 129). وقد نشأ هذا النوع من التغييرات الصوتية من اختلاف اللهجات، ولكنه يحتل مكاناً في اللغة الفصحی أيضاً، حیث کان علماء اللغة القدامى يعتبرون «الفتح» (ترك الإمالة) لغة أهل الحجاز، والإمالة لغة أهل نجد (تميم، أسد وقيس) (ظ: السيوطي، 1 / 313؛ النيسابوري، 118-119؛ الصالح، 101-102).کما يسمون «الفتح» بـ «النصب» و«التفخيم» و«الامالة» بـ «الكسر» اصطلاحاً (سيبويه، 4 / 143؛ ابن السراج، 3 / 168؛ ابن يعيش، 9 / 54).وعندما تطرح الإمالة بشكل مطلق، فإن المراد منها «الإمالة الكبرى» أو بتعبير آخر «الإمالة المحضة» و«الإمالة الشديدة»، بمعنى إمالة، أو تقريب مصوت الألف (آ) الطويل ومدّه إلى مصوت الياء (إي) الطويل والذي يسمى اصطلاحاً «الکسر»، «البَطح» و«الإضجاع» أيضاً (الأشموني، 4 / 220). و«الإمالة الصغرى» أو «الإمالة المتوسطة» عبارة عن تحويل الألف إلى مصوت مركب مؤلف من الصوتين «آ» و«إي» ويسمى أيضاً «التقليل» أو «بين اللفظين» (بين بين) أو «الترقيق» (النيسابوري، 118؛ السیوطي، 1 / 314؛ ابن البنّا، 1 / 247). والنوع الآخر من الإمالة، هو تقريب صوت الفتحة إلى الكسرة، في أداء الكلمات التي توجد فيها مقتضيات الإمالة، وتنعدم فيها موانعها (ظ: سيبويه، 4 / 124-143). ويعتبر غالبية علماء الصرف هذا النوع من الإمالة فرعاً من إمالة حروف الألف (م.ن، 4 / 143؛ ابن السراج، 3 / 169-170؛ ابن يعيش، 9 / 64). ويبدو من سیاق بيان بعض النحویین أنهم وعلى العكس من ذلك اعتبروا إمالة الفتحة إلى الكسرة أصلاً، وإمالة الألف إلى الياء فرعاً منها (ابن هشام، 4 / 354؛ الأشموني، ن.ص؛ أيضاً ظ: ابن الجزري، 2 / 30).ويرى سیبویه أن الإمالة تمثل ک «الإدغام» (ن.ع) ظاهرة يقرب بواسطتها حرف من حرف آخر، كي یلفظ بسهولة أكبر (4 / 117-118؛ أيضاً ظ: ابن السراج، 3 / 161؛ ابن جني، 312؛ الزمخشري، 158-159) ويرى علماء الصرف عادة أن أسباب الإمالة ومقتضياتها تنقسم إلى 6 حالات: 1. الكسرة قبل الألف، أو بعدها، 2. الياء قبل الألف، أو بعدها، 3. الألف المنقلبة عن الياء، 4. الألف المنقلبة عن الواو، 5. وجود الكسرة في إحدى صيغ الفعل الصرفيـة، 6. الإمالة بسبب الإمالة السابقة (ابن السراج،3 / 160؛ ابن جني، 311؛ ابن يعيش، 9 / 55).والملاحظة التي تحظى بأهمية فائقة هي أن حكم الإمالة هو «الجواز» في جميع المواضع، لا الوجوب؛ أي في جميع المواضع التي اقترح فيها علماء الصرف والتجويد والقراءات، الإمالة، یجوز إظهار الفتحة والتفخیم؛ ذلك لأن التفخيم هو الأصل والإمالة طارئة (م.ن، 9 / 54؛ ابن القاصح، 130؛ أيضاًظ: السيوطي، 1 / 315).لقد دخلت ظاهرة الإمالة اللغوية، النصوص التجويدية أيضاً وتمت مطابقتها مع الأمثلة القرآنية؛ ولكنها توسع نطاقها في علم القـراءات بحیـث وضـع فصـل جـديـد لهـذا الإنجاز الصـرفـي ـ التجويدي واکتسب موضوع الإمالة حياة ونشاطاً جديداً في علم القراءات؛ وألف کبار العلماء في علم القراءة أبرز الكتب المستقلة في هذا البـاب مثل ابـن مهران (تـ 381ه(، عالم خراسان الشهيـر وابن القاصح العذري (تـ 801ه( شارح الشاطبية ( ظ: ابن مهران، 119؛ أيضاً ظ: ن.د، 3 / 675).مما یجدر بالذکر هو أن ابن كثير من قرّاء مکة لم یتقید بالإمالة مطلقاً في جميع القرآن الكريم، كما لم يبد ابن مُحيَصْن وكذلك أبو جعفر المدني ميلاً كبيراً لها (ابن مجاهد، 143، 148، 149، أبو عمرو الداني، 48، 50؛ السيوطي، 1 / 318). وأما قارئ بغداد المعروف الكسائي، وحمزة الكوفي وخلف البغدادي فقد أخذوا بالإمالة في قراءتهم أكثر من القراء المعروفين الآخرين (ابن مجاهد، 145، 148؛ ابن مهران، 111-119؛ أبوعمرو الداني، 46-52؛ السيوطي، 1 / 318-320).ومن الواجب أن نلفت الانتباه إلى أن بعض القراء كانوا یکرهون الإمالة استناداً إلی الحديث النبوي «نَزَلَ القرآن بالتفخيم» أو «نَزَلَ القرآن بالتثقیل والتفخيم»، وذلك رغم شيوع الإمالة في اللغة العربية الفصحی؛ بینما رفض عدد آخر من العلماء استنادهم إلى الحديث النبوي المذکور معتمدين على 5 أدلة (ظ: م.ن، 1 / 321).ومن جانب آخر، فقد أشیر إلی الإمالة في القرن الأخير في الخط العربي بإضافة حرف (ي) إلی آخر الكلمة في الكتابة، ویشار إلیها اليوم في النسخ المطبوعة، بوضع علامة الألف المقصورة أحياناً تحت الحرف الذي يجب أن يمال.
ابن البنّا، أحمد، إتحاف فضلاء البشر، ﺗﻘ : شعبان محمد إسماعيل، بيروت، 1407ﻫ / 1987م؛ ابن الجزري، محمد، النشر في القراءات العشر، ﺗﻘ : علي محمـد الضباع، القاهـرة، المكتبـة التجارية؛ ابـن جني، عثمان، اللمـع في العربيـة، ﺗﻘ : حامد المؤمن، بيروت، 1405ﻫ / 1985م؛ ابن السراج، محمد، الأصول في النحو، تق : عبد الحسین الفتلي، بیروت، 1405ه / 1985م؛ ابن القاصح، علي، سراج القاريء المبتديء، بيروت، دار الفكر؛ ابن مجاهد، أحمد، السبعة في القراءات، ﺗﻘ : شوقي ضيف، القاهرة، 1919م؛ ابن مهران، أحمد، المبسوط، ﺗﻘ : سبیع حمزة حاكمي، دمشق، 1407ﻫ / 1986م؛ ابن هشام، عبد الله، أوضح المسالك، بيروت، دار الكتاب العربية؛ ابن يعيش، يعيش، شرح المفصل، بيروت، عالم الكتب؛ أبو عمرو الداني، عثمان، التيسير، بيروت، 1406ﻫ / 1985م؛ الأشموني، علي، شرح علی ألفية ابن مالك، بيـروت، دار إحياء الكتب العربيـة؛ الزمخشري، محمود، المفصل فـي النحـو، لايبزک، 1879م؛ سيبويه، عمرو، الكتاب، ﺗﻘ : عبد السلام محمد هارون، بيروت، 1403ﻫ / 1983م؛ السيوطي، الإتقان، ﺗﻘ : محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1387ﻫ / 1967م؛ الصالح، صبحي، دراسات في فقه اللغة، بيروت، 1973م؛ النيسابوري، الحسن، شرح نظّام في الصرف، طهران، 1283ﻫ.
محمد علي لساني فشاركي / خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode