الصفحة الرئیسیة / المقالات / الامارات العربیه المتحده /

فهرس الموضوعات

الامارات العربیه المتحده


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/26 ۰۹:۱۱:۰۰ تاریخ تألیف المقالة

وفي 1995م بلغت نسبة المتعلمین من السكان من الفئة العمرية 15 سنة وما تلاها 2 / 79٪ وكانت نسبة التعليم بين الرجال 9 /  78٪ وبين النساء 8 /  79٪.

الصحة:

  الخدمات الصحية والعلاجية في الإمارات العربية المتحدة مجانية فبإمكان جميع المواطنين والأشخاص العاملين فيها أن يتمتعوا بالخدمات المجانية. توجد في هذا البلد مستشفيات ومستوصفات كثيرة يعمل فيها غالباً الأطباء المصريون، الكويتيون والفلسطينيون. وتوجد معظم هذه المستشفيات في المدن الكبيرة مثل أبوظبي، دبي والعين. وفضلاً عن المستشفيات الوطنية في الإمارات، فلدولة الكويت مستشفى في دبي وعدد من المستوصفات في الإمارات الأخرى. كما أسست جمعیة الهلال الأحمر التابعة لجمهورية إيران الإسلامية مستشفيات في دبي والفجيرة وعمان (ن.م، 8).

النقل والمواصلات:

حققـت الإمـارات المرتبـة الأولـی إقلیمیاً والمرتبة 11 عالمیاً في مجال جودة البنیة التحتیة لوسائل النقل حسب التقریر العالمي سنة 2012م الصادر من المنتدی الاقتصـادي العالمي بسویسـرا. کما حققت المرتبة الرابعة في العالم في جودة البنیة التحتیة لقطاع النقل الجوي. لايوجد في الإمارات العربية المتحدة خط للسكك الحديدية، ولكن طرقها البرية تطورت بسرعة. فقد اتصلت أبوظبي مع دبي عبر طريق رئيس. ويعد هذا الطريق جزءاً من الخط السريع الذي يبدأ من شعم على الحدود مع المنطقة الشمالية من عمان، ويستمر نحو طريف ومنها إلى السيلا على حدود قطر. ويتصل هذا الخط السريع من قطر بالسعودية ويمكن السفر عبره بالسيارة من الإمارات العربية المتحدة وحتى أوروبا. ومن بين الطرق الرئيسة الأخـرى في الإمارات العربية المتحدة الطريق الشرقي الساحلي بين ديبا ومسقط، والطريق بين دبي والعين. وقد تم في العقود الأخيرة مد خطوط سريعة عديدة بين الإمارات وبلدان الخليج الفارسي الأخرى، حيث تؤدي شبكتها دوراً هاماً في المواصلات فـي المنطقة ( إمارات، 10).  وقد تم إنشاء موانئ مهمة في سواحـل الإمارات العربية المتحدة وجزرها النفطية، حيث تتردد فيهـا نـاقلات النفـط الضخمـة والسفـن العابـرة للقـارات. واحتلت الإمارات في 2012م المرتبة السادسة عالمیاً في جودة الموانیء البحریة والمرتبة السابعة عالمیاً في توافر شبکة طرق ذات جـودة عالیة تربط جمیع مـدن الإمـارات ببعضها بعضـاً. تضم الإمـارات العربية المتحدة 6 مطارات تتم فيها رحلات منتظمة.

الاقتصاد: 

تعتبر الإمارات العربية المتحدة من جملة البلدان الغنية في العالم ونظراً إلى مساحتها الصغيرة وعدد نفوسها القليل، فإنها تعد من أغنى بلدان العالم. وقد استأثرت الإمارات بأعلى مستوى من الإنتاج الوطني الإجمالي للفرد الواحد في العالم (دايرة المعارف ... ، 2 / 329). وفي 1996م بلغ الإنتاج الإجمالي الداخلي للفرد الواحد في الإمارات 800,23 دولار («آلماناك... »، 853). وقد تم توفیره كله من العائدات النفطية.
کانت المنتجات الداخلية في هذا البلد حوالي 5 / 147 مليار درهم في 1995م، وقد بلغت في 1996م 7 / 163 مليار درهم بنسبة نمو تعادل 4 / 4٪ ( الكتاب، 132).

الزراعة وتربية المواشي: 

تعتبر الظروف الطبيعية في هذا البلد غير ملائمة إلى حد بعيد وخاصة من حيث المناخ لأي نوع من الزراعة، سوى في بعض الواحات، ولكن آلاف الهكتارات من الصحارى الجافة والقاحلة تحولت الآن إلى مناطق خضراء وخصبة بفضل الاستثمارات الواسعة الناجمة عن العائدات النفطية واستخراج المياه الجوفية من خلال إجراء البحوث والدراسات وتوظیف أحدث التقنيات الزراعية. وقد كان إنشاء مراكز البحوث الزراعية في بعض المدن واختيار البذور والأنواع النباتية المناسبة عاملاً أساسياً في تنمية الزراعة. وفي السنين الأخيرة تم في هذا البلد غرس 120 مليون نوع من أشجار الفاكهة والزينة و23 مليون نخلة، حيث يتم إنتاج 240 ألف طن من التمور منها سنوياً كما إن الحقول الحديثة الإنشاء في الإمارات تنتج أنواع المحاصيل القرعیة والشجریة والخضروات بحيث تسد الاحتياجات الداخلية وتصدر أحياناً إلى البلدان المطلة علی الخليج الفارسي (ن.م،172-175). كما حدثت تطورات في مجال تربية المواشي من خلال توظيف أحدث التجارب في البلدان الأخرى. وتتم غالبية النشاطات في مجال تربية المواشي بالأسلوب العشائري. كما حدث تطور ملحوظ في مجال تربیة الجمال أيضاً (جهان معاصر، 30).
ويعتبر الصيد من الأنشطة القديمة والتقليدية في هذا البلد، حيث بلغ مجموع کمیة صيد السمك في 1994م 000, 108 طن («حولية»، 1998م، 732).

النفط والغاز:

  یُقـدّر حجم احتياطي النفط والغاز في هذا البلـد استناداً إلى آخر المعلومات المتوفرة، حوالي 100 مليار برميل نفط و 180 ترليون قدم مكعب من الغاز ( الكتاب، 147-149).
شهد إنتاج النفط وتصديره في الإمارات منذ السنوات الأولى لاستخراجه (1958م) نمواً ملحوظاً، حتى ارتفع من 5 / 13 مليون طن في 1965م، إلى 100 مليون طن في 1988م (حميدة، 374). وفي دبي بدأ استخراج النفط في 1970م وفي 1979م بلغ ذروته من حيث الإنتاج (طلوعي، 88). ومنذ ذلك الحين ظهرت المراكز الجديدة لإنتاج النفط الواحد تلو الآخر في الإمارات. وفي بداية الأمر كانت الشركات البريطانية والأميركية والفرنسية والدنماركية واليابانية والألمانية والإيطالية وغيرها هي التي تنجز العمليات المتعلقة باكتشاف الموارد النفطية الغنية في الإمارات واستخراجها واستغلالها (جهان معاصر، ن.ص). ولكن الشركات المحلية حلت في المراحل التالية محل الشركات الأجنبية؛ ففي 1971م تأسست شركة نفط أبوظبي ثم شركة نفط دبي والشركات الأخرى.
التجارة: تعتبر الإمارات العربية المتحدة من أهم المراكز التجارية في العالم وخاصة في مجال إعادة تصدير البضائع وصفقات المعادن النفيسة ومنها بورصة صفقات الذهب وجذب الرساميل الأجنبية. وتتمتع عملية إعادة استيراد وتصدير منتجات البلدان الأخرى بتاريخ طويل في هذا البلد.
بلغ مجموع واردات الإمارات العربية المتحدة في 1994م 000,000,883,23 دولار أميركي، حيث كان يشمل في 1993م المكائن ووسائط النقل4 / 38٪ ، الصناعات الأساسية 8 / 24٪، المواد الغذائية والمواشي 7 / 9٪ ، المواد الكیمياوية 1 / 6٪، المعادن الخام 6 / 1٪ ومواد الوقود 4 / 1٪ وقد تم استيرادها حسب الترتيب من اليابان، بريطانيا، ألمانيا، أميركا، إيطاليا، كوريا الجنوبية، الهند، هونغ کونع والصين، وفي تلك السنة نفسها بلغت قيمة صادرات الإمارات 000,000,906,20 دولار حيث شكل منها النفط الخام والمکرّر 6 / 92٪ فيما شكلت المتبقیة منها الصناعات الآلية، وسائط النقل والمواد الغذائية («حولية»، 1998م، 732).

السياحة: 

أدى المـوقـع الجغرافـي للإمـارات العربيـة المتحدة على الخليج الفارسي، والمناخ المعتدل نسبياً في 6 شهور من السنة وتوفـر الأمن للسياحة وتسهيـلات شراء أنـواع البضائع وتوفيـر أحدث أنظمة المواصـلات وتوفـر خدمات الإقامـة وأخيراً المياه الدافئة للخليج الفارسي وسواحله الرملية، إلى أن يستأثر هذا البلد بمرتبة مرموقة في قائمة المراكز السياحية في العالم. واستنـاداً إلى الإحصائيات المقدمة فـي 1995م، فقد زار الإمارات العربية المتحدة 652,314,2 سائحاً، وفي 1996م بلغ عدد السواح الزائرين لها 382,572,2 شخصاً ( الكتاب، 168-169).

المصادر: 

  أسعدي، مرتضى، جهان إسلام، طهران، 1366ش؛ إمارات متحدۀ عربي، طهران، 1364ش؛ بشير، إسكندر، دولة الإمارات العربية المتحدة، بيروت، 1402ه‍ / 1982م؛ جعفري ولداني، أصغر، كانونهاي بحران درخليج فارس، طهران،1371ش؛ جناب، محمد علي، خليج فارس وآشنايي با إمارات آن، طهران، 1349ش؛ جهـان معـاصر، تج‍ : غـلام حسين متيـن، طهـران، 1361ش؛ حميـدة، عبد الرحمن، جغرافية الوطن العربي، بيروت، 1410ه‍ / 1990م؛ دايرة المعارف تشيع، تق‍ : أحمد صدر حاج سيد جوادي وآخرون، طهران، 1368ش؛ شاملوئي، حبيب الله، جغرافياي كامل جهان، طهران، نشر بنياد؛ طلوعي، محمود، جنگ خليج فارس وآیندۀ خاورميانه، طهران، 1370ش؛ الفيل، محمد رشيد، الأهمية الإستراتيجية للخليج العربي، الكويت، 1407ه‍ / 1988م؛ قلعجي، قدري، الخليج العربي، بيروت، 1413ه‍ / 1992م؛ الكتاب السنوي 1997م، الإمارات العربية المتحدة؛ موسوعة المورد، بيروت، 1990م؛ ميریان، عباس، جغرافياي تاريخي خليج ودرياي پارس، طهران، 1353ش؛ وأيضاً:

Britannica Atlas, Chicago, 1996; Britannica Book of The Year, Chicago, 1998; ibid, 1999; Encarta, 2009; »United Arab  Emirates«, World Bank, http: /  / data. worldbank. Org /  country /  united-arab-emirates; The World Almanac , 1999
محمد حسن گنجي / خ.


تاریخها:

لایمر علی تأسیس الإمارات المتحدة العربیة إلا زمن قصیر لایتجاوز نصف قرن ولذلک یتعذر تدوین تاریخ مستقل ومتواصل لها. ومن هذا المنطلق إذا أردنا دراسة تاریخها القدیم، فلابد أن ندرسها ضمن تاریخ خلیج فارس والمناطق الجنوبیة لإیران إذ کانت الأقالیم والمناطق المطلة علی الخلیج الفارسي برمتها جزءاً من الأراضي الإیرانیة وخاضعة لسلطتها السیاسیة منذ أقدم العصور.

العصور القدیمة حتی سیطرة الاستعمار:

لقد أفادت التحریات الأثریة أن المنطقة التي تضم الإمارات المتحدة العربیة حالیاً کانت راقیة مزدهرة في حقبة من قدیم الدهر تجري فیها نشاطات تجاریة بأسالیب متقدمة تعود إلی حوالي الألف 3 ق.م. کما عثر علی نقوش بالخط المسماري ترقی إلی حضارات ما بین النهرین ذکر فیها موضع باسم «ماگان» أو «مَگّن» ینطبق موقعه الجغرافي انطباقاً تاماً علی السواحل الجنوبیة لخلیج فارس. وکان سکانه یشتغلون بالتجارة عبر الخلیج الفارسي وبحر عمان والمحیط الهندي مصدّرین الماشیة والنحاس ومواد البناء إلی بلاد سومر وبابل. ومن جهة أخری إن التحریات الأثریة التي أجریت في جزیرة أمّ النار علی مقربة أبوظبي تشیر إلی أنها کانت إحدی بوّابات ماگان البحریة علی أغلب الظن وإن علماء الآثار الدنمرکیین في تنقیباتهم فیها عثروا علی فخاریات تشبه تماماً الأواني الخزفیة التي عثر علیها في ناحیة «کولّي» الحضاریة في جنوب بلوچستان وعلی سواحل بحر عمان. فإنها وما حصل علیه علماء الآثار من نظائرها وفي کمیات طائلة في قریة «هِلي» قرب العین في واحة بوزیمي، کلها یؤکد علی وجود صلات مستمرة وعلاقات تجاریة بین سکان ماگان وأهالی السواحل الشمالیة لبحر عمان وخلیج فارس (هاولي، 29-32؛ أسعدي، 1 / 217). غیر أن هذه الأواصر والعلاقات التجاریة سرعان ما خضعت للتشتت والزوال علی أثر هجوم الأقوام الآریة في 1800 ق.م علی وادي السند مما تمخض عن انهیار حضارتها واضمحلالها. فمنذ ذلک الحین لاتتوافر معلومات واضحة بشأن تاریخ هذه المنطقة لفترة تناهز 1000 سنة (ن.ص). وبعد هذه الفترة وفي العصر الأخمیني بسط قمبیز (ح 525 ق.م) سلطانه علی مصر کما سیطر داریوس الأول (ح 513 ق.م) علی الهند الغربیة، وبذلک خضعت آسیا الغربیة برمتها لهیمنة الأخمینیین. کان داریوس یقف علی أهمیة الطرق البحریة وقوفاً تاماً ولذلک أوکل مهمة استکشاف الطریق البحري بین مصر والهند إلی ربّان یوناني المسمی سیکولاکس، حیث قام بها خیر قیام ومنذ ذلک الحین أخذ یتزاید نفوذ الفرس وهیمنتهم علی جزائر الخلیج الفارسي وشواطئه (الحوراني، 13؛ هاولي، 35؛ أسعدي، ن.ص). وإبان هجوم الإسکندر المقدوني في 323 ق.م علی إیران وانهیار الإمبراطوریة الأخمینیة، وصف نئارخوس، قائد أسطول الإسکندر الذي اجتاز خلیج فارس، في کتاب رحلته موضعاً باسم «رأس ماکهِ تا» الذي یسمی الیوم رأس مسندم (هاولي، 35-36).
لم تتوفر معلومات کثیرة بشأن تاریخ سواحل الخلیج الفارسي وجزره في فترة فرض أخلاف الإسکندر سیطرتهم علی إیران وکما یبدو أن علاقاتهم التجاریة مع الهند کانت تقتصر في معظمها علی الطرق البریة. وأما في العهد الفرثي، فإن الفرثیین سیطروا علی سلوقیة وبابل خلال أعوام 140-130 ق.م واستردوا ماکان قد خسره أسلافهم من الأراضي الإیرانیة وعلی الرغم من أننا نجهل فترة سیطرتهم علی السواحل الجنوبیة للخلیج الفارسي لکننا نعلم علی وجه الیقین أن هذه المناطق کانت تخضع لسلطانهم حوالي سنة 80 ق.م (الحوراني، 17؛ وثوقي، 66). ولانکاد ننتقل إلی العصر الساساني حتی تزودنا المصادر بمعلومات أوفر بشأن الأقالیم الجنوبیة المطلة علی خلیج فارس، حیث کانت تضم المحافظات الثلاث التابعة للدولة الساسانیة والتي تطلق علیها مَزون وهگر (= هجر) ومیش مهیک، وذلک حسب ما أورده موسی خورني، المؤرخ والجغرافي الأرمني في تألیفـه المشهور والمترجم إلی الفارسیة باسم شهرستانهای إیران (= أقالیم إیران) وضمن سرده أقالیم الدولة الساسانیة جعلها جمیعاً في إقلیم «کوست نیمروز» في الجنوب (ظ: مارکوارت، 16). وکان الفرس قدیماً یطلقون «مزون» أو «میزون» علی عمان وما یجاورها من الولایات والمدن وکانت حاضرتها صُحار أو سحار (م.ن، 43). وفضلاً عن ذلک یزودنا کتاب أردشیر بن بابک المعروف بکارنامه أو کارنامج (ص 19) بمعلومات حول هذه المنطقة مشیراً إلی أن بعض القبائل العربیة برفقة أهالي مزون اجتازوا البحر والتحقوا بجیوش أردشیر بابکان  في سواحل أردشیر خرّه وکان العرب القاطنون في مزون ینتمون إلی قبیلة الأزد وإنهم کانوا قد نزحوا من الیمن إلی هذه المنطقة بعد تصدّع سد مأرب في أواخر الحکم الأشغاني وبدایة سلطنة أردشیر بابکان قبیل 224م. ثم ازداد عددهم شیئاً فشیئاً حتی انتشروا في جمیع أرجاء سواحل عمان وما یجاورها وعندما ارتقی شاپور الثاني ( سل‍ 309-379م) عرش الحکم الساساني انتهزوا الفرصة وشنوا غاراتهم علی السواحل الشمالیة لخلیج فارس ونهبوا مدنها وفتکوا بأهالیها. وفي 326م جهز شاپور جیوشاً واجتاز البحر ونزل في میناء الخط قرب أبوظبي حالیاً وشن هجومه علی العرب المتمردین في عمان والبحرین وقضی علیهم ثم بنی مدینة فیها وسماها شاپور تخلیداً لذکری انتصاره هذا والتي ظلت عامرة حتی ظهور الإسلام (وثوقي، 66-67؛ للمزید من المعلومات حول هذه الواقعة، ظ: الطبري، 2 / 600-601). استناداً إلی البلاذري لقد وجه الرسول الأعظم (ص) في سنة 8ه‍ رسالة إلی حکامها المنحدرین من قبیلة الأزد ودعاهم وأهالیها إلی الإسلام (ص 76). فترک العرب القاطنون في مزون الدیانة المزدائیة واعتنقوا الإسلام وأما  الفرس فیها فتمسکوا بدیانتهم (ظ: وثوقي، 70).
کما یبدو أن انتقال السلطة من الملوک الساسانیین إلی الخلافة الإسلامیة لم یترک تأثیراً کبیراً علی البنیة الاقتصادیة والاجتماعیة في موانئ الخلیج الفارسي، حیث ظل الإیرانیون یلعبون دورهم الرئیسي في مجال التجارة البحریة في المنطقة (ظ: م.ن، 71). إلا أن الفترة الزمنیة ما بین انطلاق الخلافة الأمویة حتی العصر العباسي شهدت ازدیاداً في نزوح القبائل العربیة من أرجاء شبه الجزیرة العربیة إلی المناطق الشرقیة ما أدی إلی تغییر النسیج السکاني فیها ورجحان کفة العرب علی سائر الأقوام (محمود علي الداود، 22). استناداً إلی المؤرخ المعروف المسعودي کانت مزون حتی أوائل القرن 4ه‍ معروفة لدی الفرس القاطنین في عمان (1 / 169) وأکد المقدسي في الفترة ذاتها علی حضور الإیرانیین بشکل مکثف في المنطقة وسیادة اللغة الفارسیة فیها (ص 92). وکما أشار بزرگ بن شهریار المعاصر للمقدسي إلی رواج التقالید الإیرانیة في عمان وسواحلها في عصره من خلال سرده حکایة تاجر یهودي قدّم هدیة سنیة في عید المهرجان إلی حاکم عمان (ص 111).
لقد عاشت الأقالیم المطلة علی خلیج فارس منذ انهیار الدولة الساسانیة حتی ظهور الدولة البویهیة في أواسط القرن 4ه‍ في ظل سیطرة الخلفاء الأمویین والعباسیین شأنها شأن سائر الأقالیم الإیرانیة. مع ذلک کله، فإنه بعد سقوط الإمبراطوریة الساسانیة بعدة قرون کانت ولم تزل ذکری سیادة الإیرانیین وسیطرتهم السیاسیة علی السواحل الجنوبیة لخلیج فارس باقیة في الأذهان وکلما وجدت إحدی الأسر الإیرانیة في العصور الإسلامیة فرصة سانحة لیحکم المناطق الشمالیة للخلیج الفارسي، فإنها بذلت جلّ اهتمامها في توسیع التجارة وازدهارها في المنطقة من وراء حرصها علی اندماج السواحل الشمالیة والجنوبیة وتوحدهما في ظل حکومة موحدة.
لقد أوکل معز الدولة البویهي في سنة 352ه‍ مهمة فتح عمان إلی وزیره أبي محمد حسن بن محمد المهلبي، إلا أنه توفي ولم یتم الأمر حتی شن معز الدولة ذاته هجوماً علی عمان وسیطر علیها وعلی جزائر الخلیج الفارسي بأجمعها وضمّها إلی ولایة فارس في سنة 354ه‍ وبذلک بسط البویهیون سلطانهم ونفوذهم علی عمان وما یجاورها لفترة تناهز قرناً کاملاً (ظ: إقبال، 24-28؛ پرویز، 79؛ فقیهي، 32). ثم جاء دور السلاجقة لیسیطروا علی جزائر الخلیج الفارسي وسواحله الجنوبیة والشمالیة بعد أن أطاحوا بحکم البویهیین وفي سنة 456ه‍ استولی علیها عماد الدولة قاورد، حیث ضمها إلی ممتلکات سلاجقة کرمان ومنذ ذلک الحین حتی سنة 583ه‍ ظلت عمان وسواحل الخلیج الفارسي تابعة لولایة کرمان (إقبال، 29-30). وما إن نال ملوک هرمز استقلالهم حتی استولوا علی تلک المناطق بأکملها وذلک في ظل حکم رکن الدین محمود قلهاتي وظلوا یحکمونها منذ أوائل القرن 7ه‍ / 13م حتی ظهور البرتغالیین في أوائل القرن 10ه‍ / 16م (وثوقي، 155-161، 263، 312).

المصادر:  

أسعدي، مرتضی، جهان إسلام، طهران، 1366ش؛ إقبال، عباس، مطالعاتي در باب بحرین وجزایر خلیج فارس، طهران، 1328ش؛ پرویز، عباس، از عرب تا دیالمه، طهران، 1363ش؛ بزرگ بن شهریار، عجایب الهند، لیدن، 1883-1886م؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : عبد الله أنیس الطباع، بیروت، 1407ه‍ / 1987م؛ الحوراني، جورج ف.، دریانوردي عرب در دریای هند، تج‍ : محمد مقدم، طهران، 1338ش؛ الطبري، تاریخ؛ فقیهي، علي أصغر، تاریخ آل بویه، طهران، 1378ش؛ کارنامه أردشیر بابکان، تق‍ : صادق هدایت، طهران، 1318ش؛ محمود، علي الداود، «عوامل الوحدة والتجزئة في الجزیرة العربیة»، تجربة دولة الإمارات العربیة المتحدة، بیروت، 1985م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، بیروت، 1385ه‍ / 1965م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، لیدن، 1906م؛ هاولي، وثوقي، دونالد، دریاي پارس وسرزمین سواحل متصالح، محمد باقر، تاریخ مهاجرت أقوام در خلیج فارس، شیراز، 1380ش؛ تج‍ : حسن زنگنه، قم، 1377ش؛ وأیضاً: 

Markwart, J., Ērānšahr, Berlin, 1901
علي کرم همداني / ف.

الصفحة 1 من2

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: