الالمعی الکاشغری

اَلْأَلْمَعيُّ الْكاشْغَريّ،   لقب أطلق علی عالمين من كاشغر في القرن 5ه‍ / 11م. تدلنا نسبة الكاشغري على أن هذه الأسرة تنتسب إلى كاشغر من بلاد تركستان الصينية ومما يؤيد هذا القول هو أن أحد أفراد الأسرة المتأخر قام بتأليف تراجم علماء كاشغر واستناداً إلى آثار جمال القرشي والسمعاني، ذهب بارتولد إلی أن أبا الفتوح الألمعي قضی فترة من حیاته في تركستان الشرقية (منطقة كاشغر) (ظ: ص 64).
وما یجدر بالذکر هو أن أسرة الألمعي من أقدم الأسر الكاشغرية التي تشرفت بالإسلام. والألمعي لغة أي الذكي المتوقد (ظ: ابن منظور، مادة لمع). تدل سلسلة نسب هذه الأسرة وهي  «الحسين بن علي بن خلف بن جبرائيل بن الخليل بن صالح بن محمد»، ومع الأخذ بنظر الاعتبار تخمين الفترات الزمنية بين الأجيال، على أنها اعتنقت الإسلام في أواخر القرن 3ه‍ /  9م علی أقل تقدیر ( ظ: ياقوت، مادة كاشغر؛ ابن حجر، 2 / 306، نقلاً عن السمعاني).

1. أبو عبد الله الحسين بن علي

(تـ ح 484ه‍ / 1091م): ذكر عبد الغافر الفارسي اسم والده مرة الفضل (ص 552) ومرة أخرى الحسن (ص306) بينما تتفق المصادر على أنه الحسين بن علي ويقول السمعاني إن اسمه الحسين غير أنه عرف بالفضل (5 /  18؛ أیضاً ظ: ابن طاووس، «رسالة عدم ... »، 344).
قضى ألمعي فترة طويلة من حياته في طلب العلم ولذلك طاف بلاداً كثيرة منها: مرو ونيسابور وجبال وبغداد ويرافقه في بعض أسفاره ابنه عبد الغافر (ظ: السمعاني، 5 / 18؛ الفارسي، 306، 552) ومـن أشهر أساتذتـه أبـو طالب بـن غيـلان الهمدانـي (تـ 440ه‍ /  1048م)، وأبـو عبد اللـه محمـد بـن علـي الصـوري (تـ 441ه‍ )، وأبـو القاسم عبد العزيز بن علي الأَزَّجـي (تـ 444ه‍ ) وأبو عبد الله محمد بـن علي العلـوي (تـ 445ه‍ )، وإن الأخير كان من العلماء المعروفین (ظ: السمعاني، 5 /  18؛ الذهبي، ميزان ... ، 1 / 544، سير ... ، 18 /  19؛ ابن حجر، ن.ص).
ومن خلال ما أورده ابن طاووس نستنبط بأنه سمع الحديث من والده الحسن والمكنى بأبي الفتوح وروى عنه ( مهج... ، 355).
لقد أقام الألمعي بعد أن أدرك شيوخاً كثيرين في الحديث على حد قول عبد الغافر الفارسي (ظ: الفارسي، ن.ص)، مجالس يروي فيها الأحاديث النبوية والتف حوله طلاب الحديث وفضلاً عن ابنه أبـي الفتوح، فقد سمع منه عبـد الغافر الفارسي (تـ 529ه‍ /  1135م) وأبـو نصر محمد بـن محمـود السره مـرد (تـ 534ه‍ / 1140م) وأبو سفيان محمد بن أحمد العبدوسي (ظ: م.ن، أيضاً السمعاني، ياقوت، ن.صص).
وما ينبغي ذكره أنه لم يكن بمنأى عن الطعن إذ اعتبر أصحاب التراجم أمثال السمعاني وابن النجار معظم أحاديثه ومروياته غرائب و«مناكير» (ظ: ن.ص؛ ابن حجر، 2 / 305). كما اتهمه البعض بانتحال الروايات ووضع الأحاديث (ن.ص؛ أيضاً الذهبي، ميزان، 1 / 544).
لقد ألف الألمعي مؤلفات كثيرة في مجال الحديث يتجاوز عـددهـا حسب مـا قالـه السمعـانـي (ن.ص) 120 أثـراً (أیضـاً، ظ: ياقوت، ن.ص؛ ابن حجر، 2 / 306).
ولـم ترد أسمـاء مؤلفاتـه فـي المصادر إلا جائـزة المختار (ظ: ابن حجر، ن.ص) وزاد العابدين (ابن طاووس، مهج، 344-345؛ کُلبرغ، 385-386؛ أيضاً ظ: المركزية، 5 / 2076).

2. أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين

(تـ ح 474ه‍ /  1081م): درس في مطلع شبابه (في مرو على الأرجح) علی أبيه (الفارسي، 306) وأبي طاهر محمد بن عبد الملك الدندانقاني (السمعاني، 5 /  18) وأبي الوفاء إسماعيل بن أحمد المروزي (م.ن، 3 / 57)، وسمع الحديث منهم. وقد رافق أباه في سفره إلى خراسان، والجبال والحجاز وقضی فترة في نيسابور والعراق. ذكر عبد الغافر الفارسي أن أبا الفتوح سمع من شيوخ نيسابور من تلامذة الحاكم النيسابوري والأصم، دون أن يذكر اسم أحدهم على وجه التحديد (ظ: الفارسي، 552).
 وقد عرف الألمعي كمحدث ثقة، غزير الرواية وذلک بفضل تدوینه مجموعة كبيرة من الأحاديث، ولذلك حظي بمكانة أرفع وأسمى من أبيه في علم الحديث (ظ: السمعاني، 5 /  18؛ الفارسي، ن.ص).
حيث أقبل على مجالسه المتعلمون وسمعوا منه أحاديثه منهم أبوعبدالله محمد بن أبي القاسم الغولقاني (تـ ح 499ﻫ ) وأبو بكر هبة الله بن فرج (ظ: السمعاني، 4 / 320، 5 / 18؛ الذهبي، سير، 20 / 164).
رغم أن أغلبیة المصادر لم تتحدث عن مؤلفاته غير أن السمعاني ذكر له كتاباً باسم معجم الشيوخ ونقل عنه في كتابه الأنساب (ظ: 3 / 495، 5 / 10) وكذلك من خلال ما أورده جمال القرشي في تاريخه استنتج بارتولد بأنه كان قد ألف كتاباً في تاريخ كاشغر واعتبره مـن المصادر التاريخية للعصر القراخاني (ظ: ص 64؛ EI1,IV / 788; EI2,IV / 699). وما یثیر الشک هو أن المؤلفين أمثال السخاوي عند إحصائهم التواريخ المحلية لم يشيروا إليه (ظ: ص 245 وما بعدها).
واستناداً إلى تصريح السمعاني، فقد توفي عبد الغافر قبل وفاة أبیه بـ 10 سنوات (5 /  18).

المصادر: 

  ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان الميزان، حيدرآباد الدكن، 1329-1331ه‍ ؛ ابن طاووس، علي، «رسالة عدم مضايقة الفوائت»، تق‍ : محمد علي الطباطبائي المراغي، تراثنا، قم، 1407ه‍  س2، عد 2-3؛ م.ن، مهج الدعوات، ط حجرية، 1323ه‍ ؛ ابن منظور، لسان؛ الذهبي، محمد، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط وآخرون، بيروت، 1405ه‍ / 1985م؛ م.ن، ميزان الاعتدال، تق‍ : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382ه‍ / 1963م؛ السخاوي، محمد، الإعلان بالتوبيخ، تق‍ : فرانز روزنثال، بغداد، 1382ه‍ / 1963م؛ السمعاني، عبد الكريم، الأنساب، تق‍ : عبد الله عمر البارودي، بيروت، 1408ه‍ /  1988م؛ الفارسي، عبد الغافر، سياق تاريخ نيسابور، منتخب الصريفيني، تق‍ : محمد كاظم المحمودي، قم، 1403ه‍ ؛ المركزية، المخطوطات؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً:

Barthold, W.W., »Turkestan v epokhu mongol’skogo nashestviya«, Sochineniya, Moscow, 1963, vol.I.; EI; EI2; Kohlberg, E., A Medieval Muslim Scholar at Work : Ibn Ŧāwūs and His Library, Leiden etc., 1992.
أحمد پاكتچي / خ