الله وردی خان، جسر

اَللّٰه وِرْدي خان، جِسر،   جسر على نهر زاينده رود في أصفهان يربط بين القسمين الشمالي والجنوبي للشارع المعروف باسم «چهارباغ». يعتبر هذا الجسر أكبر جسر تاريخي یستعمل الیوم في إيران. يبلغ طوله 295 متراً وعرضه 5 / 13 متراً وله 33 قنطرة ( گزارش ... ، 11؛ قا: پوپ، III / 1236). كان هذا الجسر معروفاً بأسماء «شاه عباسي» و«چهارباغ» و«سي و سه چشمه» و«سي وسـه پُل»، واعتبره إسكنـدر بيك متکوناً من 40 قنطرة (ص 544؛ رفيعي، 318).
شيد جسر الله وردي خان في طابقين من الآجر وعلى دعامة  حجرية. ويتضمن طريقاً رئيساً عريضاً وعدة ممرات ضيقة (پوپ، III / 1237). الطريق الرئيس الذي بني على ارتفاع أكثر بالنسبة إلى الممرات الأخرى، كان ممراً للقوافل سابقاً، فيما كان الممران المسقفان علی جانبي طول الجسر للمشاة (ن.ص). بنيت على طول هذه الممرات سلالم عديدة، تمکّن المشاة أن ينزلوا حتى حافة النهر من جهة، وأن يصعدوا حتى سطوح الممرات المسقفة من جهة أخرى، دون تجاوزهم الطريق الرئيس للراكبين (كمپفر، 189). يتميز الجسر بالمواصفات الرئيسة التي يلزم توفرها في كل جسر نموذجي بشكل يثير الإعجاب وبالإضافة إلى ذلک إنه يتناسب جيداً مع الأغراض الأخرى. فالمعبر الرئيس وقع بین جدارين مرتفعين یقیان القوافل کمأوی من العواصف، أو من الأخطار الناجمة من حركة المرور المزدحمة (پوپ، III / 1235). وفضلاً عن ذلك، فقد بنيت في أسفل الجسر وعند قواعده حُجيرات للاستراحة والاستجمام (ن.ص). کما کانت في بداية الجسر ونهايته شیدت تحصينات تتضمن 4 أبراج وأبواباً منيعة لقطع حركة المرور إذا دعت الضرورة والمحافظة على الجسر (هولتسر، 98). وكان الجسر وبما فيه من الأبنية قد تحول إلى متنزه لأهالي أصفهان إبان العصر الصفوي، بحيث كانـت احتفالات النيروز وما یسمی في الفارسية «آبريزگان وگلريزان» تقام فيه وخاصة في عهد الشاه عباس (منجم، 36؛ هنرفر، إصفهان، 139-140؛ فلسفي، 2 / 318-319).
كان لهذا الجسر دور أساسي في مشروع تحويل أصفهان إلى عاصمة جديدة ومؤهلة لإيران، حيث تم تنفيذه في عهد الشاه عباس بنظرة مستقبلية وعلى نطاق واسع (سيفري، 154-155) وحسب نظام مدروس (غوبه، 289). شيد جسر الله وردي خان الذي كان يربط بین الأحیاء القديمة والجديدة للمدينة، على موضع یتمیز بعمق أقل وعرض أوسع لکی تجري المياه من جميع فوهاته (پوپ،III / 1236؛ ظ: سيلفا إي فیغروا، 221). وقد اعتبره بعض الرحالة أكثر جسور العالم فخامة في عصرهم (ريتشاردز، 56-57؛ كرزن، 2 / 56).

                             
                                                              جسر الله وردي خان (سي وسه پل)
 
استناداً إلى الشواهد التاريخية، فإن بانيه هو الله وردي خان قائد جيش إيران في عهد الشاه عباس الصفوي الأول. لکن تتضارب الآراء بشأن تاريخ بناء الجسر. یفید تقرير إسكندربيك، بأن فكرة تصميم وتخطیط چهارباغ وجسر «چهل چشمه» ظهرت في السنة الحادية عشرة من جلوس الشاه عباس أي سنة 1006ه‍ ( 544-545). غير أن المادة التاريخية التي أوردها أحد شعراء عهد الشاه عباس، المعروف بعلي نقي کمره‌إي، تدل على أن الجسر تم إحداثه سنة 1005ﻫ (نخجواني، 649؛ هنرفر، «تاريخ ... »، 4-5). ويذهب جابري الأنصاري (القرن 13ه‍) إلى أن الشاه عباس في 1011ه‍ أمـر الله وردي خـان ببنـاء الجسر والأبنيـة الديـوانية (ص 190، الهامش)، ولكنه لايذكر مصدراً لما كتبه.
الخصائص المعمارية: يدل اختيار موضع بناء الجسر في أوسع جزء من زاينده رود وأرخاه، على إعطاء الأولوية لتنفيذ المشروع الدقيق والمدروس لتوسيـع مدينة أصفهـان في عهـد الشاه عبـاس الأول ( گزارش، 12). وتعتبر عملية تغيير مجرى النهر من خلال تشييد سد‌ ـ برج گنجعلي خاني وتوجيه المياه لتتدفق من فوهات الجسر، وإقامة قواعد الجسر وتوطيدها في أرض رخوة لينة التراب بنفقات باهظة وباستخدام تقنية دقيقة في تصميمها، من أبرز ممیزات جسر الله وردي خان (ن.ص).
یتکون الهیکل الأصلي للجسر، من طابقين يتميزان بالفخامة والصلابة و33 قنطرة. یبلغ طول الجسر 295 متراً وترکزت فیه دعائم أبعادها 5 / 13×5 / 13 علی شکل جدران وعلی فواصل یبلغ أقصاها 5 / 5 متراً تتوسطها فوهات یناهز عرض کل منها 3 أمتار (ن.م، 9؛ قا: پوپ، ن.ص) ويدعم كل دعامة مصدة للأمواج في الجهة العلوية من النهر (الغرب). ویعلو كل قوس من الأقواس الكبيرة السفلية، عقدان صغيران. ولاتتمتع الأرصفة المسقفة العلویة (علماً بأنها قد بنيت في المرحلة التالية) بالتناغم المطلوب مع الطوابق السفلیة من حيث البناء. ويزداد عرضها متراً واحداً في القسم الغربي كي تتكون غرف صغيرة ( گزارش، 15).
الإصلاح والترميم:  لم تدع الحاجة إلی ترميم الجسر بسبب صلابته واستخدام التقنية المطلوبة في تصميمه وبنائه طيلة الحكم الصفوي، وإنما في عهد ناصر الدين شاه سنة 1310ه‍ جرت عمليات ترمیم في بعض قناطر الجسر (هنرفر، گنجينه ... ، 831). وفي القرن الأخير، ومن خلال تشكيل جمعية الآثار الوطنية، والأخذ بنظر الاعتبار حمایة الأبنیة الأثریة وترمیمها أجرت دائرة علم الآثار عملیة تطهير الأراضي المحيطة بالجسر وتنزیه القناطر المغلقة وبناء جدران حجرية في شمال النهر سنة 1330ش (نيكزاد، 18).
وقد تمت أهم عمليات لترميم الجسر خلال السنوات 1970-1977م بهدف تدعيمه والمحافظة علیه (ظ: گزارش، 1- 18). كما تم  تدوين وتنفيذ ضوابط المحافظة على الجسر وحریمه للحفاظ علی مظهره الطبيعي ومنها فرض القيود على بناء المباني المرتفعة حوله، ومنع مرور وسائل النقل علیه. وقد تم تسجيل الجسر ضمن الأبنیة الأثریة والتاریخیة تحت رقم 110 (مشكوتي، 54).

المصادر:  

إسكندربيك المنشي، عالم آراي عباسي، طهران، 1350ش؛ جابري الأنصاري، حسن، تاريخ إصفهان وري وهمۀ جهان، إصفهان، 1321ش؛ رفيعي مهر آبادي، أبو القاسم، آثار ملي إصفهان، طهران، 1352ش؛ ريتشاردز، فريد، سفرنامه، تج‍ : مهين دخـت صبا، طهـران، 1363ش؛ سيلفـا إي فیغـروا، غارثيـا، سفرنامـه، تج‍ : غلام رضا سميعي، طهران، 1363ش؛ غوبه، هاينس، «شهر إصفهان»، نظري إجمالي به شهر نشيني وشهرسازي در إيران، طهران، 1365ش؛ فلسفي، نصرالله، زندگانـي شاه عبـاس أول، طهران، 1332ش؛ كـرزن، ج.ن.، إيـران وقضية إيـران، تج‍ : ع. وحيد مازندراني، طهران، 1350ش؛ گزارش تعميرات پل الله وردي خان (سي وسه پل) و پل خواجو، أرشيف منظمة التراث الثقافي في إصفهان، إصفهان؛ كمپفر، إ.، سفرنامه، تج‍ : كيكاووس جهانداري، طهران، 1360ش؛ مشكوتي، نصرت الله، فهرست بناهاي تاريخي و أماكن باستاني إيران، طهران، 1345ش؛ منجم يزدي، محمد، تاريخ عباسي، تق‍ : سيف الله وحيدنيا، طهران، 1366ش؛ نخجواني، حسين، مواد التواريخ، طهران، 1343ش؛ نيكزاد أمير حسيني، كريم، تاريخچۀ أبنيۀ تاريخي إصفهان، إصفهان، 1335ش؛ هنرفر، لطف الله، إصفهان، طهران، 1346ش؛ م.ن، «تاريخ بناي پل الله وردي خان»، هنرومردم، طهران، 1350ش، عد 109؛ م.ن، گنجينۀ آثار تاريخي إصفهان، إصفهان، 1344ش؛ مذكرات المؤلف؛ وأيضاً:

Höltzer, E., Persien vor 113 Jahren, Tehran, 1977; Pope, A. U., A Survey of Persian Art, Tehran etc., 1967; Savory, R., Iran Under the Safavids, Cambridge, 1980.
حسين پورنادري / خ.