الله وردی خان

اَللّٰه وِرْدي خان   (تـ 14 ربيع الآخـر 1022ه‍ / 24 أيـار 1613م)، حاكم فارس والقائد العسكري في عهد الشاه عباس الصفوي الأول. أصله من الأرمن المسيحيين في جورجيا. كان مملوكاً منذ عهد الحداثة وتداولته الأيدي حتی انخرط أخيراً في سلک مملوكي الشاه طهماسب الأول، واعتنق الإسلام (واله، 331)؛ ثم اتصل بحمزة ميرزا، الابن الأكبر للسلطان محمد خدابنده (985-995ه‍ / 1577-1587م) كخادم له وبعد مقتل حمزة ميرزا (994ه‍ / 1586م) قام مؤيداً للشاه عباس الأول (القاضي أحمد، 2 / 841-842؛ إسكندربيك، 400-401). فتولى منصب زرگرباشي (المشرف علی صیاغة المجوهرات وضرب المسکوکات) وما لبث حتی وقع موقع ائتمان الملک وحواشیه، بحيث كان يتردد بحريـة في البلاط (ظ: ميرزا رفيعـا، 553-554؛ شـاردن، V / 354-356).
وعندما عمد الشاه عباس إلى القضاء على القزلباش شارک الله وردي خان في قتل مرشد قلي خان أستاجلو، أحد القادة القزلباشية  
 الأقوياء، وذلك في 997ه‍ /  1589م، فلقبه الملک بلقب «السلطان» جزاء له على هذه الخدمة، وأقطعه منطقة جرفادقان (إسكندربيك، 401). ولم یلبث حتی تولى منصب «قوللر آغاسي» (قیادة جیش متألف من خواص المملوکین) بعد وفاة یولقلي بك أي قبل 1001ﻫ  / 1593م ونال لقب «خان» (ميرزا سميعا، 12؛ سومر، 189-190؛ سيفري، 81-82؛ جنابذي، 301).
لقد نال الله وردي خان منزلة مرموقة لدی الشاه عباس، بحيث كان الملك يخاطبه بكلمة الأب (واله، 332). وفضلاً عن مشاركته في قتل مرشد قلي خان، فقد خاض أغلب المعارک الداخلية والخارجية وتواطأ مع الشاه في مؤامراته ضد قادة القزلباش وكان الملک يعتمد غالباً في المعارك الكبرى على الجيش الخاضع لإمرته.
أخرج الله وردي خان في 1001ه‍ / 1593م مدينة نيسابور من قبضـة الأوزبك وفي 1004ه‍ / 1596م تولی حکومة فارس (إسكندر بيك، 453، 515؛ قا: منجم، 150).
أدى الله وردي خان دوراً كبيراً في قمع ثورات بعض الأمراء المحليين. ففي 1005ه‍ / 1597م أخمد تمرد عشيرة الأفشارية في كهكيلويه. وفي السنة التالية قبض علی شاه وردي خان، أمير (أتابك) لرستان المتمرد وقتله (إسكندربيك، 524-525، 539-540؛ أروج بك، 351-352).
شارك في 1007ه‍ /  1598م في معركة الشاه عباس ضد الأوزبك وكان له دور مهم في السيطرة على هراة. وفي نفس السنة أودی بحیاة فرهادخان قرامانلو من أبرز الزعماء القزلباشیة بأمر من الشاه عباس (إسكندربيك، 564-569؛ جنابذي، 311-315؛ منجم، 172-174، 196-199).
استرد الله وردي خان مدينة لار من يد حاكمها المتمرد إبراهيم خان سنة 1009ﻫ ثم عزم على محاربة القوات البرتغالية في سواحل الخليج الفارسي وبحر عمان (إسكندربيك، 616- 618؛ منجـم، 209-214؛ سيلفا إي فيغيـرووا، 95؛ أيضـاً ظ: إقبـال، تاريخ ... ، 678). وسیطر علی میناء گمبرون (بندر عباس) وفي نفس الوقت ألحق ابنه إمام قلي خان هزيمة بالقوات البرتغالية في البحرين وحرّرها من قبضتهم (إسكندربيك، 614-616، 980؛ إقبال، مطالعاتي ... ، 76- 78؛ بلغريف، 628-630؛ ويلسون، 140-141).
وفي 1011ه‍ / 1602م حاصر الله وردي خان بغداد ولكنه تخلی عنها بأمر من الشاه عباس وتوجه نحو آذربایجان لیساعد الملک في محاربة العثمانيين (إسكندربيك، 649-650). وفي 1014ه‍ / 1605م أختير قائداً أعلی للجیش ولم یلبث حتی شن هجوماً علی مدينة وان، ثم ألحق هزيمة فادحة بالقوات العثمانية في صوفيان (إسكندربيك، 683-685، 695-702؛ منجم، 280-281). وفي 1015ه‍ / 1606م استولى على مدينة كنجه وشارك في السنة التالية في السيطرة على شماخي (إسكندربيك، 707-710، 746-749).
توفي الله وردي خان في أصفهان، ولكن نقل جثمانه إلی مشهد ودفن بجوار مرقد الإمام الرضا (ع) في مقبرة كان قد شيدها قبل وفاته (م.ن، 870-871؛ اعتماد السلطنة، 104- 108). وبعد وفاته، عُين ابنه الأكبر إمام قلي خان (ن.ع) حاکماً علی فارس، وابنه الآخر داود خان أميراً علی قره باغ ورئيساً لقبيلة القاجار (فلسفي، 2 / 93).
واستناداً إلي تقارير السواح الأوروبيين في العصر الصفوي، فقد أمر الله وردي خان بتشييد أبنية كثيرة في أصفهان وفارس (سيلفا إي فیغروا، 88، 131، 167؛ كمپفر، 195-196) بقي منها الجسر المعروف باسم جسر الله وردي خان على نهر زاينده رود في أصفهان ومدرسة خان في شيراز (نصر، پنج ـ شش؛ رومر، 679).

المصادر:  

أروج بك بـن سلطان علـي بك، دون ژوان إيراني، تج‍ : مسعـود رجب نيا، طهران، 1338ش؛ إسكندربيك المنشي، عالم آراي عباسي، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1350ش؛ اعتماد السلطنة، محمد حسن، مطلع الشمس، تق‍ : محمد پيمان، طهران، 1362ش؛ إقبال آشتیاني، عباس، تاريخ مفصل إيران، ازصدر إسلام تا انقراض قاجاريه، تق‍ : محمد دبيرسياقي، طهران، 1346ش؛ م.ن، مطالعاتي در باب بحرين وجزاير وسواحل خليج فارس، طهران، 1338ش؛ جنابذي، ميرزا بك، روضة الصفوية، مخطوطة مكتبة جامعة طهران، رقم 1328؛ سومر، فاروق، نقش تركان آناتولي در تشكيل وتوسعۀ دولت صفوي، تج‍ : إحسان إشراقي ومحمد تقي إمامي، طهران، 1371ش؛ سيلفا إي فیغروا، غارثيا، سفرنامه، تج‍ : غلامرضا سميعي، طهران، 1363ش؛ فلسفي، نصر الله، زندگاني شاه عباس أول، طهران، 1334ش؛ القاضي أحمد القمي، خلاصة التواريخ، تق‍ : إحسان إشراقي، طهران، 1363ش؛ كمپفر، إ.، در دربار شاهنشاه إيران، تج‍ : كيكاووس جهانداري، طهران، 1350ش؛ منجم يزدي، محمد، تاريخ عباسي، تق‍ : سيف الله وحيدنيا، طهران، 1366ش؛ ميرزا رفيعا، «دستور الملوك»، مجلة دانشكدۀ أدبيات و علوم إنساني، طهران، 1348ش، س 16، عـد 5 و 6؛ ميزرا سميعا، تذكرة الملوك (سازمـان إداري حكومت صفوي)، تق‍ : مينورسكي، لندن، 1943م؛ نصر، حسين، «رسالۀ سه أصل»، يادنامۀ ملاصدرا، طهران، 1340ش؛ واله، پيترودلا، سفرنامه، تج‍ : شعاع الدين شفا، طهران، 1348ش؛ وأيضاً:

Belgrave, J. H. D., »The Portuguese in the Bahrain Islands, 1521-1602«, Journal of the Central Asian Society, London, 1935, vol. XXII; Chardin. J., Voyages en Perse, Paris, 1811; Roemer, H. R., »The Safavid Period«, The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1986, vol. VI,. Savory, R., Iran Under the Safavids, Cambridge, 1980; Wilson, A. T., The Persian Gulf, London, 1959.
مجيد سميعي / خ