الب تکین
cgietitle
1441/10/22 ۲۳:۴۰:۲۹
https://cgie.org.ir/ar/article/259563/الب-تکین
1446/9/3 ۱۴:۱۳:۰۷
نشرت
9
أَلْب تَكين، أحد مملوكي بلاط السامانيين ومؤسس الدولة الغزنوية (ح 314-359ﻫ / 926-970م). لو أخذنا بنظر الاعتبار ما قاله نظام الملك أن ألب تكين اُستعمل على جيوش خـراسـان (349ﻫ / 960م) في الخامسة والثلاثين من عمره (ص123)، فلابد أن يكون قد ولد نحو 314ﻫ / 926م.إنه كان في بداية أمره مملوكاً، اشتراه أحمد بن إسماعيل، ثاني أمراء الدولة السامانية، فاشتغل في بلاطه خادماً حتى سرعان ما نال حظوة لديه بما أبدى من الكفاءة والجدارة، بحيث ضاع صيته في عهد الأمير نوح الساماني وانخرط في سلك رجال الدولة (المقدسي، 337، 338) كما أصبح في الفترة نفسها أميراً على بعض البلاد الخاضعة لسلطان الدولة السامانية، بحيث أشار نظامي عروضي (ص14) إلى تسنمه إمارة هراة بينما لم يحظ قوله بالتأييد من قبل أي مصدر من المصادر التاريخية. تولى ألب تكين بعد الأمير نوح وفي عهد نجله عبد الملك منصب الرئاسة الحرس في البلاط الساماني. وفي سنة 345ﻫ / 956م قدم بكر بن مالك ــ أحد أمراء الدولـة السامانية وصاحب جيـوش خراسان ــ بخارى مرتجياً الخلع والصلات وحين مثوله بين يدي الأمير عبد الملك بن نوح، انقض عليه ألب تكين وقتله بتهمة انتمائه إلى البويهيين والقرامطة وذلك وفقاً لمؤامرة مدبرة وقرار مسبق وبذلك احتل ألب تكين منزلة أسمى في البلاط، بحيث عندما دبّت الخلافـات بينه وبين يوسف بن إسحاق وزيـر عبد الملك ــ استوزر سنة 348ﻫ / 959م ــ راعى الأمير جانبه وأمر بعزل الوزير وأحل محله أبا علي محمد بن محمد البلعمي (363ﻫ / 974م) وهو مؤتمن لدى ألب تكين.أخذ ألب تكين ينقص من مثوله بين يدي الأمير عبدالملك في أواخر عهده وبعد أن رأى تقلب أحواله ومع ذلك عرض عليه عبدالملك أولاً إمارة بلخ، فاستخفها لنفسه وامتنع عن قبولها حتى ولاه أميراً على جيوش خراسان بعد أن عزل أبا منصور محمد بن عبد الرزاق الذي كان من الأمراء المشغوفين بحب الوطن وقلده إمارة طوس. فإن ألب تكين شد الرحال نحو نيشابور مقر حكمه وألقى عصاه فيها في 20 ذي الحجة 349ه / 10 شباط 961م واختار أبا عبد الله محمد بن أحمد الشبلي وزيراً له. وكان ألب تكين وأبوعلي البلعمي الوزير الساماني قد تعاهدا قبلئذٍ على التآزر والتآلف ولهذا كان أبوعلي لايخوض في أمر إلا ويستشير ألب تكيـن فيه (الگرديزي، 353-354). ظل ألـب تكين خلال إقامتـه في نيشابور يرسل هداياه للأمير عبد الملك ليراعي جانبه حتى اتفق أن سقط الأمير من فرسه حين لعب الصولجان وأصابته جروح ولـم يلبث حتى أدركته المنية في 8 شوال 350ه / 20 تشرين الثاني 961م (النرشخي، 134؛ الگرديزي، 354؛ منهاج، 210).ونشبت الخلافات بعد وفاة الأمير عبد الملك بين رجال الدولة السامانية في تعيين خليفته. فأرسل أبوعلي البلعمي رسالة إلى ألب تكين استفسر رأيه بهذا الشأن. فإنه أبدى رأيه متحيزاً لنصر بن عبدالملك إذ كان لايرى في منصور بن نوح أهلية ولا جدارة لاعتلائه عرش الملك؛ فتولى نصر بن عبد الملك عرش السلطنة إلا أن رجال الدولة السامانية أبدوا معارضتهم له ولم يمض يوم واحد حتى أطاحوا بحكمه (النرشخي، 134؛ المقدسي، ن.ص) وأحلوا محله منصور بن نوح في شوال 350 / كانون الأول 961. فلما بلغ ألب تكين الخبر، أرسل رسولاً بغية استرداد رسالته الموجهة إلى أبي علي البلعمي غير أن التقدير كان أعجل وذاع خبر معارضته للسلطان الجديد في دار الملك وما إن اطلع الأمير منصور علی ذلك حتى عزله عن جيوش خراسان وأحل محله أبا منصور عبد الرزاق من جديد. ثم أمره بأن يحلول دون رحلة ألب تكين إلى بخارى (الگرديزي، 354-355؛ النرشخي، 134-135؛ منهاج، 211؛ حمد الله، 381-382). ولم يمض من وقت طويل حتى أرسل منصور رسولاً إليه واستدعاه إلى بخارى؛ غير أنه امتنع وخرج من نيشابور متمرداً في ذي القعدة 350 / كانون الأول 961 فأرسل أبو منصور صاحب جيوش خراسان عساكر إلى طايران في طوس للحيلولة دونه إلا أنها لم تظفر به وإنما نهبت أموالاً وأثاثاً قد تركها خلفه. ثم خرج أبومنصور يتبعه في حين وجه الأمير منصور من بخارى رسائل إلى أمراء ألب تكين وعدّه فيها غاصباً متمرداً، فبادر ألب تكين إلى إحراق معسكره واتجه مع 700 مقاتل من خواص مملوكيه نحو بلخ واستولى عليها ولما بلغ الأمير الساماني خبر استيلائه على بلخ، أرسل أحد قادته المسمى «بَبداح» على رأس جنود يبلغ عددهم 000,12 لمحاربته؛ فقامت معركـة عنيفة كان النصر فيها حليف ألب تكين وعاد جيوش ببداح أدراجهم نحو بخارى منهزمين منكسرين(الگرديزي، 355-356).لقـد جاء في بعض الروايات أن الأمير السامانـي أرسـل أشعث بن محمد في طلب ألب تكين، فزحف إليه وحاربه وطرده من بلخ غير أنه توجه نحو غزنين وظل يواصل معاركه ضد الدولـة السامانية حتى صالحه منصـور ومنحه الأمان فدخل بخـارى وحضر بين يدي الأمير (النرشخي، 135). وما يجدر بالذكر أن هذا الخبر لا يحظى بالتأييد من قبل سائر المصادر التاريخية ولايلائم ما نعرف من حياة ألب تكين بعد هذه الفترة الزمنية. سار ألب تكين نحو الهند بعد مغادرته بلخ ولما حاول الأمير أبوعلي لاويك (أو أمير أنوك) حاكم غزنين أن يحول دون اجتيازه المدينة، هجم عليه وطرده من غزنين سنة 351ﻫ / 962م واستولى عليها (منهاج،226). فعلى هذا لابد أن تعد هذه السنة، مبدأ الحكم الغزنوي رسمياً إذ اعتلى ألب تكين عرش السلطنة واستقل بالحكم في غزنين. ثم زحف نحو الأراضي الهندية على التوالي حتى بسط سلطانه على أجزاء كبيرة منها ووسع بذلك نطاق ممتلكاته؛ بحيث بلغت ضرائبها 000,100 دينار و000, 6 درهم (ابن حوقل، 356-357).تتضارب الآراء بشأن سنة وفاة ألب تكين، فمن المعاصرين من يرى أنه توفي بعد استيلائه على غزنين بسنة أي سنة 352ﻫ / 963م (زامباور، 416؛ بارتولد، 384؛ الگرديزي، 356، الهامش؛ حبيبي، 34) ومن القدماء لم يصرح أحد بتاريخ وفاته وإن الگرديزي اكتفى بذكر نتف من أيامه الأخيرة في غزنين بينما صرح العتبي (ص213) بأنه توفي بعيد استيلائه على غزنين وأورد ابنحوقل أن ألب تكين سيطر على غزنين سنة 355ﻫ / 966م قائلاً إنه شهد بذاته في غزنين وكابل ما وقع من الحوادث والفوضى حوالي تلك السنة. وعلى ما يلوح من سياق حديثه، فإنه كان يرى وفـاة ألب تكيـن بعـد تلك السنة. وذكـر منهاج سراج (ص226) ــ نقلاً عن مجلـدات من تاريخ البيهقي اندثـرت علـى مـر الزمـن ــ إن ألب تكين توفي بعد استيلائه على غزنين بثمانية أعوام وبعد أن أضاف زاولستان إلى ممتلكاته. وعلى هذا فلابد أن نجعل تاريخ وفاته سنة 359ﻫ / 970م.لقد أثنى نظام الملك على ألب تكين وخصص فصلاً من كتابه بذكر فضائله ورغم أن ما كتبه عنه لايحظى بالتوثيق التام غير أنه يدلنا على أن ألب تكين كان ذا شهرة واسعة آنذاك. ذكر نظام الملك أن ألب تكين كان يرغب في ادخار الأموال والثروات وزيادتها يوماً بعد يوم، بحيث كان يشتري كل يوم 30 غلاماً (ص124) وقيل إنه كان يمتلك 500 قرية في خراسان وماوراء النهر وبنى في كل مدينة قصراً وحديقة وخاناً وحماماً لنفسه (بارتولد، 369).اعتلى بعد وفاة ألب تكين ابنه اسحاق عرش السلطنة غير أن حكمه لم يدم أكثر من سنة حتى أطاح أبوعلي لاويك، أمير غزنين سابقاً، بحكمه وطرده من المدينة. فالتجأ إسحاق إلى بخارى واستعان بمنصور بن نوح الساماني، فأعانه الأمير الساماني وأعاده إلى حكم غزنين على شرط أن يخضع للسلطان الساماني ويخطب للأمراء السامانيين. ثم حكم غزنين بعد إسحاق أحد مملوكي ألب ـ تكين المسمى بالكاتكين وتلاه پري تكين، أو پيري تكين وأخيراً اعتلى سبكتكين عرش الملك في غزنين في 27 شعبان 366ﻫ / 20 نيسان 977م (منهاج، 227) وبذلك أقر الملك في أسرته وأقيمت سلالة الحكم الغزنوي.
ابن حوقل، محمـد، صورة الأرض، بيروت، دار مكتبة الحياة؛ بارتولد، ف.ف.، تركستان، تج : صلاح الدیـن عثمان هاشم، الکویـت، 1401ه / 1981م؛ البيهقي، أبو الفضـل، تاريخ، ﺗﻘ : قاسـم غنـي وعلـي أكبـر فياض،طهـران، 1362ش؛ حبيبـي، عبـد الحي، تاريـخ أفغانستان بعد از إسلام، كابـل، 1357ش؛ حمد الله المستوفي، تاريخ گزيده، ﺗﻘ : عبد الحسين نوائي، طهران، 1362ش؛ زامباور، معجم الأنساب والأسرات الحاكمـة، ﺗﺠ : زكي محمد حسن وحسن أحمد محمود، بيروت، 1400ﻫ / 1980م؛ العتبي، أبو نصر، تاريخ اليميني، تق : يوسف الهادي، طهران، 1387ش؛ الگـرديـزي، عبـد الحـي، زيـن الأخبــار، تق : عبـد الحـي حبيبي، طهـران، 1363ش؛ المقـدسـي، محمـد، أحسن التقاسيـم، ﺗﻘ : دي خويـه، ليـدن، 1906م؛ منهـاج سراج، عثمـان، طبقات نـاصري، ﺗﻘ : عبد الحي حبيبـي، كابل، 1342ش؛ النرشخـي، محمد، تاريخ بخـارا، ﺗﺠ : أبـو نصـر أحمـد بـن محمد قبـاوي، تلخيص محمـد بن زفـر، ﺗﻘ : محمد تقـي مـدرس رضـوي، طهـران، 1363ش؛ نـظـام المـلك، الـحسـن، سيـاسـت نامــه، ﺗﻘ : مـحمـد قـزوينـي، طهـران، 1344ش؛ نـظـامي عـروضي، أحمـد، چـهـار مـقـالـه، ﺗﻘ : محمـد قزوينـي، ليـدن، 1327ﻫ / 1909م.
علي آل داود / ف.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode