الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / الإخوان، واحدة /

فهرس الموضوعات

الإخوان، واحدة

الإخوان، واحدة

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/23 ۱۳:۳۶:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

اَلْإخْوان، واحدة من 3 طوائف رئیسة من مسلمي الصین، و نزعة من النزعتین الإسلامیتین المتأخرتین في هذا البلد، یرجع ظهورها إلی عصر أسرة جینغ من عرق منتشو، و الأساس الذي تقوم علیه تعالیمها، الإصلاح‌الدیني و الابتعاد عن المظاهر التي یعتبرونها بدعة.

 

تاریخها

رغم أن بلاد الصین لم تُعرف في أي وقت بوصفها قسماً من البلاد الإسلامیة، إلا أنها و منذ القرن الأول الهجري و علی مدی 13 قرناً، ضمت بین ظهرانیها جالیة مسلمة.

و قد هیّأ أباطرة سلالة مینغ (حکـ 769–1054هـ) بنظرتهم المتسامحة إلی الدین الإسلامي – في قسم من فترة سیادتها علی الأقل – الأرضیة لیتغلغل الإسلام في مناطق الصین الداخلیة أکثر من ذي قبل. و في تعاملها مع الإسلام، کانت هذه الأسرة تبحث عن سبل تضع بموجبها الفریقین القومیین الثقافیین «هان» (الصینیین غیر المسلمین) و «هوي» (الصینیین المسلمین) إلی جانب بعضهما بوصفهم أبناء بلد واحد مع اختلافات طفیفة في الثقافة (للاطلاع علی معلومات بهذا الشأن، ظ: خطائي، 47–48)، خلافاً للوضع السائد في عصر یوآن الذي کان یعیش فیه مسلمو کل مدینة في مستوطنات منفصلة (ظ: ابن بطوطة، 628 ، 633 و ما بعدها). و کانت أسرة مینغ تؤکد علی الأصالة الصینیة، مصحوبة بروح انطوائیة، و کان من نتائج ذلک، أن أصبح النقل البحري محدوداً جداً مما یقطع ارتباط مسلمي الصین بمسلمي الغرب (ظ: پینغ، 35–36). ویبدو أن أسرة مینغ وفي أواخر حکمها قد وفقت إلی حدما في تحقیق هدف التقریب بین الصینیین من فریقي «هان» و «هوي». و هذه الفترة هي التي حظیت فیها اللغة الصینیة باهتمام الکتّاب المسلمین بوصفها لغة أدبیة (ظ: روسابي، 384؛ نینغ، 13، 16).

و علی عهد أسرة جینغ (حکـ 1054–1330هـ) بما أنه لم یحدث تغییر جذري في کثیر من سیاسات البلاد العامة، إلا أن الهویة الأجنبیة لهذه الأسرة التي کان لها عرق منجویي کانت تجعل بعض الاختلافات مما لابد منه، و کان واحداً من أبرز هذه الخصائص هو عدم إصرار حکام أسرة جینغ علی الاستناد إلی عناصر الاشتراک بین «هان» و «هوي». و من التحولات الفرعیة کان إلغاء الحظر التجاري البحري في میناء کانتون أواخر القرن 11هـ/ 17م مما أعاد فتح الطریق أمام ارتباط مسلمي الصین بأناس من شتی البقاع الإسلامیة؛ و هو التحول الذي کان – بحسب رأي المحللین – أحد العوامل الممهدة لتبلور نزعات تکتلیة جدیدة في الصین (ظ: نینغ، 16؛ أندرو، 91–90).

کانت الضغوط الممارسة علی مسلمي الأجزاء الغربیة من الصین من قبل الحکام المحلیین و کذلک من قبل المتنفذین في «هان» أواسط القرن 12هـ/ 18م، تجعل الأوضاع بشکل متزاید لا تطاق و تمهد لجهاد إسلامي قائم علی أرضیة أصولیة (للاطلاع علی بعض التقاریر، ظ: «الوثائق الصینیة»، 130–132، أیضاً 146 و ما بعدها).

و کان البادئ بحرکة جدیدة في التعلیم الدیني لمسلمي الصین خلال تلک الفترة، عالماً من أهل کانسو یدعی ما مینغ هسین الذي عاد إلی کانسو في 1175هـ بأفکار جدیدة بعد تلقیه تعالیم في البلاد الغریبة وفي آسیا الوسطی و قدم اتجاهاً دینیاً ذا أسس صوفیة، عُرف في الأوساط الصینیة باسم «الطائفة الحدیثة» و کان مصدر إلهام لکثیر من حرکات المسلمین الجهادیة علی مدی القرنین 12و 13 هـ في المناطق الغربیة من الصین (للاطلاع علی التفاصیل، ظ: چو، 309 و ما بعدها؛ تسومر، 8 و ما بعدها؛ هیوارد، 356 و ما بعدها؛ إیرائیلي، 295 و ما بعدها).

و إن ما ربط الطائفة الحدیثة بماضي طائفة أکثر حداثة، أي طائفة الإخوان في تاریخ الفرق الإسلامیة في الصین، هو وجود اتجاه جهادي عام في أوساط أتباع الطائفة الحدیثة بوصفه عاملاً مشترکاً بینها و بین طائفة الإخوان، هذا من جهة، و من جهة أخری وجود أجنحة في صفوف فرق الطائفة الحدیثة کانت تبدي مشاعر متطرفة علی طریق الإصلاح و مقارعة ماکانوا یعتبرونه بدعة (ظ: ن.ص؛ روسابي، 384 و ما بعدها).

 

تبلور تعالیم الإخوان

إن تبیان کیفیة إمکانیة أن تکون فکرة «الأخوة الدینیة» ملهمة لتبلور فرقة إسلامیة لایحتاج إلی البحث عن عوامل معینة، و واضح أن هذه الفکرة الإسلامیة المشترکة التي لها جذور في تعالیم القرآن الکریم (ظ: الحجرات / 49/ 10)، کانت علی مدی تاریخ الفکر الإسلامي ملهمة لکثیر من المفکرین الإسلامیین. وفي حالة کون الهدف هو البحث عن مکانة هذه الفکرة في أوساط مسلمي الصین في عصر قریب من ظهور الطائفة المذکورة، ینبغي التذکیر بأن فکرة الأخوة الدینة کانت تروّج مع رؤیة سیاسیة قریبة من فکر الإخوان علی أعتاب ظهور هذه الطائفة، بواسطة الخواجات، أو زعماء النقشبدیة في آسیا الوسطی، و بواسطة زعماء النقشبندیة الصینیین تبعاً لذلک (ظ: روسابيريال، 385)؛ رغم أنه لیس مستبعداً أن یبحث عن قدوات فکرة الأخوة في أوساط طائفة الأخوان، في صفوف فرق البلدان الأکثر بعداً، ربما في الجزیرة العربیة (ظ: السطور التالیة).

ظهرت طائفة الإخوان بمفهومها الفرقي الخاص أواخر القرن 13هـ/ 19م في شمال غربي الصین، و تبلورت النواة الأولی لها في لین هسیا، أو «مکة الصین» جنوب‌غربي کانسو (ظ: نینغ، 16).

 و الحدیث عن تاریخ ظهور الإخوان و تقسیماتها الداخلیة، یبدو عسیراً شأنه شأن الحدیث عن تبلور کل واحدة من الفرق الدینیة المتأخرة الأخری في الصین. و إن سریة تنظیمات فرق إسلامیة کهذه و امتناعها عن الکتابة حول تنظیماتهم، بل و تفاصیل معتقداتهم، یمکن – إلی حدّما – تسویغه بأنشطتهم السریة المضادة للحکومة آنذاک، إلا أن الجدیر بالذکر أیضاً هو أن معلومات الباحثین الضئیلة عن المضمون الفِرَقي و معتقدات طائفة الإخوان و بقیة الفرق الصینیة المتأخرة، لها جذور في نفور هذه الفرق من التمزق.

و إذا لم‌یکن اصطلاحا «الطائفة القدیمة» (أو التلعیم القدیم، بالصینیة: لاوتشیاو) و «الطائفة الحدیثة» (أو التعلیم الحدیث، بالصینیة: هسین تشیاو) لایتمتعان بالوضوح الکافي من حیث علم الفرق لک باحث انبری في الفرون الأخیرة للبحث في الفرق الإسلامیة، فإنهما علی الأقل یتمتعان بتمایز تاریخی کاف؛ أما الطائفة الثالثة التي تأخر ظهورها حتی عن الطائفة الجدیدة أیضاً، فإنها لم‌تحظ في الدراسات العلمیة بالاهتمام المطلوب. و قد عُبّر أحیاناً في المصادر الصینیة المعاصرة عن الطائفة الثالثة، أو طائفة الإخوان باسم «الطائفة الأحدث» عند مقارنتها مع الطائفة القدیمة و الطائفة الحدیثة (ظ: نینغ، 104).

ولدی العودة للحدیث عن تاریخ ظهور دعوة الإخوان في منطقة لین‌هسیا، ینبغي التذکیر بأن هذه الدعوة شقت طریقها في أوساط قبیلة دونغ هسیانغ غیر الصینیة في أواخر القرن 13هـ/ 19م، أي في بدایة ظهورها، ویبدو أنه یمکن اعتبار المحافل الدینیة لهذه الأقلیة القومیة، البیئة التي نشأت فیها دعوة الإخوان (ظ: نینغ، 104–105؛ أیضاً بین، 111). و إن دونغ هسیانغ هي قومیة صغیرة ذات تاریخ طویل في اعتناق الإسلام و لغتها القومیة صنف من اللغات المغولیة. و استناداً إلی المصادر التاریخیة القدیمة فالمعلوم أنه کان علی عهد خلفاء جنکیزخان، شخص من أبناء خانات المغول یدعی أننده، ذهب إلی ولایة تنغوت (ولایات شمالي غربي الصین) بسمة حاکم لها، و هناک اعتنق الإسلام. و تبعاً له اعتنق الإسلام عدد کبیر من أفراد جیش المغول (ظ: رشیدالدین، 2/ 886، 951؛ قا: «رحلة»، 231). و حدث أحیاناً في المصادر أن اعتبر هؤلاء المغول الذین أسلموا، نواة أول تکتل قومي کان یُسمی و إلی أوائل القرن العشرین بشکل تقلیدي في الصین، باسم مغول «هوي هوي». و لم یمض طویل وقت منذ أن دُعوا بالاسم الرسمي «دونغ هسیانغ» نسبة إلی موطنهم (ظ: بین ، ن.ص؛ 98؛ تسومر، 6).

و أقدم فریق في طائفة الإخوان و الذي اشتهر باسم «ماکوهیوآن»، أسس بواسطة عالم معمر یدعی نوح ماوانغ فو (1265–1362هـ/ 1849–1943م)، الذي کان هو نفسه من قبیلة دونغ هسیانغ. و ترجع تسمیة هذا الفریق من الإخوان باسم «کوهیوآن» إلی أن مؤسسها ولد في قریة تدعی کوهیوآن في منطقة دونغ هیسانغ في ولایة کانسو، و لهذا السبب کانت مشهورة بشکل أکبر باسم «ماکوهیوآن» (ظ: نینغ، 105).

و ماکوهیوآن الذي کان أحد القلة المعروفین في زعامة أول خلایا طائفة الإخوان، له وضع واضح نسبیاً یمکن أن یکون مرشداً مؤثراً و فاعلاً لفهم صحیح لاتجاهاته الفکریة. فخلال فترة دراسته توجه إلی الحجاز لأداء فریضة الحج، و اطلع أثناء تلک الرحلة علی أفکار علماء الغرب و جاور فترة في الحرمین الشریفین، و انبری لتلقي العلوم الإسلامیة مستفیداً من معرفته باللغتین العربیة و الفارسیة. و بإدراکه الواقعي لظروف التبلیغ الدیني في بلده الصین، کان یری نفسه مکلفاً بالاطلاع العمیق علی التعالیم الصینیة التقلیدیة، و لهذا و لهدی عودته إلی وطنه، بادر إلی دراسة آثار العلماء المسلمین ممن ألفوا بالصینیة علی أبرز علماء عصره في المرکز العلمي الشرقي بمدینة لین‌هسیا، و أضاف ما تعلمه من الثقافة الإسلامیة – الصینیة التي کانت قائمة علی الآثار التقلیدیة للطائفة القدیمة إلی ما تعلمه من المراکز الإسلامیة في الغرب (ظ: نینغ، 105).

و بإلقاء نظرة علی مراحل دراسة ماکوهیوآن، یعرض صورة شاملة عن طبیعة تبلور فکره الدیني؛ و استناداً إلی هذا یمکن أن نعتبر بوضوح ما تعلمه من محافل مشایخ الحجاز یشکّل مرتکزَه الرئیس في معرفة‌الدین، و ما یتمتع به من معرفة بتعالیم الصین القدیمة أداة للتعامل الصحیح مع ثقافة مسلمي الصین، أو مجابهة بعض التعالیم التقلیدیة في بعض الأحیان، إلا أنه لایوجد هنا ما یدل علی میله للطرق الصوفیة و تأثره بتعالیم «الطائفة الحدیثة»؛ و کم کانت تعالیمه تخالف ما یعتبره بدعة بأسلوب یقارب أسلوب الوهابیین، فإنها غیر قابلة للجمع مع تعالیم الطائفة الحدیثة ، أو علی الأقل مع أجنحتها الباطنیة.

تزامن سفر ماکوهیوآن إلی الحج مع اشتداد حملات تبلیغ المبلغین الوهابیین في الحجاز، و لا تستدعي القرائن اعتبار ماکوهیوآن ذا میولٍ للوهابیة، و ربما لم‌تکن البیئة الثقافیة لمسلمي الصین تعرض عن طریقة مستنسخة تماماً عن أسلوب بتناسب و بیئة الجزیرة العربیة علی عهد الوهابیین، إلا أن یحتمل أن تکون التعالیم الأصولیة الخاصة بالوهابیة و بعض الفرق القریبة منها التي کان قد التقی بها خلال سفره إلی الحجاز و تعرف عن کتب إلی مبادئها العقائدیة خلال فترة مکوثه للدراسة، قد ترکت تأثیرها العمیق في فکره الدیني.

 و إن هذا التأثر المحتمل بالوهابیین یبدو جدیراً بالملاحظة بشکل أکبر عندما تتم الإشارة إلی تاریخ التشکل الجهادي للإخوان في الجزیرة العربیة و تجربي مقارنة بین أسالیبهم و بین تعالیم الإخوان في الصین. فإذا افترضنا أن رحلة ماکوهیوآن إلی الجزیرة العربیة حدثت بمدةٍ بعد 1319هـ/ 1902م، و هذا فرض یبدو مقبولاً حتی من وجهة نظر تاریخیة أیضاً، ینبغي القول إنه عند دخوله الحجاز کان ابن سعود في نجد قد بدأ قبل فترة و جیزة بتشکیل کتائب الإخوان من القبائل البدویة، و کان علی طریق توسیع نطاقها (ظ: ن.د، الإخوان، فرقة...). و رغم أن بعض السمات الأساسیة لکتائب الإخوان في الجزیرة العربیة – مثل استقرار البدو في المهاجر- لم‌تکن موجودة في أوساط الإخوان في الصین، إلا أنه تلاحظ بعض الخصائص المشترکة أیضاً في الترکیبة الاجتماعیة للمخیم وفي الأفکار و التعالیم. و بالنسبة لما یتعلق منه بالأفکار، تجدر الإشارة إلی اشتراکهما في الأصولیة المتطرفة في العمومیات علی الأقل. و فیما یتعلق بالترکیبة الاجتماعیة للمخیم، ینبغي الانتباه إلی الهیکلیة القومیة لأتباع الإخوان، ذلک أنه لایمکن ببساطة اعتبار هذا الأمر مجرد مصادفة و هو أن ماکوهیوآن نفسه کان من قبیلة دونغ هسیانغ المغلولیة؛ أما أنصاره فقبل أن یکونوا من مسلمي «هوي» الصینیین، کانوا مرتبطین بقبائل دونغ هسیانغ الآلطائیة من «سالار» و «باوآن» الذین لهم ماض في الهجرة و کانوا قد آثروا الحیاة المستقرة قبل فترة لیست بعیدة (ظ: السطور التالیة).

 

شیوع تعالیم الإخوان

عند تاریخنا لدعوة الإخوان في الصین، ینبغي أن نبدأ الحدیث منذ عودة کاکوهیوآن الزعیم البارز لهذه الحرکة الدینیة فمن المعلومات عن الأسس التعلیمیة لما کوهیوآن بعد عودته إلی وطنه هو أنه أکد علی إعادة النظر في بعض عادات و تقالید المسلمین من أبناء الصین، فقد کان یدعو الناس إلی التمسک بکتاب الله بوصفه الهدف السامي للدعوة الإسلامیة، و یؤکد علی اتّباع سنة النبي (ص). و بموازاة هذه الأفکار الإساسیة، کان یعدّ الدین الإسلامي بشکل علني ذا علاقة مباشرة بالمیدان السیاسي أیضاً و یدعو الناس إلی الجهاد في سبیل‌الله (ظ: نینغ، 105)؛ الجهاد الذي کانت شبوات سیوفه موجهة إلی حکام بلاط جینغ في المناطق التي یسکنها المسلمون في الصیین. و بذلک کان یضع حرکة الإخوان إلی جانب الثوار في الطائفة الحدیثة من الناحیة السیاسیة رغم وجود تباین أساسي في العقیدة.

و حرکة طائفة الإخوان في ترکیبها الاجتماعي أیضاً کانت تیاراً متطرفاً ینتقد بشدة الکثیر من الطقوس الدینیة و الأسالیب لدی الطوائف الأخری سواء أکانت الطائفة القدیمة، أم الحدیثة، و یعتبر تلک الأسالیب خروجاً عن نطاق الشریعة. و علی رأس الشعارات الدینیة التي کان ماکوهیوآن یرفعها بعد عودته من مکة و کانت تُعدّ عملیاً من سمات طائفة الإخوان بشکل عام، اتخاذ القرآن أساساً و إصلاح التقالید و الطقوس الدینیة و الاجتماعیة علی أساس أوامره و تعالیمه، و التخلي عن التصرفات التي کانت تعتبر بدعة من وجهة نظر هذه الطائفة. و من بقیة أساسیات تعالیمه، الدعوة إلی مراقبة النفس و الاهتمام بأداء الفرائض الدینیة، أو بتعبیر آخر الأرکان الخمسة التي کانت تعتبر في السنة القدیمة لمسلمي «هوي» عبارة عن الشهادتین و الصلاة و الصوم و الزکاة و الحج. و کان لماکوهیوآن في هذا المضمار تعالیم تشتمل علی 10 مواد اشتهرت بتعالیم ماکوهیوآن ذات التعالیم العشرة (ظ: ن.ص).

و من بین شخصیات الإخوان الشهیرة یمکن أن نشیر أیضاً إلی سونغ‌شان، أبرز تلامذة ماکوهیوآن الذي واصل طریقه و الذي کان یعدّ شخصیة علمیة و زعیماً سیاسیاً بالنسبة لأتباع طائفة الإخوان في منطقة نینغ هسیا. فهو فضلاً عن معرفته باللغة الأدبیة الصینیة، کان علی معرفة باللغتین العربیة و الفارسیة، و قد عرف بوصفه عالماً من ذوي الفضل.

وفي المیدان السیاسي کان مناضلاً و داعیة لاتحد الطوائف، و لهذا کان جمیع مسلمي الصین یکنّون له احتراماً فائقاً (ظ: نینغ، 105).

انتشرت طریقة ماکوهیوآن من طائفة الإخوان في رقعة واسعة من شمال‌غربي الصین و أصبح لها أتباع کثر في شتی أجزاء ولایات هذه المنطقة، سواء في کانسو، أو تسینغهاي، أو نینغ هسیا التي کانت لقبائل مختلفة. و فضلاً عن قبائل دونغ هسیانغ المغولیة، و بشکل محدود من صینیي «هوي»، یمکن أن نجد أیضاً أتباع طائفة الإخوان في أوساط الأقلیتین القومیتین لبقیة المسلمین، أي باوآن و سالار. و قد اعتبر أفراد قبیلة باوآن في بعض المصادر أخلافاً للمغول المهاجرین إلی ولایة تسینغهاي علی عهد یوآن، اعتنقوا الإسلام و کوّنوا قومیة مغولیة – إسلامیة في المنطقة (ظ: نینغ، 99؛ أیضاً بین، 124 و ما بعدها؛ أندرو، 92). و علی أیة حال، فإن هذه القبیلة التي کانت تعرف بوصفها أقرب أقارب قبیلة دونغ هسیانغ في المنطقة، و رغم أنها لم تتأثر بقدر هؤلاء بتعالیم الإخوان المتطرفة و الإصلاحیة، إلا أن الإخوان کان لهم و منذ بدئ الدعوة أنصار في أوساطهم (ظ: نینغ، 104).

و من الأقلیات القومیة التي جاهدت کثیراً لقبول دعوة الإخوان و دعم حرکاتهم، کانت قبیلة سالار الناطقة بالترکیة؛ و قبیلة سالار التي تعدّ من أقدم أرهاط قبیلة أوغوز الترکیة، کانت قبیلة قدیمة الإسلام هاجرت إلی داخل ولایة تسینغهاي بهدف العثور علی مکان مناسب للعیش علی عهد أسرة مینغ بعد حصولها علی إذن من الإمبراطور، و سکنت هناک (ظ: تنیشف، 82 و ما بعدها؛ سومر، 139 و ما بعدها، مخـ؛ آتایف، 277 و ما بعدها). و خلال فترة دعوة الإخوان رحبت قبیلة سالار بهذه التعالیم بحرارة و مالت بشکل خاص إلی طریقة ماکوهیوآن (ظ: نینغ، 105)؛ و ربما و بسبب اشتهار أبناء سالار باتّباع طریقة طائفة الإخوان، کان أهل التبت یذکرون أبناء سالار فیما بینهم بتعبیر «الإخوان» (ظ: م.ن، 101).

و کان السالاریون بوصفهم إحدی الأقلیات القومیة السابقة إلی النضال ضد بلاط جینغ قد نظموا ثورات جهادیة ضد الإمبراطوریة حتی قبل ظهور طائفة الإخوان؛ کما ورد في مذکرات بي یوآن حاکم ولایة شنسي في 1195هـ/ 1781م حدیث عنها حیث قال: «لما رفعت قبیلة سالار رایة العصیان، حُذّر أبناء «هوي» في شنسي من إمکانیة توریطهم في هذه الوقائع» (ظ: إیزرائیلي ، 233). و رغم ذلک و مع الأخذ بنظر الاعتبار انتشار دعوة الإخوان بشکل سریع في أوساط أرهاط السالاریین، یحتمل أن تکون ثورة السالاریین في 1313هـ/ 1895م ضد أسرة جینغ التي انتهت بهزیمتهم هزیمة نکراء (ظ: پینغ، 196) متأثرة بتعالیم طائفة الإخوان و تبلیغهم للدعوة إلی الجهاد.

و من بین انعکاسات تعالیم الإخوان و تأثیراتها في بیئة تسینغهاي، خاصة في أراضي أتباع هذه الطائفة في شونهوآ منذ أواخر القرن 13هـ/ 19م، ظهور النظام الخاص بالمساجد؛ ففي هذا النظام یوجد في کل وحدة إداریة مسجد جامع یشرف علی عدد من المساجد الصغیرة، و من نماذج هذه المساجد؛ جامع جیتسه الشهیر ذو الماضي العریق الذي یرجع تأسیسه إلی أوائل عصر مینغ (ظ: نینغ، 106).

وفي الوقت الراهن تتمتع طائفة الإخوان بالرسمیة بین مسلمي الصین بوصفها ثالث طائفة من الوائف الدینیة الثلاث. و رغم أنه ینبغي التعالم بحذر مع الإحصائیات الموجودة، فقد قُدّر عدد المسلمین المنتسبین إلی طائفة الإخوان في إحصاء یمکن أن یکون شبه معترف به من قبل المصادر الرسمیة في الصین، بحوالي ملیون نسمة (ظ: نینغ، 105).

 

المصادر

ابن بطوطة، محمد، رحلة، بیروت، 1384هـ؛ إیزرائیلي، رافائل، مسلمانان چین، تجـ: حسن تقي‌زاده طوسي، مشهد، 1368ش؛ پینغ، لیوجي، معماري اسلامي درچین، تجـ: مریم خرم، طهران، 1373ش؛ خطائي، علي‌أکبر، خطاي نامه، تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1372ش؛ رشیدالدین فضل‌الله، جامع‌التواریخ، تقـ: محمد روشن و مصطفی موسوي، طهران، 1373ش؛ القرآن الکریم؛ نینغ، تشو، القومیات المسلمة في الصین، تجـ: وجیه هوادي تشینغ، پکین، 1988م؛ و أیضاً:

Andrew, Findlay G., «Islam in North-West China Today», Journal of the Royal Central Asian Society, 1963, vol. XIX; Ataev, Kh., «Turkemny-Salary Kitaya», Turkmeny zarubezhnogo vostoka, Ashkhabad, 1993; Chu, Wen-Djiang, «The Immediate Cause of Rebellion in North-West China», Central Asiatic Journal, 1957-1958, vol. III; Hayward, H. D., «Chinese-Moslem Literature», The Moslem World, 1933, vol. XXIII; Kitoĭskie dokumenty I materialy po istorii Vostochnogo Turkestane…, ed. G. S. Sadvakasov et al., Almaty, 1994; Rossabi, M., «Islam: Islam in China», ER, vol. VII; SüMER, f., Oğuzlar (Türkmenler), Ankara, 1972; Tenishev, E.R., «Novyĭ istochnik chagataĮskogo yazyka rannego perioda», Sovetskaya tyurkologiya, 1970, vol. I; The Travels of Marco Polo, ed. & tr. W. Marsden, re-edited by Th Wright, London/ NowYork, 1946; Yin, M., China’s Minority Nationalities, Peking, 1989; Zwemer, S. M., «The Fourth Religion of China», The Moslem World, 1934, vol. XXIV.

أحمد پاکتچي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: