أحمد الناصر
cgietitle
1443/2/16 ۱۵:۳۷:۲۶
https://cgie.org.ir/ar/article/236937
1446/9/3 ۲۱:۰۳:۱۶
نشرت
6
أَحْمَدُ الْنّاصِر، أبوالحسن أحمد بن یحیی بن الحسین بن القاسم الرَّسّي، الملقّب بالناصرلدین الله (تـ 315هـ/ 927م)، فقیه و متکلم و أحد من الأئمة المشاهیر لزیدیة الیمن. کان أبوه یحیی بن الحسین الهادي إلی الحق من علویة آلطباطبا، واحداً من أشهر الذین عُرفوا في تاریخ الفقه الزیدي و مؤسس الإمامة الزیدیة في الیمن، و کانت أمه فاطمة بنت الحسن من حفیدات القاسم الرسي العالم و الإمام الزیدي الشهیر (ظ: المحلي، 2/ 42، 46).
کان أحمد عندما توفي والده (298هـ/ 911م) مقیماً في الحجاز. و أثناء غیبته هذه علم أن أتباع أبیه اختاروا أخاه محمداً للإمامة في الیمن و لقبوه بالمرتضی لدینالله (ظ: أبوطالب الهاروني، 1؛ ابن أبي النجم، 203). مکث أحمد فترة في الحجاز، و بعد انتهاء موسم الحج لسنة 300 هـ غادرها فوصل الیمن في آخر ذيالحجة. تزامن دخول أحمد الیمن مع ظروف کان فیها مقام أخیه المرتضی في الإمامة غیر مستقر جداً، فقد اختلف معه زعماء القبائل الذین کانوا تحت إمرته و خرجت بلاد همدان و نجران من قبضته. و عند بدایة قدوم أحمد و بعد اطلاعه علی مجریات الأمور و الشکاوی المقدمة من القبائل، بادر أحمد في 8 صفر 301هـ/ 13 أیلول 913م إلی الأخذ بزمام القیادة السیاسیة للإمامة في الیمن، و عزل بأسلوب سلمي تام، المرتضی عن ممارسة الشؤون السیاسیة (ظ: أبوطالب الهاروني، ن ص؛ المحلي، 2/ 46–47).
و یتمتع نقل السلطة هذا بحساسیة فائقة من خلال مطابقته مع الجانب النظري للزیدیة في باب الإمامة. فأبوطالب الهاروني و المصادر المتأثرة به تصرح أنه في أول جمعة بعد نقل السلطة هذا، أجری أحمد في مسجد أبیه الهادي إلی الحق، مراسمَ البیعة [هل کان ذلک بوصفه إماماً؟]، و کانت قبیلة خولان أول من بایعه (أبوطالب الهاروني، المحلي، ن صص). و تتحدث بعض المصادر المتأخرة عن أن المرتضی نفسه أیضاً کان من أوائل المبایعین (ظ: المؤیدي، 75). و الأمر المهم الذي أشار إلیه مادیلونغ هو أن أحمد نفسه في رسائله التي بعث بها إلی أهالي طبرستان (ظ: آثاره)، لم یختر لنفسه بشکل صریح لقب الإمام، و اختار هذا اللقب (ظ: «القاسم الرسي»، 171) بعد وفاة المرتضی فقط (310هـ، ظ: المحلي، 2/ 46). و مهما یکن، فقد الت القضایا النظریة لنقل السلطة هذا، مکانة خاصة و کان لها صدیً واسع في الآثار النظریة للعلماء الزیدیة (ظ: شتر و طمان، 363؛ مادیلونغ، ن م، 171–174).
وفي دراسة التطورات التاریخیة لنقل السلطة، ینبغي القول إن روایة توجه أحمد من مسجد الهادي نحو مدینة صعدة القدیمة، و التفات جم غفیر من الناس حوله أثناء الطریق، قد اتخذ شکلاً ملحمیاً في القصیدة الطویلة التي نظمها إبراهمی بن محمد التیمي في نفس ذلک الیوم (للاطلاع علی القصیدة، ظ: المحلي، 2/ 48–49). کما بادر الهمدانیون و أهل نجران بعد بیعة الخولانیین مباشرة إلی الإعلان عن طاعتهم لأحمد، و سرعان ما بلغت حکومة أحمد من الثبات بحیث اتسع نطاقها لیمتد من مناطق النفوذ التقلیدیة للزیدیة التي کانت تضم بلاد همدان و خولان و نجران (م ن، 2/ 44)، إلی مناطق أوسع و نواحي أخری من الیمن أیضاً (م ن، 2/ 49).
و من أهم الوقائع في عهد أحمد، تنامي قوة القرامطة في بلاد الیمن و الحروب المتوالیة التي کان یخوضها لمواجهتهم. و قد تمکن أحمد في إحدی تلک الحروب في 307هـ التي عرفت بحرب «نُغاش»، من إلحاق هزیمة نکراء بأعدائه (أبوطالب الهاروني، المحلي، ن صص). و قد تحدث عبدالله بن عمر الزیدي بشکل وافٍ خلال کتابته سیرة الناصر، عن حرب نغاش التي کان هو شاهداً عیاناً فیها (م ن، 2/ 49–52).
دوّنت المصادر الأساسیة وفاة أحمد استناداً إلی اختلاف في النسخ سنتي 315و 325هـ (ظ: أبوطالب الهاروني، ن ص؛ المؤیدي، 77؛ قا: المحلي، 2/ 52–53؛ ابن عنبة، 178). و دفن في صعدة بجوار قبر أبیه، و کان أئمة الزیدیة في الیمن و إلی فترة طویلة، من أعقابه (أبوطالب الهاروني، ابن عنبة، ن صص)؛ و بعد وفاة أحمد الناصر بقلیل، سکنت أسرته – فضلاً عن الیمن - الشام و مصر و کذلک العراق و خوزستان (م ن، أیضاً المؤیدي، ن صص).
و ینبغي اعتبار أحمد الناصر في الفقه و الکلام من المدافعین عن المدرسة التي کان جده القاسم الرسي و أبوه الهادي قد وضعوا أسسها. و من آثاره الباقیة کتاب النجاة (ظ: آثاره) الذي ألف مبدئیاً لدحض الآراء الجبریة و تبیان أفکار العدلیة. و تدل الأجواء الفکریة التي انعکست في جمیع أرجاء النجاة علی مدی التقارب الفکري بین الآراء الکلامیة لأحمد و تعالیم المعتزلة. و فضلاً عن رده علی الجبریة، کان أحمد قد ألف أیضاً کتاباً في الرد علی المذهب الإباضي (ظ: آثاره)، کان لتعالیمه تأثیر کبیر في جنوب الجزیرة العربیة و بقیة مناطقها.
وفي الفقه، کان لأحمد آراء و مؤلفات، و کان یعد من الأرکان في مشایخ «الفقه القاسمي» (المنسوب للقاسم الرسي). و قد وضع أبوطالب الصغیر من الأئمة العلویین في شمالي إیران في أوائل القرن 6هـ/ 12م في کتابه «العهد» (ص 341) أساس الاستناد في الفقه إلی آراء القاسم الرسي و الهادي إلی الحق و ابنیه محمد المرتضی و أحمد الناصر. و کان یجیز الرجوع إلی أقوال بقیة الفقهاء في حالة عدم العثور علی رأي لهؤلاء. کما عدّ عزالدین الحسن أحد أئمة الزیدیة في «مشیخته» (ص 177)، أحمدَ الناصرَ إلی جانب زید بن علي و أحمد بن عیسی و القاسم و الهادي و المرتضی من بین الفقهاء من أهل النص و الروایة، و الذین تعتبر آراؤهم أساساً في الفقه الزیدي (أیضاً ظ: م ن، 167). و کات آراء و نظریات أحمد موضع اهتمام علی الدوام في المجامیع الفقهیة الزیدیة، حیث یلاحظ اسمه في شتی مواضع هذه الآثار (مثلاً ظ: ابن المرتضی، 1/ 34، 2/ 104، 105، مخـ؛ ابن مفتاح، 1/ 112، 130، مخـ).
وفي الأسانید الزیدیة، ذکر أحمد بوصفه العامل الرئیس في نقل فقه أبیه الهادي إلی من تلوه. وفي مثل هذه الأسانید، خاصّة نقل عنه ابن شقیقه، یحیی بن محمد (مثلاً ظ: المتوکل علی الله، 13؛ عزالدین، 176).
1. النجاة، و هو ردّ علی عالم جبري یدعی عبدالله بن یزید البغدادي (ظ: أحمد الناصر، 20، مخـ؛ للاطلاع علی ذکر هذا الکتاب في الآثار المتقدمة، مثلاً ظ: المحلي، 2/ 46؛ المؤیدي، 78؛ للاطلاع علی مخطوطاته، ظ: مادیلونغ، المقدمة، 16–18). و قد حقق مادیلونغ متن الکتاب و طبعه ببیروت سنة 1405هـ/ 1985م، و هو یری أن عبدالله بن یزید البغدادي الذي ردّ علیه أحمد الناصر، لم یکن سوی عبدالله بن یزید الإباضي من أئمة إباضیة العراق في القرن 2هـ/ 8م (ظ: ن م، 4 و بعدها، «القاسم الرسي»، 243).
2. تفسیر القرآن، و هو قسم ألفه أحمد لیکمل به التفسیر الذي کان جده القاسم و ابنه محمد قد بدآه، و واصل العمل به والد أحمد، الهادي إلی الحق، و کذلک المرتضی. و قد عثر علی مجموعة من هذا التفسیر بمؤلفیه المتعددین في صنعاء بمخطوطة ذات 400 ورقة (ظ: GAS,I 564, 568؛ للاطلاع علی مخطوطة أخری لهذه المجموعة، ظ: آمبروزیانا، II/ 295).
3. مجموعة رسائل أحمد إلی أهالي طبرستان، التي أشیر إلیها في کتب التراجم (ظ: المحلي، المؤیدي، ن صص). و قد عرض مادیلونغ مخطوطة منها في مجموعة «غلازر» بمونیخ (ظ: «القاسم الرسي»، 141). کما أورد المحلي (2/ 47–48) نصَّ رسالة قصیرة لأحمد في الوعظ و الدعوة إلی الجهاد.
و من الآثار الأخری المنسوبة لأحمد الناصر، یمکن الإشارة إلی التوحید؛ المفرد، الذي کان مؤلفاً شهیراً في الفقه؛ الدامغ؛ التنبیه؛ جواب علی أسئلة موسی بن هارون العوقي (؟)؛ رد علی الإباضیة؛ مؤلف في علوم القرآن (ظ: أبوطالب الهاروني، ن ص؛ المحلي، 2/ 46؛ المؤیدي، ن ص). و مهمها یکن، فقد أشیر في المصادر إلی و فرة آثاره و انتشارها (مثلاً ظ: المحلي، ن ص؛ عزالدین، 167).
و جدیر بالذکر أنه و علی عادة الزیدة في الترجمة لأئمتهم، انبری أحد أنصار أحمد الناصر و یدعی عبدالله بن عمر (ضبط أحیاناً بشکل عبدالله بن محمد الهمداني) إلی ترجمة حیاته في کتاب بعنوان سیرة الناصر (ظ: المحلي، 2/ 49–52؛ المؤیدي، 76)؛ ویبدو أن هذا الرجل هو نفسه أبومحمد عبدالله بن عمر الذي عثر خلال سفره علی کتاب عبدالله ابن یزید البغدادي. و قد وجّه أحمد الناصر الکلامَ له مرتین في کتاب النجاة (ص 18، 138).
ابن أبي النجم، عبدالله، درر الأحادیث النبویة، تقـ: یحیی عبدالکریم الفضیل، بیروت، 1402هـ/ 1982م؛ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ ابن المترضی، أحمد، البحر الزخار، بیروت، 1394هـ/ 1975م؛ ابن مفتاح، عبدالله، المنتزع المختار، صنعاء، 1341هـ؛ أبوطالب الصغیر، یحیی، «العهد»، بروایة المحلي، مع أخبار إئمة الزیدیة، تقـ: مادیلونغ، بیروت، 1987م؛ أبوطالب الهاروني، یحیي، «الإفادة»، مع مقدمة النجاة (ظ: همـ، أحمد الناصر)؛ أحمد الناصر، النجاة، تقـ: مادیلونغ، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ عزالدین، الحسن، «مشیخة»، تقـ: محمدتقي دانشپژوه، نامۀ مینوي، تقـ: حبیب یغمائي و إیرج أفشار، طهران، 1350ش؛ التموکل علی الله، إسماعیل، «إجازة»، مع مقدمة درر الأحادیث (ظ: همـ، ابن أبي النجم): المحلي، حمید، الحدائق الوردیة، طبعة مصورة، دمشق، 1405هـ/ 1985م؛ المؤیدي، مجدالدین، التحف في شرح الزلف، 1389هـ؛ و أیضاً:
Ambrosiana; GAS; Madelung, W., Der Iman al-Qāsim ibn Ibrāhim, Berlin, 1965; id, introd Streitschrift des zaiditenimams Aḥmad al-Nāṣir (vide: PB, Ahmad Nasir); Strothmann, R., «Die Literatur der Zaiditen», Der Islam, 1910, vol. I.
قسم الفقه و علوم القرآن و الحدیث/ هـ
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode