أحمدنظام شاه
cgietitle
1443/2/16 ۱۵:۴۳:۴۷
https://cgie.org.ir/ar/article/236929
1446/9/3 ۲۱:۳۵:۵۸
نشرت
6
أَحْمَدَ نِظامُ شاه (حکـ 895–916هـ/ 1490–1510م)، مؤسس السلالة النظام شاهیة في أحمد نگر بالدکن.
کان أجداد أحمد یسکنون بادئ الأمر في پاتهري من توابع برار، ثم هاجروا في وقت غیر معلوم إلی بیجانگر. و استناداً إلی ماقاله فرشته (2/ 93)، فإن أباه الذي کان نسبه ینتهي إلی براهمة بیجانگر، وقع و هو مایزال طفلاً خلال حرب حدثت في هذه المدینة في أسر أحمد شاه الثالث (حکـ 865–867هـ) من السلاطین البهمنیة لبلاد الدکن، ثم أصبح في عداد غلمانه و أسلم و سمي بملک حسن. ولما کان «یتقن الکتابة و القراءة الهندیة»، و هبه السلطان إلی ابنه الأکبر محمد و أرسله معه إلی الکتّاب.
و عندما جلس محمدعلی العرش في 867هـ، تسنم ملک حسن هو الآخر الذي کان قد اشتهر قبل ذلک بملک حسن البحري، عدة مناصب و هو یحمل لقب «أشرف همایون نظام الملک» (ن ص؛ خافي خان، 3/ 140–141). ثم قرّبه أیضاً الخواجه جهان گاوان گیلاني، الوزیر الشهیر لدی السلطان محمد. و قد حصل بواسطته علی راج مندري و کندبیل أقطاعاً (فرشته، ن ص؛ أیضاً ظ: هالیستر، 117). و رغم کل هذا، فقد و شی بالوزیر، ولما قُتل الخواجه جهان بأمر من السلطان (886هـ/ 1481م)، أصبحت مقالید دیوان الحکومة بأسرها بید نظامالملک.
و بعد وفاة السلطان محمد و هو الذي کان قد حصل علی لقب نائب الملک و نال منصب قیادة الجیش أیضاً أصبح وکیلاً للسلطان محمود شاه البهمني، الابن القاصر للسلطان (فرشته، ن ص؛ قا: خافي خان، 3/ 142).
ثم قُتل بعد فترة بامر من السلطان محمد لأسباب اختلف فیها المؤرخون (مثلاً ظ: طباطبا، 136–137، 190–191؛ قا: خافي خان، ن ص).
و قد أشارت أکثر المصادر لأول مرة إلی أحمد نظام شاه ضمن حوادث عصر السلطان محمود، و أفادت بأن والده المقتدر نظامالملک أقطعه جُنیر و بعض نواحي دولتآباد (مثلاً ظ: فرشته، خافي خان، ن.صص)، إلا أن روایة طباطبا الفریدة (ظ: ص 168–171) بشأن نسب أحمد و طفولته تدل علی أنه وُلد لابنة أحد ملوک الهند التي وقعت في أسر محمد شاه البهمني خلال أحد الحروب و انضمت إلی حریمه. ثم عُین ملک نایب نظام الملک أتابکاً له من قبل محمد شاه، فاصطحب الأم و طفلها إلی ماهور ورامگیر، و من بعد ذلک عَدّه الناس والد أحمد و اشتهر بهذا اللقب (للاطلاع علی الروایة الأخری، ظ: م ن، 171).
ویبدو أن هذه الروایة التي یشک في صحتها کثیراً، إنما اختلفت لتوفر نسباً سامیاً للأسرة النظام شاهیة التي حکمت علی مدی سنوات قسماً واسعاً من منطقة نفوذ الحکام البهمنیة. و یضیف طباطبا أن أحمد وفي عنفوان شبابه هرع لمساعدة السلطان محمد عندما وقع بعض أفراد أسرته في أسر الکفار و أنقذهم من الأسر، و کذلک عندما کان أمراء الدکن قد أعلنوا العصیان في بیدر عاصمة البهمنیین، ذهب أحمد من جنیر إلی هناک و أبدی بطولات في قمع المتمردین (ص 172ه 174، 188–190). و بعد معرفة أحمد الذي کانت شوکته قد قویت بعد استیلائه علی قلاع منطقتي جنیر و کوهکن و غنیمته أموال تلک القلاع، بمقتل أبیه، رفع رایة العصیان بشکل علني في جنیر، و باشر بتوسیع رقعة نفوذه (فرشته، 2/ 93–94؛ خافي خان، 3/ 142).
و کانت السلالة البهمنیة قد اتجهت آنذاک نحو الاضمحلال بشکل سریع، و کان قاسم برید الذي هیمن علی محمود شاه في منصب الوزارة بعد نظام الملک، یُعدّ أکبر منافسي أحمد. قرر محمود شاه بادئ الأمر و بتوصیة من قاسم برید، أن یرسل یوسف عادل خان حاکم بیجاپور و الخواجه جهان الدکني و زینالدین علي طالش والي جاکند، لقمع أحمد، لکن لما رفض هؤلاء تنفیذ أمره أرسل الشیخ مودي عرب أحد قادته البارزین لمجابهته، إلا أنه و کثیراً من أفراد جنده قُتلوا علی ید أحمد الذي بادر بعد إلحاقه الهزیمة بعظمة الملک القائد البهمني الآخر، إلی تحقیق نصر ساحق علی محمود شاه بتغلبه علی جهانگیر خان في 895هـ في المعرکة التي عرفت بحرب باغ [البستان]، و بهجومه علی العاصمة بیدر لم یطلق فحسب سراح أسرة أبیه التي کانت قد وقعت قبل ذلک في الأسر، بل أسر نساء و أبناء الأمراء الذین کانوا قد أعانوا علی حربه، رغم أنه أطلق سراحهم بعد فترة و جیزة (فرشته، 2/ 94–96؛ أیضاً ظ: طباطبا، 196–200).
و استناداً إلی طباطبا (ص 204–205)، فإن أحمد نظام شاه أعلن استقلاله في 891هـ، لکن شیام (I/ 230، ها 32) أثبت باستناده إلی بعض المصادر الکجراتیة أنه تسنم العرش بوصفه ملکاً بعد قلیل من آخر انتصار علی الجیوس البهمنیة في 895هـ و جعل الخطبة باسمه و حُملت علی رأسه المظلة البیضاء التي کانت علامة الملوکیة في دلهي و کجرات (ظ: فرشته، 2/ 96). و فضلاً عن ذلک، فإن أحمد دعا الولاة المقتدرین في بقیة المناطق الخاضعة لنفوذ البهمنیین مثل یوسف عادل خان في بیجاپور و عماد الملک في برار و قطب الملک في تلنگانه، إلی التمرد علی الحکومة المرکزیة (ظ: خافي خان، 3/ 143)، و بادر هو إلی تعزیز هیمنته و توسیع رقعة حکمه، ففتح أولاً قلعة دندار اجپوري من القلاع الحصینة في کوهکن صلحاً بعد حصار دام حوالي السنة، ثم حاول الاستیلاء صلحاً علی قلعة دولتآباد التي کانت تحت سیطرة ملک وجیه و أخیه ملک أشرف، فزوج أخته لملک وجیه فـ «شُیّد بنیان الصداقة علی المصاهرة»، لکنه بعد فترة هاجم دولتآباد في 899هـ/ 1494م فور قیام ملک أشرف بقتل شقیقه و طفله و استیلائه علی حکومة دولتآباد.
و تزامناً مع هذا الهجوم، حاصر یوسف عادل خان، بیدَر فطلب قاسم برید العون من أحمد نظام شاه الذي تخلی عن الاستیلاء علی دولتآباد، و توجه – و هو في منتصف الطریق – إلی بیدر، و تولی قیادة میمنة الجیش البهمني؛ لکن عندما هُزم قاسم برید و بقیة القادة البهمنیة أمام عادل خان، آثر أحمد نظام شاه مصادقة عادل خان و عاد إلی أحمدنگر. و رغم کل ذلک، هرع أحمد فیما بعد أیضاً لنصرة محمود شاه و قاسم برید في حروبٍ، و بالمقابل، کوفئَ بإعطائه حکومة بعض المناطق (فرشته، 1/ 368 و ما بعدها، 2/ 96–97؛ طباطبا، 208–212؛ أیضاً ظ: شیام، I/ 231).
ولما قاد أحمد نظامشاه الذي کان ما یزال یروم احتلال دولتآباد، الجیش نحوها في 900 هـ، أصدر و هو في قصبة نیکار (بین جنیر و دولتآباد)، أمراً بتأسیس مدینة باسمه (أحمدنگر) نالت فیما بعد شهرة واسعة بوصفها عاصمة النظام شاهیة. و من هذا المدینة الجدیدة هجم عدة مرات علی دولتآباد، بل و اصطحب معه أیضاً عادل خان حاکم برهانپور، و فتحالله عماد الملک، لکن لم یتأتَّ له فتحها حتی 905هـ (فرشته، 2/ 97–99؛ طباطبا، 213؛ أیضاً ظ: شاهنواز خان، 3/ 906).
ولما لم یحقق نظام شاه نجاحاً ملحوظاً في توسیع منطقة نفوذه نحو الجنوب و الجنوب الشرقي (بیجاپور و بیدر)، فقد حاول توسیعها في الحدود الشمالیة عن طریق تدخله في تعیین خلیفة لداود خان الفاروقي حاکم ولایة خاندیس (خاندش) الذي کان قد توفي عام 913هـ/ 1507م.
لذلک و بإشارة من ملک حسامالدین، طلب إلی الأمراء المتنفذین في خاندش إجلاس عالم خان أحد أحفاد داود خان الفاروقي الذي کان مقیماً عنده، علی عرش حکومة تلک الولایة. ولکنه لم ینجح أمام السلطان محمود الکجراتي جاره المقتدر في الشمال الغربي الذي کان یسعی إلی إیصال سبطه، عادل خان بن حسن خان الفاروقي، إلی سدة الحکم (فرشته، 2/ 100؛ قا: طباطبا، 220–225).
وفي الوقت الذي کانت فیه الصراعات مستمرة بین حکام الولایات المهمة في منطقة نفوذ السلالة البهمنیة و بین محمود شاه من جهة، و بینهم أنفسهم من جهة أخری، نزل البرتغالیون علی السواحل الغربیة للدکن لیدمروا القوة البحریة لحاکم کجرات، و لینهوا أیضاً سیطرة حلیفته، أي القوة البحریة المصریة في البحر العربي. و خلال ذلک، سمع أحمد نظام شاه – الذي لم یکن یوافق علی تسلیم أي من موانئ الساحل الغربي إلی البرتغالیین – للقوة البحریة المصریة و الکجراتیة بالهجوم علی القوات البرتغالیة التي کانت مستقرة في میناء چول» علی بعد 20 میلاً جنوب شرقي بومباي، فهزمت هذه القوة البرتغالیین في 914هـ؛ إلا أن البرتغالیین تلافوا هزیمتهم في ذيالحجة من نفس النسة و أجبروا قائد القوة البحریة الکجراتي علی الصلح بعد إلحاقهم الهزیمة بالقوة البحریة المصریة. و أرغم فرانسیشکو دي آلمیدا» ممثل ملک البرتغال في الهند، أحمد نظام شاه أیضاً علی دفع مبلغ ضخم، غرامة حربیة، لکن أحمد تصالح مع البرتغالیین بعد دفعه مبلغاً ضئیلاً منه (ظ: شیام، I/ 232).
و استناداً إلی فرشته (ن ص)، فإن أحمد نظام شاه و إثر مرض استمر شهرین، أو ثلاثة أشهر توفي في أحمدنگر بعد أن أخذ علی أمرائه عهداً بأن یجعلوا ابنه الطلف، الشیخ برهان خلیفة له. قیل (ظ: طباطبا، 225–226) إنه سقي السم بید نصیر الملک الکجراتي قائده و وزیره الشهیر، لکن استناداً إلی روایة أخری (م ن، 225) اعتبرها طباطبا أکثر صحة، فإن نصیر الملک کان قد توفي قبل وفاة أحمد نظام شاه. و قد دُفن أحمد في باغ روضة [بستان الروضة] قرب أحمدنگر (م ن، 227–228). و اختلف المؤرخون في تاریخ وفاة أحمد نظام شاه و مدة حکمه (علی سبیل المثال، ظ: نهاوندي، 227–228؛ طباطبا، 226). و قد أورد فرشته (ن ص) تاریخ وفاته في 914هـ، بینما دوّنه طباطبا (ص 228) في 911هـ، إلا أنه یستفاد من نص أحد رسائل آلفونسو آلبرکرک ممثل الملک البرتغالي في الهند، إلی ملک البرتغال، أن أحمد نظام شاه کان حیاً حتی رجب 916/ تشرین الأول 1510 (ظ: شیام، I/ 233–234، ها 45).
ینبغي اعتبار ثورة أحمد نظام شاه و مطالبته بالاستقلال، بدایة حرکة قُسمت علی أثرها رقعة حکم السلالة البهمنیة إلی مناطق مستقلة ظهرت في کل واحدة منها سلاسل تتوارث الحکم مثل النظام شاهیة في أحمدنگر و العماد شاهیة في برار و العادل شاهیة في بیجاپور، و رغم أن أحمد نظام شاه و انتقاماً لأبیه، ألحق بالبهمنیة هزائم نکراء، إلا أنه و علی مدی حکمه قاتل مراراً إلی جانب جیش الملک البهمني ضد أعدائه. کما لم یکن یتوانی عن الانضمام إلی بقیة الأمراء المناوئین للبهمنیة إذا اقتضت مصالحه ذلک (مثلاً ظ: م ن، I/ 232).
أثنی المؤرخون کثیراً علی شجاعة أحمد نظام شاه و بسالته و قالوا إن الأمراء البهمنیة کانوا یذعرون من مجابهته (فرشته، 2/ 94). و کان ماهراً في المبارزة و قد أشاعها في جمیع أرجاء الدکن (م ن، 2/ 101–102). و استناداً إلی فرشته (2/ 11)، فإن أحمد نظامشاه «کان شدید التعصب للمذهب السنّي»، ولهذا فعندما خطب یوسف عالد خان في بیجاپور سنة 911هـ باسم أئمة الشیعة بدلاً من الخلفاء الراشدین، تحالف أحمد نظام شاه مع الملک البهمني ضده (خافي خان، 3/ 126–128؛ قا: نهاودي، 2/ 429؛ أیضاً ظ: نعیم، 48؛ هیغ، 429)، لکن الشیخ برهان، نجل أحمد و خلیفته شحذ همته لنشر مذهب الإمامیة، و منذ ذلک الحین و ماتلاه اشتهرت السلالة النظام شاهیة بأنها سلالة شیعیة (ظ: فرشته، 2/ 102). کما رُویت حکایات عن تدین أحمد نظام شاه و عدالته (ظ: طباطبا، 228–233).
خافي خان نظام الملکي، محمد هاشم، منتخب اللباب، تقـ: هیغ، کلکتا، 1925م؛ شاهنواز خان، مآثر الأمراء، تقـ: أشرف علي، کلکتا، 1309هـ؛ طباطبا، سیدعلي برهان مآثر، دلهي، 1355هـ/ 1936م؛ فرشته، محمد قاسم، تاریخ، لکناو، 1281هـ/ 1864م؛ نهاوندي، عبدالباقي، مآثر رحیمي، تقـ: محمد هدایت حسین، کلکتا، 1925م؛ و أیضاً:
Haig, W., «The Decline and Fall of the Kingdom of the Deccan», The Cambridge History of India, NEW Delhi, 1987, vol. III; Hollister, J.N., The Shiʿa of India, New Delhi, 1979; Nayeem, M.A., External The Shiʿa of India, New Delhi, 1979; Nayeem, M. A., External Relations of the Bijapur Kingdom, Hyderabad, 1974; Shyam, Radhey, «The Nizām Shāhis and theʿImād Shāhīs», History of Medieval Deccan (1295-1724), Andhra Pradesh, 1973.
أبوالفضل خطیبي/ هـ
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode