أَحْمَدُ الْهَیْبَة (1293، أو 1294–1337هـ/ 1876، أو 1877–1919م)، نجل محمد مصطفی ماءالعینین و من الزعماء الدینیین لجنوب مراکش الذي ناضل لفترة ضد القوات الفرنسیة المستعمرة.

قیل إن نسبه ینتهي إلی الإمام الحسن المجتبی (ع) (البلعمشي، «ج»). کان أبوه من الفقهاء و المحدثین البارزین في عصره، و قد خلف آثاراً عدیدة في شتی مجالات العلوم الإسلامیة. درس أحمد علی أبیه، و بعد وفاته في 1328هـ/ 1910م أنبری في تزنیت لجمع مریدیه و تلامیذه و تربیتهم، و دعاهم إلی النضال ضد المستعمرین الأجانب و علمائهم في الداخل (المراکشي، 2/ 290). و روایة مؤرخي ذلک الزمان الذین کانوا مرتبطین غالباً بذوي المناصب الحکومیة عن نضالات أحمد الهیبة، لم یراع فیها الحیاد. لذا فقد اتهمه البعض بالاحتیال و اعتبر نضاله تمهیداً لتسنمه منصباً و تسلمه مقالید الزعامة السیاسیة (لمزید من التفصیل، ظ: م ن، 2/ 290–303؛ غریط، 125–139).

کانت أمنة أحمد القصوی اتحاد المغرب مع موریتانیا بزعامة سلطان مسلم و هو ما کانت سلالة أشراف المغرب عاجزة عن تحقیقة. و لذا وفي أیار 1912 و بعد شهر من رضوخ عبدالحفیظ سلطان المغرب - استناداً إلی معاهدة فاس – رسمیاً إلی الانتداب الفرنسي، دعا أحمد نفسه سلطاناً و توجه إلی مراکش (أبو النصر، 356 ). ولما دخل جنوبي مراکش انضوت تحت لوائه کثیر من القبائل (ن ص؛ أیضاً ظ: EI2, S).

و طبقاً لتقریر الذي نشر تحت عنوان «إنجازات فرنسا في المغرب» فقد أُلقي القبض علی مجموعة من الضباط و ذوي المناصب العلیا من الفرنسیین و معهم القنصل الفرنسي، بأمر من أحمد الهیبة، فقررت القوات الفرنسیة إنقاذ الأسری قبل أن یصیبهم أذی. ولذا فقد هجم الکولونیل ما نجن بأمر من الجنرال لیوتي مع جیش علی مراکش في 4 أیلول من نفس السنة. و بعد إلحاقه الهزیمة بأحمد الهیبة حرر السجناء من الأسر (ماک لود، 90)، و دخل مراکش باستقبال حماسي من الیهود وصمت من الأغلبیة (7 أیلول 1912). خسر أحمد الهیبة بعد هذه الهزیمة قواعده في مراکش. و مع کل هذا، فقد حکم السوس 8 أشهر دون أن یلقب نفسه بخلیفة السلطان. وفي أیار 1913 طرد من هذه المنطقة أیضاً علی ید حکومة الشرفاء، لکنه عاش حتی نهایة حیاته مرفوع الرأس و توفي أخیراً في تزنیت (أبوالنصر، 357؛ EI2).

المصادر

البلعمشي، أحمد یکن، مقدمة دلیل الرفاق علی شمس الاتفاق للشیخ ماء العینین، المغرب/ الإمارات العربیة المتحدة، 1402هـ/ 1982م؛ غریط، محمد، فواصل الجمان، فاس، 1346هـ؛ المراکشي؛ عباس، الإعلام بمن حلّ مراکش و أغمات من الأعلام، فاس، 1355هـ/ 1936م؛ و أیضاً:

Abun-Nasr, Jamil, A History of the Maghrib, Cambridge, 1971; EI2, S; Macleod, J. M., «The Achievements of France in Morocco», The Geographical Journal, London, 1918.

 عبدالأمیر سلیم/ هـ.