الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أحمد بن محمد بن عیسی /

فهرس الموضوعات

أحمد بن محمد بن عیسی

أحمد بن محمد بن عیسی

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/14 ۱۳:۳۲:۰۶ تاریخ تألیف المقالة

أَحْمَدُبْنُ مُحَمَّدِبْنِ عیسی، أبوجعفر الأشعري، محدث إمامي من القرن 3هـ/ 9م. و کان والده أبوعلي محمدبن عیسی کما قال النجاشي (ص 338) الذي دعاه بـ «شیخ القمیین» و «وجه الأشاعرة»، قد سمع الحدیث من الإمام الرضا (ع)، و روی عن الإمام الجواد (ع)، کما کان یتمتع بمکانة خاصة لدی «السلطان» (یحتمل أن یکون حاکم مدینة قم). و کان له کتاب بعنوان کتاب الخطب.

لاتتوفر لدنیا معلومات کثیرة عن حیاة أحمد، و استناداً إلی ماقاله النجاشي (ص 82) فإنه کان قد التقی الإمام الرضا (ع)، لکن و بما أنه لم یرو الحدیث عنه باحتمال قوي، یستشف أنه لم‌یکن کبیر السن عندما التقی الإمام (ع) (أیضاً ظ: الشیخ الطوسي، رجال، 366، الذي أورده في عدد أصحاب الإمام الرضا)، کما عُد أحمد من أصحاب الإمامین الجواد و الهادي (ع)، إلا أنه و لکونه یعیش في قم، فقد التقی بهذین الإمامین (ع) مرات قلیة، و لهذا لم یرو عنهما الکثیر من الأحادیث (ظ: «الرجال»، 59؛ النجاشي، ن ص؛ الشیخ الطوسي، ن م، 397، 409).

و استناداً إلی الروایة التي نقلها الکشي، فإن أحمد کان قد ذهب إلی المدینة عند الإمام الجواد (ع) حینما طلب الإمام (ع) منه ذلک (ص596). و قد ذُکر في هذه الروایة أنه أخذ منه رسالة إلی زکریا بن آدم ممثل الإمام الجواد (ع) في قم؛ و وردت کنیة أحمد في هذه الروایة بشکل: «أبوعلي».

و من بین المشایخ الذین سمع الحدیث منهم یمکن أن نذکر أحمدبن محمد بن عمرو البزنطي و الحسن بن سعید بن حماد الأهوازي و أخاه الحسین، و الحسن بن العباس بن حریش الرازي و الحسن بن علي بن فضال الکوفي و الحسن بن علي بن زیاد الوشاء و الحسن بن محبوب السراد و سعید بن جناح الأزدي البغدادي و صفوان بن یحیی البجلي و عثمان بن عیسی العامري الکلابي و علي بن حدید بن حکیم المدائني و علي بن الحکم النعي و محمدبن أبي عمیر الأزدي و محمد بن خالد ابن عبدالرحمان البرقي و محمدبن سنان الزاهري. و قد روی أحمد بواسطة هؤلاء المشایخ و البعض الآخر من الرواة، الکثیر من أحادیث الإمامیة، کما دوّن الکثیر من النصوص الحدیثیة للإمامیة بواسطة هؤلاء المشایخ، لذا وردت أسماء هؤلاء المشایخ في مواضع متعددة من رجال النجاشي و فهرست الشیخ الطوسي بوصفها حلقة بین أحمد و المشایخ القدامی للإمامیة. و من الطبیعي أن یکون أحمد الذي هو من أهل قم، قد سافر إلی الکوفة لسماع أحادیث الإمامیة و الاستفادة هناک حیث المرکز المهم لحدیث الإمامیة من المشایخ المعتمدین للحدیث. و لهذا السبب کان أغلب مشایخه من أهل الکوفة.

یعد أحمد من محدثي الإمامیة البارزین في فترة ماقبل محمدبن یعقوب الکلیني بحیث استخدم النجاشي (ن ص) بحقه عبارة: «شیخ القمیین و وجههم و فقیههم، غیر مدافع»، و أثنی علیه الشیخ الطوسي في الفهرست (ص 25) بعبارة قریبة من هذا المضمون. و ذکره ابن حجر العسقلاني في لسان المیزان (1/ 260) و دعاه بـ «شیخ الرافضة بقم».

و استناداً إلی ما قاله النجاشي (ن ص)، فقد کان – شأنه شأنه أبیه – عل صلة بحاکم قم، و هذا بحد ذاته دلیل علی مکانته لدی أهل قم (أیضاً ظ: الشیخ الطوسي، ن ص). کان أحمد یهتم کثیراً بالقومیة العربیة، کما ألف کتاباً بعنوان فضائل العرب (ظ: آثاره). و بحسب روایة للکلیني (1/ 324)، فإنه کان متعصباً في هذا المضمار.

کان أحمد متمسکاً بعقدیته بشدة و یتعامل بحزم مع معارضیه. و کان یعارض بشدة الغلو و یحارب الغلاة. و قد نقل عنه في موضع أنه کان یسيء الظن بیونس بن عبدالرحمان المحدث و المتکلم الإمامي الشهیر، إلا أنه تاب و عدل عن رأیه فیما بعد بسبب الرؤیا التي کان قد رآها (الکشي، 496–497). کما قیل: إن أحمد لم‌یکن یروي عن الحسن بن محبوب، ذلک أنه کان یشک في روایة ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي، لکن قیل: إن أحمد ندم علی شکه هذا و عدل عن رأیه قبل وفاته. و قد روی الکشي ذلک عن نصر بن الصباح (ص 512) و أوردها النجاشي (ن ص) نقلاً عن الکشي. و مع ذلک و کما یلاحظ في أساتید الأحادیث الإمامیة، فإن أحمد روی مراراً عن ابن محبوب. کذلک – و کما أشار ابن الغضائري – فإن أحمد طرد من قم أحمدبن أبي عبدالله البرقي المحدث الإمامي المشهور، بسبب الروایات التي کان ینقلها، لکنه أعاده إلیها بعد فترة و اعتذر إلیه. و عندما توفي البرقي، سار أحمد في تشییعه حافي القدمین لیظهر ندمه علی ما بدر منه (ظ: العلامة الحلي، 14–15؛ الضعفاء، 3). و کان أبوسعید سهل بن زیاد الآدمي هو الآخر من بین الذین طردو من قم علی ید أحمد بسبب الغلو الذي اتهموابه. و کما ورد في کتاب الضعفاء (ص 13)، فإن أحمد لم یکتف بطرد سهل من قم، بل تبرأ منه و حذّر الآخرین من الستماع أحادیثه (النجاشي، 185). أما الشخص الآخر فهو محمدبن علي بن إبراهیم، المعروف بأبي سُمَینة الذي أقام فترة خلال دخوله قم في منزل أحمد، و لما اتضحت نزعاته إلی الغلو، طرده أحمد من مدینة قم (الضعفاء، 23؛ النجاشي، 332).

و صرح ابن بابویه (التوحید، 119–120) أن أحمد کان قد روی في النوادر، أحادیث عن رؤیة الله، و هي بطبیعة الحال صحیحة بأجمعها بحسب رأي ابن بابویه و تعني المعرفة القلبیة لله، ولا یمکن تفسیرها بمعنی الرؤیة الظاهریة بواسطة العین.

و من بین الرواة عنه یمکن أن نذکر سعدبن عبدالله الأشعري و علي ابن إبراهیم القمي و محمدبن یحیی العطار و أحمدبن إدریس الأشعري و داود بن کورة القمي و محمدبن الحسن الصفار و عبدالله بن جعفر الحمیري و حمید بن زیاد (أبوغالب الزاري، 159؛ النجاشي، 82–83؛ الشیخ الطوسي، الفهرست، 25، 118). و قد عرف أحمد في بعض المصادر الزیدیة علی أنه شیخ حسن بن علي الناصر الأطروش من أئمة الزیدیة المشهورین (ظ: المؤیدي، 1/ 218).

لا تتوفر لدنیا معلومات عن تاریخ وفاة أحمد، سوی أنه کان حیاً عند وفاة البرقي (تـ 274، أو 280هـ/ 887، أو 893)، استناداً إلی ما نقل عن ابن الغضائري (ظ: العلامة الحلي، ن ص).

 

آثاره

أهم کتب أحمد هو کتاب النوادر الذي کان من الآثار المعتمدة لدی الإمامیة و من مصادرهم الحدیثیة المهمة (کنموذج، ظ: ابن بابویه، من لا یحضره الفقیه، 1/ 3). و کان هذا الکتاب قد رتب بواسطة داودبن کورة القمي (النجاشي، 82؛ الشیخ الطوسي، ن م، 25). و نسب إلی أحمدبن محمدبن عیسی کتاب بعنوان النوادر طبع مرة طبعة حجریة مع کتاب فقه الرضا، کما طبع مؤخراً في قم (1408هـ). و نسبة هذا الکتاب إلی أحمد مشکوک فیها. ولا توجد أیة قرینة رصینة تدل علی أن الکتاب هو قسم من کتاب النوادر، رغم إمکانیة اعتبار کون هذا الکتاب من تألیفه، لکن یمکن متابعة البحث بشکل جدي في نسبته إلی الحسین بن سعید الأهوازي؛ ذلک أن أحمد کان أهم رواة کتب الحسین بن سعید (النجاشي، 59). و مهما یکن، فإن المجلسي قد ذکر هذه النسخة في بحارالأنوار (1/ 16، 33–34)، و بحث نسبة تألیفه إلی الحسین بن سعید و أحمد، رغم أنه طرح بشکل أکبر نسبته إلی الحسین بن سعید. و إن ما ینبغي أن یحظی باهتمام أکثر في دراسة هذه المخطوطة هو أنها کانت ذات علاقة بکتاب فقه الرضا علی ما یبدو. و کما یتضح من شتی مواضعها فإن أقساماً من کتاب فقه الرضا قد اختلطت بهذه المخطوطة. و هنا یطرح هذا السؤال لِمَ ارتبط هذان الکتابان ببعضهما، و وجدت أقسام من فقه الرضا طریقها إلی الکتاب المسمی بالنوادر؟

و من کتبه الأخری ذُکر التوحید و فضل النبي (ص) والمتعة و الناسخ و المنسوخ و الإظلة و المسوخ و فضائل العرب، کما ذرک له النجاشي (ص82) و الشیخ الطوسي (ن ص) کتاباً في الحج. و نسب إلیه ابن الندیم آثاراً تحمل عناوین الطب الکبیر و الطب الصغیر و المکاسب (ص 278). و نسب إلیه ابن شهر آشوب أیضاً (ص 14) کتاباً بعنوان الملاحم، وفي موضع آخر (ص24) نوادر الحکمة في التفسیر. ویبدو أن نسبة الکتاب الأخیر إلیه ناجمة عن خطأ.

 

المصادر

ابن بابویه، محمد، التوحید، تقـ: هاشم الحسیني، قم، مؤسسة النشیر الإسلامي؛ م ن، من الا یحضره الفقیه، تقـ: حسن الموسوي الخرسان، طهران، 1410هـ؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان المیزان، حیدرآباد الدکن، 1329هـ/ 1911م؛ ابن شهر آشوب، محمد، معالم العلماء، تقـ: محمد صادق بحر العلوم، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوغالب الزراري، أحمد، رسالة في ذکر آل أعین، تقـ: محمدرضا الحسیني، قم، 1411هـ؛ «الرجال»، المنسوب إلی أحمد البرقي، مع الرجال لابن داود الحلي، تقـ: جلال‌الدین محدث الأرموي، طهران، 1342ش؛ الشیخ الطوسي، محمد، رجال، تقـ: محمد صادق بحر العلوم، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ م ن، الفهرست، تقـ: محمد صادق بحرالعلوم، النجف، المکتبة المرتضویة؛ الضعفاء، المنسوب لابن الغضائري، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ العلامة الحلي، الحسن، رجال، تقـ: محمد صادق بحرالعلوم، النجف، 1381هـ/ 1961م؛ الکشي، محمد، معرفة الرجال، اختیار الشیخ الطوسي، تقـ: حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ الکلیني، محمد، الکافي، تقـ: علي‌أکبر الغفاري، طهران، 1388هـ؛ المجلسي، محمدباقر، بحالرالأنوار، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ المؤیدي، مجدالدین، لوامع الأنوار، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ النجاشی، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـ.

حسن أنصاري/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: