أحمد بن محمد بن عبدالصمد الشیرازي
cgietitle
1443/2/13 ۲۱:۳۳:۵۰
https://cgie.org.ir/ar/article/236877
1446/9/4 ۰۲:۰۱:۴۸
نشرت
6
أَحْمَدُبْنُ مُحَمَّدِبْنِ عَبْدِ الْصَّمَدِ الْشّیرازيّ، الخواجه أبونصر (تـ حوالي 434هـ/ 1043م)، وزیر السلطانین الغزنویین مسعود و مودود.
یعد تاریخ البیهقي المؤرخ المعاصر له أهم المصادر عن حیاته. کان والده أبو طاهر محمد کاتباً بارعاً و رئیس دیوان رسائل حسامالدولة أبي العباس تاش قائد جیش السامانیین في خراسان (العتبي، 61)، و کان بمرتبة الصاحب بن عباد في الکتابة (ن ص). نشأ أحمد في کنف أبیه، ثم انبری للعمل في دیوان ألتونتاش (ن ع) الذي کان یحکم خوارزم من قبل الغزنویین. ولم یمض طویل وقت حتی تسنم منصب الوزارة لدیه (م ن، 64؛ البیهقي، 86، 317؛ ناصرالدین، 45). و قد أبدی جدارة فائقة في هذا المنصب وفي المهام العسکریة أیضاً حتی إنه عندما رفع منجوق - أحد قادة جیش خوارزم – رایة العصیان في 422هـ/ 1031 م بهدف قتل ألتونتاش، أصدر أحمد الذي علم بتآمره مسبقاً، أمراً بقتله (البیهقي، 316–317، 323–324).
کان أحمد دائماً إلی جانب ألتونتاش في ساحة الوغی عند حربه لعلي تکین ملک بخاری و سمرقد القراحاني (واقعة دبوسیة: 423هـ/ 1032م)، کما کان یبدي بطولة و تدبیراً، ذلک أنه عندما أصیب ألتونتاش بجرح بلیغ في هذه الحرب، عقد أحمد بنفسه اتفاق سلام مع علي تکین، و تمکن بذلک من إنقاذ الجیش الغزنوي من التهلکة. و بعید هذه الواقعة توفي ألتونتاش. و قبل أن یطلع جیش العدو علی هذا الأمر، أعاد أحمد مابقي من الجیش إلی خوارزم سالماً (م ن، 345–354؛ أیضاً ظ: ابن الأثیر، 9/ 504–505). و ظل في منصبه حتی بعد وفاة ألتونتاش و حلول ابنه هارون محله (البیهقي، 355).
و بعد وفاة أحمدبن الحسن المیمندي (424هـ)، أسند إلیه السلطان مسعود الوزراة. کما اختیر ابنه عبد الجبار أیضاً من قبل السلطان مسعود لوزارة هارون و توجه إلی خوارزم (م ن، 367–368، 373–376؛ الگردیزي، 427).
وفي جمادی الآخرة 425/ أیار 1034 أرسل أحمد إلی ختلان من قبل السلطان مسعود لقمع التمرد الحادث هناک (البیهقي، 403–404).
و خلال ذلک ثار هارون في خوارزم و هرب عبدالجبار بن أحمد، فصور أعداء أحمد الأمر للسلطان بالشکل التالي: إن أحمد هو الذي حرّض هارون علی التمرد و هو الذي أخفی ابنه عبدالجبار (ابن الأثیر، 9/ 505)، فأتّب السلطان بدوره الوزیر (البیهقي، 681)، لکن و عندما قتل هارون بتدبیر من أحمد الذي کان آنذاک في بلخ و طخارستان، تبددت شکوک السلطان مسعود أیضاً (م ن، 437، 467، 684–685). وفي صفر 426/ کانون الأول 1034 عاد أحمد إلی غزنة بعد تهدئته الاضطرابات في نواحي ختلان و طخارستان، و قویل بحفاوة السلطان (م ن، 440). لکن وفي رجب من نفس السنة بلغ الأسماع نبأ مقتل عبدالجبار و بقیة أقارب أحمد علی ید إسماعیل خندان شقیق هارون في خوارزم (م نف 474) و تمرده علی السلطان و الخطبة للخلیفة العباسي (م ن، 500). و منذ ذلک التاریخ خرجت خوارزم من سلطة الغزنویین، ولم تثمر جهود أحمد أیضاً في استعادة خوارزم (عن وقائع خوارزم، ظ: م ن، 686–690).
ظلل أحمد حتی نهایة حیاة السلطان مسعود – شأنه شأن بعض رجال الدولة البارزین مثل أبي نصر مشکان (ن ع) الذین کانوا یفکرون بدوام الحکم الغزنوي – یعلن بصراحة عن آرائه و خططه. و قد حدث مراراً أن انتقد سیاسة السلطان مسعود تجاه الترکمان السلاجقة. فمثلاً في 426 هـ عندما أراد السلطان مسعود الذي استوفی ضرائب باهظة من أهل آمل متجاهلاً نصائح أحمد مما أدی إلی ثورتهم (م ن، 460–463، 468) الذهاب إلی جرجان و طبرستان لجبایة الخراج، منعه الوزیر من ذلک بسبب کون خراسان عرضة لتهدید الترکمان، لکن السلطان توجه إلیها، فهاجم الترکمان خراسان (م ن، 444–447). و لما کان الترکمان السلاجقة یراسلون مباشرة أحمد في خوارزم بسبب سابق معرفتهم به، فقد و شي به مناوئوه بنیسابور لدی السلطان بقولهم: إنه هو الذي حرّض السلاجقة علی مهاجهة خراسان و إضافة إلی ذلک، فإن انفصال خوارزم عن منطقة حکم السلطن أدی هو الآخر إلی إثارة شکوک مسعود بأحمد، إلا أن شکوکه تبددت لجهود أبي نصر مشکان الحثیثة خاصة بعد الصلح الذي تم بتخطیط أحمد بین مسعود و أبناء علي تکین (م ن، 469–474، 477–480، 496–497)، فأرسله بعدها في ربیعالأول 428 إلی هراة للقضاء علی التمرد الحادث هناک (م ن، 518–523).
و أحمد الذي کان یدرک جیداً أهمیة خراسان لثبات الحکومة الغزنویة في مواجهة تهدید الترکمان السلاجقة، کان هو و البعض الآخر من رجال الدولة یعارضون السلطان کلما أراد مغادرتها، ولکن السلطان هاجم الهند في 428هـ/ 1037م رغم معارضة الوزیر، بینما أرسل وزیره بر فقه ابنه موددود إلی بلخ لمجابهة الترکمان (م نف 530–535).
و بعد حرب دندانقان و هزیمة الجیش الغزنوي أمام الترکمان السلاجقة (لمزید من التفصیل، ظ: م ن، 613–636) و هزیمة ألتونتاش الحاجب في بلخ أمام الترکمان، أرسل مسعود في أوائل 432هـ/ 1040م ابنه مودود بر فقه أحمد إلی هُبیان (قا: م ن، 652: هیبان، منطقة شمالي کابل) لنصرة ألتونتاش. و قد اشترط أحمد – الذي کان قد ضاق ذرعاً بعناد السلطان و رغم عدم رغبته في الذهاب بهذه المهمة – علیه بالمواثیق أن یرسل جیشاً لنصرة ألتونتاش (م ن، 643–644، 650–657؛ أیضاً ظ: الگردیزي، 437؛ ابن بابه، الورقة 162 ب؛ الحسیني، 49؛ ابن الأثیر، 9/ 484–485).
و کان السلطان مسعود في غیاب أحمد یستشیر في شؤونه ندیمه المعروف أباسهل الحمدوي (ن ع)، کما کا أبوسهل یلتزم دائماً جانب أحمد و یمتنع عن إبداء رأیه الخاص. و قد حدث مرة عندما أراد مسعود إسناد ولایة بلخ و طخارستان إلی بوري تکین القراحاني، أن أرسل أبوسهل الحمدوي رسالة إلی أحمد، فعارض هذا تلک الفکرة (البیهقي، 658–659). و عندما أراد السلطان مسعود الذهاب إلی الهند مصطحباً معه رجال بلاطه و خزائنه و نساءه، کتب إلی أحمد رسالة طلب إلیه فیها التوجه إلی بلخ و طخارستان لمواجهة هجوم الترکمان. فهبّ قادة الجیش و رجال الحکومة بشدة لمعارضة قرار السلطان هذا، لکن ذلک لم یجد نفعاً. و أخیراً لجؤوا إلی أحمد سراً و طلیبوا إلیه أن یکتب رسالة یوقظ فیها السلطان، فبادر أحمد بدوره و من خلال رسالة إلی مسعود لمنعه من هذا العمل، غیر أن السلطان اتجه إلی الهند.
و بعد مقتل السطان مسعود، جلس ابنه مودود علی العرش في غزنة و اختار هو أیضاً أحمد وزیراً له (الگردیزي، 440–441؛ قا: ابن بابه، الورقة 163 ألف؛ ابن الأثیر، 9/ 488؛ أیضاً ظ: بازورث، 22 و ما بعدها).
و قد مکث أحمد في الوزارة مدة سنتین خلال هذه الفترة (ناصرالدین، 45) إلی أن و شی به لدی السلطان، کما یقول البیهقي (ص 375–376) أرتکین قائد جیش السلطان مودود، مما مهّد لقتله (أیضاً ظ: إیرانیکا).
و استناداً إلی روایة ناصرالدین المنشي الکرماني (ن ص) فقد أُودع السجن و سقي السم (قا: فصیح، 2/ 165، الذي ذکر تاریخ وفاته في 436هـ).
أثنی المؤرخون کثیراً علی کفاءة أحمد في تسییر أمور الوزرارة (ظ: البیهقي، 375؛ الگردیزي، 427). و قد اعتبره ناصرالدین المنشي الکرماني (ن ص) بمثابة دستور وزراء العالم و قانون ساسة العصر، و دعاه منوچهري الدامغاني (ص 9) بشمس الوزراء؛ کما أشیر إلی شجاعة أحمد و بطولاته في الحروب (البیهقي، ن ص؛ العقیلي، 193).
و قیل إنه عاش قلیلاً بعد استیزاره و توفي (البیهقي، 331). و کان له باع طویل في الأدب العربي، و أورد العتبي مقطوعة شیقة من الرسالة التي کتبها بالعربیة إلی أصدقائه (ص 65–66؛ أیضاً ظ: البیهقي، 375).
و من بین شعراء العصر الغزنوي، امتدحه منوچهري الدامغاني في عدة قصائد (ص 7–11، مخـ). و قد أدار شؤون الوزارة أیضاً ابنه عبد الحمید لسنوات علی عهد إبراهیم بن مسعود و خلیفته مسعود الثالث (ناصرالدین، 76–77).
ابن الأثیر، الکامل؛ ابن بابه، أحمد، رأس مال الندیم، مخطوطة مکتبة نور عثمانیة، رقم 3296؛ البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ: قاسم غني و عليأکبر فیاض، طهران، 1324ش؛ الحسیني، علي، أخبار الدولة السلجوقیة، تقـ: محمد إقبال، لاهور، 1933م؛ العتبي، محمد، «تاریخ الیمیني»، مع شرح الیمیني (الفتح الوهبي) لأحمد المنیني، القاهرة، 1286هـ؛ العقیلي، حاجي بن نظام، آثار الوزراء، تقـ: جلالالدین محدث الأرموي، طهران، 1327ش؛ فصیح الخوافي، أحمد، مجمل فصیحي، تقـ: محمود فرّخ، مشهد، 1340 ش؛ الگردیزي، عبدالحي، تاریخ، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، 1363 ش؛ منوچهري الدامغاني، دیوان، تقـ: محمد دبیرسیاقي، طهران، 1363ش؛ ناصرالدین المنشي الکرماني، نسائم الأسحار، تقـ: جلالالدین محدث الأرموي، طهران، 1364 ش؛ و أیضاً:
Bosworth, C. E., The Later Ghaznavids, NewYork, 1977; Iranica.
أبوالفضل خطیبي/ هـ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode