الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / افراغة /

فهرس الموضوعات

افراغة


تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/18 ۱۴:۰۰:۱۰ تاریخ تألیف المقالة

إفْراغَة، مدينة صغيرة من ولاية وشقة في شمال شرقي الأندلس، على بعد 30كم إلى الجنوب الغربي من لارده على جانبي نهر الزيتون (ثينكا)، حيث تقع أعلى من نقطة التقائه بنهر إيبرو بحوالي 18كم (EUE;EI2). وقد جاء اسم هذه المدينة في المصادر الإسلامية على شكل إفراغة (ياقوت، 1 / 323؛ ابن أبي زرع، 136)، أفراغ (م.ن، 156، 169) وأحياناً قريباً من لفظه اللاتيني فراغة (ظ: القزويني، 549). ويعود قدم هذه المدينة إلى العصر الرومي (EUE). 
وقد ذكر الإدريسي إفراغة مع جاقة، لارده ومكناسة باعتبارها من مدن إقليم الزيتون في الثغر الأعلى من الأندلس، حيث كانت تضم قلعة عامرة ذات أسواق وصناعات وكان أهلها أقوياء وشجعان، وهو يذكر أن مسافة 50 ميلاً كانت تفصل إفراغة عن كل من مدينتي لارده وطر طوشة (2 / 538، 733). وقد كانت هذه المدينة تتميز ببناء حسن، مياه غزيرة، بساتين زيتون كثيرة ومنظر جميل (القزويني، ياقوت، ن.صص؛ ابن عبد المنعم، 48). واستناداً إلى القزويني (ن.ص) أنه كانت في هذه المدينة سراديب كثيرة تدعى «الفجوج» ذات ممرات جوفية وعدة أبواب، حيث كان الأهالي يلجؤون إليها هرباً من الأعداء. وتفيد رواية لمؤلف مجهول أن إفراغة كانت تضم أكثر من 3 آلاف قرية، حيث كانت الخطبة تقرأ في كل منها. ويدل هذا الرقم المبالغ فيه على الكثافة السكانية ونفود الإسلام وانتشاره في هذه المنطقة (ظ: السامرائي، 56). ومع ذلك، فإن أي أثر منها من العصر الإسلامي لم يبق تقريباً. ومن المحتمل أن إفراغة خضعت هي أيضاً لسيطرة المسلمين عندما استولى موسى بن نصير على سرقسطة في 96ه‍ / 715م وكان لها منذ ذلك الحين مصير مشترك مع سرقسطة (EI2). 
وبعد زحف الإفرنج في 330ه‍ / 942م واستيلائهم على بعض المدن الحدودية مثل أربونة، انتقلت جبهة المسلمين الجديدة في 332ه‍ إلى مدن إفراغة، لارده وطرطوشة (المسعودي، 1 / 162-163؛ أيضاً ظ: المقري، 4 / 351) واستمرت هذه الحالة حتى مدة طويلة. 
وفي أواخر العصر الأموي، كان بنو هود قد استولوا على بعض المدن الشمالية الشرقية التي كانت تسمى الثغر الأعلى ومنها إفراغة (المراكشي، 58، 71). وفي 484ه‍ ، حيث خرج يوسف بن تاشفين، الأمير المرابطي إلى الأندلس، كان أحمد المستعين، نجل يوسف المؤتمن من أسرة بني هود، يحكم مدن شرقي الأندلس ومنها إفراغة. وقد راسل الأمير المرابطي وتعامل معه من باب السلم كي يلعب دور الحائل بينه وبين المسيحيين ( الحلل...، 73-74). وبذلك، أصبحت إفراغة أكثر المناطق الخاضعة لنفوذ المرابطين شرقية (ابن أبي زرع، 136). ولكن وعندما أطاح يوسف بن تاشفين بعد فترة بالحكومات المحلية في الأندلس، فقد فتح إفراغة أيضاً في 486ه‍ ، وحولها إلى قاعدة للجهاد مقابل المسيحيين وبسط سيادته على الأندلس كلها حتى 490ه‍ / 1097م (م.ن، 156، 169). 
وبعد فترة من الاستقرار والسلام (ظ: ابن عذاري، 4 / 92)، بدأ ملك أرغون ألفونسو الأول (حك‍ 1104-1134م)، الملقب بالمحارب (أذفونش: في المصادر الإسلامية)، تحركه للاستيلاء على المدن المتبقية من الثغر الأعلى، أي لارده، إفراغة ومكناسة، وذلك بهدف الاستيلاء على بعض القواعد المهمة في الثغر الأعلى ومنها سرقسطة في 512ه‍ (ظ: المراكشي، 208). وقد استولى في أواخر 527ه‍ / 1133م على مكناسة أولاً، ثم توجه إلى إفراغة، إلا أن فتحها لم يكن سهلاً، ذلك لأن هذه المدينة كانت تقع فوق تل ذي انحدار شديد ووعر وذات موقع منيع كان يجعل الهجوم عليها صعباً (عنان، 1 / 121). وقد حاصر ألفونسو بجيش جرار قدرت بعض الروايات الإسلامية عـدده بـ 12 ألف فارس (ابن الأثير، 11 / 33-34)، إفراغة لفترة طويلة، حتى نفدت مؤونة المدينة؛ وأرسل الأمير المرابطي، علي بن يوسف بن تاشفين، ابنه تاشفين مع يحيى بن غانية، القائد المرابطي ووالي بلنسية ومرسية لإسناد ابن مردنيش سعد بن محمد، والي إفراغة وذلك لتقديم المساعدات العسكرية والإمدادية. وقد هُزم ألفونسو في المعركة الضارية التي دارت رحاها خارج المدينة بين الطرفين، ولجأ إلى قلعة في تلك المنطقة، إلا أنه توفي بعد مدة قصيرة على إثر المرض والحزن (الذهبي، 20 / 233-234؛ ابن عبد المنعم، 48-49؛ قا: ابن الأثير، ن.ص). وقد ذكرت المصادر الإسلامية تاريخ هذه الحرب باختلاف: 527ه‍ (الذهبي، ن.ص)، 528ه‍ (ظ: عنان، 1 / 123-124) و 529ه‍ (ابن الأثير، 11 / 33). وقد ذُكر بعد فترة، أي في 530ه‍ الهجوم المشترك لسعد ابن مردنيش وابن غانية على مدينة مكناسة الحدودية وإخراجها من سيطرة المسيحيين (ابن عذاري، 4 / 95). 
وعلى أي حال، فإن هزيمة المسيحيين في 528ه‍ حالت لفترة 
دون تقدمهم نحو مدن المسلمين الحدودية، إلا أن المسيحيين اغتنموا الفرصة على إثر اضطراب الأوضاع في الأندلس وانشغال المرابطين في قمع الفتن والدفاع عن قواعدهم. وعلى الرغم من أن محمد بن سعد ابن مردنيش كان يعطي الإتاوة إلى كونت برشلونة وملك قشتالة (مؤنس، 2 / 233، الهامش)، فقد سقطت طرطوشة في أواخر 1148م / 16 شعبان 543 وسقطت لارده أيضاً بعد ذلك بفترة قصيرة في 24 تشرين الأول 1149م / 544ه‍ على إثر هجوم المسيحيين بقيادة رامون برنغر الرابع، كونت برشلونة. وفي ذلك الزمان، أو ذلك اليوم نفسه، سقطت لارده، إفراغة ومكناسة أيضاً بيد المهاجمين الصليبيين بقيادة رامون برنغر، وذلك على ما تفيد به وثائق الأرشيف (عنان، 1 / 369-370؛ EUE). وقد ذكرت المصادر الإسلامية أن سقوط إفراغة كان في 543ه‍ ، تزامناً مع استيلاء الموحدين على مدن قرطبة، قرمونة وجيّان (ابن الأثير، 11 / 136؛ ابن أبي زرع، 263؛ ابن الخطيب، 4 / 347؛ قا: ياقوت، 1 / 323). 

المصادر

ابن أبي زرع، علي، الأنيس المطرب، الرباط، 1972م؛ ابن الأثير، الكامل؛ ابن الخطيب، محمد، الإحاطة، تق‍ : محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1397ه‍ / 1977م؛ ابن عبد المنعم الحميري، محمد، الروض المعطار، تق‍ : إحسان عباس، بيروت،1980م؛ ابن عذاري، أحمد، البيان المغرب، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1967م؛ الإدريسي، محمد، نزهة المشتاق، بيروت، 1409ه‍ / 1989م؛ الحلل الموشية، تق‍ : سهيل زكار وعبد القادر زمامة، الدار البيضاء، 1399ه‍ / 1979م؛ الذهبي، محمد، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي، بيروت، 1405ه‍ / 1985م؛ السامرائي، خليل إبراهيم، الثغر الأعلى الأندلسي، بغداد، 1976م؛ عنان، محمد عبد الله، دولة الإسلام في الأندلس، القاهرة، 1411ه‍ / 1990م؛ القزويني، زكريا، آثار البلاد، بيروت، 1404ه‍ / 1984م؛ المراكشي، عبد الواحد، المعجب، تق‍ : محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي، القاهرة، 1368ه‍ / 1949م؛ المسعودي، علي، مروج الذهب، تق‍ : محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، 1384ه‍ / 1964م؛ المقري، أحمد، نفح الطيب، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1388ه‍ / 1968م؛ مؤنس، حسين، مقدمة وحاشية على الحلة السيراء لابن الأبار، القاهرة، 1985م؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً:    

EI2;EUE 
محمد رضا ناجي / ع.خ

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: