الإسکندریة
cgietitle
1442/9/16 ۰۹:۴۴:۵۰
https://cgie.org.ir/ar/article/236162
1446/9/4 ۱۳:۴۲:۵۱
نشرت
7
كان إقليدس أحد أكبر علماء هذا المركز العلمي، وكان يعيش في الإسكندرية حوالي سنوات 320-260 ق.م وكان منشغلاً بالبحث منذ بداية تأسيس هذه المدرسة. و قد وضع أسس مدرسة علم الرياضيات من خلال تدوين القواعد و القضايا الهندسية في كتابه المعروف الأصول الذي بقى على قوته حتى القرن 19م. ومن بعده يعتبـر تلميذه أرخميـدس (287-212 ق.م) و أيضاً أبولونيــوس (تـ 190 ق.م) و ديـوفـانتـوس (القرن3 ق.م) من أكبر علماء الرياضيات في الحوزة العلمية للإسكندرية، حيث بلغوا بالجبر والرياضيات في اليونان إلى ذروتهما. و فضلاً عن الرياضيات، فقد كانت مدرسة الإسكندرية معروفة بالطب أيضاً. فقد أسس هروفيلوس الذي كان قد قدم إلى الإسكندرية بدعوة من بطلميوس الأول، مدرسة طبية مهمة فيها، حيث كان عمله يقوم على علم التشريح (أليري، 48-50؛ رنان، 155-163؛ البلدي، 38-40، تشمبرز، I/250). و قد أجرى هو و طبيب آخر يدعى إراسيستراتوس في بداية القرن3 ق.م دراسات واسعة حول أجهزة الجسم المختلفة أصبحت في القرون التالية الأساس الذي استند إليه الأطباء الآخرون و أدت إلى ظهور كتب و رسائل كثيرة في الطب. كما وصلتنا كتب كثيرة في الطب من أوريباسيوس الذي كان من أساتذة هذه المدرسة، و من جالينوس الذي كان من تلامذتها (ظ: ابنالعبري، 122؛ أليري، 56-57؛ رنان، 163-165).
كانت الجغرافيا و الفلك من العلوم الأخرى التي تكاملت في هذه المدرسة. فقد أقدم أريستارخوس مكتشف المنظومة الشمسية بين310-230 ق.م في الإسكندرية على دراسات و بحوث واسعة. و يعد أول من طرح نظرية مركزية الشمس، و بين سبب ظهور الليل و النهار و تغيير الفصول. وقام من بعده أراتوستنس بدراسات واسعة حول مساحة الأرض و حركة الكواكب السيارة والقمر والشمس، و توصل إلى نتائج مفيدة من خلال الاستناد إلى مبدأي المشاهدة و القياسكأساس لعمله و ذلك في مجال علم الفلك والجغرافيا (رنان، 167- 168، 173-174؛ سالم، 34؛ تشمبرز، ن.ص). و بعد حوالي4 قرون ألف بطلميوس كلافديوس الذي كان يرصد النجوم في الإسكندرية خلال127-151 كتابه المعروف المجسطي الذي كان أساس علم الهيئة حتى القرن17م، وجنى علماء فلك مثلكوپرنيك و كپلر فوائد كثيرة من معلوماته (ابنالعبري 123، رنان، 171، 173-174؛ كلير،XIX/480-481؛ تشمبرز، ن.ص).
و الأهم من كل هذا هو الفلسفة التي طرأت عليها في الإسكندرية تحولات مدهشة. فقد امتزجت في الإسكندرية الفلسفة اليونانية التي كانت قد اتجهت إلى الانحاط في أثينا بعد سقراط وأفلاطون، مع الأفكار الجديدة و الثقافات الشرقية المختلفة وخاصة الثقافتين اليهودية و المسيحية بكل تقاليدهما الدينية والأخلاقية، وأدت مرة أخرى مجددة قواها إلى ظهور نظريات وآراء جديدة، و قد سعى فيلن اليهودي (مولود 25 ق.م)، لأن يؤول نص التوراة على ضوء الفلسفة بهدف التوفيق بين أصول المعتقدات اليهودية و الفكر اليوناني، و التوفيق بين الوحي والفلسفة الأفلاطونية. كما أسس أمونيوس ساكاس و تلميذه فلوطين المدرسة الأفلاطونية المحدثة عبر الإفادة من القواعد الفيثاغورية الحديثة و الغنوصية اليهودية و القواعد الأخرى. وقرر كلمنت (ح150-213م) و أريغن (185-254م) أن يصالحا بين الفلسفة و بين الكلام المسيحي، و بما أن الكنيسة لمتكن تتميز بمدرسة فلسفية، فقد وفقا بين التعاليم المسيحية و الفلسفة الإسكندرانية و خاصة المذهب الأفلاطوني المحدث و الإلٰهيات وعلم النفس الأرسطي (ظ: أليري، 37- 48؛ «دائرة المعارف...»، I/75؛ تشمبرز، I/251). و بشكل عام تنقسم الفلسفة في الإسكندرية بدورها إلى5 مدارس: الفلسفة الهلينية المتأخرة (ح30 ق.م- 640م)، الفلسفة الأفلاطونية المحدثة (193-529م)، والفلسفة اليهودية الإسكندرانية، و الفلسفة المسيحية الإسكندرانية و الفلسفة الأفلاطونية المحدثة المتأخرة (في القرنين5و6م) (تشمبرز، ن.ص).
اتجه جنود الإسلام في إطار استمرار فتوحهم في مصر، إلى الإسكندرية في ربيع الأول سنة 20 وهزموا الروم هزيمة فادحة بالقرب من الفسطاط. و اقترح القائد الرومي المقوقس الذي رأى الإسكندرية مهددة بالسقوط، الصلح من خلال دفع دينارين جزية لكل قبطي، و لكن هرقل إمبراطور الروم رفضه فحاصر المسلمون الإسكندرية بقيادة عمرو بنالعاص و فتحوها بعد 3 أو 9 أشهر (ظ: ابنعبدالحكم، 72، 80؛ البلاذري، 302، 307؛ الكندي، الولاة ...،9؛ قدامة، 340-341؛ خليفة، 1/137). وقد اعتبر عمرو في رسالة بعثها إلى الخليفة عمر بعد فتح الإسكندرية، أن عظمة هذه المدينة و جلالها بحمّاماتها و قصورها و مسارحها الكثيرة لايمكن وصفهما (ظ: ابن دقماق، 2/125؛ المقريزي، الخطط، 1/166). و في 25ه ولى الخليفة عثمان، عبدالله بن سعد بدلاً من عمرو بنالعاص. و في هذا الفترة (وقيل في 23ه( وجه قسطنطين إمبراطور الروم أحد قادته و يدعى مانوئي مع 300 سفينة إلى الإسكندرية، فسقطت المدينة مرة أخرى بيد الروم. وعاد عمرو بن العاص مع جنده إلى مصر واستعاد الإسكندرية وهدم على ماقيل سور المدينة (البلاذري، 310-311؛ ياقوت، 1/264؛ قدامة، ن.ص). و بعد فتح الإسكندرية، هاجر الكثير من اليهود و الروم منها فتقلص عدد سكانها نتيجة ذلك (ظ: ابنعبدالحكم، 121؛ المقريزي، ن.م، 1/291). و أدى انخفاض عدد السكان من جهة و انتقال حاضرة الحكم إلى الفسطاط في عهد عمر (ظ: ن.م، 1/285) من جهة أخرى إلى أفول الإسكندرية سياسياً؛ ومع ذلك، فقد واصلت هذه المدينة نموها وتطورها كمركز تجاري و خاصة تجارة المنسوجات (بريتانيكا، 1986م، XIII/252).
و في أوائل القرن2ه و عند انتقال الخلافة من الأسرة الأموية إلى العباسية، كان للإسكندرية دور مؤثر في إضعاف و انهيار قواعد خلافة الأمويين في مصر. و عندما قدم مروان بن محمد آخر خليفة أموي إلى مصر في 132ه، هب الأسود بن نافع لمناصرة العباسيين في الإسكندرية، و جمع عدداً كبيراً حوله. ودخل جنود مروان الإسكندرية، في ذي القعدة من نفسالسنة وطفقوا يقتلون وجهاء المدينة (الكندي، ن.م، 94-96). و في 196ه و مع اتساع نطاق الاختلافات بين الأمين و المامون، ثارت قبيلتا جذام و لخم اللتان كانتا تسكنان حوالي الإسكندرية والفسطاط في عهد عمروبنالعاص(ظ: ابندقماق، 2/4)، حتى عمت الفتنة الإسكندرية و نواحيها و سيطر في 200ه، عمر بن هلاّل على الإسكندرية و الذي كان قد عزل عنها بمساعدة مجموعة من الملاحين، أو المتمردين الأندلسيين الذين كانوا نزلوا عند سواحل الإسكندرية (الكندي، ن.م، 161-162؛ المقريزي، ن.م، 1/172-173). و بعد فترة قصيرة تحالفت جماعة تدعى الصوفية وكانوا من المعارضين للحكم بقيادة أبي عبدالرحمان الصوفي مع الأندلسيين وولوا أباعبدالرحمان بعد الإطاحة بابن هلاّل (ذي القعدة 200). ولكن حكمه لميدم طويلاً بسبب الفساد الكثير الذي تسبب فيه، وأخيراً ولى الأندلسيون الحكم في الإسكندرية شخصاً يدعى الكناني (الكندي، ن.م، 163-164؛ المقريزي، ن.م، 1/173)، ولكن هذه المدينة لمتذق طعم الهدوء و ظلت ساحة للصراع بين المدعين. و في 210 أو 212ه بعث المأمون عبدالله بن طاهر إلى الإسكندرية كي يقضي على الفتنة فيها. و أخرج الإسكندرية بعد محاصرتها من قبضة الأندلسيين و أنهى حكمهم الذي دام15 سنة (الكندي، ن.م، 183-184؛ ابنالأثير، 6/396-399؛ المقريزي، ن.ص) و بعد خروج الأندلسيين، لمتكف قبائل بني مدلج عن إثارة الفتن في الإسكندرية؛ فقد تمردوا ذات مرة في 216ه على عهد عيسىبن منصور (210-217ه/825-832م) على مصر، و مرة أخرى في 252ه، و سيطروا على الإسكندرية في الثورة الأخيرة لسنتين (الكندي، ن.ص، 191، 205-206؛ المقريزي، ن.ص، 1/173-174).
و في عهد أحمدبنطولون (254-270ه/ 868-883م) لمصر أخذت الإسكندرية تزدهر رغم بعض الاضطرابات الداخلية. فقد طور ابن طولون صناعة السفن فيها، و قام بترميم منارتها، ومدّ سوراً جديداً حول المدينة و أعاد بناء خليجها (المقريزي، ن.ص، 1/157، 171؛ سالم، 159).
و بعد انقراضالدولة الطولونية 292ه/905م ثار محمد بن الخليج (الخلنجي، أو الخليجي) الذي كان من أعقابها في مصر، واستولى على الإسكندرية بعد الفسطاط و العريش و فرما. وأرسل الخليفة المكتفي (حك 289-295ه( جيشاً من العراق، و في 293ه أخرج الإسكندرية من سيطرة ابن الخليج (الطبري، 10/ 119، 128-129؛ الكندي، الولاة، 259-261؛ ابنتغري بردي، 3/147-152). و بعد هذه الحادثة بحوالي 10 سنوات احتل جنود عبيدالله المهدي الخليفة الفاطمي في أفريقية، الإسكندرية في محرم302. ولكن العباسيين أخرجوهم بعد فترة وكان ذلك أول هجوم للفاطميين على الإسكندرية (الكندي، ن.ص، 269-270؛ ابنتغـري بردي، 3/172-173). وكان هجومهم الآخر فـي 306ه (أو 307ه) حيث استولوا على الإسكندرية و سيطروا عليها لمدة تقرب من سنتين، حتى أخرجهم جند المقتدر بالله في محرم 309 من الإسكندرية وارتكبوا المجازر الجماعية بحق أنصار الفاطميين (الكندي، ن.م، 276- 278؛ المقريزي، اتعاظ ...، 1/71؛ ابنتغري بردي، 3/196). ومنذ هذه الفترة و خاصة في عهد الإخشيديين(حك 323-358ه/935-969م) تعرضت الإسكندرية و مدن مصر الأخرى لمرات عديدة لهجوم الفاطميين؛ حتى أرسل الخليفة الفاطمي المعزلدين الله في أوائل 358ه جيشاً من القيروان بقيادة أبي الحسن جوهر. و قد استولى على الفسطاط و الإسكندرية و مدن مصر الأخرى و بذلك وقعت مصر بيد الفاطميين (ظ: ابنالأثير، 8/590؛ المقريزي، الخطط، 1/174؛ ابنتغري بردي، 4/ 28-32).
و في عصر الفاطميين ثار العبيد الذينكانت تدعمهم أم المستنصر (حك 427-487ه/1036-1094م)، في الإسكندرية في 459ه و أمسكوا بزمام الأمور فيها. و قمع ناصرالدولة بن حمدان(459-465ه) ثورتهم و سيطر على الإسكندرية. ثم أسقط في 362ه اسم المستنصر منالخطبة و قرأ الخطبة باسم الخليفة العباسي القائم بأمر الله (ابنميسر، 17، 19-20؛ المقريزي، اتعاظ، 2/273-274، 302-309). و بعد مقتل ابن حمدان(465ه( من قبل أحد القادة الأتراك، بعث المستنصر أمير الجيوش بدر الجمالي إلى مصر. و قد استولى على الإسكندرية في 467ه و قتل المتمردين (ابنميسر، 22، 24؛ المقريزي، ن.م، 2/309، 314).
و في 477ه ثار مظفرالدولة ابن أمير الجيوشحاكم الإسكندرية على أبيه و استولى على المدينة: و استعاد أمير الجيوش الإسكندرية بعد شهر من محاصرتها (ابنميسر، 26؛ ابنتغري بردي، 5/ 119). و بعد وفاة المستنصر خلع وزيره الأفضل، ابنه و خليفته نزار، و أجلس مكانه ابنه الآخر أحمد ولقبه بالمستعلي بالله. هرب نزار إلى الإسكندرية و أخذ البيعة من الناس بمساعدة قاضي المدينة و واليها. سار الأفضل في محرم 488 نحو الإسكندرية مع جيش و استولى على المدينة بعد هجمات متتالية (ابن ميسر، 34-37).
و في 562ه/1167م كلف الملك العادل نورالدين محمود زنكي، أسدالدين شيركوه بالاستيلاء على مصر. احتل أسدالدين الإسكندرية و ولى عليها ابن أخيه صلاحالدين يوسف. و بعيد ذلك استعاد شاور بن مجير بمساعدة الصليبيين، الإسكندرية بعد 4 شهور من المحاصرة (أبوشامة، 1(2)/ 428؛ ابن واصل، 1/151-152؛ المقريزي، ن.ص، 3/282-286).
و في 569ه، أي بعد سنتين من إقامة الدولة الأيوبية في مصر، حاصر أسطول وليام الثاني حاكم صقلية، الإسكندرية بدعم من الإسماعيليين و الفاطميين، و لكن أهاليها تصدوا لهجامته العديدة بمساعدة صلاحالدين الأيوبي (م.ن، السلوك، 1(1)/55-57). ومنذ ذلك الحين و حتى أواخر حكم الأيوبيين لمتقع حادثة مهمة في الإسكندرية سوى ثورتين داخليتين (في 581ه/1185م و608ه/1211م)؛ و لكنشيوع مرض الوباء في 596 و597 قضى على كثير من أهاليها و شرد كثيراً آخرين منهم(ن.م، 1(1)/90، 132-133، 175؛ ابن تغري بردي، 6/173-174).
و في عصر المماليك، كان الملك الظاهر ركنالدين بيبرس(حك 658-676ه/1260-1277م) يهتم بالإسكندرية أكثر من السلاطين الآخرين. فقد سافر عدة مرات إليها و أعاد بناء سورها ومنارتها في 659و673ه على الترتيب (ظ: ابن شداد، 105؛ المقريزي، الخطط، 1/446، 616). جهز أسطولاً حربياً للدفاع عن سواحل مصر و الشام أمام الصليبيين (ابنتغري بردي، 7/154-155). و قام من بعده الملك الناصر محمد بن قلاوون بإصلاحات في الإسكندرية. فقد شق قناة كبيرة تعرف بخليج الناصري في 710ه بين الإسكندرية و نهر النيل كان لها دورمهم في إعمار الإسكندرية (م.ن، 9/ 218).
و من الحوادث المهمة في عصر المماليك، هجمات القبرصيين العديدة على الإسكندرية خلال سنة 767ه/1366م و حوالي 830ه/1427م، حيث تكبدت على إثرها المدينة و أهاليها خسائر كثيرة (م.ن، 11/ 29؛ أيضاً ظ: عاشور، 219-222، 238؛ سالم، 321-349، 390). و منذ ذلك الحين أخذت الإسكندرية تضمحل، فكان السلاطين المماليك يستخدمونها كمنفى لمعارضيهم (ظ: ابنالصيرفي، 81، 106، 112، 170؛ ابن أياس، 3/31).
و في أواخر سيطرة العثمانيين على مصر، كانت الإسكندرية ميناء يضم حوالي 8 آلاف نسمة (يانغ، 27). و لكن ازدهارها التجاري أخذ يقل يوماً بعد آخر، فانخفض عدد سكانها نتيجة لذلك بسبب قلة اهتمام العثمانيين بها، و امتلاء القناة التي كانت تربط الإسكندرية بالنيل و التي كانت تعتبر الشريان الاقتصادي للمدينة، بحيث أن عدد سكانها لميكن في 1204ه/1790م يتجاوز 5 آلاف نسمة (سالم، 416؛ بريتانيكا، 1986م، XIII/252؛ البستاني، 13/210).
و في 1213ه/ 1798م احتل نابليون بونابرت الإسكندرية وذهب منها إلى القاهرة و استولى على جميع أرجاء مصر (يانغ، 28؛ الإسكندري، تاريخ مصر من الفتح ...،92-93؛ عمر، 99-107؛ صبري، 24-25). و في 1216ه/1801م غادر الفرنسيون الإسكندرية و أمسك العثمانيون مرة أخرى، بزمام الأمور في مصر بمساعدة بريطانيا (يانغ، 55-56؛ الإسكندري، ن.م، 107). ولكن الإسكندرية لمتزدهر مرة أخرى، إلا عندما نصب محمد علي باشا في 1220ه/1805م نائباً للسلطنة في مصر. فقد عمد بعد منح الاستقلال لمصر إلى إصلاحات واسعة في جميع المدن؛ و من جملة ذلك أنه أعاد بناء سور الإسكندرية في 1226ه/1811م وطوّر في 1245ه/1829م صناعة السفن فيها بمساعدة الأوروبيين و أنشأ أرصفة و مخازن أسلحة و معامل فيها (صبري، 47-48؛ بريتانيكا، 1978م، ماكرو، I/480)؛ و في السنوات 1233-1235ه/ 1818-1820م شق قناة المحمودية بهدف ربط الإسكندرية بمياه النيل، حيث كان لها تأثير كبير في عمران المدينة؛ و إحياء الأراضي البائرة ونقل البضائع. و منأعماله و إصلاحاته الأخرى، مد خطوط التلغراف بين القاهرة و الإسكندرية (في 1241ه/1826م) (صبري، 50، 57؛ الإسكندري، ن.م، 150-151 بريتانيكا، ن.ص؛ GSE,I/240). و منذ هذا التاريخ بدأت الإسكندرية بالازدهار و بلغ عدد سكانها من12 ألف نسمة في 1244ه/1828م إلى233 ألف نسمة في 1299ه/1882م، و مما صعد من وتيرة تطور الإسكندريـة شروع سكة حديد القاهـرة ـ الإسكندرية عملها في 1272ه/1856م، و الارتفاع السريع لسعر القطن في 1276ه/1860م و فتح قناة السويس في 1286ه/ 1869م (GSE، بريتانيكا، ن.صص).
و خلال ثورة أحمد عرابي باشا المعروفة في 1299ه/1882م امتد نطاق الاضطرابات إلى الإسكندرية أيضاً، و بعد أن احتلت القوات البريطانية الإسكندرية و القاهرة، خضعت مصر كلها لاحتلالهم. و مع ذلك استمرت الإسكندرية في تطورها وحافظت على مكانتها الممتازة كعاصمة ثانية لمصر و أدت دوراً هاماً في ثورة 1919م، حيث نالت مصر استقلالها (الإسكندري، ن.م، 272-277؛ عمر، 332-337، 426؛ صبري، 213-214؛ GSE، ن.ص).
و على إثر الهجوم الثلاثي لبريطانيا و فرنسا و إسرائيل على الإسكندرية (في 1956م) لمتكن الأوضاع مناسبة لإقامة الأجانب في هذه المدينة، فقد أخرج الكثير منهم من المدينة بعد مصادرة أموالهم و تأميمها بعد تأميم قناة السويس في أوائل سنة 1960م، و أصبحت الإسكندرية مصرية تماماً و تابعة للقاهرة. و قد نالت الإسكندرية نصيبها كاملاً من برنامج تحويل مصر إلى بلد صناعي في عهد جمال عبدالناصر و خاصة في مجال الصناعات والمنتجات الغذائية؛ و لكنها تحملت أضراراً كبيرة بسبب هزيمة مصر في حرب6 حزيران1967 التي استمرت6 أيام، و إغلاق قناة السويس الذي أدى إلى تغيير طريق الملاحة (بريتانيكا، ن.ص).
ابنالأثير، الكامل؛ ابنأياس، محمد، بدائعالزهور، تق : محمد مصطفى، القاهرة، 1402-1404ه/1982-1984م؛ ابنبطوطة، رحلة، تق : طلالحرب، بيروت، 1407ه/1987م؛ ابنتغري بردي، النجوم؛ ابنحوقل، محمد، صورة الأرض، بيروت، 1979م؛ ابنخرداذبه، عبيدالله، المسالك و الممالك، تق : ديخويه، ليدن، 1899م؛ ابندقماق، إبراهيم، الانتصار لواسطة عقدالأمصار، بيروت، 1310ه/1893م؛ ابنرسته، أحمـد، الأعلاقالنفيسة، بيـروت، 1988م؛ ابـنشداد، محمـد، تاريخالملك الظاهر، تق : أحمد حطيط، فيسبادن، 1403/1983م؛ ابنالصيرفي، علي، إنباء الهصر بأبناء العصر، تق : حسنحبشي، القاهرة، 1970م؛ ابنعبدالحكم، عبدالرحمان، فتوح مصر وأخبارهـا، بغـداد، 1920م؛ ابـنالعبـري، غـريغوريـوس، تاريـخمختصـر الــدول، تق : أنطـوان صالحانـي، بيـروت، 1403ه/1983م؛ ابـنميسّر، محمد، أخبار مصـر، تق : هانري ماسيه، القاهرة، 1919م؛ ابنواصل، محمد، مفرجالكروب في أخبار بني أيوب، تق : جمالالدينالشيال، القاهرة، 1953م؛ أبوشامة، عبدالرحمان، كتابالروضتين في أخبار الدولتين، تق : أبوالسعود أفندي، القاهرة، 1287ه؛ أبوعبيدالبكري، المسالك و الممالك، تونس، 1992م؛ الإسكندري، عمر و سفدچ، تاريخمصر إلىالفتح العثماني، القاهرة، 1410ه/1990م؛ م.ن و سليمحسن، تاريخ مصر من الفتح العثماني، القاهرة، 1410ه/1990م؛ أليري، دليسي، انتقالعلوميوناني بهعالم إسلامـي، تج : أحمد آرام، طهـران، 1342ش؛ بتلـر، آلفـرد ج.، فتـحالعربلمصـر، تج : محمـد فريد أبوحديد بك، القاهرة، 1410ه/1990م؛ برنال، جان، علم در تاريخ، تج : ح. أسد پورپيرانفر، طهران، 1354ش؛ البستاني؛ البلاذري، أحمد، فتوحالبلدان، تق : عبدالله أنيسالطباع، بيروت، 1987م؛ البلدي، نجيب، تمهيد لتاريخ مدرسة الإسكندريــة و فلسفتهـا، القاهـرة، 1962م؛ الثعالبـي، عبدالملك، ثمـار القلـوب، تق : محمـد أبــوالفضـل إبـراهيـم، القاهـرة، 1985م؛ خليفــة بـنالخياط، تـاريـخ، تق : سهيل زكار، دمشق، 1387ه/1967م؛ الدمشقي، محمد، نخبة الدهر، لايبزك، 1923م؛ رنان، كالين، تاريخ علم كمبريج، تج : حسنأفشار، طهران، 1366ش؛ زيدان، جرجي، تاريخ مصر الحديث، القاهرة، 1411ه/1991م؛ سالم،عبدالعزيز، تاريخ الإسكندرية و حضارتها في العصر الإسلامي، القاهرة، 1969م؛ صبري، محمد، تاريخ مصر منمحمد علي إلىالعصر الحديث، القاهرة، 1411ه/1991م؛ صفة المغرب و أرضالسودان و مصر و الأندلس، مستقىً مننزهة المشتاق للإدريسي، ليدن، 1968م؛ الطبري، تاريخ؛ عاشور، سعيد عبدالفتاح، مصر و الشامفي عصر الأيوبيين و المماليك، بيروت، 1972م؛ العبادي، مصطفى، الإمبراطورية الرومانية، بيروت، 1981م؛ م.ن، العصر الهلينستي، بيروت، 1981م؛ علي، عبداللطيفأحمد، التاريخالروماني، بيروت، 1973م؛ عمر، عمرعبدالعزيز، دراسات في تاريخ العرب الحديث و المعاصر، بيروت، 1980م؛ عمران، محمود سعيد، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية، بيروت، 1981م؛ عمون، إسكندر، تاريخ مصر، القاهرة، 1341ه/1923م؛ العيونو الحدائق، بغداد، مكتبة المثنى؛ غيبون، إدوارد، انحطاط وسقوط إمپراطوري روم، تج : أبوالقاسمطاهري، طهران، 1347ش؛ قدامة ابنجعفر، الخراج و صناعة الكتابة، تق : محمد حسين الزبيدي، بغداد، 1979م؛ القزويني، زكريا، آثار البلاد و أخبار العباد، بيروت، 1404ه/1984م؛ القلقشندي، أحمد، صبحالأعشى، القاهرة، 1383ه/ 1963م؛ م.ن، مآثر الإناقه، بيروت، عالمالكتب؛ الكندي، عمر، فضائلمصر، تق : إبراهيمأحمد عدوي و علي محمدعمر، القاهرة، 1391ه/1971م؛ م.ن، الولاة والقضاة، تق : روفنجست، بيروت، 1909م؛ المسعودي، علي، أخبارالزمان، بيروت، 1966م؛ م.ن، التنبيهوالإشراف، تق : ديخويه، ليدن، 1893م؛ المقريزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تق : جمالالدينالشيال، القاهرة، 1387ه/1967م؛ م.ن، الخطط، بيروت، دارصادر؛ م.ن، السلوك، تق : محمد مصطفىزيادة، القاهرة، 1376ه/1956م؛ ناصرخسرو، سفرنامه، تق : محمد دبيرسياقي، طهران، 1354ش؛ الهروي، علي، الإشاراتإلىمعرفة الزيارات، دمشق، 1953م؛ هفتكشور يا صور الأقاليم، تق : منوچهرستوده، طهران، 1353ش؛ اليازجي، إبراهيم، «مدرسة الإسكندرية»، الضياء، القاهرة، 1899-1900م، س2؛ ياقوت، البلدان؛ يانغ، جورج، تاريخمصر منعهد المماليك إلىنهاية حكم إسماعيل، تج : أحمد شكري، القاهرة، 1410ه/1990م؛ و أيضاً:
Americana ; Arrian, Anabasis of Alexander, tr. P. A. Brunt, London, 1976; Britannica, 1978; ibid, 1986; Britannica Book of the Year (1988); Chambers’s Encyclopedia, London, 1968; Collier's Encyclopedia, New York; EI2; The Encyclopedia of philosophy, New York/London, 1972; GSE; Judaica ; Der Kleine Pauly, Stuttgat, 1984; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1949; Tarn, W. W., Alexander the Great, Boston, 1956.
عنايت الله فاتحي نژاد/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode