إسکندرنامه
cgietitle
1442/9/16 ۰۹:۰۰:۳۱
https://cgie.org.ir/ar/article/236161
1446/9/4 ۱۰:۱۵:۰۵
نشرت
7
إسْكَنْدَرْنامَه، عنوان مجموعات منثورة، أو منظومة يدور موضوعها الرئيس، أوتتمحور مواضيعها حول الإسكندر (ن.ع) المقدوني. وبا لطبع فإن هناك أيضاً آثاراً منظومة، أومنثورة بعنوان «إسكندرنامه» لايرتبط موضوعها أصلاً بالإسكندر المقدوني، او أن ارتباطه به ضعيف. و قد سمى بعض الشعراء آثارهم «إسكندرنامه» بسبب شهرة الإسكندر كملك فاتح ومنتصر، أو حاكم حكيم ذي اتجاه فلسفي على مايبدو، و ذلك لكي يوحي هذا العنوان بهذه الصفات.
و رغم أن الإسكندر شخصية تاريخية، و لكن المبالغات التي نسجت حوله منذ عصره بلغت حداً بحيث تحول إلى كائن شبه أسطوري. و قد أضاف كتّاب سيرة الإسكندر إلى هذه المبالغات حتى أن البعض منهم بلغ حداً من نسج الخيال حول هذا الشاب المقدوني و خلق الأساطير العجيبة و الغريبة بحيث جعلوا منه كائناً أسطورياً. قضى الإسكندر القسم الأكبر من عهد حكمه خارح مسقط رأسه مقدونية في الحرب و القتال، و عندما سلك سبيل العودة إلى وطنه بعد حوالي 10 سنوات توفي في بابل. و قد حاك بعـض مـن قـواده و الملازميـن لـه ــ على مايبدو بسبب حبهم وتعصبهـم لهـذا الشـاب الخارقللعـادة و الذي لايقر لـه قـرار ــ القصص عن أقواله و سلوكه و مزجوا تاريخ حياته بالأساطير (فرنكل، 311). وقد كان كليستنس من أقارب أرسطو أحد ملازمي الإسكندر في هـذه الحمـلات، حـيـث دون مشـاهـداتــه ــ ربمـا مع بعض الإضافـاتــ و لميتبق شيء مما كتبه حول الإسكندر، و لكن أحد اليونانيين المقيمين في مصر، أو ربما أحد المصريين العارفين باليونانية جمع في تاريخ يتراوح بين 200 ق.م و 200-300م (ظ: إسكندرنامه، 167,1)، الروايات و الأساطير التي كانت متداولة على الألسنة حول الإسكندر، و يبدو أنه أضاف إليها معلومات مبالغاً فيها ليؤلفها كلها تحت عنوان شرح حياة الإسكندر و ينسبها إلى كليستنس مؤرخ الإسكندر. و قد أصبحت هذه القصة المنسوبة إلى كليستنس منذ البداية و حتى قرون تلت ذلك مصدر العشرات من القصص حول الإسكندر بين الشعوب المختلفة وبلغات شتى. وتعد قصة حياة الإسكندر من المؤلفات القلائل التي أقبلت عليها الشعوب و الأمم المختلفة إلى هذا الحد. و كل أمة اقتبست هذه القصة المثيرة مزجتها بعناصرها الثقافية ومعتقداتها المحلية و الدينية، و أضافت إليها بعض الإضافات.
و تعد الترجمة السريانية القديمة من الترجمات المهمة لقصة الإسكندر ومن المحتمل أنها تمت في أواخر القرن 7 أو 8م استناداً إلى النص البهلوي لهذه القصه (ظ: فرنكل، 313، نقلاً عن نولدكه). أنجزت الترجمة البهلوية لهذه القصة في نهاية العصر الساساني، أي في أوائل القرن 7م و لكن أي أثر لميتبق منها، إلا أنه توجد ترجمتها السريانية التي تمت على مايبدو على يد رجل نسطوري، وقد ترجم باج هذه الترجمة إلى الإنجليزية (باج، مقدمة، 14). نفـذت الروايـة السريانية لقصـة الإسكنـدر إلى العربية بعد فتـرة و امتزجت مع قصة ذي القرنين و أضيف إليها حشد من الموضوعات الجديدة و اكتسبت في الكثير من المواضع الطابع الإسلامي (م.ن، مقدمة، 22؛ صفا، «ملاحظات...»، 471، حماسة سرائي ...، 90؛ بهار، 2/ 129؛ محجوب، «القصص...»، 735).
ترجمت قصة الإسكندر من العربية إلى الفارسية لأول مرة في أواخر القرن 4ه/10م و عرفت بـ «أخبار الإسكندر» على حد قول مؤلف مجمل التواريخ (ص 506؛ أيضاً ظ: صفا، «قصة...»، 15). وقد أصبحت هذه الترجمة المنثورة أساس و مادة جميع سِيَر الإسكندر المنثورة و المنظومة تقريباً و يعود أقدمها على مايرى بهار إلى فترة بين النصف الثاني من القرن 5 و النصف الأول من القرن 6ه (2/129، 132)، فيما يرى مجتبى مينوي أنها تعود إلى مابعد 600ه/1204م (ظ: أفشار، «حديث...»، 285، ها 7). و أخيراً يرى إيرج أفشار أنها تعود بالتأكيد إلى مابعد 421ه و قبل نهاية القرن 8ه (ن.م، 285، مقدمة، 23). و بما أن بعض الصفحات سقطت من بداية هذه الترجمة و ربما من نهايتها أيضاً، فإننا لانعرف اسم المؤلف و سنة تأليف الكتاب، و لكن لأن الحديث دار فيها عن السلطان محمود الغزنوي تحت عنوان «الأميرالماضي»، فإن بالإمكان أن نخمن أن تاريخ تأليفه يجب أن يكون بعد فترة من موت هذا السلطان (421ه/1030م) (ن.صص).
تعد موضوعات الكتاب التي كتبت بنثر فصيح و بديع (صفا، حماسه سرائي، ن.ص)، مزيجاً من الحقائق التاريخية و بعض الروايات السريانية و الأساطير الإيرانية (م.ن، «قصة»، ن.ص) ويلاحظ فيها أيضاً ملامح من العناصر التاريخية الإسلامية. إن هذه السيرة التي تعرف بين الباحثين الإيرانيين بـ إسكندرنامۀ قديم لاتتمتع بقيمة قصصية كبيرة، و لكنها ذات قيمة كبيرة من الناحية الأدبية (محجوب، «القصص»، 741، «إسكندرنامه»، 452، 457). وفيما إذا كان تاريخ تأليف هذه السيرة للإسكندر بعد عهد محمود، فإن من المؤكـد أنـه كـان يوجـد سابقـاً تحريـر، أو تحريـرات أخــرى بالعربيـة، أو الفارسية (صفـا، «مـلاحظـات»، 470)، استند إليها حكيم طوس في تصنيف قصة الإسكندر في الشاهنامه. وبالطبع فإن بهار يرى أن إسكندرنامه للفردوسي هي على التحقيق غير هذا الكتاب، وهي من المصادر الأخرى (2/120). وفي القرن 6ه/12م، أنهى أبوطاهر محمد بنالحسن الطرسوسي (أو الطرطوسي) كتابه داراب نامه باقتباس من تاريخ حياة الإسكندر (EI2,IV/63). و يختلف تقريره اختلافات ملفتة للنظر عن القصة المنسوبة إلى كليستنس ( إسكندرنامه، 181). فنحن نقرأ في أثر الطرطوسي مثلاً أن ابنة «داراي دارايان» (داريوس الأول) هبت لمحاربة عمها الإسكندر انتقاماً لأبيها و تشله لفترة طويلة، وفـي نهاية المطاف نراها تقبل التزوج منـه (محجـوب، ن.م، 448).
اكتسبت قصة الإسكندر بين الناطقين بالفارسية طابعاً إيرانياً وأضيفت إليها إضافات أكثر، حتى تحولت في عهد الصفويين إلى كتاب مفصل للغاية (م.ن، «القصص»، 829 و مابعدها). يتلاءم أول فصل من هذا الكتاب الذي عرف باسم إسكندرنامۀ هفت جلدي ويتميز بـ نثر سهل و سلس (بهار، 3/260)، إلى حدما مع روايات الشاهنامه للفردوسي و إسكندرنامه لنظامي، مادامت ترتبط بالاستيلاء على إيران و مقتل دارا الكياني، و لكن القصة تكتسب بعد ذلك طابع الأسطورة كاملاً، و تعكف على سرد أعمال الشطار و السحرة و خوارق العادات و المعجزات العجيبة و الغريبة في أماكن خيالية (محجوب، ن.م، 742؛ ظ: إسكندرنامۀ هفت جلدي، مخ ). و تطالعنا في هذه القصة المفصلة أسماء عديدة مثل «مهتر نسيم عيار» و شداد و غير ذلك، لايمكن أن تكون لها سابقة في أصل القصة، بل و حتى في إسكندرنامه القديمة. و في هذه السيرة التي ذكر راويها في غالبية فهارس الكتب باسم مولانا منوچهرخان الحكيم (منزوي، 5/3656؛ ستوري، 2/ 749)، اعتبر الإسكندر وذوالقرنين شخصية واحدة و نحن نرى الإسكندر ذا القرنين في هذا الكتاب «بطلاً لامثيل له و مبارزاً يصرع الرجال وفتى مضحياً ونبياً حسن السيرة بشّر به الأنبياء السابقون، و كلف بإزالة الكفر من العالم و نشر و إعلاء كلمة الحق و دين الإسلام» (محجوب، ن.م، 735).
و مع كل ذلك، فإن قصة الإسكندر تركت أكبر الأثر في الشعر الفارسي. و من البديهي أن القيمة الأدبية لسير الإسكندر المنظومة لايمكن مقارنتها مع المنثورة. و قد وصلنا أول انعكاس لهذه القصة في الأدب الفارسي المنظوم متمثلاً في رواية ولادة الإسكندر، و حربه مع دارا ملك إيران، و حكمه الذي دام 14 سنة في الشاهنامه، حيث تشكل 300 ,2 بيت من هذه المنظومة. وقد جـاء حوالـي 460 بيتـاً من هـذه الأبيـات ــ تتعلق بالأحداث بين داراب و فيلفوس الرومي والد الإسكندر، و زواج ملك إيران من ناهيـد ابنة فيلفوس، و حـروب الإسكنـدر مع الإيرانييـن ــ خلال الحديث عن حكم داراب و ابنه، فيما ترتبط الأبيات المتبقية بالحديث عن حكم الإسكندر، و تدل القرائن على أن الفردوسي لميأخذ قصة الإسكندر من الشاهنامه لأبي منصوري على الأرجح، بل من سير الإسكندر العربية التي كانت قد ترجمت إلى الفارسية قبل الفردوسي بمدة طويلة. و وجود كلمات و عبارات عربية كثيرة نسبياً في هذا الفصل مثل الصوفي و الصافي و الله أكبر ومحب الصليب و الصور و بخ بخ، و البيت الحرام و غيرها يمكن أن يكون دليلاً على هذا الادعاء. و الدليل الآخر هو أن الإسكندر لميكن في نظر الإيرانيين في العصر الساساني سوى طاغية من زمرة الضحاك و أفراسياب (ظ: ن.د، الإسكندر)، و لذلك فإن من المفترض أن لايذكر في مؤلفات ذلك العصر مشفوعاً بالمدح ولذلك، فإن من المفترض أن لاتكون هناك أعمال خارقة و أقوال حكيمة قد نسبت إلى الإسكندر في الشاهنامه لأبي منصوري التي تم تأليفها هي الأخرى على أساس تلك المؤلفات نفسها، و التي جاءت في قصة حكم الإسكندر في الشاهنامه؛ و رغم أن الفردوسي يستخدم في جميع أرجاء روايته لأحوال الإسكندر عبارات تقبّح هذا الشاب الجسور ذا النزعة التوسعية، ولكن عبارات المدح و الإطراء تفوق بشكل عام التقبيحات. و على أي حال، فإن أستاذ طوس و من أجل المحافظة على تماسك التاريخ الإيراني القديم ــ وردم الفجوة بين سقوط الكيانيين و ظهور الأشكانيين ــ لابد و أن يكون قد فضل أن ينظم ماكان شائعاً بين الإيرانيين بصورة مكتوبة، على أن يقلل قدر الإمكان من عبء المبالغات و الأقاويل البعيدة عن العقل و المبالغ فيها في القصة وأن يسكت عند الأجزاء غير المرغوب فيها كما صرح بذلك نظامي نفسه في بداية شرف نامه (ص 50). و الإسكندر في الشاهنامه من سلالة الكيانيين (أي ابن داراب و الأخ الأكبر لدارا آخر ملوك الكيانيين)، و هو رجل حسن السيرة، و محب للخير، ورحيم و هو لايدبر مؤامرة ضد دارا وحسب، بل يبكيه عند موته و يعاقب قاتليه. ونرى الإسكندر يتوجه إلى الكعبة ماشياً قبل 9 قرون من الإسلام، و يذهب إلى مقام إسماعيل و يرفع منزلة ذرية الإسماعيليين الذين كانوا قد تعرضوا للظلم (7/1846، 1848)، ويقسم بدين المسيح (7/1860)، و يناظر الحكماء البراهمة (7/1872-1873)، و يذهب إلى بلاد الحبش عن طريق بحر الشرق و يرى عجائب كثيرة (7/1875-1876). و هناك يبلغه نبأ سرّ عين ماء الحيوان و يستمر باحثاً عنها (7/1887) و يصادف في الطريق مدينة تنبؤه فيها على مايبدو شجرة أن عهد سلطنته عندما تبلغ 14 سنة فإن عليه أن يودع الدنيا. فيحزن الإسكندر لسماع هذا الخبر ويتوجه في نفس اليوم إلى بابل حزيناً و سرعان مايتوفى فيها. وينقل جثمانه إلى «إسكندري» و يدفن فيها (7/ 1908-1910، 1915).
و كما هو أسلوب أستاذ طوس في الفصول الأخرى من الشاهنامه فإنه يعمد في قصة الإسكندر أيضاً و في الفرص المناسبة إلى بيان أفكار حكمية. و تعد الملاحظات الإرشادية التي يقدمها عند الحديث عن مرض الإسكندر و موته و ذكر أحاديث المفجوعين به في نهاية قصة الإسكندر، من أكثر الأقوال الباعثة للاعتبار لأديب طوس تأثيراً. ومع كل ذلك، فإن الفردوسي لايسلك أبداً سبيل الإفراط في هذه المواضيع الحكمية والتأملات الشخصية المضافة إلى القصة ولايسيء بذلك إلى البنية الروائية ـ الملحمية للقصة.
و يعد نظامي الگنجوي (535-619ه/1141-1222م)، الشاعر الثاني الذي نظم قصة الإسكندر شعراً. و يبدو أنه نظم لأول مرة قصيدة مستقلة من القصص الشائعة حول الإسكندر، و قد تحول عمله هذا إلى سنّة سار على منوالها عدد من الشعراء الفرس والأتراك. لقد كانت إسكندرنامه لنظامي آخر محاولات الشاعر للبحث عن مدينة فاضلة نقلته إلى العالم القديم و قد كانت هذه المدينة الفاضلة قائمة على المساواة و الحرية و الأخوة (زرينكوب، پيرگنجه ...، 169). قسم أستاد گنجه سيرته حول الإسكندر إلى قسمين هما «شرف نامه» (800,6 بيت) و «إقبال نامه» (780 ,3 بيتاً). و يبدو لنا الإسكندر في شرفنامه فاتحاً كبيراً و جشعاً وطموحاً يجوب أقصى نقاط العالم آنذاك ويستولي على مناطق واسعة. و لايختلف مضمون شرفنامه عن ذلك الذي أدرجه حكيم طوس في قصته عن الإسكندر،.إلا أن نظامي ــ كما يقول هو نفسه في هذا الكتاب ــ لميكرر ما قاله أستاذ طوس حول الإسكندر، بل سعى لأن يجدد و يبتكر بعيداً عن التقليد و أن ينظم ما سكت عنده الفردوسي خاصة (ص 50). و مع كل ذلك، فقد اختار نظامي بين الروايات المختلفة تلك التي بدت له معقولة، موافقة للعقل و جذابة للقراء (ص 69، 74، 75). إن عدم التزام نظامي برعاية الترتيب التاريخي في أسفار الإسكندر في شرفنامه، أتاح له أن يوسع من مساحة تحركه أكثر بمرات مما نراه في التاريخ، فيجعل منه ذا القرنين، و يقدمه أحياناً كبطل الدفاع عن الدين الإلٰهي بمظهر غازٍ في عصره مثل نورالدين زنكي و صلاحالدين الأيوبي، و بذلك فقد عكس شيئاً من أحداث عصره (زرينكوب، ن.م، 175).
و يبدو لنا الإسكندر في إقبالنامه التي تدعى أحياناً خردنامه، في هيئة فيلسوف حاكم و حكيم عاقل، ثم في صورة نبي راع للدين (ظ: زرينكوب، ن.م، 170). و في الحقيقة، و كما يقول نظامي نفسه في شرفنامه، فقد صور لنا القائد المقدوني في ثلاث صور، ذلك لأن البعض وصفوه بأنه «صاحب سرير ولاية ستان»، (= صاحب السرير و الفاتح)، و عده البعض الآخر حكيماً، و اعتبره بعض آخر نبياً (ص 54-55). و يصبح الإسكندر وذوالقرنين شخصاً واحداً في إقبالنامه (ص 44). و تتضمن إقبالنامه في الغالب الموعظة و الحكمة، و ميداناً لبيان أفكار الشاعر الفلسفية والحكمية. إن إسكندرنامه و خاصة فصلها الثاني تتفوق على مثنويات نظامي الأخرى من حيث الاشتمال على الأفكار العميقة والمعاني السامية، و المواعظ و الإرشادات الأخلاقية و الآراء العلمية و الفلسفية حول خلق العالم و خاصة الحكمة اليونانية (ريمكا، 82)، ذلك لأنه كان عند نظم هذه المنظومة الأخيرة يمر بسنوات النضج و الكمال، و لذلك لميكن من باب الصدفة أن تعرف إقبال نامه باسم خردنامه أيضاً؛ و لكن غزارة الموضوعات الفلسفية و غير القصصية في إسكندرنامه قللت من جهة أخرى من قيمتها القصصية الملحمية. و رغم أن أستاذ گنجة ادعى أنه تجنب مايبدو مبالغاً فيه، و أنه استند إلى الكتب البهلوية والنصرانية واليهودية لجمع القصة (شرفنامه، 69) فإننا نلاحظ مع ذلك أن الجوانب الأسطورية و غير التاريخية في إسكندرنامه تفوق الشاهنامه.
فالفردوسي و خلافاً لنظامي، لايقول بدرجة النبوة للإسكندر، كما لانجد في ملحمته خوارق العادات التي نسبت في منظومة أديب گنجة إلى هذه الشخصية المثيرة للجدل. إن تضمين إسكندرنامه هذه الأساطير و المعلومات غير التاريخية من جهة، ونزعة نظامي إلى التصوير و التفصيل من جهة أخرى، أديا إلى أن تربو منظومته المثنوية على 5 أضعاف قصة الإسكندر في الشاهنامه تقريباً، و لاشك في أن من عوامل اتساع إسكندرنامه لنظامي، بيان حشد من المسائل الفلسفية المعقدة على لسان حكماء اليونان و الهند. فقد جمع شاعر گنجة في بلاط الإسكندر و دون التفات إلى توالي الأحداث التاريخية فلاسفة مثل سقراط وأفلاطون و أرسطو و بليناس و فرفوريوس و هرمس الذين كانوا يعيشون في الغالب في أزمنة مختلفة (ظ: إقبال نامه، 120-121). ويبدو أن معظم هذه الأقوال الحكيمة هي لنظامي نفسه أجراها على لسان الفلاسفة المذكورين. و من خصائص إسكندرنامه وجود «ساقينامهها» (= رسائل السقاة) في بداية قصص شرفنامه، وكذلك «مغنينامهها» (= رسائل المغنين) في إقبالنامه و يبدو أن ذلك من ابتكاراته هو نفسه (معيري، 221). و يرى محجوب أنه نظم هذه الفصول متبعاً لفخرالدين أسعد الجرجاني («ساقي نامه...»، 77، 79).
لقد بلغ ديوان خمسة لنظامي حداً من الانتشار بعده بحيث حذا الكثير من الشعراء حذوه في منظومات مشابهة؛ و من جملة ذلك القسم الخامس من إسكندرنامه التي حظيت باقبال واسع. وبالطبع، فإن أياً من شعراء المنظومات لميتناولوا القصة بالشرح والتفصيل كما فعل نظامي، بل كانوا في الغالب يختارون أجزاء منها وينظمونها شعراً. و قد نظمت مجموعة من الشعراء منظومات على منــوال إسكنـدرنـامــه لنظـامـي، ــ و لـكن موضـوعهـا ليس الإسكنـدرــ و من الواضح أنهم أخذوا نصب أعينهم و بشكل مباشر منظومة الشاعر الگنجوي، و استلهموا منه. و فيمايلي نذكر بعضاً من سِيَر الإسكندر:
1. آيينۀ إسكندري، في نفس وزن منظومة نظامي و قالبها، لأمير خسرو الدهلوي (651-725ه/1253-1325م) من الشعراء الناطقين بالفارسية في الهند. يبدو أنه أول من سار على خطى نظامي في التنظير، و يبدو أن الشاعر لميكن يقصد نظم قصة الإسكندر برمتها على التفصيل الذي جاء في الروايات الشائعة، بل بيان المواضيع الأخلاقية و الحكيمة. و بعبارة واحدة، فإن ما يرتبط من آيينه إسكندري بقصص الإسكندر مباشرة، أقل من المواضيع الأخرى. نظم الشاعر قبل الولوج في أصل القصة، أكثر من 600 بيت في الثناء على الله، و النبي الأعظم (ص)، و مدح الملك، ونصيحة أولاده، و موضوعات من هذا القبيل ثم قدم بعد ذلك مختارات من أحداث حياة الإسكندر مفهرسة (صص 44-47)، و حينئذ نظم بضع فقرات من هذا الفهرس بشكل تفصيلي. إن مايتطرق إليه أميرخسرو بشكل مفصل هو مواجهة الإسكندر للخاقان حاكم الصين، و قصة تعلقه بجارية صينية، و سفره إلى يأجوج و مأجوج، و بناء السد، و إطفاء معبد النار للزرادشتيين، ومعارضته لأفلاطون، و رحلته في البحر، و إكمال اختراع المرآة وبناء المنارة ذات المرايا بهدف مراقبة الملاحة البحرية (ص 156-157؛ قا: مجمل التواريخ، 494).
و يصرح أميرخسرو نفسه بأن ماقيل من قصة الإسكندر سابقاً، نظمه في غاية الإيجاز ــ كل قصة في بيت ــ و لكنه في المقابل يسرد بالتفصيل ماسكت عنه نظامي الواحد تلو الآخر لأنه يرى مامضمونه أن من القبيح تكرار ماقيل (ص 47، 48).
و نحن نرى الإسكندر في مثنوي أميرخسرو مكلفاً بإلهام من الغيب بإزالة عيوب الناس، و يقوِّم الظالمين بسيف الحجة، و يجبر الأشخاص الذين هم غير مستعدين لقبول دينه على دفع الجزية (ص 173)؛ ويعارض لفترة فلاسفة اليونان الذين يتزعمهم أفلاطون و يدعوهم إلى الدين الحنيف (ص 174) و عندما يرفضون يعلن عليهم حرباً شعواء (ص 177- 178). و بعد أن يسيطر الإسكندر على الربع المسكون، يتوجه لمشاهدة قعر البحر. وعندما لايتمخض استمداده من أرسطو و الحكماء الآخرين في هذا المجال عن نتيجة، يظهر له ملاك على هيئة شاب جميل، ويقدم نفسه على أنه الموكل على الماء و يستعد لأخذه إلى قعر البحر. ثم يضع الإسكندر في زجاجة و يغلق غطاءها. و بعد أن يشاهد الملك المقدوني عجائب البحر كالأسماك و الحيتان يخرج من البحر سالماً (ص 244، 257)؛ و قد كان سفره هذا آخر أسفاره. وعندما يشعر أن الرحيل قد أزف، يختار ابنه إسكندروس خليفة له (ص 270-273) ثم يرحل إلى العالم الآخر. و قد ضمّن أميرخسرو في طيات قصص منظومته تمثيلات عديدة من كتب المواعظ و سير الإسكندر الأخرى و كذلك من عنده. تنتهي منظومة آيين إسكندري ببيان موت الإسكندر و امتناع ابنه من قبول خلافته. و رغم أن هذه المنظومة لاتكتنفها من حيث اللغة والأسلوب الشعري تعقيدات إسكندرنامه لنظامي و إطناباتها، إلا أنها لاتبلغ مستواها أبداً في متانة البيان، و الأخيلة، و الإبداعات الفنية.يرى معين أن آيينۀ إسكندري تخلو من الفن تماماً و أن أساسها ضعيف (2/449). و مع كل ذلك، فإن بعض أجزاء هذه المنظومة لاتخلو من الفن و القوة. إن آيينه إسكندري ليست كتاباً أخلاقياً بحتاً مثل بوستان لسعدي، و ليست قصة غنائية مطلقة مثل خسرو و شيرين لنظامي، و ليست ملحمة حقيقية مثل الشاهنامه للفردوسي، بل هي مزيج أضعف نسبياً من تلك الثلاثة (لمعلومات أكثر، ظ: ن.د، آيينۀ إسكندري).
2. خرد نامۀ إسكندري، المثنوي السابع من هفت أورنك لعبدالرحمان الجامي (817 - 898ه/1414-1493م) نظمها الشاعر في أواخر عمره باسم السلطان حسين بايقرا في 2,400 بيت من البحر المتقارب المثمن. يبدأ جامي في هذا المثنوي بنظم قصة الإسكندر بعد مقدمة تشمل التوحيد و المناجاة، و مدح نبي الإسلام و معراجه، و الدعاء بحق الخواجه عبيدالله أحرار، و مدح السلطان حسين، و نصائح إلى ولده و تذكير نفسه، و يختمها بذكر وفاة الإسكندر، و رثاء الحكماء له، و قد كان هدف جامي في هذا المثنوي بيان الملاحظات الأخلاقية و الصوفية بشكل يفوق بمرات نظامي و أميرخسرو، و ليس مجرد نظم القصص كما يقول ماهو مضمونه أن تأليف كتب الحكمة أفضل من تأليف كتب الأساطير.
تشتحن خردنامه بالدروس الأخلاقية و الموضوعات الحكمية السامية، و على حد قول زرينكوب فإن منظومته ليست رسالة في الحرب، بل رسالة في الحكمة ( باكاروان ...،256). و استناداً إلى رواية الجامي، فعندما شعر فيلقوس بدنو أجله، أوكل تاجه وعرشه إلى ابنه الإسكندر و طلب من أرسطو أن يؤلف كتاباً في الحكمة للإسكندر، ففعل ذلك. و عندما جلس الإسكندر على العرش، طلب من حكماء عصره تأليف كتاب في الحكمة. و حينئذ يعمد الجامي إلى رواية كتب الحكمة لأرسطو و سقراط و بقراط وفيثاغورس و إسقولينوس و هرمس و يذكر لكل منها حكاية مناسبة و طريفة. ثم يقول: عندما ألفت كتب الحكمة، بدأ الإسكندر حملاته على الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب، وسيطر على الصين و بلاد الروس و الروم، و هزم جيش دارا، وأقام لفترة في الهند و خوارزم و أعمر مدناً كثيرة. و أسس سد يأجوج و جالس الخضر. و ينسب الجامي نقش العملات، و صناعة المرآة الحديدية (= مرآة الإسكندر) و مهنة الصياغة إلى الإسكندر. و يعد الفصل الثاني من خردنامه مجالاً لعرض الأفكار الصوفية و الملاحظات الأخلاقية و الفلسفية الدقيقة و تنبيه أهل الدنيا إلى زوالها و ترغيبهم في القناعة و الطاعة (أفشار، «خردنامه...»، 165- 168). أشعار خردنامه سهلة و سلسة و بعيدة عن التكلف و الأخيلة الشعرية الكثيرة. و رغم أن هذا المثنوي لايخلو من الأشعار الركيكة، إلا أنه شيّق، و لعلنا نستطيع أن نعتبر خردنامه أفضل تقليد شعري لمنظومة إسكندرنامه لنظامي. يمكننا أن نعرّف خردنامه على أنها بشكل عام منظومة تخلو من نواقص ونقاط ضعف آيينۀ إسكندري، و تكلفات و تعقيدات إسكندرنامه لنظامي.
3. سد سكندري، المثنوي الخامس من المثنويات الخمس لأميرعليشيرنوائي (844-906ه/1440-500م)، و قد ألف باللغة التركية الجغتائية على منوال إسكندرنامه لنظامي و موضوعها قصة الإسكندر. ذكر الجامي في ختام منظومته خردنامه المثنويات الخمس لأميرعليشير و أثنى عليها (حكمت، 202). يرى ريو أن تاريخ تصنيف سد سكندري لايمكن أن يكون متأخراً عن 890ه/1485م (ص 292). و على حد تعبير ليديا يغانيانس فإن «سد سكندري هو منظومة في التدابير السياسية» (ص 45).
4. إسكندرنامـه، أو ظفرنامـه، لأبي علـي الحسين بـنالمراغي (تـ 854ه/1450م)، الـمتـخـلـص بـاسـم أشـرف، و الـمـعـروف بـ «درويش أشرف»، من الشعراء المكثرين في القرن 9ه، وكان معاصراً لبايسنقر و ابنه السلطان محمد، و قد نظم منظومته على غرار إسكندرنامه لنظامي و على وزنها. و لميذكر تربيت (ص 147-148). و نفيسي (1/309-310) في معرض تقديمهما ترجمة لهذا الشاعر والتعريف بعناوين آثاره، سوى البيت الأول من منظومته ظفرنامه، ولكنهما لميوردا ذكراً لمندرجاتها، واكتفيا ببيان «أشرفاً» نظم مثنويات خمس في مقابل پنج گنج لنظامي.
5. إسكندرنامه المعروفة باسم قصة ذي القرنين، لبدرالدين بن عبدالسلام بن إبراهيم الحسين الكشميري من شعراء أواخر القرن 10ه في الهند، حيث نظم منظومته المثنوية باسم أبيالغازي عبدالله بهادرخان الثاني من أخلاف محمد شيبانيخان (نفيسي، 1/444-445؛ صفا، حماسة سرائي، 353). وكما يظهر من عنوان المنظومة فقد قصد المؤلف في هذا الأثر الإسكندر الذي افترض في بعض المصادر الإسلامية ـ الإيرانية أنه يمثل شخصية واحدة مع ذي القرنين الوارد ذكره في القرآن.
ذكرت في بعض فهارس الببليوغرافية و التذكرات عدد من سير الإسكندر الأخرى التي إما أن لايكون موضوعها مرتبطاً بالإسكندر المقدوني و ذي القرنين، أو لمتتبق أبيات منها، أو أنها ماتزال مطروحة في زوايا المكتبات على شكل مخطوطات، ومنها: 1. إسكندرنامه لكمالالدين الحسين ضميري الأصفهاني، المعاصر للملك طهماسب الصفوي (هدايت، 1(2)709-710). 2. إسكندرنامه لخاكي البلخي (أو سروش) من شعراء القرن 10ه (نفيسي، 1/587). 3. إسكندرنامه للجبلي من القرن 12ه، صنفت في مكة المكرمة (بشير حسين، 1/149). 4. إسكندرنامه، المنسوبة إلى مولانا عتابي تكلّو الذي يقال إنه نظم خمسة على غرار خمسة لنظامي، و لكن يبدو أن أي أثر لميتبق منهـا، سـوى 3 أبيات نقلت في تذكره ميخانه (فخرالزماني،444). 5. إسكندرنامه، لمقصود عالم اللكناوي، الملقب بشمسالشعراء (علي حسن خان، 440؛ آقابزرگ، 19/210). 6. إسكندرنامه، للميرزا حسين مشرف الأصفهاني الشاعر الظريف في العهد الصفوي (هدايت، 1(1)/79). 7. إسكندرنامه لناصري الكرماني، صنفها الشاعر باسم ظل السلطان ابن ناصرالدين شاه حاكم أصفهان على البحر الخفيف المسدس (آقا بزرگ، 19/116). 8. إسكندرنامه، على بحر الرمل المسدس، منسوبة إلى فضل الله الإسترابادي مؤسس الفرقة الحروفية في القرن 12ه وقد نشرها كلمان هوار في ليدن ضمن رسائل الحروفيين الأخرى في 1327ه/1909م (طاهري، 6/630). وظف فضلالله قصة الإسكندر و رحلته في الظلمات طلباً لماء الحيوان، بشكل رمزي، و بين بذلك أفكاره للوصول إلى الهدف. واستناداً إلى نظر الشيخ المرشد، أي الخضر، فإن الهدف من الظلمات الطريق الصعب الممتد على طريق الوصول إلى العين المنظورة، فمن أراد الوصول إليها فإن عليه أن يجتاز مراحل كثيرة (مجموعة ...،99-101). 9. يوجد في الفصل الخامس و الأخير من كتاب بعنوان تحفة الملوك ــ الذي هو من الآثار الأخلاقية في القرن 5ه على مايرى سعيد نفيسي (1/72) أو القرن 7ه على رأي لازار (ص 433) ــ منظومتان قصيرتان من البحر المتقارب في قالب مقطوعات مُصَّرعة، ترتبط إحداهما بالإسكندر و الأخرى بكيخسرو. يشير الشاعر في المنظومة الأولى إلى سفر الإسكندر في الظلمات، و فشله في العثور على ماء الحيوان، و تمتع الخضر و إلياس بهذا الماء و يحذر القارئ من أن الدنيا فانية و أن مالها يبقى لها (بينش، 701-704؛ لازار، 433-436). و بالطبع فإن تلك المنظومات تختلف عن المنظومات التي صنفت بعناوين و مواضيع مختلفة و على غرار إسكندرنامه لنظامي إلى حدما (في هذا الشأن، ظ: صفا، حماسهسرائي، 353-390).
و قد حذا بعض الشعراء الأتراك أيضاً حذو أستاذ گنجة، من أهمهم تاجالدين إبراهيم بن الخضر الأحمدي (تـ 815ه/1412م)، أكبر شعراء العصر العثماني في القرن 8ه. و قد أهدى منظومته إلى ابن بايزيد الأول سليمان الچلبي. و يدور موضوع مثنوي الأحمدي حول حياة الإسكندر المقدوني و أعماله و قد اقتبس الشاعر موضوعه من الفردوسي و نظامي، و لكنه فصّله بأبيات هامشية في المواضيع الأخلاقية. تنتهي القصة بخلاصة عن تاريخ الإسلام يتضمن فصلها الأخير تاريخاً منظوماً بالغ الأهمية للسلاطين العثمانيين (EI2، مادة الأحمدي؛ فهرس، 1/26). يشتمل مثنوي الأحمدي على أكثر من 8,200 بيت، و قد نظم باللغة التركية المبسطة في القرن 8ه/14م. و يعد من الآثار التركية الكلاسيكية القيمة. و لميكتف الشاعر بتقرير الوقائع التاريخية والأسطورية، بل ضمنه أيضاً الكثير من علوم زمانه، و قد أضفى على منظومته طابعاً فكرياً و أخلاقياً و تربوياً من خلال الطرح الرمزي لبعض الشخصيات و الظواهر (مثل ماء الحيوان بمعنى العلم، و أرسطو بمعنى العقل، و الإسكندر بمعنى الروح) (بانارلي، 292-291؛ ريو،162).
الشاعر التركي الآخر الذي نظم سيرة عن الإسكندر، هو حياتي الچلبي، الشاعر الهزلي و الفكاهي في القرن 10ه/16م، في عهد السلطان بايزيد الثاني و يبدو أنه فقد حياته بسبب هجوية نظمها في ذم طورسون بك مؤلف تاريخ آل عثمان. و يرى الباحث التركي آكاه سرّي لوند أن لحياتي خمسة تعد إسكندرنامه إحداها («دائرة المعارف...»، مادة حياتي الچلبي).
آقا بزرگ، الذريعة؛ إسكندر نامۀ هفت جلدي، المنسوب لمنوچهرخان الحكيم، طهران، نشر علمي؛ أفشار، إيرج، «حديث إسكندر»، يغما، طهران، 1343ش، س 17، عد 1؛ م.ن، «خردنامه و إسكندر مخلوق جامي»، مجلة دانشكدۀ أدبيات تهران، طهران، 1343ش، س 12، عد 2؛ م.ن، مقدمۀ إسكندرنامه (الرواية الفارسية لكليستنس الكاذب)، طهران، 1343ش؛ أميرخسرو الدهلوي، آيينۀ سكندري، تق : محمد سعيد أحمد، عليگره، 1336ه/1917م؛ بشير حسين، محمد، فهرست مخطوطات شيراني، لاهور، 1968-1973م؛ بهار، محمد تقي، سبك شناسي، طهران، 1337ش؛ بينش، تقي، «منظومۀ فارسي قديمي در تحفة الملوك»، آينده، طهران، 1314ش، س 10، عد 10 و11؛ تربيت، محمد علي، دانشمندان آذربايجان، طهران، 1314ش؛ حكمت، علي أصغر، الجامي، طهران، 1320ش؛ ريپكا، يان، أدبيات إيران در زمان سلجوقيان و مغولان، تج : يعقوب آژند، طهران، 1364ش؛ زرينكوب، عبدالحسين، باكاروان حلة، طهران، 1362ش؛ م.ن، پيرگنجه در جست و جوي ناكجاآباد، طهران، 1372ش؛ صفا، ذبيح الله، حماسه سرائي در إيران، طهران، 1363ش؛ م.ن، «داستان إسكندر وإسكندرنامههاي منثور و منظوم»، آموزش وپرورش، طهران، 1327ش، س 23، عد 4؛ م.ن، «ملاحظاتي دربارۀ داستان إسكندر مقدوني و إسكندرنامههاي فردوسي و نظامي»، إيران شناسي، طهران، 1370ش، س 3، عد 3؛ طاهري شهاب، «فهرست مخططات مجموعۀ طاهري شهاب» (ساري) نشريۀ كتابخانۀ مركزي دانشگاه تهران، طهران، 1348ش، الكراسة 6؛ ستوري، تش، أدبيات فارسي، تج : يحيى آرين پور وسيروس إيزدي، تحرير أحمد منزوي، طهران، نشر علمي؛ علي حسن خان، صبح گلشن، بهوپال، 1365ه؛ فخر الزماني، عبدالنبي، تذكرۀ ميخانه، تق : أحمد گلچينمعاني، طهران، 1362ش؛ الفردوسي، الشاهنامه، طهران، 1314ش؛ فهرس المخطوطات التركية العثمانية، القاهرة، 1987م؛ مجمل التواريخ و القصص، تق : محمد تقي بهار، طهران، 1318ش؛ مجموعۀ رسائل حروفية، تق : كلمان هوار، ليدن، 1327ه/1909م؛ محجوب، محمد جعفر، «إسكندرنامه»، سخن، طهران، 1366ش، س 17، عد 4؛ م.ن، «داستانهاي عاميانه»، ن.م، طهران، 1338ش، س 10، عد 7 و 8؛ م.ن، «ساقينامه ـ مغنينامه»، ن.م، طهران، 1339ش، س 11، عد 1؛ معيري، محمد حسين، «ساقـينامههـا»، دانش، طهـران، س 2، عـد 4؛ معين، محمـد، مجموعة مقـالات، تق : مهدخت معين، طهران، 1367ش؛ منزوي، المخطوطات؛ نظامي الگنجوي، إقبال نامه، تق : وحيد دستگردي، طهران، 1317ش؛ م.ن، شرفنامه، تق : م.ن، طهران، 1345ش؛ نفيسي، سعيد، تاريخ نظم و نثر در إيران و در زبان فارسي، طهران، 1344ش؛ هدايت، رضاقلي، مجمع الفصحاء، تق : مظاهر مصفا، طهران، 1339ش؛ يغانيانس، ليديا، «مير عليشير نوائي وعصــر أو» نشريـۀ دانشكـدۀ أدبيـات تبريـز، 1328ش، س 1، عـد 19؛ وأيضاً:
Banarlı, N. S., Türk edebiyâtı târihi, Istanbul, 1987; Budge, E. A. W., The Life and Exploits of Alexander the Great, London, 1996; EI2; Fraenel, S., «Nöldeke, Th. Beiträge… des Alexanderromans», ZDMG, 1891, vol. XLV; Iskandarnamah, tr. M. S. Southgate, Columbia, 1978; Lazard, G., «Deux Poèmes Persans de tradition Pehlevie», Mémorial Jean de Menasce. eds. Ph. Gignoux and A. Tafazzoli, Louvain, 1974; Rieu. Ch., Catalogue of Turkish Manuscripts in the British Museum, 1888; Türk dili ve edebiyatı ansiklopedisi, Istanbul, 1977.
مجد الدين كيواني/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode