اَلْإسْكَنْدَرونَة، من‌ أنهار فلسطين‌ الدائمية. ينبع‌ هذا النهر من‌ عيون‌ جبال‌ نابلس‌ و يصب‌ في البحر الأبيض‌ المتوسط على‌ بعد حوالي 11كم‌ إلى‌ الجنوب‌ من‌ مدينة قيسارية (قيصرية) و شمال‌ قرية أم‌ خالد بالقرب‌ من‌ ميناء أبوزابورة («دليل‌...»،26,41-25؛ عابد، 95؛ الدباغ‌، 1(1)/34). الفرعان‌ الرئيسان‌ لهذا النهر هما زيمر (أو زبمر، ظ: ن‌.ص‌) و تين‌ («دليل‌»، 26,43) و تستمد فروعه‌ الأخرى‌ من‌ منابع‌ سفوح‌ سامرة الغربية (ن.م‌، .(26 تبلغ‌ مساحة حوض‌ هذا النهر 561كم‌2. يتشكل‌ حوالي نصف‌ هذا الحوض‌ من‌ الأنهار الموسمية السيلية التي تعتبر من‌ فروع‌ الإسكندرونه‌ في الجزء الأعلى‌ (غرب‌ جبال‌ نابلس‌) (عبدالسلام‌، 217؛ الموسوعة...، 1/242).

كان‌ هذا النهر يسمى بدلوبوتاموس‌ في العصر الرومي‌ (الدباغ‌، ن‌.ص‌) ثم‌ سماه‌ الصليبيون‌ «النهرالمالح‌» (ن‌.ص‌؛ «دليل‌»، 26,41) كان‌ هذا النهر يسمى‌ أحياناً وادي قلنسوة، و وادي الحوارث‌ وخاصة في الأجزاء السفلى‌ (ن.م‌، 26-27). و يبدو أنه‌ سمي بهذا الاسم‌ بعد دخول‌ قبيلة الحارثة هذه‌ المنطقة (أواخر القرن‌ 11 وأوائل‌ القرن‌ 12ه‍) ( الموسوعة، 4/564؛ الدباغ‌، 2(3)/342، 2(4)/ 569). كانت‌ قبيلة الحارثة تعيش‌ جنوب‌ هذه‌ المنطقة، و قبيلة النفيعات‌ في الأجزاء الشمالية من‌ هذا النهر (م‌.ن‌، 1(1)/34). تعتبر منطقة وادي الحوادث‌ التي يسميها اليهود اليوم‌ شارون‌ (سارونة)، منطقة مستنقعية و غابية أساساً (جودائيكا، VIII/332).

يمثل‌ الإسكندرونة أحد الأنهار الأربعة التي تصب‌ في البحر بين‌ يافا و حيفا («دليل‌»، .(41 يقسم‌ طول‌ مسار هذا النهر إلى‌ 3 أقسام‌. و تعد الأقسام‌ العليا أكثر أقسامه‌ فروعاً، و يتغذى‌ القسم‌ الأوسط من‌ العيون‌ و المياه‌ الجوفية في الغالب‌، في حين‌ يبلغ‌ هذا النهر الحد الأقصى‌ من‌ عرضه‌ (أكثر من‌ 50‌ متراً) في القسم‌ الثالث‌ البالغ‌ 6/2 كم‌ و هو القسم‌ الوحيد الذي تتيسر حركة الزوارق‌ فيه‌ (الموسوعة، 1/242؛ شراب‌، 116).

توجد على‌ امتداد نهر الإسكندرونة و فروعه‌، مدن‌ و قرى‌ كثيرة (شراب‌، 117، الخريطة). تقع‌ طولكرم‌ عند مدخل‌ واد عميق‌ أوجده‌ حوض‌ وادي زيمر و يوصل‌ الطريق‌ الرئيس إلى‌ نابلس‌ وخط سكك الحديد الممتد إلى‌ جانب‌ مسار هذا النهر، طولكرم‌ بنابلس‌. تم‌ مد جسور مهمة و عديدة على‌ هذا النهر من‌ أجل‌ تردد وسائط النقل‌ و ارتباط جانبيه‌ مع‌ بعضهما («دليل‌»، 41,43,377-378).

تلاحظ على‌ امتداد المسافة بين‌ مدخل‌ نهر الإسكندرونة ونهر المفجر أراض‌ صخرية و مناطق‌ رملية صغيرة بشكل‌ متناوب‌. وتوجد في المنطقة نفسها بحيرتان‌ صغيرتان‌ تعتبران‌ بقايا مستنقع كان‌ أهالي قرية الخضيرة يعيشون‌ عليه (ن‌.م‌، 39-41). و هناك تلال‌ رملية يبلغ‌ ارتفاعها حوالي 20 متراً تحيط بكلا جانبي الإسكندرونة في الأجزاء السفلى‌ (ن‌.م‌، 41). يعتبر البحر مصدر هذه‌ الرمال‌ التي زحفت‌ إلى‌ اليابسة على‌ إثر الأمواج‌ و التيارات‌ الساحلية، و انتقلت‌ بفعل‌ الرياح‌ إلى‌ الأقسام‌ الداخلية ( جودائيكا، IX/125). تمتد التلال‌ الرملية إلى‌ حوالي 3كم‌ و بالقرب‌ من‌ الطريق‌ الساحلي، الحد الجنوبي من‌ مزارع‌ قرية الخضيرة («دليل‌»، ن‌.ص‌)؛ ويستمر هذا الوضع‌ من‌ مدخل‌ الإسكندرونة وحتى‌ حوالي 16كم‌ باتجاه‌ الجنوب‌ (ن‌.ص‌). قدر الحد الأقصى‌ لعرض‌ هذه‌ التلال بحوالي7كم‌ ( جودائيكا، ن‌.ص‌).

يبلغ‌ المعدل‌ السنوي للأمطار في هذه‌ المنطقة في بعض‌ النقاط 600 مليمتر ( الموسوعة، 1/243؛ جودائيكا، IX/127)، حيث‌ اعتبرت‌ هذه‌ النسبة الملفتة للنظر من الأمطار من‌ أسباب‌ ظهور الغطاء الغابي و الأراضي المستنقعية في هذه‌ المنطقة (ن‌.ص‌؛ أيضاً ظ: عبدالسلام‌، 218). رغم‌ أن‌ نهر الإسكندرونة يعتبر من‌ أنهار فلسطين‌ الدائمية، ولكن‌ مياهه‌ تقل‌ في بعض‌ الأشهر من‌ السنة شأنه شأن‌ معظم‌ أنهار المنطقة، حيث‌ تغذيه‌ في هذا الوقت‌ بشكل رئيس، الينابيع‌ والمياه‌ الجوفية («دليل‌»، 25).

المصادر

الدباغ‌، مصطفى‌ مراد، بلادنا فلسطين‌، عمان‌، 1973م‌؛ شراب‌، محمد، معجم‌ بلدان‌ فلسطين‌، بيروت‌، 1987م‌؛ عابد، عبدالقادر، «فلسطين‌: الموقع‌ والموضع‌»، الموسوعة الخاصة‌، ج‌ 1؛ عبدالسلام‌، عادل‌، «المياة في فلسطين‌»، الموسوعة الخاصة، ج‌ 1؛ الموسوعة العامة‌؛ و أيضاً:

Judaica ; The Middle East Intelligence Handbooks 1943-1946, Palestine and Transjordan, London, 1987.

عباس‌ سعيدي/خ‌.