إسْكِلِب‌، قضاء في محافظة صُرُم و حاضرتها، على‌ سفح‌ جبل‌ كافاك المطل‌ على‌ سهل‌ قزل‌ إيرمق‌ في تركيا. تبلغ‌ مساحة هـذا القضاء 678,1 كم‌2، و ارتفاعه‌ عـن‌ سطـح‌ البحـر 750‌ متراً، و يضم‌ 87 قرية («دائرة‌ المعارف‌ الجديدة...»، IV/1563؛ YA,III/2042). تقع‌ مدينة إسكلب‌ على‌ طريق‌ صرم‌ ـ توسيا ـ قسطمونية، وتبعد عن‌ طريق‌ صرم‌ ـ شانكريا السريع‌ 5 كم‌. يبلغ‌ عدد سكان‌ القضاء حسب‌ إحصائية 1990م‌ 877,51 نسمة، تعيش‌ 624,19 نسمة منها في مدينة إسكلب‌، و253,32 نسمة في القرى‌. كان‌ معدل‌ النمو السنوي للسكان‌ في الفترة بين‌ 1985-1990م‌، 88 بالمائة («إحصاء...»، 26). كان‌ اسم‌ المدينة القديم‌ إسكولبة (YA,III/2099).

يقع‌ جبل‌ كوس‌ الذي يبلغ‌ ارتفاعه‌ 2,087 متراً في هذه‌ المنطقة. الجزء الجبلي من‌ المنطقة تنتشر فيه‌ الغابات‌، و مناخه‌ في الصيف‌ حار نسبياً، و معتدل‌ في الشتاء («دائرة‌المعارف‌ التركية»، XX/251 «دائرة‌المعارف‌ الجديدة»، ن‌.ص‌).

تعرضت‌ إسكلب‌ طيلة تاريخها لتحولات‌ مهمة. و تدل‌ الآثار المتبقية من‌ العصور القديمة على‌ أن‌ الحثيين‌ كانوا أول‌ من‌ سكنها.و قد تعرضت‌ المدينة فيما بعد لسيطرة الفريجيين‌، فالإيرانيين، فالإسكندر، فالإمبراطورية الرومية و البيزنطية، ثم‌ العرب‌ المسلمين‌، و ثم‌ سيطر عليها الأتراك بعد فتح‌ ملازجرد (463ه‍/1071م‌). و في الفترة بين‌ 466-469ه‍/1074-1077م‌ فتحت‌ على‌ يد الدانشمنديين‌. وفي 571ه‍/1175م‌ ضمها قلج‌ أرسلان‌ الثاني إلى‌ أراضي السلاجقة الأناضوليين‌ (السلاجقة الروم‌) («دائرة المعارف‌ الجديدة»، ن‌.ص‌؛ أولياچلبي، 3/241). وفي 641ه‍/1243م‌ أغار الإيلخانيون‌ عليها. و في 797ه‍/1395م‌ استولى‌ عليها‌ بايزيد. وفي 804ه‍/1402م‌ سيطر عليها تيمور و في 817ه‍ احتلها السلطان‌ محمد چلبي. و منحت‌ فيما بعد إلى‌ شيوخ‌ الإسلام‌ العثمانيين بعنوان‌ خاص‌ (ن‌.صص‌) ثم‌ منحت‌ كإقطاعية من‌ قبل‌ السلطان‌ مراد الثاني إلى‌ علي بك الذي كان‌ قد توجه‌ إليه‌ (عاشق‌ باشازاده‌، 246- 248؛ ابن‌‌كمال‌، VII/405؛ أوزون‌ چارشيلي، 189، الهامش‌).

توجد في هذه‌ المنطقة مناجم‌ الرخام، و اللينيت‌ والملح‌. وتنتشر فيهـا الصناعات‌ اليدويـة المحلية مثـل‌ حياكة البسـط و السجـاد و الجوارب‌ و الشالات‌، و الصناعات‌ الصغيرة مثل‌ الجلود والأحذيـة. محاصيلهـا الرئيسة هـي القمـح‌ و الشعير و الكتيـراء و العدس‌ و اللوبياء و الحمص‌. كما يزرع‌ فيها الرز أيضاً. و كذلك عباد الشمس‌ و أنواع‌ الخضروات‌ و الفواكه‌. و تنتشر فيها تربية المواشي، و النحل‌ و الدواجن‌ («دائرة المعارف‌ الجديدة»، «دائرة المعارف‌ التركية»، ن‌.صص‌؛ سامي، 2/925).

الآثار التاريخية

تشاهد في أطراف‌ المدينة آثار من‌ عصر الحثيين‌ تضم‌ المراقد و تماثيل‌ الأسود و البشر المجنحين‌ وشواهد القبور المرتبطة بالقرن‌ 7 ق‌.م‌. و من‌ بين‌ آثارها التاريخية، قلعة إسكلب‌، أو قلعة زنجبار التي تقع‌ في شمال‌ قلعة صُرم على‌ قمة الجبل‌ و تتميز بشكل‌ مسدّس‌ الأضلاع‌، و قد تم‌ نحت‌ برجها ونتوءاته‌ من‌ الرخام‌، و كانت‌ مركزاً للعلم‌ في يوم‌ ما (أولياچلبي، ن‌.ص‌). تشتمل‌ المدينة على‌ 15 محلة و عدة مساجد. ومن‌ جملة مساجدها جامع‌ الشيخ‌ محيي‌الدين‌ الياوسي الذي بني في القرن‌ 9ه‍، والجامع‌ ذو القبب‌ الثلاث‌، و مسجد دباغ‌‌خانه‌ الذي يعود تاريخه‌ إلى‌ القرن‌ 9ه‍، و الجامع‌ الكبير المعروف‌ بـ «أولوجامعي» الذي يعود تاريخه‌ إلى‌ 12ه‍ (YA,III/2099-2100).

و يوجد في هذه‌ المدينة ضريح‌ محيي‌الدين‌ الإسكلبي، والشيخ‌ مصلح‌‌الدين‌ العطار (شيخ‌ الطريقة)، و الشيخ‌ حمزة الشامي، والشيخ‌ عبدالرحمان‌ المصري، و الشيخ‌ إبراهيم‌ التنوري، و هي من‌ الأماكن‌ التي يزورها الناس‌ (أوليا چلبي، 2/243).

المصادر

أولياچلبي، محمد، سياحت‌ نامه‌، تق‍ ‍: أحمد جودت‌، إستانبول‌، 1314ه‍؛ سامي، شمس‌‌الدين‌، قاموس‌ الأعلام‌، إستانبول‌، 1306/ه‍؛ عاشق‌ باشازاده‌، أحمد، تاريخ‌، إستانبول‌، 1322ه‍؛ و أيضاً:

Census of Population 1990, State Institute of Statistics, Ankara, 1991; Ibn Kemal, Tevârih-I âl-i Osman, Ankara, 1954; Türk ansiklopedisi, Ankara, 1972; Uzunçarṣılı, İ. H., Anadolu beylikleri, Ankara, 1984; YA; Yeni Türk ansiklopedisi, Istanbul, 1985.

أبو الحسن‌ ديانت‌/خ‌.