إسْكِچه، أو إسكيجه (كسانثيا في اليونانية)، إحدى‌ مدن‌ اليونان‌ و حاضرة ناحية بنفس‌ الاسم‌ في محافظة تراقيا (سامي، 2/693؛ سترابون‌، III/365؛ پاولي، XVIII/1333).

مدينة إسكچه

تقع‌ هذه‌ المدينة على‌ مسافة 48كم‌ غرب‌ كوملجنه، وعلى‌ بعد 22كم‌ من‌ ساحل‌ البحر و إلى‌ جوارالنهر الذي يحمل‌ اسمها، ويحدها من‌ الشمال‌ سفوح‌ سلسلة جبال‌ رودوپ‌، وتضم‌ سهلاً واسعاً من‌ الجنوب‌ وحتى‌ ساحل‌‌البحر (سامي، 2/937).

خرجت‌ إسكچه في 746ه‍/1345م‌ بمساعدة عمر بك، أمير آيدين‌، من‌ سيطرة موميچلو القرصان‌ البلغاري الذي كان‌ الحاكم‌ المطلق‌ لمنطقة رودوپ‌ ـ إسكچه حتى‌ اليونان‌ الشمالية، وتم‌ ضمها إلى‌ ممتلكات الإمبراطور البيزنطي (أوزون‌ چارشيلي، I/134). وفي 774ه‍/1372م ضم‌ العثمانيون‌ تلك المنطقة بالإضافة إلى‌ مقدونيا الشمالية، إلى‌ رقعة حكمهم‌ (م‌.ن‌، I/171). و قد فند أوزون‌ چارشيلي فيما يتعلق‌ بتاريخ‌ هذه‌ الحادثة رأي عاشق‌ باشازاده‌ و لطفي باشا و سعدالدين‌ الذين‌ رأوا أنه‌ 787ه‍/1358م‌، مستنداً إلى‌ الأدلة ومشيراً إلى‌ ماذكره‌ نشري (ظ: ن‌.ص‌، الهامش‌).

و منذ عهد بايزيد الثاني (886 - 918ه‍/1481-1512م‌) حيث‌ ألحقت‌ جميع‌ أرجاء اليونان‌ إلى‌ الإمبراطورية العثمانية، و حتى‌ أوائل‌ القرن‌ 19م‌، كانت‌ إسكچه تعد هي الأخرى‌ من‌ ممتلكات‌ الدولة العثمانية (سامي، 6/4827). كانت‌ إسكچه لفترة ضمن «سنجاق» كوملجنه حاضرة القضاء، و تابعة‌ لولاية أدرنه‌ و الميناء التجاري، و ان‌ لها رصيف‌ باسم‌ رصيف‌ قره‌ آغاج‌، وكان‌ عدد سكانها يبلغ‌ 6 آلاف‌ نسمة أغلبيتهم‌ من‌ المسلمين‌، فيما يشكل‌ اليونانيون‌ المسيحيون‌ البقية (م‌.ن‌، 2/937). كما كانت‌ لفترة جزءاً من‌ قضاء ينيجه قره‌ صو وتابعة لسنجاق درامه [دراما]‌ (رفعت‌، 1/163).

ناحية إسكچه

تقع‌ هذه‌ الناحية في نهاية الجنوب‌ الشرقي من‌ أدرنه‌، وتحدها من‌ الشرق‌ كوملجنه، و من‌ الشمال‌ قضاء داريدره‌، ومن‌ الغرب‌ ولاية سلانيك، و من‌ الجنوب‌ بحر آدالر (الجزائر). وقد كانت‌ تضم‌ سابقاً 5 مناطق‌ هي صقارقيا و يصي أوران وچلبلو و ينيجه و يني‌كوي، و من‌ بين‌ هذه‌ المناطق‌ الخمس‌ كانت‌ منطقة ينيجه المعروفة باسم‌ قره‌ صو ينيجه‌سي، أكبر من‌ إسكچه ومركز التعامل‌ التجاري. تشتهر ناحية إسكچه من‌ حيث‌ كثرة التبغ‌ وجودته‌ بحيث‌ يصدر إلى‌ مناطق‌ العالم‌ الأخرى‌.

تعد أراضي هذه‌ الناحية زراعياً خصبة للغاية، حيث‌ تزرع‌ فيها حبوب‌ و محاصيل‌ مختلفة. و مع‌ كل‌ ذلك، فإن‌ التبغ‌ يعتبر المصدر الرئيس‌ لثروة الأهالي و دخلهم‌ (سامي، ن‌.ص‌).

المصادر

رفعت‌ أفندي، أحمد، لغات‌ تاريخية و جغرافية، إستانبول‌، 1299ه‍؛ سامي، شمس‌ الدين‌، قاموس‌ الأعلام‌، إستانبول‌، 1306ه‍؛ و يضاً:

Pauly ; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1967; Uzun- çarṣılı, İ. H., Osmanlı tarihi, Ankara, 1982.

أبو الحسن‌ ديانت‌/خ‌.