أحمد، السلطان العثماني
cgietitle
1443/2/10 ۲۱:۲۳:۱۱
https://cgie.org.ir/ar/article/235970
1446/9/4 ۰۶:۵۵:۵۸
نشرت
5
أَحْمَد (الأوّل) (998-23 ذوالقعدة 1026هـ/ 1590-12 تشرین الثاني 1617م)، السلطان العثماني الرابع عشر المعاصر للشاه عباس الأول الصفوي.
ولد أحمد في مدینة مغنیسا (مانیسا حالیاً). أعلن وفاة أیه وجلوسه علی سدة الحکم بإصدار «الخط الشریف» (الفرمان) إلی قاسم باشا نائب الصدر الأعظم (عطائي، 608-609؛ صولاقزاده، 684). تعتبر فترة حکم أحمد إحدی أکثر فترات حکم الأسرة العثمانیة اضطراباً، وبدایة ضعف قوتها العسکریة و السیاسیة. و تعد الحرب علی الحدود الشرقیة مع إیران و علی الحدود الغربیة مع حکومة النمسا، والثورات الداخلیة المتنالیة في الأناضول و سوریة من أهم أحداث عهده.
و کان الجیش العثماني منشغلاً بالحرب مع إیران إبان تولي أحمد الحکم، واختار السلطان جغالهزاده (جغال أوغلو) سنان باشا الذي کان قد عاد لتوه من مهمته (نعیما، 1/ 376) لقیادة هذا الجیش (إسکندربیک، 2/ 667؛ عطائي، 609؛ نعیما، 1/ 398). وفي البدء طلب سنان باشا الصلح من الشاه عباس، و عندما رُفض طلبه، اختار الحرب، و هزمه الشاه عباس بالقرب من تبریز (لمزید من التفصیل، ظ: إسکندربیک، 2/ 672، 695- 706؛ فلسفي، 2/ 113) عند بحیرة أورمیة، وانسحب إلی دیاربکر، و توفي فیها (إسکندربیک، 2/ 706؛ هامر پورغشتال، 8/ 67-68). وبعد فترة کلف السلطان أحمد الوزیر الأعظم مرادباشا بحل الاختلافات مع إیران بعد أن منحه صلاحیات واسعة. وانتهت مساعي مراد باشا لإقرار السلام، إلی إرسال وفد من قبل الشاه عباس برئاسة قاضيخان و برفقة بعض قضاة أصفهان و قزوین، حاملین التحف والهدایا و رسالة إلی السلطان أحمد (إسکندربیک، 2/ 820، 822، 827-849؛ نعیما، 2/ 94). فما کان من الدولة العثمانیة إلا أن قبلت الصلح من خلال رسالة بإنشاء شیخ الإسلام محمد أفندي و ذلک بهدف «إصلاح ذات البین...، و صلاح حال الرعایا و رفاه أحوال البرایا» (فریدون بک، 2/ 257، 259). وطبقاً لمعاهدة الصلح هذه، عادت حدود البلدین إلی وضعها السابق في عهد السلطان سلیمان و الشاه طهماسب (إسکندربیک،2/ 864؛ فریدون بک، 2/ 260). وغض العثمانیون النظر عن ادعائهم لسیادتهم علی آذربایجان و ولایات إیران الغربیة. وأوکلت النواحي، والمعابد، و المسالک التابعة لـ «دارالسلام» (بغداد) إلی العثمانیین، وتقرر أن یکف الإیرانیون عن سب الخلفاء، و یسافروا في المقابل لزیارة الأماکن المقدسة بحریة، و یبعثوا سنویاً 200 حمل من الحریر و الأمتعة النفیسة الأخری إلی الدولة العثمانیة (لمزید من التفصیل، ظ: م.ن، 2/ 257-261؛ نعیما، 2/ 113-114، 136). ولکن خرق الدولة العثمانیة للمعاهدة (إسکندربیک، 2/ 887) و محاصرة محمدباشا الصدر الأعظم لتلک الدولة لإیروان (م.ن، 2/ 903) من جهة، وتباطؤ إیران في إرسال الحریر، و الاختلاف بشأن المناطق القفقازیة من جهة أخری (نعیما، 2/ 136-150؛ پچوي، 2/ 343-345)، کل ذلک أدی إلی نشوب حرب أخری في 1026هـ لم تتمخض عن نتیجة لصالح العثمانیین بسبب وفاة السلطان أحمد، و هزیمة القائد العثماني خلیل باشا (إسکندربیک، 2/ 925، 932).
وانتهت الحرب مع النمسا والتي کانت قد وضعت أوزارها لصالح العثمانیین إلی حدما بفتح قلعة إسترغون (ظ: پچوي، 2/ 301-308) بعقد معاهدة ستفا (زیتفاتروق) إثر ظهور الاضطرابات داخل البلاد. و یعتبر إبرام هذه المعاهدة منعطفاً في العلاقات الخارجیة للدولة العثمانیة لأن هذه الدولة اعتبرت نفسها ولأول مرة متساویة في الحقوق مع الطرف المقابل، و أذغتنت لأسس العلاقات الدولیة (مراد، 4/ 373، 380). وطبقاً لهذه المعاهدة اعتبر العثمانیون حاکم النمسا إمبراطوراً، و تم دفع الضراب التي کانت النمسا تتعهد بإرسالها سنویاً، بشکل نهائي و لمرة واحدة فقط بمبلغ 200,000 ألتون. وفي المقابل غضت النمسا النظر عن ادعائها لسیادتها علی إردل والمجر الجنوبیة، واعترفت رسمیاً بحکومة بوجقاي (هامر پورغشتال، 8/ 82-84؛ مراد، 4/ 380-381).
وأدت الحروب الطویلة، و التجنیدات العسکریة المتوالیة، و الضرائب الباهظة إلی اندلاع الثورات في جمیع أنحاء الأناضول و ذلک في عهد حکم السلطان أحمد. ویمکننا أن نذکر من بین هؤلاء المتمردین جان پولادأوغلو، وقره سعید، و جاووش الموصلي، وقلندر أوغلو الذي کان یحکم في مانیسا و بورسا (لمزید من التفصیل، ظ: نعیما، 2/ 2-34؛ هامر پورغشتال، 8/ 55-56، 85-106)، وکذلک معن أوغلو (نعیما، 2/ 119 و مابعدها) الذي کان یحکم في سوریة. وقد لجأ من بینهم جان پولاد أوغلو إلی البلاط العثماني،وکلف بتولي حکم طمشوار، ولکنه اعتقل و أعدم فیها بسبب سوء تعامله مع الأهالي، و خیانته للحکومة المرکزیة (القرماني، 335؛ نعیما، 2/ 21-22؛ پچوي، 2/ 330-334). وهزم قلندر أوغلو أیضاً أمام مرادباشا، وهرب إلی إیران (نعیما، 2/ 33غ هامر پورغشتال، 8/ 97)، ولکن الجیش العثماني الذي اشتبک بالقرب من الشام مع معن أوغلو (فخرالدین معن) لم یحقق نجحاً (نعیما، 2/ 119-123؛ الخالدي، 7، مخـ). و من الأحداث الأخری في عهد السلطان أحمد الانتصارات التي حققها خلیل باشا في البحر الأبیض المتوسط علی القراصنة (نعیما، 2/ 91-92). و عند ما تولی أحمد الحکم، قضی علی عادة قتل الحکام لأشقائهم والتي کانت شائعة بین السلاطین العثمانیین و ذلک من خلال إبقاء أخیه الوحید مصطفی الذي تولی الحکم من بعده (جودت، 1/ 47). وقام بتدوین «لوائح قانونیة» بهدف تنظیم الشؤون الإداریة و التجاریة (هامر پورغشتال، 8/ 172)، ولکنه جدد معاهدة الامتیازات الأجنبیة مع البندقیة وبریطانیا و فرنسا (م.ن، 8/ 52). وقد کان یولي اهتماماً کبیراً للشعر و الأدب، وکان هو نفسه ینظم الشعر بتخلصه الشعري نبختي» الذي کان یمثل تاریخ جلوسه علی العرش (1012هـ) (أولیا چلبي، 1/ 212؛ إیوانسرائي، 4؛ رضا، 9). وکان یولي العلماء احتراماً کبیراً (أولیا چلبي، 1/ 213-214)، واعتبره المحبي من الموالین لأهل البیت (ع) (ص 284). ویوجد الآن جامع ضخم یعرف باسمه «جامع السلطان أحمد» ترتفع منه 6 مآذن و 16 قبة کبیرة وصغیرة، في ساحة سباق الخیل بإستانبول مقابل أیاصوفیه (نعیما، 2/ 79-80؛ أولیاچلبي، 1/ 216-219؛ صولاقزاده، 697). ومن بین ترکاته الخیریة عدد من الموقوفات في القاهرة (ن.ص)، وإعمار الکعبة، وتبدیل میزابها من الفضة إلی الذهب (نعیما، 2/ 90-91، 104). توفي السلطان أحمد إثر مرض دام فترة تصیرة بعد 14 سنة من الحکم، ودفن في مرقد إلی جوار جامع السلطان أحمد (پچوي، 2/ 346؛ صولاقزاده، 696). وتمثل عبارة «مبشر الجنة» تاریخ وفاته الموافق لسنة 1026هـ (إیوانسرائي، ن.ص). ومن أبنائه عثمان الذي تولی الحکم بعد عمه مصطفی، و مراد الرابع.
إسکندربیک منشي، عالمآراي عباسي،تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1350ش؛ أولیا چلبي،محمد، سیاحتنامه، إستانبول، 1314هـ؛ پچوي، إبراهیم، تاریخ، إستانبول، 1980م؛ جودت، أحمد، تاریخ، إستانبول، 1309هـ؛ الخالدي، أحمد، لبنان في عهد الأمیر فخرالدین المعني الثاني، تقـ: أسد رستم و فؤاد أفرام البستاني، بیروت، 1985م؛ رضا، محمد، تذکرة، تقـ: أحمد جودت، إستانبول، 1316هـ؛ صولاقزاده، محمد، تاریخ، إستانبول، 1297هـ؛ عطائي، عطاءالله، حدائق الحقائق في تکملة الشقائق، تقـ: عبدالقادر أوزجان، إستانبول، 1989م؛ فریدون بک، أحمد، منشآت السلاطین، إستانبول، 1257هـ؛ فلسفي، نصرالله، زندگاني شاه عباس أول، طهران، 1347ش؛ القرماني، أحمد، أخبار الدول و آثار الأول في التاریخ، بیروت، 1282هـ؛ المحبي، محمدأمین، خلاصة الأثر في أعیان القرن الحادي عشر، القاهرة، 1284هـ؛ مراد، محمد، تاریخ أبوالفاروق، تقـ: عمر فاروق، إستانبول، 1328هـ؛ نعیما، مصطفی، تاریخ، إستانبول، 1281هـ؛ هامر پورغشتال، یوزف، دولت عثمانیة تاریخي، تجـ: محمد عطا، إستانبول، 1333هـ؛ و أیضاً:
Ayvansarâyi Hâseyin, Vefeyât-I selâtîn ve meṣâhîr-i-ricâl, Istanbul, 1978.
عليأکبر دیانت/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode