الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / الأحزاب /

فهرس الموضوعات

الأحزاب

الأحزاب

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/9 ۲۱:۲۸:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَحزاب، السورة الثالثة و الثلاثین من القرآن الکریم، تشتمل علي 9 وحدات موضوعیة (الرکوع)، و 73 آیة، و 1,280 کلمة، و 5,796 حرفاً.

عرفت سورة الأحزاب دوماً بهذا الاسم، أو بمستهلها «یا أَیُها النَّبيُّ اتَّقِ اللَّهَ» (ظ: الفیروزآبادي، 1/ 377) ولیس لها اسم وعنوان آخر. وسبب تسمیة هذه السورة طبقاً للقاعدة العامة لتسمیة السور القرآنیة (ظ: الأندرابي، الورقة 49 ألف-ب) هو أنها السورة الوحیدة التي ذکرت فیها غزوة الأحزاب (ظ: ن.د، الخندق) (33/ 9-22). وقد أُطلق عنوان «الأحزاب» الذي استعمل في مواضع أخری من القرآن الکریم (ظ: ص / 38/ 11، 13؛ غافر/ 40/ 5، 30) علی الأمم السابقة التي ابتلیت بالعذاب الإلهي، وقد استعملت في هذه السورة بشأن من کانوا السبب في غزوة الخندق، و تلمح هذه السورة صراحه، أو تلویحاً إلی تشتت الفئات المشارکة في هذه الحرب، والتي انتهت بفشلها.

وتعد سورة الأحزاب إحدی السور الثلاث التي تبتدئ بخطاب: «یا أیّها النبي» و کأن کل واحدة من السورتین الآخریین (ظ: الطلاق/ 65/ 1،مخـ؛ التحریم/ 66/ 1، مخـ) هي فصل من سورة الأحزاب إذا أخذنا بنظر الاعتبار موضوعاتهما و مضامینهما. و والموضوع الرئیس للسورة، کما یبدو من مستهلها و مضامینها و کذلک تکرار کلمة «النبي» فیها (ظ: عبدالباقي، 686-687) هو «سنّة التحول الاجتماعي و الثقافي في الإسلام»؛ و تدل السورة خاصة علی تثبیت مکانة النبي الأکرم (ص) السامیة في المجتمع الإسلامي، و إیضاح أسالیب مواجهة البدع، و تفصیل مسؤولیات المسلمین وواجباتهم المخلتفة في مرحلة الانتقال من الثقافة الجاهلیة إلی الثقافة الإسلامیة.

ویمکن القول إن سورة الأحزاب نزلت بمقدمة (33/ 1-8)، و 7 فصول، وخاتمة (33/ 69-73)، وتتضمن المعاني التالیة: الإشارة إلی النبوة (33/ 7-8)؛ مخاطبة النبي (ص) و التأکید علی التقوی والاستقامة و اتباع الوحط و التوکل (33/ 1-3)؛ التصریح بولایته لأتباعه (33/ 6)؛ بیان نموذج من عادات و تقالید الجاهلیة (حول الظهار والتبني) وأسلوب مواجهته (33/ 4-5)؛ تفصیل غزوة الأحزاب (33/ 9-20)؛ وجوب التأسي برسول الله (ص) (33/ 21)؛ الجهاد الصادق لأصحابه (33/ 22-23) و قصة تغلب المسلمین علی یهود بني قریظة و هیمنة المهاجرین في المدینة (33/ 26-27)؛ توصیة نساء النبي (ص) برعایة الأوامر الإلهیة، و المحافظة علی منزلتهن باعتبارهن أزواج النبي (ص) (33/ 28-34)؛ بیان صفات و خصائص الرجال والنساء ذوي الإیمان الحقیقي (33/ 35) و التأکید علی حزم النبي (ص) في إبلاغ الرسالة 033/ 38-40).

وبعد ذکر هذه المواضیع، یذکر القرآن الکریم بالمناسبة قصة زید و زینب، و تزوج رسول‌الله (ص) من زینب بعد انفصالها عن زید (33/ 37-40). ثم یذکر بعد ذلک الدرجات الرفیعة لرسول الله (ص) (33/ 46-47)، ویفصّل بعضاً من أحکام الزواج، و کذلک تعدد زوجاته (ص) (33/ 50-54). ویبدو أن الأمر بوجوب رعایة حرمة الحدود بین النساء و الرجال طرح لأول مر في هذه السورة (ظ: 33/ 53، 59). وتشبه مجموعة الآیات 63-68 إلی حد کبیر القسم الختامي من سورة النازعات (79/ 42-46). کما تشابه خاتمة السورة کثیراً مضامین سورة الصف. وفي هذه الخاتمة هناک إشارة لطیفة إلی منزلة الإنسان الخاصة بین الموجودات، وقبوله «الأمانة» (33/ 72).

وتتمتع بعض آیات سورة الأحزاب بشهرة خاصة و منها: «ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ في جَوْفِهِ» (33/ 4)، «لَقَد کانَ لَکُم في رَسُولِ اللّٰهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (33/ 21)،«ما کان مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِکُم ولٰکِنْ رَسولَ اللّٰهِ و خاتَمَ الْنبیینَ» 033/ 40)، والْآیة الْأکثر شهْرةً هي الآیة 56: «إنَّ اللّٰهَ و مَلائکتَهُ یُصَلّونَ علی الْنَّبيّ یا أیُّها الَّذینَ آمَنوا صَلَّوا عَلَیهِ وَسَلِّموا تَسلیماً» بـ «آیة الحجاب»، وکذلک الآیة 53 المعروفة بـ «آیة الحجاب»، والآیة 72 المعروفة بـ «آیة الأمانة»، والآیة 33 «إِنَّما یُریدُ اللهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الْرِّجسَ أَهلَ الْبَیتِ وَیُطَهِّرکُم تَطْهیراً» والمسماة بـ «آیة التطهیر» والتي کانت موضع نقاشات مفصّلة بین المفسرین وقاطبة علماء الإسلام (کمثال، ظ: الشیخ الطوسي،الطبرسي، فخرالدین الرازي، الطباطبائي، مادة الآیة المذکورة؛ أیضاً ظ، الواحدي، 295-296؛ الخازن، 3/ 466؛ دروزة، 8/ 261-263) وألفت في توضیحها کتب و رسائل و مقالات مستقلة (علی سبیل المثال، ظ: آقابزرگ، 1/ 50).

وقد ذکرت قصة زواج النبي (ص) في سورة الأحزاب بأمر الله من زینب بنت جحش مطلقة زید – ربیب الرسول (ص) – کمثال لمواجهة رسول الله (ص) الحازمة والحکیمة للعادات والتقالید الجاهلیة الباطلة (33/ 37-40). وکان هذا الموضوع دوماً موضع حوار و نقاش واسعین بین المعارضین و المؤیدین، و رغم أنه قد سلم في السیر و التواریخ المعتبرة مثل السیرة لابن هشام (ظ: 4/ 294-296)، والطبقات لابن سعد (ظ: 8/ 101-107)، وتاریخ الطبري (ظ: 2/ 562، 296)، والطبقات لابن سعد (ظ: 8/ 101-107)، وتاریخ الطبري (ظ: 2/ 562-564) من الإضافات التي أضیفت إلیه في القرون التالیة، إلا أن أعداء الإسلام اتخذوا من مزج هذه الآیات مع بعض الروایات المختلقة (ظ: ن.د، زید بن حارثة) التي وجدت طریقها للأسف في بعض تفاسیر القرآن ذریعة لإلقاء الشبهات في الأذهان حول شخصیة النبي الأعظم (ص). وبالطبع فقد بادر العلماء و المفکرون المسلمون إلی رد هذه الشبهات (مثلاً ظ: دروزة، 8/ 266-270) حتی إن البعض منهم ألف کتباً مستقلة في هذا الموضوع و منهم زاهر عواض ألمعي مؤلف کتاب مع المفسرین والمستشرقن في زواج النبي (ص) بزینب بنت جحش (القاهرة، 1976م؛ بیروت، 1978م). کما استغل بعض الیهود و المسیحیین استثناء الرسول الأعظم (ص) من حکم «تحدید الزوجات» في إلاسلام (33/ 50)، فرموا شخصیة النبي (ص) المقدسة بتهمهم الباطلة، إلا أن الکتّاب و العلماء المسلمین انبروا للرد علیهم (مثلاً حسن، 182-186؛ دروزة، 8/ 279-280؛ عن الروایات الخاصة بثواب قراءة هذه الایة و خصائصها، ظ: القرطبي، 14/ 113؛ السیوطي، 6/ 560؛ البحراني، 3/ 289).

 

المصادر

آقابزرگ، الذریعة؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دارصادر؛ ابن هشام، عبدالملک، السیرة النبویة، تقـ: مصطفی السقا وآخرون، القاهرة، 1355هـ/ 1936م؛ الأندرابي، أحمد، الإیضاح في القراءات، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز، البحراني، هاشم، البرهان، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ حسن، حسن إبراهیم، تاریخ الإسلام السیاسي، القاهرة، 1964م؛ الخازن، علي، الباب التأویل، بیروت، دارالمعرفة؛ دروزة، محمد عزة، التفسیر الحدیث، القاهرة، 1381هـ/ 1962م؛ السیوطي، الدر المنثور، بیروت، 1983م؛ الشیخ الطوسي، محمد، التبیان، تقـ: أحمد حبیب قصیر العاملي، بیروت دارإحیاء الترا العربي؛ الطباطبائي، محمدحسین، المیزان، طهران، 1389هـ؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البیان، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ الطبري، تاریخ؛ عبدالباقي، فؤاد، المعجم المفهرس، القاهرة، 1364هـ؛ فخرالدین الرازي، محمد، التفسیر الکبیر، طهران؛ الفیروزآبادي، محمد، بصائر ذوي التمییز، تقـ: محمدعلي النجار، القاهرة، 1383هـ؛ القرآن الکریم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحکام القرآن، بیروت، دارإحیاء التراث العربي؛ الواحدي، علي، أسباب النزول، تقـ: السید الجمیلي، بیروت، 1405هـ/ 1985م.

محمدعلي لساني فشارکي/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: