الاتحاد و الترقي، جمعیة
cgietitle
1443/1/25 ۲۱:۵۳:۴۲
https://cgie.org.ir/ar/article/235876
1446/9/3 ۲۰:۰۸:۱۰
نشرت
5
اَلْإتِّحادُ وَالْتَّرَقّي، جَمْعیَّة، أول جمعیة، أو حزب سیاسي کبیر في الإمبراطوریة العثمانیة (1327-1337هـ/1908-1918م)، وقد تأست لإقامة الأسس الدستوریة والدفاع عن الحریة والوحدة والتقدم في الإمبراطوریة، ولعبت لـ 10 سنوات دوراً مهماً في حیاتها السیاسیة.
ومنذ النصف الثاني من القرن 19م حیث بلغ تدخل الدول الأوروبیة الکبری في شؤون الإمبراطوریة والمناطق الخاضعة لسیطرتها مرحلة جدیدة، نری عوامل متعددة مثل ضعف سلطة الإمبراطوریة وتدني مکانتها الدولیة، وانقطاع علاقتها المادیة والمعنویة مع العالم المتحضر، وکذلک تفاقم أسالیب الحکم الاستبدادي في عهد سلطنة عبدالحمید الثاني (1876-1909م) (رفیق، 3/1062؛ کوتاي، XV/9166-9167)، قد دفعت الشریحة العثمانیة المثقفة إلی مواجهة کل ذلک بالفکر. وفي هذه الفترة تشکلت تدریجیاً الجماعات المعارضة للحکومة العثمانیة التي عرفت بصورة عامة بام «الأتراک الشبان» (هاني أوغلو، I/75). وقد بدأ نشاط هذه الجماعات من المدارس العلیا أولاً دون أن یذکر اسم لحرکة، أو منظمة (م.ن، I/173). وعرفت جمعیة الاتحاد والترقي باعتبارها المنسق الوحید بین هذه الجماعات المعارضة.
وفي 1307هـ/1889م، أسست مجموعة من طلبة المدرسة «الطبیة الملکیة» في إستانبول منظمة سریة لمحاربة استبداد عبدالحمید الثاني (رامساور، 30؛ تونایا، I/19). وقد کان مؤسسها طالباً ألبانیاً یدعی إبراهیم تِمو و کان یدعی أیضاً أدهم (کوران، 30؛ رامساور، 31). وقد طرح فکرة تأسیس هذه الجمعیة علی أصحابه المقربین مثل عبدالله جودت وإسحاق سکوتي ومحمد رشید (ن.ص). وبعد فترة انضم إلیهم حسینزاده علي (کوران، ن.ص). وتشکلت النواة الأولی للجمعیة، وقد اختار لها مؤسسها اسم «اتحاد عثماني جمعیتي» (جمعیة الاتحاد العثماني). وبعد أن ارتبطت بحرکة الأتراک الشبان في باریس بقیادة أحمدرضا، اختارت اسم «عثمانلي اتحاد و ترقي جمعیتي» (جمعیة الاتحاد و الترقي العثماني) (تونایا، ن.ص، أیضاً ظ: I/39، الوثیقة رقم 1).
کانت هذه الجمعیة في البدء منظمة طلابیة (م.ن، I/19-20)، ولم یکن لها نشاط سیاسي (کوران، 31)، وعملت تدریجیاً علی استقطاب الأعضاء الجدد (هاني أوغلو، I/175-176) في المدارس الحربیة والملکیة والبحریة والبیطریة (رامساور، ) في المدارس الحربیة والملکیة والبحریة والبیطریة (رامساور، 33)، وازدادت أهمیتها بعد انخراط اثنین من العلماء و هما عبیدالله أفندي وخواجه قدري في عضویتها (هاني أوغلو، I/178). وعملت هذه الجمعیة علی التنسیق مع الأوساط المعارضة للدولة العثمانیة في داخل البلاد و خارجها، واکتسبت شهرة (تونایا، 1/20)، واتخذت من جمعیة کاربوناري الإیطالیة التي کانت من التنظیمات الماسونیة التي تفقدها إبراهیم تمو، نموذجاً لتحرکاتها (رامساور، 31-31).
أعلنت الاتحاد والترقي عن وجودها لأول مرة وبشکل رسمي في 1313هـ/1895م وذلک باتخاذها موقفاً إزاء هجمة الأرامنة علی الباب العالي، واعتبرت في بیان لها أن السبب الرئیس لمبادرة الأرامنة هو استبداد عبدالحمید و سوء إدارته، ودعت المواطنین والمسلمین لاجتثاث جذور الظلم وتنفیذ الإصلاحات بالاتحاد والتضامن (تونایا، I/44-45، الوثیقة رقم 2). وإثر ذلک اعتقل عدد من الأعضاء المؤسسین للجمعیة و تم نفیهم (رامساور، 42)، وهرب عدد آخر إلی خارج البلاد، وفتحوا في باریس وجنیف وشبه جزیرة البلقان و القاهرة فروعاً، وبدؤوا بنشاطاتهم (تونایا، I/20؛ کوران، 32). واعتباراً من هذه الفترة صدرت بمساعي هؤلاء صحیفة مشورت (بالترکیة) وملحقها الفرنسي في باریس (تونایا، ن.ص)، والمیزان و عثماني في جنیف، وقانون أساسيوالحق في القاهرة (ن.ص؛ رفیق، 3/1082؛ رامساور، 70).
وفي 1897 م عفا السلطان عبدالحمید عن المنفیین، و وعد بالإصلاحات، ولکنه لم یف بوعده (رفیق، 3/1079). وفي هذه الفترة هرب محمود باشا، زوج أخت السلطان و ابنه الأمیر صباحالدین الذي کان من معارضي السلطان، إلی خارج البلاد. وعُقد في 1902م أول مؤتمر للأتراک الشبان لإقرار الوحدة بین المعارضین (بایور، I(1)/296-297؛ کوران، 150-151). ولم یحقق هذا المؤتمر أهدافه، کما انقسم المعارضون بعده إلی جماعتین: «جمعیة الاتحاد والترقي» بزعامة أحمدرضا و «جمعیة التشبث الشخصي وعدم المرکزیة» بزعامة صباحالدین (بایور، I(1)/168-169؛ تونایا، I/21)، ولکن نشاط «جمعیة الاتحاد والترقي» آل إلی الضعف تدریجیاً منذ هذا الحین في داخل البلاد، ونسي اسمها (ن.ص).
وفي 1906م، شکل 10 من أعضاء الاتحاد والترقي الذین کان أغلبهم من ضباط الفیلق العثماني الثالث جمعیة في مدینة سلانیک باسم «عثمانلي حریت جمعیتي» [جمعیة الحریة العثمانیة] (بایور، I(1)/207). ومالبثت هذه الجمعیة أن وجدت مؤیدین بین الضباط (تونایا، I/22)، وأقامت علاقة مع فرع الاتحاد والترقي في باریس، واتحدوا من خلال معاهدة في 19 شعبان 1325هـ/27 أیلول 1907 تحت اسم الاتحاد و الترقي (بایور، I(1)/206, 315-316؛ تونایا، I/49-50، الوثیقة رقم 4). وبذلک تأسست الجمعیة المذکورة مرة أخری، وبدأت نشاطها العلني بإرسال بیانات إلی قنصلیات الدول الکبری في سلانیک (أحمد، 2) وکانت اللجنة المرکزیة لهذه الجمعیة مؤلفة من 3 أشخاص، وکانت تسمی بـ «المرکز العام» (تونایا، I/22).
وفي 9 حزیران 1908 التقی إدوارد السابع و نیقولا الثاني ملکا بریطانیا وروسیا في روال بفنلندا، واتخذوا بعض القرارات حول التحالف والوقوف أمام ألمانیا، وإیجاد مناطق آمنة في الشرق الأدنی (م.ن، I/23). وعدَّ الناس هذه الحادثة تدخلاً في الشؤون الداخلیة ومقأمة لاحتلال روم إیلي ومقدونیة، واعترضوا علیها (أحمد، 2-3؛ رامساور، 153). واعتبر ضباط الجیش الثالث هذه القضیة إهانة للشرف الوطني (تونایا، ن.ص)، وأعلنوا تمردهم واتخذوا مواضعهم في الجبال، وطالبوا بتنفیذ القانون الدستوري لمحدت باشا (1293هـ/1876م) (أحمد، 5-6). وفي هذه الدصناء، تدخلت جمعیة الاتاد والترقي أیضاً، وتولت قیادة هذه الحرکة (رامساور، ن.ص؛ أحمد، 7). وعندما رأی بلاط الإمبراطوریة جدیة الخطر، بعث شمسي باشا إلی مدینة مانستر لقمع هذا التمرد، ولکنه اغتیل (م.ن، 8). وعندما سنحت للبلاط هذه الذریعة، أعلن حرباً إعلامیة ضد جمعیة الاتحاد و الترقي، واعتبرها معارضة للإسلام و مؤیدة للمسیحیة (م.ن، 8-9). ولکن عبدالحمید الثاني لم یستطع الصمود أمام ثورة المسلمین الذین کانوا یطالبون بتطبیق قوانین الدستور (م.ن، 10-11)، وأذعن أخیراً لقبول الدستور، وتم في 24 تموز 1908 (24 جمادی الآخرة 1326) الإعلان عن قوانین الدستور الثاني (م.ن، 12-13؛ رامساور، 155). وجاء أعضاء اللجنة المرکزیة للجمعیة من سلانیک إلی إستانبول، وحظت فیها بشعبیة ونفوذ بین الناس باعتبارها المنظمة السیاسیة الوحیدة، بحیث کانت تذکر بعناوین مثل «بطلة الحریة» و«روح الدولة» و«الجمعیة المقدسة»، وکان الناس یعتبرون العضویة فیها واجباً وطنیاً، ومعارضتها إهانة للشعب (تونایا، I/23-24).
وقد ربک الإعلان المفاجئ للدستور وقبوله من جانب السلطان، الهیئة الحاکمة، وفقدت الحکومة نفوذها المعنوي،وکان الناس یطالبون بأن یدیروا أمور البلاد بأنفسهم وذلک بإلغاء المؤسسات الحکومیة (أحمد، 14). وفي غضون ذلک، کانت جمعیة الاتحاد والترقي هي الوحیدة التي تملک القوة والمکانة (م.ن، 15)، رغم أنها لم تکن تتمتع بالتجربة الکافیة (لویس، 211)، ولم یکن بین أعضائها من یستطیع إدارة البلاد، وإن وجدوا فإن عددهم قلیل للغایة (أحمد، 17). ولهذا آثرت الجمعیة ألا تتولی الأعمال مباشرة وأن تدیر الأمور من وراء الکوالیس (م.ن، 15). لم یعتبر بعض الباحثین هذه الأحداث التي انتهت بإعلان الدستور حرکة ثوریة حقیقیة واعتبروها انقلاباً عسکریاً (م.ن، 15-16)، أو مؤامرة دبرها الیهود و الماسونیون والکنیسة الکاثولیکیة (لویس، ن.ص).
وبعد إعلان الدستور، انحل البولیس السري، وألغیت الرقابة، وتم تحدید صلاحیات الملک (أحمد، IA, XII(2)/370; 15). ورغم أن الاتحاد والترقي کانت تعتبر نفسها حارسة للدستور، ولکنها وبسبب ضعف کوادرها وقلة التجربة شارکت البلاط والباب العالي في إدارة الحکومة، وظهر خلاف بینهم حول تعیین وزیري الحرب والبحریة وکبار قادة الجیش. فالصدر الأعظم (رئیس الوزراء آنذاک) کان یعتبره من صلاحیة الملک، في حین أن الاتحاد والترقي کانت لاتری هذا من صلاحیته، وتعتبره خلافاً للدستور (أحمد، 19). وأخیراً أدی ذلک إلی استقالة الصدر الأعظم سعید باشا (م.ن، 21).
وبدأت الأزمة بعد فترة قصیرة من إعلان الدستور واضطراب الأوضاع. فقد أعلنت بالغاریا الاستقلال، وضمت النمسا أیضاً البوسنة والهرسک إلی أراضیها، واحتلت الیونان جزیرة کریت (إقریطش) (م.ن، 24؛ IA، ن.ص). وقد آثارت أزمة البلقان معارضة ضد الفئة الحاکمة أکثر من ذي قبل، وطلب البعض بإلغاء الدستور وتطبیق الشریعة (أحمد، 25)، ذلک لأن الحکومة الدستوریة کانت قد فقدت شعبیتها بسبب تضییعها للأراضي والکیان الوطني (لویس، 214). وفي هذه الأثناء استجوبت الاتحاد والترقي التي کان لها ممثلون کثیرون في المجلس العثماني، الصدر الأعظم کامل باشا، وطالبت المجلس بسلب الثقة منه، ولکنها لم تنجح، واعتُبر ذلک هزیمة کبری لهم (أحمد، 32-33). ومن جهة أخری، کانت الجبهة المعارضة للاتحاد والترقي تشتد یوماً بعد آخر بسبب استخدامها العنف وقیامها بإجراءات العزل و التنصیب التعسفیة والاعتباریة (لویس، 215) ودفاعها عن الأفکار الغربیة في المجتمع العثماني الإسلامي (IA، ن.ص)، بحیث کُتبت في بعض الصحف ومنها صحیفة سربستي (الحریة) مواضیع ضدها، واغتیل إثر ذلک مدیرها حسن فهمي (أحمد، 39).وقد نسب المعارضون هذا العمل إلی الاتحاد والترقي، وحولوا مراسم تشییع جثمان مدیر الصحیفة إلی تظاهرات ضد تلک الجمعیة، وحدث بعدها تمرد «31مارت» في إستانبول (م.ن، 39-42؛ لویس، ن.ص؛ لمزید من التفصیل، ظ: ن.د، الاتحاد المحمدي).
وهکذا فشلت الجمعیة، وهرب بعض أفرادها إلی خارج البلاد (أحمد، 42-41)، ولکنها لم تکن قد فقدت بعد نفوذها في مقدونیة بحیث إنها اتهمت السلطان عبدالحمید بإلغاء الدستور، ولم تعترف بمجلس الوزراء،وطالبت باعتقال المعارضین لها. وفي غضون ذلک قدم جیش سلانیک بذریعة قمع التمرد (31مارت) من سلانیک إلی إستانبول، وبعد أن سیطر الجیش علی المدینة، خلع «مجلسُ المبعوثان [النواب] والأعیان» السلطان عبدالحمید من السلطنة، واختیر أخوه محمد رشاد (محمد الخامس) في 24 نیسان 1909 (3 ربیع الآخر 1327)، وأُبعد عبدالحمید إلی سلانیک (م.ن، 43-45؛ تونایا، I/25؛ لویس، 217؛ کوران، 281).
ومنذ هذا التاریخ بدأت مرحلة أخری من تاریخ نشاط الاتحاد و الترقي: فواقعة 13 نیسان 1909 أثبتت عجز الجمعیة عن السیطرة الکاملة علی أمور البلاد، ومهدت الطریق لدخول العسکریین في مجال السیاسة، وأمسک محمود شوکت باشا من خلال إعلان الأحکام العرفیة بزمام الأمور، وأصبحت الاتحاد والترقي في الدرجة الثانیة من الأهمیة (أحمد، 48). وقد کانت جمعیة الاتحاد و الترقي تسعی في هذه المرحلة لتشارک في الحکم عبر کسب کراسٍ لها في المجلس، وإرسال مؤیدیها إلی الوزارات کمستشارین، حتی إنها استطاعت تعزیز مرکزها في البلاط من خلال تعیین خالد ضیا في منصب رئاسة مکتب الملک (م.ن، 50). وبعد فترة قصیرة انتخب إبراهیم حقي باشا للصدارة بعد استقالة حلمي باشا (ظ: ن.د، إبراهیم حقي باشا)، وانضم 3 من أعضاء الجمعیة إلی مجلی الوزراء (أحمد، 68-69؛ «دائرةالمعارف الترکیة»، XX/450). وبذلک استعادت الجمعیة تدریجیاً قوتها، ولکن قوتها هذه آلت إلی الضعف مرة أخری باستقالة إبراهیم حقي باشا التي حدثت إثر احتلال إیطالیا لطرابلس وضغوط المعارضین (کوران، 294؛ أحمد، 92-94)، وقد أدی ازدیاد السخط علیها في 1911م إلی تقویة المعارضین لها (لویس، 220-221). وبالإضافة إلی ذلک، فقد اتهمتها تلک التیارات المعارضة وکذلک العسکریون بسوء التدابیر السیاسیة ودفعها للتقاتل بین الإخوة وعدم تطبیق القانون والعمل علی إضعاف الحکومة، فنحوها عن السلطة (IA, XII(2)/373). کما ساعد علی ذلک نشوب حرب البلقان و هزیمة الدولة العثمانیة وفقدان بعض الولآیات (عن حرب البلقان، ظ: کوران، 307-316؛ أحمد، 112-120).
وفي 26 آذار 1913 وقعت أدرنة بید البلغار، ولکن عندما کانت دول البلقان منشغلة بالتنازع علی تقسیم الغنائم، واستعادت جمعیة الاتحاد والترقي أدرنة باغتنام هذه الفرصة (م.ن، 120). واسترجعت السلطة من خلال انقلاب عسکري في إستانبول (م.ن، 121-122)، وحکمت الإمبراطوریة العثمانیة دون منافس حتی 1918م، وهي سنة انحلالها. وفي هذه الفترة کانت السلطة الحققیة بید 3 من کبار الأعضاء في الاتحاد و الترقي وهم طلعت وأحمد جمال وأنور باشا وزیر الحربیة (IA، ن.ص؛ «دائرةالمعارف الترکیة»، XX/451).
وقد آثارت سلطة الاتحاد والترقي وسیاستها التي استمرت 10 سنوات قضایا متناقضة. وففي فترة حکمها فقدت الإمبراطوریة العثمانیة قسماً واسعاً من أراضیها في روم إیلي، وانفصلت بلغاریا عنها، وانضمت البوسنة والهرسک إلی النمسا؛ وسیطرت الیونان علی کریت ومقدونیة، فیما احتلت إیطالیا لیبیا (طرابلس الغرب)، وبذلک فقدت الإمبراطوریة أکثر من ملیون کم2 من مساحتها، و 5 ملایین نسمة من سکانها (أحمد، 152-153). وقد جعلوا الجیش العثماني تحت إمرة الأجانب من خلال إدخال الدولة العثمانیة في الحرب العالمیة الأولی التي نشبت بإصرار قادة الجمعیة، ومن أجل السیطرة مجدداً علی الأراضي التي کانت قد منحت إلی روسیا في 1878م (IA، ن.ص). وقد کان رؤساء الجمعیة مستعدین للقیام بأي عمل للوصول إلی السلطة والانفراد بها، وکان الضغط والتهدید و آثارة الرعب من العوامل المهمة لتعزیز مرکزهم (أحمد، 163). ویوسمهم التاریخ بالعنف، وهو مما لایخول من الصحة؛ ذلک لأنهم هم الذین کانوا یشیعون القتل والإرهاب وخاصة تدخل الجیش في الشؤون السیاسیة للإمبراطوریة (لویس، 227). ورغم أن الاتحاد والترقي قضت علی الآمال التي کانت تعلق علی الثورة الدستوریة (ن.ص)، إلا أن سلطتها کانت لها نقاط إیجابیة کثیرة أیضاً مهدت الطریق لظهور ترکیا الجدیدة (م.ن، 228). ومن منجزاتها الثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة مایلي:
طرح استقلال دارالفنون (الجامعة)، وتأسیس دارالحکمة الإسلامیة لإدارة الشؤونالدینیة، وتأسیس أرشیف ومکتبة وطنیة، وإنشاء الجمعیات الجغرافیة و السیاحیة والموسیقیة، وطرح قضیة حریة المرأة باعتبارها مووضعاً ثقافیاً، وتأسیس جمعیة رعایة الأطفال والهلال الأحمر وإطفاء الحریق ومنظمة الاستخبارات السریة (تشکیلات مخصوصة)، والترام، والتلفون، والبلدیات وما إلی ذلک (تونایا، I/34-35؛ لویس، ن.ص؛ IA, XII(2)/376).
وکانت سیاسة الاقتصاد الوطني من أهداف جمعیة الاتحاد والترقي. ولذلک فقد کانت تدعم المنتجات الداخلیة، وأسست بنک الاعتمادات الوطنیة (تونایا، I/35-36). وألغت في إطار تطویر البلاد «امتیازات الدول الأجنبیة» من جانب واحد وذلک من خلال استغلال ظروف الحرب (أحمد، 156-157).
وکانت الاتحاد والترقي تولي الأهمیة إلی إجماع الأمة التي هي فکرة إسلامیة في نفس الوقت الذي کانت فیه ذات نزعة وطنیة، ذلک لأنها کانت تتمتع بنفوذ واسع بین الناس (IA, XII(2)/375). کما کانت تعیر اللغة اهتماماً بالغاً من الناحیة الوطنیة و کذلکالدین الذي کان یربطها بالثقافة الإسلامیة (ن.م، (XII(2)/376-377.
شارکت الاتحاد والترقي طیلة فترة نشاطها في 3 دورات انتخابیة عامة، وشکلت 9 مؤتمرات حزبیة، کانت 4 مؤتمرات منها سریة، والبقیة علنیة. وقد بحثت في هذه المؤتمرات الخطة السیاسیة والتنظیمیة والبیانات التأسیسیة لها. ومن جملة ذلک المصادقة في المؤتمر الثاني علی التعلیم الإجباري والمجاني في المدارس الابتدائیة بلغة کل قومیة من القومیات التابعة للإمبراطوریة، وتدریس اللغة الترکی جنباً إلی جنبها (تونایا، I/82، الوثیقة رقم 13، المادة 10). وکماکان من مقررات المؤتمر الرابع في 1911م ضمان الرفاهیة والرخاء لعموم الشعب دون الالتفات إلی العرق والدین، وحفظ الاستقلال والسیادة الوطنیة (م.ن، I/83، الوثیقة رقم 14، المادة 1)، وفي 1913م صرحت الجمعیة في المؤتمر السادس باتجاها الحزبي السیاسي (م.ن، I/30-31). وقد تمت في هذا المؤتمر المصادقة علی البرنامج السیاسي المؤلف من 47 مادة، والبیان التأسیسة الداخلي المؤلف من 75 مادة (م.ن، I/106-118، الوثیقة رقم 17، 18). وتم عقد آخر مؤتمر للاتحاد و الترقي في نهایة الحرب العالمیة الأولی وبعد التوقیع علی معاهدة موندروس، وانتهی بالتصویت فیه لصالح حل الحزب وتأسیس حزب جدید باسم «التجدد». وبذلک، فقد کانت نهایة الحرب العالمیة الأولی نقطة نهایة نشاط حزب الاتحاد و الترقي، وفي نفس الوقت نهایة الحکم العثماني الذي استمر 600 سنة (م.ن، I/37).
رفیق، أحمد، عبدالحمید ثاني ودور سلطنتي، إستانبول، 1327هت؛ وأیضاً:
Ahmad, F., The Young Turks, Oxford, 1969; Bayur, Y. H., Türkinkilâbi tarihi, Ankara, 1983; Hanioğlu, M. Ş., Bir siyasal… Osmanli İttiha ve Terakki Cemiyeti ve Jön Türklük, Istanbul, 1985; JA; Kuran, A. B., Inkilâp tarihimiz ve Jön Türkler, Istanbul, 1945; Kutay, C., Türkiye istiklâl ve hürriyet mücadeleleri tarihi, Istanbul, 1962; Lewis, B., The Emergence of Modern Turkey, London, 1968; Ramsaur, E., Jön Türkler ve 1908 ihtilâli, tr. N. Ülken, Istanbul, 1972; Türk Ansiklopedisi, Istanbul, 1968-1984; Tunaya, T. Z., Türkiye’de siyasal partiler, Istanbul, 1984.
عليأکبر دیانت/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode