أبو الهیثم
cgietitle
1443/1/17 ۲۱:۳۸:۵۵
https://cgie.org.ir/ar/article/235795
1446/9/3 ۲۰:۰۴:۱۱
نشرت
5
أَبو الهَیثَم، أحمد بن الحسن الجرجاني، عالم وشاعر إسماعیلي المذهب من أواخر القرن 4 وأوائل القرن 5هـ. لم تصلنا عن حیاته سوی معلومات یسیرة، وقصاری ماقیل عنه إنه کان من المُوالین لآل الرسول الکریم (ص) ومحبیهم (ناصرخسرو، 217). ذکر بعض المصادر نسبه البوزجاني، أو الجوزجاني (صفا، 1/522)، إلا أن ناصرخسرو الذي کان یعیش في فترة قریبة من عصره و کان متفقاً معه في المذهب، ذکره مرات عدیدة في کتاب جامع الحکمتین لاسم الخواجه أبي الهیثم أحمد بن الحسن الجرجاني (ص 17، 19، 86).
ویبدو أن أبا الهیثم کان منشغلاً في التدریس والتعلیم أیضاً، وله تلامذة من بینهم محمد بن سرح (سرخ) النیسابوري الذي تتلمذ علیه لتسع سنوات علی مایقول هو نفسه (ص 109). ویری بعض الباحثین أن محمداً هذا هو والد أبي جعفر النسوي، أو النیسابوري، وقد کان أستاذاً لنظامي العروضي مؤلف چهار مقاله (صفا، 1/522، 623؛ کوربن، مقدمة جامع الحکمتین، 15، مقدمة شرح قصیدة، 2-3).
ورغم أن أبا الهیثم کان مشهوراً بین عوام الحکماء علی مایقول البیهقي (ص 132)، إلا أننا لانمتلک عنه تصنیفاً، أو کلاماً یمکن من خلاله معرفة مرتبته في الحکمة، ولکن یبدو أن إسماعیلیة أبي الهیثم لم تکن دون أثر في هذا الحکم، و ربما کان کلام البیهقي طعناً بمذهبه (کوربن، مقدمة جامع الحکمتین، 12). ورغم أنه لم یصلنا من آثاره سوی قصیدة فارسیة، إلا أن مما لاشک فیه أنه کانت له مصنفات في مجال معتقدات المذهب الإسماعیلي لاسیما و أنه کان من علماء ذلک المذهب، کما صرح بذلک محمد بن سرخ (ص 89).
وهناک اختلاف فیما یتعلق بعدد أبیات القصیدة المتبقیة منه، فعددها في جامع الحکمتین 82 بیتاً (ناصرخسرو 19-30، 313)، ولکن استناداً إلی ماقاله ناصرخسرو من أن أمیر بَدَخشان کان یحفظ القصیدة، وبعثها إلیه (ص 17)، فهناک احتمال قوي أنه نسي بعض الأبیات. ومن جهة أخری، فعلی الرغم من أن شرح محمد بن سرخ یشتمل علی 76 بیتاً، إلا أنه یشتمل علی 7 أبیات إضافیة لاتوجد في جامع الحکمتین (محمد بن سرخ، 2 و مابعدها؛ ناصرخسرو، ن.ص)، وبذلک یبلغ عدد أبیات القصیدة 89 بیتاً. وقد طرح في هذه القصیدة المعروفة بـ «چون و چرانامه» (آقا بزرگ، 9(1)/260) 91 سؤالاً «فلسفیاً و منطقیاً وطبیعیاً ونحویاً نجومیاً؟ و دینیاً و تأویلیاً» (ناصرخسرو، 313-314) حول أصول عقائد الاسماعیلیین.
وکما یبدو من کلامه (ظ: م.ن، 306)، فقد کان ینوي أن یجیب عن الأسئلة بالشعر، أو النثر، إلا أنه علی حد قول محمد بن سرخ «لم تتح له الفرصة للرد علیها و توفي حینها» (ص 2)، وقد کتب شرحان علی هذه القصیدة: أحدهما لمحمد بن سرخ النیسابوري، والآخر لناصرخسرو.
وقد قرر محمد بن سرخ أن یشرح القصیدة نزولاً عند رغبة الأصدقاء، ویقدم «أجوبة المسائل» (ن.ص). وکتب الشارح في توضیح أسلوب نهجه: «إن ماذکرته هنا قرأته من کتب الحکماء و کتبتهف کما إنني تتلمذت علی الخواجه أبي الهیثم لتسع سنوات، وکل ما أتیت به کنت قد سمعته منه، ولم آت بشيء من نفسي، فکتبت ماکان مکتوباً، وترکت ماقیل، کي أقوله ولا أبخل به إن طلبه مستحق» (ص 109) و«ترکنا ما هو غیرمکتوب، کي نقوله عند أوان القول» (ص 32). وبذلک یتضح أن محمداً أخفی علی عادة الإسماعیلیین حقائق و أسرار مذهبه، ورأی أن مثل هذه المواضیع یجب أن تنتقل من صدر لآخر، وإن لاترد في الکتب التي یمکن أن تقع في أیدي غیر أمینة.
ونحن نواجه عند دراسة شرح محمد بن سرخ الملاحظات التالیة: . استخدام الکلمات و الترکیبات الفارسیة البدیعة (مثلاً ظ: ص 7، 10، 18، 31، 32، 34، 44، 45، 49، 57).
2. الإتیان بشواهد شعریة من الدقیقي والرودکي وشهید [البلخي] وأبي شکور [البلخي] و أبي الطیب المصعبي (ص 27، 31، 43، 70).
3. انتقاد محمد بن کریا الرازي (ص 50، 51، 52) علی عادة العلماء الإسماعیلیین، مثل أبي حاتم الرازي في أعلام النبوة، وناصرخسرو في زاد المسافرین. وعلی حد قول محمد بن سرخ «إن محمد بن زکریا لم یأخذ الجوهر من منجمه، ولاالعلم من منهله، ویمکن الاستماع إلیه في الطب فقط، أما في الأمور الأخری فلا» (ص 52).
4. نقد متکلمي المعتزلة والفلاسفة علی عادة الإسماعیلیین (م.ن، 28، 86، 87).
5. ذکر اسم «الشیخ الیوناني» و نقل حدیث عنه بروایة یحیی النحوي (ص 30). تری، من هذا «الشیخ الیوناني»؟ إن کان المقصود منه أفلوطین مؤسس الأفلوطینیة الحدیثة، فلابد أن نقول إن شرح محمد بن سرخ هو أحد أوائل المصادر التي ذکر فیها هذا الفیلسوف، وهذه الملاحظة تشیر إلی اطلاع المفکرین الإسماعیلیین علی الأفکار الأفلوطینیة الحدیثة.
والشرح الثاني لقصیدة أبي الهیثم هو لناصرخسرو القباذیاني الذي یُعد شاعراً ومفکراً و من علماء و متکلمي المذهب الباطني. وقد تولی هذه المهمة في 462هـ/ 1070م، حیث کان في منفه بیمگان، و ذلک بناء علی طلب من عینالدولة علي بن أسد بن الحارث، الأمیر الإسماعیلي لمنطقة بدخشان (ص 17). وقد سمی شرحه المشتمل علی الجانبین المذهبي و الفلسفي جامع الحکمتین (ص 18). وینقده ناصرخسرو أحیاناً في شرحه لقصیدته، ویری أن البعض من الأسئلة لیس صحیحاً، ولایفي بالغرض، أو «حدث في کلام أخینا تناقض» في بعض المواضع (ص 122، 156، 307، 311). ومن جهة أخری، یذکر ناصرخسرو خلال شرحه المواضیع، بعضاً من «مصنفاته» و هي تحظی بأهمیة فائقة من منطلق معرفة آثاره.
آقا بزرگ، الذریعة؛ البیهقي، علي، تتمة صوان الحکمة، لاهور، 1351هـ؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ أدبیات در إیران، طهران، 1363ش؛ کوربن، هنري و محمدمعین، مقدمة جامع الحکمتین (ظ: همـ، ناصرخسرو)؛ م.ن، مقدمة شرح قصیدة (ظ: همـ، محمد ابن سرخ)؛ محمد بن سرخ النیسابوري، شرح قصیدۀ فارسي خواجه أبوالهیثم، تقـ: هنري کوربن و محمدمعین، طهران، 1334ش؛ ناصرخسرو، جامع الحکمتین، تقـ: هنري کوربن و محمدمعین، طهران، 1332ش.
صمد موحد/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode