أبو محمد الخازن
cgietitle
1443/1/12 ۱۶:۳۲:۱۷
https://cgie.org.ir/ar/article/235723
1446/9/3 ۲۰:۴۴:۰۵
نشرت
5
أَبو مُحَمَّدٍ الْخازِن، عبدالله بن أحمد الأصفهاني، شاعر و أدیب و خازن کتب الصاحب بن عبّاد (القرن 4هـ/ 10م). لاتتوفر لدینا معلومات دقیقة عن حیاته و تاریخ ولادته و وفاته وأصله نسبه و أساتذته، فأغلب المصادر اکتفت بحدیث موجز في هذا المجال. واقتصر حدیث المصادر التي تطرقت لحیاته علی ذکر مهام هذا الشاعر في بلاط الصاحب بن عباد (326-385هـ/ 938-995م)، ونقل ما أثنی علیه الثعالبي في یتیمة الدهر.
واختُلفت في اسم والده، فقد ذکره الثعالبي (3/321) و المافروخي (ص 50، مخـ) باسم أحمد. أما في المصادر المتأخرة، فقد ذکره الخوانساري (2/23) باس الحسین و علي خان المدني (1/57) محمد، والأمین 03/330) الحسن. وبما أن الشاعر کان منذ مطلع شبابه في خدمة الصاحب بن عباد (الثعالبي، ن.ص)، فیحتمل أنه وُلد في النصف الأول من القرن 4هـ. کما دن نسبة الأصفهاني للشاعر، و أنّ کلاً من الثعالبي (3/296) والمافروخي (ص 31) قد ذکراه في عداد مشاهیر أصفهان، یدلّان علی أن هذه المدینة کانت مسقط رأسه، وأنه قضی جلّ حیاته فیها. ففي هذه المدینة کانت مسقط رأسه، وأنه قضی جلّ حیاته فیها. ففي هذه المدینة مدّ الصاحب بن عباد بساط العلم و الأدب وأقام مجالسه الأدبیة الشهیرة. وقد التحق الشاعر – کما مر – ببلاطه منذ شبابه، وانشغل في تلک الفترة بإتمام علمه في النحو و اللغة وتفسیر القرآن والحدیث و ما إلی ذلک، ونمّی ذوقه الفني (ظ: العوفي، 62). وبفضل موهبته و قریحته الشعریة و علومه التي تلقّاها، حظي شیئاً فشیئاً بتکریم أکثر لدی الصاحب بن عباد، إلی أن انخرط في النهایة في سلک ندمائه و ملازمیه (الثعالبي، 3/321).
وتعود شهرة أبي محمد بـ «الخازن» إلی کونه خانز کتب الصاحب ابن عباد. وکانت هذه الخزانة التي تضم علی حد قول یاقوت (13/97) المُبالغ والمغالی فیه، 206,000 مجلد من الکتب، بحاجة ماسة إلی خازن عالم خاصة و قد کانت لهذا الخازن – کما جاء في المصادر – مهام أخری أیضاً، وفي مقدمتها حفظ وجمع رسائل الصاحب (م.ن، 6/177). وقد جمع أبومحمد من خلال هذا ثروة،حتی إنه علی حد قوله، کان قد امتلک ضیاعاً في أصفهان (الثعالبي، 3/324). وکانت تربطه علاقة أدبیة – فضلاً عن الصاحب – بکثیر من رجال أصفهان وأدبائها (العوفي، 61-62)، ولکنه أشار في الغالب إلی أبي العباس أحمد بن إبراهیم الضبي الذي تولی وزارة فخرالدولة الدیلمي بعد وفاة الصاحب، وکذلک أبي بکر الخوارزمي ابن أخت الطبري المؤرخ، وذکرهما بلقب الأستاذ (الثعالبي، 3/322؛ مدرس، 7/257).
وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن أبا محمد کان خازن کتب الصاحب وشاعره، ومدّاح فخرالدولة الدیلمي (الثعالبي، 3/333)، فیحتمل أن یکون شیعيّ المذهب.
حضر أبومحمد لفترة طویلة مجالس الصاحب في الري و جرجان وأصفهان، برفقة أدباء آخرین (م.ن، 3/189؛ یاقوت، 6/281-282؛ الصفدي، 9/134)، إلاأن هذه العلاقة الوثیقة بین هذا الخازن و الوزیر قد ساءت لأسباب لانعلمها. ویری الثعالبي أن سببه یعود إلی شباب أبي – محمد الخازن وقلةتجربته، ثم یضیف أنه أحیاناً کانت تصدر منه هفوات کان الصاحب یغض الطرف عنها، حتی جاوز الأمر الحدود المعقولة، فانبری الصاحب إلی تأدیبه و عزله، فولی أبومحمد إثر ذلک هارباً من بلاطه و تشرد و هام علی وجهه في أرض العراق و الشام و الحجاز (3/321- 322)، إلا أنه عاد بعد 10 سنوات إلی دیاره بعد أن حجّ في الکعبة. وکلّ مانعرفه في هذا الصدد یعود إلی معلومات أوردها نفسه في رسالته المعروفة، ویبدو أن المصادر الأخری استقتأخبارها في هذا الشأن من هذه الرسالة نفسها. وقد ذکر في هذه الرسالة التي بعثها لصدیقه القدیم أبي بکر الخوارزمي، موجزاً عن تشرده و اضطراب أحواله الذي استمر لعدة سنوات، وعن آلامه و حرمانه المتمثل في مفارقته بلاط الصاحب. و قد سعی أبومحمد في أصفهان متوسلاً بوساطة أبي العباس، إلی کسب رضی الصاحب ثانیة، وقد کان الأخیر آنذاک في جرجان، فحث أبا العباس في رسالة مطولة شائقة علی أن یشفع له لدی الصاحب (م.ن، 3/322- 323)، فما کان من أبي العباس إلا أن بعث برسالة إلی الصاحب عبّر فیها عن سروره لعودة أبي محمد، و طلب إلیه أن یتعهده برعایته مرة أخری. وأخیراً استقبله الصاحب بحرارة و أحاطه بعقوه وعنایته (بهمنیار، 172). ولیدلّ استشهاد الصاحب في جوابه له (الصعالبي، 3/197؛ ابن خلکان، 1/4149 بالآیات: «ألم نُربِّک فینا ولیداً...» (الشعراء/ 26/18-19) علی العلاقة الوطیدة و المحبة التي کانت تجمع بینهما سابقاً. و علی أیة حال، فبمجرد أن استلم أبومحمد جواب الصاحب المفعم بالحب، توجه إلی جرجان و الشوق یحدوه للالتحاق بحضرته (الثعالبي، 3/322-323).
ولانعلم علی وجه الدقة عاقبة أبي محمد و تاریخ و محل وفاته، کما هو الحال في تاریخ ولادته، إلا أننا نعلم أنه کان حیاً إلی بضع سنوات بعد وفاة الصاحب، ذلک أنه هو الذي بادر إلی إبلاغ فخرالدولة الدیلمي بوفاة الوزیر (بهمنیار، 52)، وإنشاد قصیدة في رثائه (الجرفادقاني، 113). ولم یتبق من هذا الشاعر الإیراني الأصل الفارسي اللسان سوی بضعة أشعار بالعربیة. وفیما یتعلق بأشعاره هذه، فرغم وجود إبداعاتها الکثیرة التي بفوح منها أحیاناً أربج الثقافة الإیرانیة، إلا أنه لایمکن إبداء رأي من حیث تأثرها بالأدب الفارسي . وقد بلغ مانبقی من أشعاره 320 بیتاً، جمع الثعالبي أکثرها في الیتیمة (3/220- 221، 232، مخـ)، وفضلاً عن ذلک، فقد نقل المافروخي 6 أبیات من أشعاره (ص 50، 76، 108)، والراغب الأصفهاني 6 أبیات أخری (2/522، 4/412، 540) والجرفادقاني 6 أبیات في رثاء الصاحب (ص 113-114).
وقد استحسن الصاحب وارتضی بسهولة شعر أبي محمد لقوته و متانته وامتزاجه بالرقة و الجزالة: مرة عندما أنشد إحدی قصائده في مدحه، حیث بلغ اهتزازه لها حدّاً بحیث «زحف عن دسته طرباً». وأخذ نسخة القصیدة منه وانهمک في مطالعتها، ثم خلع علیه من الخلع و منحه من الصلات الشيء الکثیر (الثعالبي، 3/191- 192؛ یاقوت، 6/272- 274).
طرق أبومحمد أغلب أعراض الشعر الشائعة، بدءاً بالمدح و الوصف والغزل، وانتهاء بالرثاء والشعر الأخلاقي، إلا أن المدح هو الغالب علیه. وبناء قصائده محکم ومتین و تتوفر فیه جمیع خصائص الشعر في عصره، ومن بینها النزوع إلی الصنعة و التصویر، و المیل إلی المحسنات اللفظیة. وقد کان الثعالبي معجباً بشعره إلی حد کبیر، بحیث عدّ قصیدته الاعتذاریة التي نظمها خلال سنوات بُعده عن بلاط الصاحب، أحسن و أبلغ من اعتذارات النابغة الذبیاني إلی النعمان، و إبراهیم بن المهدي إلی المأمون، وعلي بن الجهم إلی المتوکل (3/326-327)، وشبّه شعره بعقد النحر (3/325)، وشبهه هو نفسه بنجم یضيء سماء العلم و الأدب في أصفهان (3/321).
ویبدو أن أبامحمد کان قد جمع بنفسه أشعاره في دیوان، إلا أنه تعرض لغارة اللصوص أثناء سفره إلی بغداد، فسُلبت منه جمیع أمواله ومن جملتها کتبه و دیوان شعره (م.ن، 3/324).
وقد وصلتنا منه قطعتان في النثر تشتملان علی جمیع خصاص النثر في عصره، و یبدو فیهما تأثره الواضح بنثر الصاحب بن عباد (ظ: البستاني). والقطعة الأولی هي رسالته التي کتبها إلی أبي بکر الخوارزمي، وشرح فیها أحواله منذ مفارقته بلاط الصاحب و حتی عودته إلی جرجان. و قد عدّها الثعالبي آیة في الفصاحة و البلاغة العربیة، وهي تشتمل علی لطائف الصنعة (3/325).والقطعة الثانیة هي أیضاً خطاب وجهه إلی أبي بکر الخوارزمي بخصوص «الداریّات» (لنص الخطاب، ظ: م.ن، 3/203). ویعود موضوع «الداریات» إلی أن الصاحب بنی في 347هـ/ 958م بیتاً شامخاً في محلة «باب دریة» بأصفهان، عرف فیما بعد باسم محلة الصاحب، و في یوم الانتقال إلی هذا البیت الجدید أنشد کلّ واحد منالشعراءقصیدة في وصفه، فاشتهرت مجموعة تلک القصائد باسم «الداریات» (بهمنیار، 173).
ابن خلکان، وفیات؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ البستاني؛ بهمنیار، أحمد، صاحب بن عباد، تقـ: محمد إبراهیم باستاني پاریزي، طهران، 1334ش؛ الثعالبي، عبدالملک، یتیمة الدهر، بیروت، دار الکتب العلمیة؛ الجرفادقاني، ناصح، ترجمۀ تاریخ یمیني، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ الخوانساري، محمدباقر، روضات الجنات، طهران، انتشارات إسماعیلیة؛ الراغب الأصفهاني، حسین، محاضرات الأدباء، القاهرة، 1287هـ/ 1870م؛ الصفدي،خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: فان إس، بیروت، 1402هـ/ 1982م؛ علي خان المدني، أنوار الربیع، تقـ: شاکر هادي شکر، النجف، 1388هـ/ 1968م؛ العوفي، محمد، لباب الألباب، تقـ: سعید نفیسي، 1335ش؛ القرآن الکریم؛ المافروخي، مفضل، محاسن أصفهان، تقـ: جمالالدین الحسیني الأصفهاني، طهران، 1312ش/ 1933م؛ مدرس، محمدعلي،ریحانة الأدب، تبریز، 1346ش؛ یاقوت، الأدباء.
عزت ملاإبراهیمي/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode