الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبو مسلم الأصفهاني /

فهرس الموضوعات

أبو مسلم الأصفهاني

أبو مسلم الأصفهاني

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/12 ۱۷:۲۷:۴۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبو مُسْلِمٍ الْأَصفَهانيّ، محمد بن بحر المعتزلي (254-322هـ/ 868-934م)، کاتب و نحوي و أدیب و متکلم و مفسر،و من رجال الدولة العباسیة. لاتتوفر لدینا معلومات وافیة عن حیاته و خاصة عن النصف الأول من عمره، و قصاری ما توفرنا علیه هو أن بعضاً من التقاریر التاریخیة المتفرقة تشیر إلی أنه ربما ولد في أصفهان، وبدأ دراسته فیها، ثم رحل إلی بغداد لمواصلة الدراسة. وقد أخبر أبومسلم نفسه عن حضوره في بغداد (ظ: القمي، 218)، ولکن تاریخه لیس معلوماً بدقة.وقد تحدث أبوالفرج الأصفهاني عن لقاء أبي مسلم بالبحتري (18/170)، وعلی هذا فمن المفترض حضوره بغداد قبل 279 هـ عندما غادرها البحتري للأبد. ویمکننا احتمال أنه تعرّف فیها إلی العالم المعتزلي المبرز أبي القاسم البلخي الکعبي (تـ 319هـ/ 931م)، وکذلک علي بن عیسی ابن الجراح (تـ 334هـ/ 946م) أحد رجال دولة بني العباس الشهیرین، و من المحتمل أنه درس أیضاً لدی أستاذ البلخي أبي الحسن الخیاط المعتزلي.

لقد أدی التقارب بین أفکار و عقائد المعتزلة و الزیدیة إلی أن ینخرط العالمان المعتزلیان أبومسلم و أبوالقاسم البلخي في بلاط العلویین في طبرستان بعد عودتهما إلی إیران. و کان أبوالقاسم خلال السنوات التي سبقت 287هـ کاتباً لمحمدبن زید الداعي (حکـ 270-287هـ) حاکم طبرستان العلوي (التنوخي، 4/107). وقد أیّد ابن اسفندیار أیضاً حضوره برفقة أبي القاسم البلخي و الناصر الکبیر الحسن بن علي في مجلی لدی محمد بن زید الداعي (1/251؛ قا: مادیلونغ، 87، 121، 221؛ القاضي عبدالجبار، 299).

وقد بدأ تعاون أبي مسلم مع حکومة العباسیین منذ 300هـ/ 913م، واختیر من قبل الخلیفة المقتدر بالله (حکـ 295-320هـ) حاکماً لأصفهان و فارس، و رئیساً لبعض المناصب الدیوانیة الأخری (التنوخي،ن.ص؛ أبوعلي مسکویه، 5/60؛ یاقوت، 18/36).

وقد جاء في تاریخ قم أنه کان والیها و عاملها في 309هـ، کما أنه قام بمسح لهذه المدینة في تلک السنة، وفصل خراج العرب عن خراج العجم (القمي، 106، 142).

لم یعد أبومسلم مفسراً للقرآن فحسب، بل إنه کان مطّلعاً علی صنوف العلم أیضاً (التنوخي، ن.ص). وکان متمکناً من الأدب العربي، و ینظم الشعر بالفارسیة و العربیة (یاقوت، 18/36- 38؛ السیوطي، 1/59). کما کان فصیحاً للغایة، وذا حظ وافر من الذکاء والمواهب (القاضي عبدالجبار، 323)، مما أدی إلی أن یحظی باهتمام وإطراء الآخرین. وقد أشار المافروخي إلی المجلس الذي کان قد انعقد بحضور الخلیفة، وروی الحدیث العذب والشائق الذيتفوه به أبومسلم في ذلک المجلس في وصف المکان الذي کان یعیش فیه (ص 9). ومن المحتمل أن تکون هذه المیزات هي الدافع في اشتیاق شخص مثل علي بن عیسی له، رغم أن بعض الباحثین قد أرجأ ذلک إلی نزعاته الاعتزالیة (باون، 41).

 

عقائده وآراؤه

لم نعثر إلا علی معلومات قلیلة جداً عن أفکاره وآرائه، و ذلک لفقدان جمیع مؤلفاته. وضعه ابن المرتضی (ص 91) في الطبقة الثامنة من طبقات المعتزلة. و مع الأخذ بنظر الاعتبار دراسته في بغداد و تعرّفه إلی البلخي، فینبغي أن نعدّه من معتزلة مدرسة بغداد. ولایبدو أن أبا مسلم قد أبدی آراء مهمة في أوانه بشأن أفکار المعتزلة وأصول عقائدهم، إذ لو کان الأمر کذلک لنقلت عنه کشأن آراء الکثیر من المفکرین المعتزلة ولخضعت للنقد و الدراسة. ومع ذلک فالظاهر أنهم کانوا یعتبرونه مفسراً صاحب رأي وثقة، إذ نقل متکلمون و مفسرون کبار مثل القاضي عبدالجبار و الشریف المرتضی و فخرالدین الرازي والطبرسي آراءه في تفسیر الآیات في مواضع عدیدة من مؤلفاتهم سواء بالتأیید، أو النقد (الشریف المرتضی، 1/13، 2/99؛ فخرالدین، 2/27، 6/26؛ الطبرسي، 1/81، 2/65).

ومن بین آراء أبي مسلم البارزة و امهمة عقیدته في نسخ آیات القرآن. وقد ورد اسمه في الکثر من الکتب المتلعقة بعلم الأصول و التفسیر ذیل مبحث النسخ، کشخص خرق إجماع العلماء في هذا المضمار، إلا أن هذه المصادر التي کانت تخطئ أحیاناً في ضبط اسمه (البخاري، 3/157؛ الإسنوي، 2/560؛ ابن أمیر الحاج، 3/44)، لم تبد رأیاً ثابتاً حول رأیه الدقیق فیما یتعلق بالنسخ. فقد قال البعض إنه أنکر وقوع النسخ مطلقاً رغم اعتباره لدیه جائزاً عقلاً (الآمدي، 3/106؛ ابن الحاجب، 154)، وقال البعض إنه أنکر وقوع النسخ في الشریعةالواحدة (ابن أمیر الحاج، ن.ص)، لکنو کما قال فریق منهم، فإن مثل هذه الآراء لاتجوز لمسلم مؤمن مطّلع علی مبادئ الإسلام، ذلک لأن نسخ شرائع الیهود و المسیحیة من قِبل الشریعة الإسلامیة، وکذلک نسخ الکثیر من الأحکام مثل تغییر القبلة من بیت المقدس إلی الکعبة هي من مسلمات الدین و ضروریاته (م.ن، 3/45). و قد أدی ذلک إلی إبداء وجهات نظر غیر مستساغة حول أبي مسلم إلی درجة أن البعض أخرجوه من دائرة الإسلام (البخاري، ن.ص)، کما لم یر البعض کلامه في هذا المضمار جدیراً بالاهتمام و الدراسة (الشوکاني، 185).

ویبدو أن رأي أولئک الذین عدوه منکراً لوقوع النسخ في آیات القرآن فقط – لابشکل مطلق – أکثر صحة. یقول البیضاوي (ص 39-40): لم یکن أبومسلم معتقداً بنسخ بعض آیات القرآن بعضها الآخر، و کان یعول في إثبات رأیه علی الایة الکریمة: «لایأتیه الباطل من بین یدیه ولامن خلفه» (فصّلت/ 41/ 42). وهو یری أنه لو کان في القرآن نسخ لأتاه الباطل في الحقیقة ولخالف النص الصریح للآیة الکریمة (فخرالدین، 3/230؛ ابن أمیر الحاج، 3/44؛ الإسنوي، 2/562). وهناک أدلة أخری أوردها أبومسلم لإثبات رأیه (ظ: شریف، 97-99).

وقد انبری البعض إلی رفع الاختلاف بین أبي مسلم و جمهور العلماء في هذا المجال، فقالوا إن نزاعه مع الآخرین هو نزاع لفظي، وإن أبامسلم لم یکن في الحقیقة منکراً للنسخ و إنما سماه «تخصیصاً» فقط، وکان یعتقد أن حکم المنسوخ هو حکم موقت و مقصور، تنتهي مدته بورود الناسخ. و بهذا فقد رأی أنه «قصر للحکم علی بعض الأزمان، فهو کالتخصیص في الأعیان» (ابن أمیر الحاج، 3/45). وعلی أیة حال، فإن إصدار الحکم في هذا الصدد لیس بالهین، و قصاری مایمکن قوله إن أبامسلم کان یسعی إلی الهروب من قبول النسخ و ذلک بتأویل النصوص القرآنیة دون إنکاره (ظ: فخرالدین، 5/67، 6/169-170، 10/86، 29/272؛ البیضاوي،39-40). وربما کان رأي أبي مسلم بشأن النسخ ردّ فعل إزاء الرأي المتطرف لطائفة من العلماء الذین عدّوا الکثیر من آیات القرآن التي یمکن التوفیق بینها بنحو من الأنحاء مثل «التخصیص» و غیره، في عداد الآیات الناسخة و المنسوخة (شریف، 99).

آثاره: نُسب إلیه في المصادر المتقدمة مؤلفات لم یصلنا أيمنها، و من جملتها: 1. جامع التأویل لمحکم التنزیل، و هو تفسیر ألّفه علی أساس معتقدات المعتزلة (ابن الندیم، 151)، و کان في 14 مجلداً کما ذکر یاقوت (18/36). ویحظی هذا التفسیر بشهرة و مکانة خاصة بین المعتزلة، حتی إن القاضي عبدالجبار حینما تحدث عن أبي مسلم في طبقات المعتزلة، قام بالتعریف به و بتفسیره أیضاً (ص 299). و مما یزید من أهمیة هذا التفسیر هو أن المفسرین الذین تلو أبا مسلم، المعتزلة منهم و الشیعة، قد أفادوا منه کثیراً، ویمکننا أن نذکر من بینهم: القاضي عبدالجبار المعتزلي، والحاکم الجُشَمي (زرزور، 161-162) و الشریف المرتضی (1/13، 367، 2/99، 234، 304، 305) و الطبرسي (1/81، 2/65، مخـ) و أبوالفتوح الرازي (1/371-372، مخـ). و قد أطری الشیخ الطوسي أیضاً في مقدمة تفسیر التبیان علی تفسیر أبي مسلم، إلا أنه عاب علیه استرساله في الکلام الذي لاطائل منه (ص 1-2). کما نقل فخرالدین الرازي کثیراً من هذا التفسیر (5/67، 6/16، 169، مخـ)، وقد جمع أحد العلماء الهنود المعاصرین هذه المنقولات و طبعها بشکل مستقل باسم ملتقط جامع التأویل لمحکم التنزیل (الأنصاري، 11). وقد عدّ البعض تفسیر جامع التأویل تفسیراً فصیحاً للغایة وأفضل من التفاسیر الأخری لاشتماله علی المعاني اللطیفة (القاضي عبدالجبار، 323)؛ 2. مجموعة الرسائل (ابن الندیم، ن.ص)؛ 3. الناسخ و المنسوخ؛ 4. کتاب في النحو (یاقوت، ن.ص).

 

المصادر

الآمدي، علي، الإحکام في أصول الأحکام، تقـ: إبراهیم العجوز، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ ابن إسفندیار، محمد، تاریخ طبرستان، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1320ش؛ ابن أمیر الحاج، محمد، التقریر و التحبیر، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ ابن الحاجب، عثمان، منتهی الوصول و الأمل، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ ابن المرتضی، أحمد، طبقات المعتزلة، تقـ: دیفلد فلزر، بیروت، 1380هـ/ 1961م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوعلي مسکویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: هـ. ف. آمدروز، القاهرة، 1332هـ/ 1914م؛ أبوالفتوح الرازي، روح الجِنان و روح الجَنان، تقـ: علي أکبر الغفاري، طهران، 1382هـ؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، بیروت، 1390هـ/ 1970م؛ الإسنوي، عبدالرحیم، نهایة السؤل، بیروت، عالم الکتب؛ الأنصاري، سعید، مقدمة جامع التأویل لمحکم التنزیل، کلکتا، 1340هـ؛ البخاري، عبدالعزیز، کشف الأسرار، بیروت، 1394هـ/ 1974م؛ البیضاوي، عبدالله، منهاج الوصول، القاهرة، عالم الکتب؛ التنوخي، محسن، نشوار المحاضرة، تقـ: عبود الشالجي، بیروت، 1391هـ؟ 1971م؛ زرزور، عدنان، الحاکم الجشمي و منهجه في تفسیر القرآن، بیروت، 1391هـ/ 1971م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/ 1964م؛ شریف العمري، نادیة، النسخ في دراسات الأصولیین، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ الشریف المرتضی، علي، أمالي، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1373هـ/ 1954م؛ الشوکاني، محمد، إرشاد الفحول، بیروت، دارالکفر؛ الشیخ الطوسي،محمد، التبیان، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ الصابي، هلال، الوزراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1958م؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البیان، بیروت، دار مکتبة الحیاة؛ فخرالدین الرازي، التفسیر الکبیر، القاهرة، 1313هـ؛ القاضي عبدالجبار بن أحمد، «فضل الاعتزال»، فضل الاعتزال و طبقات المعتزلة، تقـ: فؤاد سید، تونس، 1406هـ/ 1986م؛ القرآن الکریم؛ القمي، الحسن بن محمد، تاریخ قم، تجـ: الحسن بن علي القمي، تقـ: جلال‌الدین الطهراني، طهران، 1361ش؛ مادیلونغ، فیلفرد، أخبار أئمة الزیدیة، بیروت، 1987م؛ المافروخي الأصفهاني، مفضل، محاسن أصفهان، تقـ: جلال‌الدین الحسیني الطهراني، طهران، 1312ش؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

Bowen, H., The Life and Times of ‘Ali ibn ‘Isā, Cambridge, 1928.

مسعود حبیبي مظاهري/ خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: