أَبو الْفَرَج الْسِّجزيّ، شاعر إیراني من أواخر القرن 4هـ/ 10م. وکان – کما یظهر من نسبته – سجستاني الأصل. و استناداً ذلی قول دولتشاه السمرقندي الذي یعد کتابه أهم مصدر حیاته، فإنه اشتهر بنظم الشعر علی عهد الأمیر أبي علي السیمجوري (حکـ 378-387هـ/988-997م)، وشق طریقه إلی السیمجوریین، وانبری لمدح کبارهم و حظي لدیهم بإنعام و إکرام کبیرین، ونال شهرة و مقاماً (ص 33).

وقیل إنه خلال الحروب التي نشبت بین السیمجوریین والغزنویین للاستیلاء علی خراسان، هجا في أشعاره آل سبکتکین بأمر من السیمجوریین، لهذا عندما هزم أبوعلي و قتل (الگردیزي، 371، 374-375)، نقم علیه السلطان محمود و أصدر أمراً بقتله و مصادرة أمواله، إلا أن تلمیذه العنصري (تـ 431هـ/ 1040م)، بادر للشفاعة فیه، فعفا السلطان عنه و وضعه و أمواله تحت تصرف العنصري، فأعاد إلیه هذا نصف ممتلکاته بعد تقییمها. لذا فقد نظم أبوالفرج قصائد في مدح العنصري (دولتشاه، 33-34)، مما لم یبق منه شيء الان.

واستناداً إلی قول دولتشاه فإن أبا لفرج کان شاعراً قدیراً للغایة و ذا أسلوب، وله مقام الاستاذیة بالنسبة لشعراء کبار مثل العنصري و منوچهري (ص 33)، لکن لم یرد ذکر لأبي الفرج في دواوین العنصري و منوچهري الموجودة الآن.

ورغم أن دولتشاه یشیر إلی الأشعار و القصائد التي نظمها أبوالفرج في هجاء الغزنویین و مدح العنصري (ن.ص)، وأن أوحدي ذکر أنه شاهد بعینیه 200 قصیدة له (ص 23)، إلا أنه لایوجد الیوم سوی 3 أبیات له یشکو فیها الزمان بلغة رصینة، ویقول أوحدي إن هذه الأبیات الثلاثة أیضاً هي لیست له، بل للرودکي (ن.ص)، ویضیف أن أکثر الناس اعتبروا أبا الفرج السجزي هو نفسه أبا الفرج الروني (ص 20-23). فإذا اعتقدنا بصحة کلام أوحدي هذا فإن عبارته الأخری، أي صحة انتساب 200 قصیدة لأبي الفرج السجزي، تصبح موضعاً للشک بشکل أکبر.

المصادر

أوحدي البلیاني،محمد، عرفات العاشقین، مخطوطة مکتبة ملک، رقم 5324؛ دولتشاه السمرقندي، تذکرة الشعراء. طهران، 1338ش؛ الگردیزي، عبدالحي، تاریخ، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، 1363ش.

محمد عبدعلي/ هـ.