أبوغالب الزراري
cgietitle
1443/1/8 ۲۳:۲۶:۴۴
https://cgie.org.ir/ar/article/235618
1446/9/3 ۱۴:۱۷:۱۶
نشرت
5
أَبوغالِبِ الْزُّراريّ، أحمد بن محمد بن أبي طاهر محمد البغدادي (27 ربیع الآخر 285- جمادی الآخرة 368هـ/ 23 أبار 898- کانون الثاني 979م)، محدث إمامي شهیر. یُنسب إلی آل أعین الذي یعد من أکبر البیوت الإمامیة وأشهرها في الکوفة في القرون 2-4هـ/ 8-10م. کان أبوغالب یُعد منبني الجهم الذین کانوا بدورهم من بطن بکیر بن أعین، وقد کان أفراد هذا الفرع یعرفون بالبکریین (أبوغالب، 116؛ الشیخ الطوسي، الفهرست، 55)، إلا أنهذا الفرع عُرف بالزراري أیضاً منذ أن أطلق الإمام الهادي (ع) – حسب روایة أبي غالب (ص 117) – علی سلیمان جدّ أبي غالب، أو الإمام العسکري (ع) – حب روایة الشیخ الطوسي (ن.م، 55-56) – علی أبي طاهر محمد بن سلیما لقبَ الزراري. ولأن أم الحسن بن الجهم کانت ابنة عبید بن زرارة، فقد کان أبوغالب نفسه أیضاً منسوباً إلی زرارة (أبوغالب، 116). ویبدو أن ابن شهرآشوب قد أخطأ في نسبه، فذکره بالرازي بدلاً من الزراري، ولذا عدّ من أهل الري (ص 19؛ أیضاً ظ: ابن داود، 41-42، الذي رد کونه رازیاً). أما جدته من أبیه فهي فاطمة بنت جعفر بن محمد بن حسین الرزاز (أبوغالب، 140)، ووالدته فهي أم الحسین بنت عیسی بن علي بن محمد ابن عیسی بن زیاد القیسي النِّستري (م.ن، 141).
یبدو أنه ولد في الکوفة التي کانت موطن أسرته، ونشأ فیها، وکان له بها بیت کما ذکر هو نفسه (ص 124). وعلی أیة حال، فإن المرحلة الأخیرة من عمره قد قضاها في بغداد، وتوفي فیها أیضاً (الغضائري، 193؛ الشیخ الطوسي، رجال، 443). وتوفي أبوه ولم یکن له من العمر سوی 5 سنوات (أبوغالب، 149). وقد تربی تحت کفالة جده محمد بن سلیمان الذي توفي في 300 أو 301هـ (ظ: ن.ص؛ أیضاً النجاشي، 347). أرسله جده في البدء إلی الکتّاب (أبوغالب، 150). وبعد 297هـ حیث دخل عبدالله بن جعفر الحمیري الکوفي، أخذه جده إلیه وله من العمر 12 سنة، وسمع منه الحدیث تیمناً، کما قرأ علیه قرب الإسناد وبعض الکتب الأخری، ونال منه الإجازة أیضاً. کما سمع الحدیث من جده وکذلک من عم أبیه علي بن سلیمان، وخال أبیه محمد بن جعفر الرزاز، ومشایخ کبار آخرین أمثال أحمد بن إدریس القمي وأحمد بن محمد العاصمي و جعفر بن محمد بن مالک الفزاري البزاز (م.ن، 149-150؛ آقابزرگ، 287). کان مربیه علی حد قوله جعفر بن محمد ابن مالک، ذلک لأن جده محمد بن سلیمان قد أخذه بعد إنهائه دروس الکتّاب إلی ابن عم جعفر بن محمد بن مالک، أي الحسین بن علي بن مالک الذي کان من فقهاء الشیعة، فعمل في حارة البزازین، وتعرّف علی جعفر بن محمد لدی الحسین بن علي، وتربی لدیه (أبوغالب، 150). ومن مشایخه الآخرین في هذه الفترة أبوجعفر محمد بن الحسن بن مهزیار الأهوازي (ن.ص). وفي هذه الفترة أیضاً سمع الحدیث من رجال الواقفة مثل حمید بن زیاد و أبي عبدالله بن ثابت وأحمد بن محمد بن ریاح (ن.ص). وعندما بلغ الثامنة والعشرین رزق بولد سماه أبا العباس عبیدالله (م.ن، 151)، ویبدو أنه کان ابنه الوحید، وقد ذکره الخطیب البغدادي (10/378) باعتباره کاتباً، ویبدو أنه کان أدیباً فحسب، ولم تکن له ید طولی في الحدیث.
ابتلي أبوغالب حوالي سنة 314 هـ و مابعدها، وبالضبط في الفترة التي کان القرامطة قد استولوا فیها علی الکوفة (سنة 312، ظ: ابن الأثیر، 8/155)، بابتلاءات عدة، فقد سُلبت أمواله، وأسره القرامطة، وعاش في الأسر لفترة، حتی حرر نفسه بعد أن دفع مبلغاً من المال (أبوغالب، 124، 144- 145، 151؛ الشیخ الطوسي، الغیبة، 306-307). وبعد ذلک اضطر إلی السفر، و غادر الکوفة لمدة غیر معلومة (أبوغالب، 151). وفي 325هـ/ 937م فَقَدَ قسماً آخر من أمواله في الحادثة المتعلقة بعمران بن یحیی العلوي (م.ن، 145). وقد کان في البصرة في 348هـ/ 959م (م.ن، 164)، وفي 350هـ ذهب للحج و جاور مکة لمدة سنة (م.ن، 151). وبعد سفر الحج عاد إلی العراق، إذ ذُکر حصوره في بغداد في 352هـ (م.ن، 152). لانعلم علی وجه الدقة سنة دخوله بغداد للإقامة کلیة فیها، إلا أننا نعلم أنه کان یسکن محلة سویقة غالب في 356هـ (الشیخ الطوسي، الغیبة، 304). وکان قد ذهب إلی بغداد أیضاً في أیام شبابه، وذکروا نقلاً عنه أنه کان قد التقی في أحد هذه الأسفار أباجعفر محمد بن علي ابن أبي العزاقر الشلمغاني (ن.م، 302-304). تلقی الحدیث في بغداد من مشایخ کبار. و قد توفي کما قلنا فیها، ودفنه الحسین بن عبیدالله الغضائري في مقابر قریش، ثم في الغري (النجف) (الغضائري، 193).
ومشایخه الآخرونهم: ابن عقدة الکوفي و أحمد بن محمد بن لاحق الشیباني و عبیدالله بن أبي زید، المعروف بأبي طالب الأنباري و أبوالحسن علي بن الحسین القمي السعد آبادي الذي عبّر عنه أبوغالب بـ «مؤدبي» و علي بن سلیان بن مبارک القمي و محمد بن إبراهیم ابن أبي زینب النعماني ومحمد بن أحمد بن داود القمي و محمد بن أحمد الصفواني – و قد کان الثلاثة الأخیرین من أقرانه – و محمد بن همام بن سهیل أبوعلي الإسکافي، والأهم منهم جمیعاً محمد بن یعقوب الکلیني الذي کان یروي عنه الکافي بالقراءة حیناً و بالإجازة حیناً آخر، واستنسخ بعضاً من أجزاء الکتاب لنفسه (أبوغالب، 127، 129، 136، 162، 176-177، 179، 180، 181؛ أیضاً ظ: النجاشي، 232).
ومن تلامذته ورواته: أبوطالب بن عَزوَر الأنماطي وأحمد بن عبدالواحد ابن عبدون و أبوالعباس ابن نوح السیرافي و ابن عیاش الجوهري و الحسین بن عبیدالله الغضائري الذي کان قد قرأ علیه کتبه لعدة مرات، وعلي بن محمد بن یوسف أبوالحسن الفارسي و الشیخ المفید وهارون بن موسی التَلعُکبري الذي سمع منه الحدیث في 340هـ، وحفیده محمد بن عبیدالله الذي کان قد کتب له رسالته المعروفة ومنحه فیها إجازة نقل الحدیث (أبوغالب، 111، 153؛ النجاشي، 112؛ الشیخ الطوسي، رجال، 443، الغیبة، 302، الفهرست، 55-56؛ ابن طاووس، فلاح...، 245).
اعتبره الرجالیون ثقة وأثنوا علیه وذکروه بتعابیر مثل: «جلیل القدر» و «کثیر الروایة» و «شیخ الأصحاب» (الغضائري، ن.ص؛ النجاشي، 84؛ الشیخ الطوسي، رجال، أیضاً الفهرست، ن.صص).
رُزق من ابنه عبیدالله بحفید سُمي بأبي طاهر محمد، وقد کان من الأدباء و المؤلفین، وذُکر اسمه في عداد رواته (ظ: أبوغالب، 152؛ النجاشي، 398). ذکر النجاشي أن نسله قد انقرض سوی عن طریق ابنة ابنه (ص 84).
فضلاً عن رسالته المعروفة، فقد کانت له الآثار التالیة: الإفضال؛ التاریخ (ناقص)، فیما یقرب من 1,000 ورقة؛ دعاء السفر (أو أدعیة السفر)؛ مناسک الحج، في نسختین صغیرة و کبیرة، وکذلک بضعة أجزاء من الحدیث (أبوغالب، 180-181؛ النجاشي، أیضاً الشیخ الطوسي، الفهرست، ن.صص). و ربما کان له أیضاً جزء في الأدعیة غیر دعاء السفر (ظ: ابن طاووس، إقبال...، 452، فلاح، 185، 230؛ قا: کلبرغ، 138).
وقد کتب أبوغالب للتعریف بآل أعین و کذلک منح الأجازة لحفیده محمد، رسالة أبي غالب الزراري إلی ابن ابنه في ذکر آل أعین. طبعت عدة مرات، منها في قم (1411هـ) بتحقیق محمدرضا الحسیني الجلالي. وقد کان أبوغالب یهتم بجمع و تدوین الأخبار المتعلقة بأسرته و جمع آثارهم (الغضائري، 192)، و للک ذکر في القسم الأول من رسالته أخبار آل أعین، وقدّم لحفیده الذي لم یکن آنذاک سوی طفل (ص 152-153) ثبتاً لکتبه و مرویاته، وکذلک إجازة لنقل الحدیث في ختامها، ذلک لأنه لم یکن هناک في زمان تألیفها، علی حد قوله، شخص غیره بین آل أعین عالم بالأخابر و الحدیث. کما قدّم في هذا القسم ثبتاً بالکتب الموجودة في مکتبته، وذکر أنه یضعها لدی أم محمد کي یستردها محمد عند بلوغه سن الرشد. أجاز أبوغالب روایة هذه الکتب لحفیده بالطرق المذکورة في رسالته (ن.ص). و قد کتب رسالته هذه في ذي القعدة 356، ثم أعاد کتابتها في رجب 367 (ص 155).
تعد رسالته من جملة الرسائل التي کان یکتبها قدماء المحدثین للتعریف بمکتباتهم، وقد أشار إلیها الشیخ الطوسي أیضاً (الفهرست، 23-24). وفي مثل هذه الآثار کما هو الحال بالنسبة إلی رسالته، کان یتم التعریف بکل من الکتب بشکل مستقل، والبحث في مواصفاته من حیث أجزائه ونوعیته، ثم تبیین کیفیة روایته. وعلی سبیل المثال فقد قیل إنه کان یروي نصف الکتاب علی سبیل القراءة، والنسف الآخر علی سبیل الإجازة. وبذلک فقد بقیت رسالته للأجیال التالیة باعتبارها أقدم إجازة مفصلة للإمامیة، وهي أنموذج طریف من فهارس المکتبات الخاصة في العصور القدیمة، و تتمتع من حیث علم الرجال بأهمیة فائقة، کما أنها مفیدة و مهمة جداً لتدوین تاریخ الحدیث لدی الشیعة. ومن الطبیعی أن تکون مثل هذه الکتب من المصادر الأصلیة للفهارس الأکثر تأخراً مثل فهارس الشیخ الطوسي والنجاشي. وقد أشار الحسیني الجلالي محقق الکتاب إلی أن النجاشي و الشیخ الطوسي ذکرا في فهرا سهما 23 طریقاً بین 107 طرق روائیة التي، أشار إلیها أبوغالب (ص 91). وقد کتب راوي الکتاب الحسین بن عبیدالله الغضائري تکملة في نهایة الرسالة حول التعریف بآل أعین طبعت مع الرسالة نفسها.
ویبدو أن أبا غالب کان قد کتب- فضلاً عن هذه الرسالة – فهرساً لمرویاته، وقد کانت مثل هذه الکتب فهرساً لمرویات محدث، سواء کان الکتاب المروي من قِبل المؤلف من بین مجموعة مکتبته، أو کان راویاً له فحسب حتی و إن لم یکن قد رآه.
ولأن أبا غالب کان قد فقد قسماً کبیراً من مکتبته، فقد تجنب في رسالته المعروفة، التزاماً بالهدف الذي کان یستهدفه من تلک الرسالة، ذکرَ الکثیر من مرویاته، ومن الطبیعي أن تکون أسماء تلک الطائفة من الکتب المفقودة قد جاءت في هذا الفهرس باعتبارها من مرویاته (لمزید الاطلاع عن کتبه المفقودة، ظ: أبوغالب، 151، 152). وقد استند کتّاب الفهارس الإمامیون إلی هذه الرسالة في تألیف کتبهم و من بینهم النجاشي (ص 148، 267-268، مخـ).
آقابزرگ، طبقات أعلام الشیعة، القرن 4، تقـ: علي نقي منزوي، بیروت، 1979م؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن داود الحلي، حسن، الرجال، طهران، 1342ش؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، تقـ: محمدصادق بحرالعلوم، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال، طبعة حجریة، دارالکتب الإسلامیة؛ م.ن، فلاح السائل، طهران، 1382هـ؛ أبوغالب الزراري، أحمد، رسالة أبي غالب الزراري إلی ابن ابنه في ذکر آل أعین، تقـ: محمدرضا الحسیني الجلالي، قم، 1411هـ؛ الحسیني الجلالي، محمدرضا، مقدمة رسالة ... (ظ: همـ، أبوغالب الزراري)؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الشیخ الطوسي، محمد، رجال، تقـ: محمدصادق بحرالعلوم، النجف، 1381هـ؛ م.ن، الغیبة، قم، مؤسسة المعارف الإسلامیة؛ م.ن، الفهرست، تقـ: محمدصادق بحرالعلوم، النجف، 1380هـ؛ الغضائري، الحسین، «تکملة رسالة أبي غالب»، مع رسالة... (ظ: همـ، أبوغالب الزراري)؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـ؛ وأیضاً:
Kohlberg, E., A Medieval Muslim Scholar at Work, Leiden, 1992.
حسن أنصاري/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode