الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبوالعبر الهاشمي /

فهرس الموضوعات

أبوالعبر الهاشمي

أبوالعبر الهاشمي

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/4 ۱۲:۲۹:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالْعَبَرِ الْهاشِميّ، أبوالعباس أحمد بن محمد بن عبدالله (175-250هـ/ 791-864)، شاعر و مهرج من العصر العباسي و ندیم المتوکل. ذکرت بعض المصادر أن اسمه هو محمد بن أحمد (أبوالفرج، 23/197؛ ابن الندیم، 169). یتصل نسبه بالعباس بن عبدالمطلب، و من هنا جاء لقبه الهاشمي (ابن المعتز، 342؛ الصولي، 323). کانت کنیته الحقیقیة هي أبا العباس، إلا أنه اختار له لقباً کالکنیة هو أبوالعبر (الساخر والماجن) واشتهر بهذا اللقب(م.ن، 327؛ القاموس، مادة عبر).

انبری أبوالعبر لنظم الشعر منذ عهد الأمین (193-198هـ)، وکان ینظم الشعر الجاد و المدائح لفترة طویلة علی مایبدو، لکنه لما کان تکن لدیه القدرة علی أن یکون بمصاف الشعراء البارزین من معاصریه أمثال أبي تمام و البحتري (ن.ع.ع)، لم یستطع أن یشق طریقه إلی بلاطات الخلفاء العباسیین فنال شهرة (ظ: الصولي، 323؛ أبوالفرج، ن.ص). ولهذا السبب فإن معلوماتنا عن هذا القسم من حیاته قلیلة جداً. کما أنه لایوجد من أشعاره التي نظمها خلال تلک الفترة سوی حوالي 40 بیتاً مضمون أغلبها الغزل (ظ: الصولي، 324-333؛ ابن الندیم، ن.ص؛ یاقوت، 17/126، 127).

أمضی أبوالعبر 50 سنة من حیاته خامل الذکر محبطاً، ویبدو أن جمیع مساعیه لشق طریقه إلی بلاط الخلفاء و اکتساب الشهرة والثروة قد باءت بالفشل. ولذا تخلی منذ عهد خلافة المتوکل (232- 247هـ) عن نظم المدیح بقوالبه السائدة واتجه إلی النظم في المزاح والمجون. لقد استنتج بذکاء أن أفضل طریق للحصول علی الشهرة بین أهل عصره هو لغة الفکاهة و الرقاعة والتظاهر بالجنون و الحمق (ابن المعتز، ن.ص؛ الصولي، 325). وبذلک تمکن من أن یثیر اهتمام الخلیفة المتوکل به ویصبح من ندمائه. واستناداً إلی الصولي فإن أبا العبر کسب عن هذا الطریق ثروة لم یکن قد کسبها أي شاعر أو مدّاح حتی ذلک الحین (ص 323). وتعود القصص الطریفة التي ذُکرت عنه بأسرها إلی هذه الفترة من حیاته. ففي هذه الحکایات التي یحتمل أن یکون بعضها مختلقاً ، تبدو جلیة شخصیته المزدوجة والعجیبة التي هي نموذج بارز لشعراء البلاط ذوي الشعر العادي، وکذلک حیاة رجال البلاط المترفة.

کان یرضخ للقیام بأي عمل في بلاط المتوکل العباسي بکل وقاحة واستخفاف من أجل تسلیة الخلیفة و حاشیته. فمرة نجد الخلیفة المتوکل یقذف به من باب المزاح بواسطة المنجنیق في برکته المعروفة ثم یصطاده کالسمکة (الصولي، 328، 329)، ونجده مرة أخری یملي کلاماً مضحکاً خالیاً من المعنی في جمع من أمثاله استهزاء بأصحاب الحدیث و الطعن علیهم (ابن المعتز، 343؛ الصولي، 326-327). ویبدو أنه کان لایتورع عن الاستهزاء و الاستهانة بأي أحد حتی و إن کان أباه (ظ: م.ن،327-328؛ أبوالفرج، 23/200؛ الخطیب، 5/40)، وکان کلامه اللاذع والقارص یؤلم کثیراً حتی رجال البلاط أحیاناً، ویبدوأن هذا کان السبب الذي دعا الوزیر محمد بن عبدالملک بن الزیات إلی أن یصادر مرة کتبه وممتلکاته (الصولي، 333)، وإلی أن یلقي علیه القبض حاکم بغداد إسحاق بن إبراهیم الطاهري، ویودعه السجن، وذلک عندما ذهب من سامراء إلی بغداد علی عهد المستعین (248-252هـ)، ویعیده إلی سامراء بعد خروجه من السجن (ابن المعتز، 342؛ أبوالفرج ، 23/201- 202).

کان أبوالعبر یکن حقداً أعمی لآل علي بن أبي طالب (ع) ویذکرهم بسوء، وکان ذلک هو السبب في موته. فعلی عهد خلافة المستعین، سمعه بعض الکوفیین یقول في علي (ع) قولاً قبیحاً استحل به دمه فقتله (الصولي، 331؛ أبوالفرج، 23/204؛ ابن الندیم، ن.ص؛ یاقوت، 17/123).

وصفت بعض المصادر المتقدمة شعره بأنه متوسط (الصولي، 323؛ أبوالفرج، 23/197). ویشکل المزاح والرقاعة مادة شعره الأساسیة، وهو لهذا یقترب من اللغة العامیة. وربما کان هذاهو السبب الذي دعا المحافظین علی التقالید من العرب لاینظرون إلیه بعین الإعجاب والرضا (قا: هدارة، 204-205)، ومع هذا فقد أثنی جحظة (مصدر روایات ابن الندیم) کثیراً علی شعره (ابن الندیم، ن.ص). إضافة إلی ذلک فإن الزبیر بن بکار و ابن الرومي الشاعر المعاصر له والأخفش، رووا بعض شعره (الصولي، 329-330؛ أبوالفرج، 23/197-198؛ یاقوت،، 17/126).

وکانت له علاقات و مساجلات مع أبي العنبس الصیمري وابن جُدَیر البصري وأبي عبدالله الشعیري الذین کانوا في طبقته (ابن الجراح، 128؛ الصولي، 325؛ المرزباني، 184؛ ابن الندیم، 170؛ یاقوت، 17/124). ولایتجاوز الباقي من شعره ما مجموعه 65 بیتاً مما وردت في آثار ابن المعتز (ص 343، 453-454) وابن الجراح (ن.ص) والصولي (ص 324-326، 329-333) وأبي الفرج الأصفهاني (23/196، 198-204) وابن الندیم (ن.ص) ویاقوت (17/125-126).

لم یبق من آثاره الأخری سوی أسمائها وهي: 1. جامع الحماقات وحاوي الرقاعات؛ 2. الرسائل؛ 3. المنادمة واختلاف (أخلاق) الخلفاء والأمراء (الرؤُاء) (ابن الندیم، ن.ص؛ یاقوت، 17/124؛ الصفدي، 2/43). إضافة إلی ذلک فقد ذکر ابن الندیم (ن.ص) کتابین أیضاً یدوران حول «نوادر وأمالي» أبي العبر و«أخباره و شعره».

 

المصادر

ابن الجراح، محمد، الورقة، تقـ: عبدالوهاب عزام و عبدالستار أحمد فراج، القاهر، 1953م؛ ابن المعتز، عبدالله، طبقات الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1375هـ/1956م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوالفرج الأصفهاني، الأغاني، تقـ: علي السباعي، القاهرة، 1394هـ/1974م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: هلموت ریتر، بیروت، 1381هـ/1961م؛ الصولي، محمد، کتاب الأوراق (قسم أشعار أولاد الخلفاء)، تقـ: هیورث دن، لندن، 1936م؛ القاموس؛ المرزباني، محمد، معجم الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1379هـ/1960م؛ هدّارة، محمد مصطفی، اتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، بیروت، 1408هـ/1988م؛ یاقوت، الأدباء.

مریم صادقي/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: