الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبو السعود، عبدالله /

فهرس الموضوعات

أبو السعود، عبدالله

أبو السعود، عبدالله

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/29 ۲۰:۲۳:۲۸ تاریخ تألیف المقالة

أَبو الْسُّعود، عبدالله بن عبدالله (تـ 1295هـ/1878م)، أدیب ومترجم ومن أوائل الصحفیین السیاسیین في مصر. و یبدو أن أصله کان من عرب برقة، ناحیة في شرقي لیبیا (البغدادي، 1/491؛ البستاني). وهناک شکل في تاریخ ولادته (1236هـ: الزرکلي، 4/100؛ البستاني؛ 1244هـ: طرازي، 1/130)، إلا أن المعلوم أنه ولد في دهشور قرب الجیزة من ضواحي القاهرة في أسرة فقیرة. ورغم ذلک العوز فقد وُفق للدراسة في المدرسة الحدیثة التي کان محمدعلي باشا قد أسسها في القاهرة (ن.ص).

وقد توجه في 1241هـ و فد علمي إلی باریس برئاسة رفاعة الطهطاوي بأمر من محمد علي (حمزة، 1/90). وبعد 5 سنوات وعندما عاد الطهطاوي من باریس، أقنع محمد علي بتأسیس مدرسة باسم مدرسة الإدارة المکیة، وقد عرفت فیما بعد بمدرسة الألسن (م.ن، 1/92، 93). وفي 1255هـ/ 1839م التحق أبوالسعود بهذه المدرسة و أصبح في عداد أوائل طلبة الطهطاوي (البستاني).

واستناداً إلی تقریر صحیفة الوقائع المصریة، فقد عُیّن في 1261هـ/1845م، 6 من نخبة التلامیذ الذین کانوا یواصلون دراساتهم في الأمور الإداریة في الوظائف الحکومیة و کان من بینهم أبو السعود (حمزة، 1/141). ولما انتهت دراسة هؤلاء الطلبة، أجري لهم امتحان في مجال القوانی الإداریة باللغتین العربیة و الفرنسیة أحرز فیه أبو السعود المرتبة الرابعة بدرجات ممتازة. و یبدو أن کل واحد من هؤلاء الطلبة عُین في وظیفة باعتبار أجوبته و بذلک شق أبو السعود طریقه إلی قسم الترجمة (م.ن، 1/142).

وفي 1280هـ/1863م تسلم إسماعیل باشا مقالید الأمور في مصر، ونظراً لاهتمامه الخاص بإصلاح شؤون القضاء، فقد طلب إلی الطهطاوي و قسم الترجمة الذي کان یرأسه أن یترجم «القانون المدني الفرنسي»، ولهذا أوکلت لأبي السعود مهمة ترجمة «قانون المحاکمات والمخاصمات» (م.ن، 1/96). طبع هذا الکتاب بمصر في 3 مجلدات (1283هـ/1866م) (زیدان، 4/272).

وأبوالسعود مدین بصیته الذائع نسبیاً إلی صحیفة وادي النیل التي کانت تحظی بأهمیة خاصة بوصفها أول صحیفة سیاسیة غیر حکومیة. وهناک آراء مختلفة في سبب تأسیس هذه الصحیفة، فقد قال البعض إن إسماعیل باشا الذي کان قد أدرک الحاجة إلی صحیفة غیرحکومیة (أهلیة)، وکان یأمل أن یتمکن بمعونتها من الصمود في مواجهة الباب العالي من جهة و نفوذ الأجانب من جهة أخری، و یجعلها لسان حال مجلس الشوری (المجالس النیابیة)، طلب في 1866م إلی أبي السعود المبادرة إلی تأسیس صحیفة وادي النیل. ولاشک في أن الصحیفة التي تؤسس بأمر من إسماعیل باشا لن تکون تلک الصحیفة التي تستطیع توجیه النقد للحکومة بسهولة، وکانت نتیجة ذلک أن انبرت هذه الصحیفة إلی ذکر الوقائع الرسمیة للحکومة (حمزة، 1/140؛ طرازي، 1/69؛ مروة، 154)، ویری ضیف أن التحرکات السیاسیة السیئة لإسماعیل باشا، هي السبب في ظهور الصحف السیاسیة، ویعتقد أن أبا السعود یعد من بین روّاد مثل تلک الصحف (ص 34). وربما أمکن تسویغ هذه الاراء المختلفة علی النحو التالي: إن صحیفة وادي النیل بمرور الزمان وفي أواخر عهد إسماعیل باشا الذي اشتد فیه السخط العام علی السیاسات غیر الوطنیة، اتخذت لنفسها صبغة معارضة (أیضاً ظ: مروة، 192).

کانت هذه الصحیفة السیاسیة الأدبیة العلمیة تصدر مرتین في الأسبوع و تشمل موضوعاتها في العادة الأخبار الداخلیة و تقاریر المجلس و قضاثا الساعة و منها الزراعة و ... و کانت صفتها البارزة هي میلها الشدید إلی استخدام السجع و ما إلیه من ألوان البدیع (لمعرفة أسلوب أبي السعود و نماذج من نثره في وادي النیل، ظ: حمزة، 1/145-152).

أدت المعلومات الواسعة التي کان أبوالسعود قد اکتسبها في مدارس مصر الحدیثة إلی أن ینشط في عدة مجالات: ففي السیاسة – وکما رأینا – کان من واضعي أسس الصحافة السیاسیة في مصر؛ وفي مجال التاریخ أیضاً کان قد ادخر معلومات کبیرة. و أثره التاریخي، الدرس التام في التاریخ العام الذي طبع قسم منه في 1289هـ بالقاهرة، والترجمة التي نشرها باسم نظم اللآلئ في السلوک في من حکم فرنسا و من قابلهم علی مصر من الملوک في بولاق (1257هـ)، کلاهما دلیل علی صحة هذا الادعاء. و یقع هذا الکتاب في 3 أقسام یتحدث ثلثاه عن تاریخ فرنسا من الأسرة المیروفنجیة إلی عهد لویس فیلیب، وثلثه الدخیر عن حکام مصر منذ عهد أبي بکر إلی السلطان عبدالمجید العثماني، وهذا القسم ألفه أبوالسعود نفسه.

عرف أبوالسعود و بسبب تمکنه من اللغة الفرنسیة بوصفه أحد أوائل مترجمي الآثار الأدبیة الأجنبیة إلی العربیة. والکتب التي ترجمها من الفرنسیة إلی العربیة و نشرها بین السنوات 1281-1292هـ هي: قناصة أهل العصر من خلاصة تاریخ مصر، المعروف بتاریخ قدماء المصریین من تألیف ماریت بک، بولاق، 1281هـ؛ فرجة المتفرج علی الأنتیقة خانه الخدیویة، تألیف ماریت بک، القاهرة، 1286هـ؛ تاریخ الدیار المصریة في عهد الدولة المحمدیة العلیة، تألیف المعلم برنار الفرنسي، القاهرة، 1292هـ؛ وفضلاً عن ذلک فقد انبری أبوالسعود أیضاً لترجمة الکتب التي کانت قد ألفت في مجال العلوم و هي: الدرس المختصر المفید في علم الجغرافیا الجدید، تألیف فرتیه، القاهرة، 1286هـ؛ تعریف أبناء الأوطان بزراعة الأقطان، تألیف سیلیسیت دوفال، القاهرة، 1289هت؛ ترقیة الجمعیة في الکیمیا الزراعیة، القاهرة، 1289هـ. کما ترجم إی العربیة نص خطاب هنري بروکش أستاذ اللغتین القبطیة والحبشیة في مدرسة لغات مصر القدیمة الذي ألقي في حفل افتتاح تلک المدرسة، وطبعه في القاهرة (1286هـ).

کما مکنته معلوماته الواسعة باللغة العربیة من القیام بتحقیق الکتب القدیمة، و هذه الکتب هي: رحلة ابن بطوطة، القاهرة، 1287هـ/1870م؛ رضاب الغانیات في حساب المثلثات، ترجمه من الفرنسیة أحمد دقلة وحققه إبراهیم الدسوقي و أبو السعود، بولاق، 1259هـ/1843م؛ کتاب الروضتین في أخبار ادولتین لأبي شامة، القاهرة، 1287هـ؛ کفایة المتحفظ و نهایة المتلفظ لابن الأجدابي، القاهرة، 1287هـ /1870م؛ مختار الصحاح، منتخب محمد بن أبي بکر الرازي من صحاح اللغة للجوهري، القاهرة، 1290هـ/ 1873م، و 1292هـ/ 1875م. کما ترجم تاریخاً مختصراً عن الدساطیر الیونانیة، من اللغة الفرنسیة إلی العربیة وأافه إلی کتاب بدایة القدماء و هدایة الحکماء للطهاطاوي. جدیر بالذکر أن هذا الکتاب کان في الأصل بالفرنسیة ثم ترجمه إلی العربیة مصطفی أفندي زرابي.طبع هذا الکتاب بالقاهرة في 1254هـ، و کذلک في 1282هـ.

وفي 1290هـ/1873م حلّ أبوالسعود بعد وفاة الطهطاوي محل أستاذه و أصبح رئیساً لقسم الترجمة، و کان آنذاک أستاذاً للتاریخ في دار العلوم و یعمل بتدریس فن الترجمة في مدرسة الألسن، و کان یتولی في نفس الوقت إدارة صحیفة وادي النیل (حمزة، 1/143). وکتب بعد ذلک أبضاً في صحیفة روضة الأخبار التي یصدرها ابنه محمد أنسي (البستاني).

أدی قیام أبي السعود بترجمة القانون المدني الفرنسي إلی شهرته في المسائل الحقوقیة والقضائیة إلی الحد الذي عُین معه في 1293هـ بمنصب قاضي محکمة الاستئناف (الزرکلي، ن.ص). وفضلاً عن کل ذلک فقد کان ینظم العشعر أیضاً. ورغم أنه لم یصبح في عداد شعراء مصر المرموقین، إلا أن القصائد الکثیرة التي نظمها في الوقائع التاریخیة مفیدة جداً، حیث إن القصیدة التي نظمها عند تعیین محمد سعید باشا والیاً علی مصر و کذلک موشحته بشأن حرب سباستبول، والأهم من کل ذلک أرجوزته ذات العشرة آلاف بیت التي نظمها في ترجمة حیاة محمد علي باشا یمکنها أن تنفع المؤرخین کثیراً. طبعت هذه الأرجوزة الطویلة تحت عنوان منحة أهل العصر بمنتقی تاریخ إحیاء مصر في القاهرة (1293هـ). وقد ذکر له کحالة (5/78) إضافة إلی هذا أثراً بعنوان تاریخ حیاة محمدعلي مؤسس الأسرة المالکة بمصر و أعماله، و مع الأخذ بنظر الاعتبار وحدة الموضوع، فلیس مستبعداً أن یکون هذان الأثران کتاباً واحداً. ویشیر طرازي (1/130) إلی أن أبا السعود نظم في منحة أهل العصر خلاصة للوقائع التاریخیة بمصر من کتاب الجبرتي الذي یضم تاریخ مصر (أیضاً ظ: الزرکلي، 3/304).

کما نظم أبوالسعود قصائد باللهجة العامیة و خلّف أیضاً آثاراً في مجال الموضح المصري الذي هو شکل متطور من الموشحات الأندلسیة أو الموالیا الذي یمیل إلی العامیة (طرازي، ن.ص). ویضم دیوانه الذي طبع في القاهرة المدائح و المراثي والفراقیات والموالیا و الموشحات (ظ: سرکیس، 1/315).

توفي أبوالسعود في القاهرة، وبموته أغلقت صحیفة وادي النیل بعد 12 سنة علی صدورها (ظ: مرورة، 154).

 

المصادر

البستاني؛ البغدادي، هدیة؛ حمزة، عبداللطیف، أدب المقالة الصحیفة في مصر، الاقهرة 1958م؛ الزرکلي، الأعلام؛ زیدان ، جرجي تاریخ آداب اللغة العربیة، تقـ: شوقي ضیف القاهرة، 1957م؛ سرکیس، یوسف إلیان، معجم المطبوعات العربیة والمعربة، القاهرة، 1346هـ/1928م؛ ضیف، شوقي، الأدب العربي المعاصر، لاقاهرة، 1971 م؛ طرازي، فیلیب، تاریخ الصحافة العربیة، بیروت، 1913م؛ کحالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م؛ مروي، أدیب، الصحافة العربیة نشأتها و تطورها، بیروت، 1961م.

إیران نازکاشیان/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: