الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن العمید /

فهرس الموضوعات

ابن العمید

ابن العمید

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/28 ۲۲:۴۵:۰۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ العَمید، لقب أدیبین من وزراء البویهیین، كان لهما في إیران دور سیاسي وثقافي مؤثر في القرن 4هـ/10م. جد هذه الأسرة «العمید» أبو عبد الله الحسین بن محمد من أصل قمي ویُعرف بكلة (أبو علي مسكویه، 1/278؛ الثعالبي، 3/184؛ أبو حیان، مثالب…، 236). أقام مدة في قزوین (الرافعي، 3/404)، ورغم أنه بدأ كما قیل بمشاغل حقیرة (ظ: أبو حیان، ن.ص)، ولكن نعلم أنه كان وزیر وشمگیر في 321هـ (أبو علي مسكویه، ن.ص؛ قا: مجمل التواریخ، 390: ابن الأثیر، 8/ 268). وتولی في 323هـ منصباً مهماً ربما كان الوزارة عند مرداویج بأصفهان (أبو علي مسكویه، 1/310 وما بعدها؛ قا: ابن الأثیر، 8/299)؛ وبعد أن قتل مرداویج في نفس العام ذهب أبو عبد الله إلی ما كان بن كاكي (حكـ 324-328هـ في جرجان) فاستكتبه (الثعالبي، ن.ص). وحُمل مع خواص ما كان إلی پبخاری بعد أن هزمه السامانیون، وحظي هناك برعایة الأمیر الساماني (ن.ص؛ قا: أبو حیان، ن.م، 232). وقلد في عهد نوح ابن نصر (حكـ 331-343هـ). دیوان الرسائل ونال لقب العمید (الثعالبي، أبو حیان، ن.ص) ومازال في هذا المنصب كاتبا بارعاً حتی وفاته، ودونت رسائله لأهمیتها في خراسان (الثعالبي، 3/184-185).

وقد ظن البعض (ظ: آقابزرگ، 269) أن أبا عبد الله العمید هو حفید أبي الفضل الحسین بن الحسن العمید، من الشیعة الإمامیة بقم (عاش في أواسط القرن 3هـ)، وقد ورد ذكره في روایة بتاریخ قم (القمي، 205)، وبغض الطرف عن إمكانیة تحریف هذا الاسم (قا: ابن بابویه، 434، الذي أورده في تلك الروایة بشكل أبي الفضل الحسن بن الحسین العلوي)، لابد من ملاحظة أن «العمید» لم یكن اللقب العائلي لأبي عبد الله.

وفیما یلي ترجمة وزیري آل بویه أبي الفضل محمد (ابن أبي عبد الله) وابنه أبي الفتح علي.

 

1. أبو الفضل محمد بن الحسین بن محمد (تـ 6 صفر 360هـ/9 كانون الأول 971م)

وزیر ركن الدولة الدیلمي وكاتب أبدع أسلوباً جدیداً في النثر العربي. وعرف أثناء حیاته بـ «الأستاذ»، أو «الأستاذ الرئیس».

لاتتوفر عن حیاته قبل 328هـ سوى معلومات یسیرة. ولكن لایمكن إنكار ما كان لوضع أبیه في بلاط آل زیار من أثر في نشأته وتقدمه. نعرف من أساتذته في هذه الفترة الأدیب القمي أحمد بن إسماعیل بن سمكة (الطوسي، رجال، 455، الفهرست، 31؛ النجاشي، 97؛ قا: ابن الندیم، 154، وقد ذكر أن معلم ابن العمید هو محمد بن علي بن سمكة). ولما غادر العمید بلاد الجبل في 323هـ، بقي محمد فیها وقطع مدارج الرقي في دولة آل بویه الفتیة (الثعالبي، 3/185). ویستنبط مما جاء في بعض الروایات أن صلته انقطعت بأبیه (ظ: أبو حیان، مثالب، 232 وما بعدها).

وتقلد الوزارة في 328هـ/940م بعد وفاة أبي عبد الله القمي وزیر الحسن بن بویه الذي لقب فیما بعد بركن الدولة (الهمداني، 117؛ ابن خلكان، 5/104؛ ابن الأثیر، 8/365). ومن الطبیعي أن یتولی ابن العمید بعد ذلك وفي السنوات 328-337هـ الطافحة بالحوادث أعمالاً كثیرة، غیر أنه یشاهد ذكر لنشاطاته في المصادر بعد هذه السنوات.

وفي 337هـ/948م توجه ابن العمید مع علي بن كامة إلی آمل بأمر من ركن الدولة، وهزم الإمام العلوي الثائر بالله الذي كان قد احتل المدینة، واستعادها منه (الصابي، إبراهیم، 39؛ ابن إسفندیار، 299-300)، وكان علیه أن ینقل المرزبان – وهو أمیر من آل مسافر – مخفوراً من الري إلی أصفهان ومنها إلی قلعة سمیرم لیسجنه، فاستطاع القضاء علی مؤامرة الدیالمة لإطلاقه (أبو علي مسكویه، 2/133-135). ولما ذهب ركن الدولة بعد وفاة أخیه عماد الدولة في هذه السنة لتوطید حكم ابنه عضد الدولة في فارس، قرر إبقاء ابن العمید في أرّجان (مدینة حدودیة بین فارس وخوزستان) لیدعم عضد الدولة في شیراز (م.ن، 2/137-138)، ولكن بلغه خبر هجوم منصور بن قراتكین من خراسان علی بلاد الجبال فاصطحب ابن العمید معه للقتال فلعب دوراً سیاسیاً مهماً في مختلف أحداث هذه الحرب (م.ن، 2/139-142؛ ابن الأثیر، 8/488-489) ویبدو أن ركن الدولة أعاد ابن العمید بعد هذه المعركة إلی أرجان، وذلك لأن ابن العمید حینما هاجم محمد بن ماكان أصفهان في 344هـ/955م واحتلها، سار إلیها من أرجان واستعادها منه (أبو علي مسكویه، 2/159-161؛ الگردیزي، 350؛ ابن الأثیر، 8/511)، كما قضی في 345هـ علی فتنة بلكا شقیق روزبهان الدیلمي في فارس وأعاد عضد الدولة إلی عرشه (أبو علي مسكویه، 2/166؛ ابن الأثیر، 8/516).

ولعل ما یشاهد بین سنتي 346-355هـ/957-966م من سكوت نسبي في المصادر عن نشاطات ابن العمید السیاسیة إنما یعود إلی استقراره الهادئ في أرّجان. وهناك روایات تشیر إلی وجوده فیها أثناء تلك الفترة، منها لقاؤه ابن الجعابي (ن.ع) في 348هـ (الخطیب البغدادي، 3/30)، والمتنبي ومدحه له في 354هـ (المتنبي، 2/161)، وكذلك خبر سفره إلی بغداد في 348 أو 349هـ (السمعاني، 3/286)، ربما للمساعدة في حل مشاكل آل بویه ببغداد.

ویبدو أن هدف ركن الدولة من وضع ابن العمید في فارس كان تعلیم عضد الدولة وإرشاده بالإضافة إلی الأهداف السیاسیة (ظ: أبو علي مسكویه، 2/282). ولذلك رأی ابن العمید أن مهمته قد انتهت بعد بلوغ عضد الدولة القدرة السیاسیة وتغیره علیه، فغادر فارس إلی ركن الدولة في الري (ظ: الهمداني، 205). ولكن لم تمض فترة علی دخوله الري حتی خرج في 355هـ جیش من خراسان قوامه 20 ألفاً لغزو المسیحیین في الحدود الشمالیة الغربیة، ومروا من الري وأثاروا الفتنة بالمدینة، فنجح في إخماد فتنتهم (أبو علي مسكویه، 2/222-228). وبعد ذلك سیر ركن الدولة ابن العمید مع إبراهیم السلار إلی أذربیجان لیردها إلی ولایته، وبعد أن حقق هذه المهمه حدثته نفسه في أن یستقل بحكمها، لكن ركن الدولة رفض طلبه (م.ن، 2/229).

وفي أواخر 359هـ سار ابن العمید في آخر حرب له مع ولده أبي الفتح نحو الغرب لقتال حسنویه الكردي، غیر أن ضعف جسمه واستقلال أبي الفتح برأیه، أدی إلی اضطراب شدید في سیاسة الجیش، ثم توفي ابن العمید بهمدان قبل دخول الحرب (ابن الأثیر، 8/605-606).

ورغم أنه لم تصلنا معلومات مهمة عن سیاسة ابن العمید، لكننا نعلم أنه سعی ما أمكن إلی إصلاح الشؤون الدیوانیة والعسكریة رغم الفوضی المسیطرة علی تنظیمات الدیالمة في أول أمرهم (ظ: أبو علي مسكویه، 2/279-282)، كما كان یسعی أیضاً إلی حل قضایاه بالطرق السلمیة وإن اضطرته الظروف أحیاناً إلی استخدام العنف (كقتل أسری قلعة خَست الفظیع: التنوخي، 4/97-101)، ویقول أبو علي مسكویه إنه شرح في رسائل عدیدة ولاسیما في رسالته إلی ابن هندو آراءه السیاسیة (2/279)، والحقیقة قیل إن تحمل ابن العمید لضغوط بدایة دولة البویهیین أدی إلی أن تتاح الظروف المناسبة لوزارة تلمیذه الصاحب بن عباد، ولكنه لم ینل مثله عطف الخلف (ظ: آمدروز، 355؛ كبیر، 11).

وبغض النظر عن النواحي السیاسیة فقد اشتهر ابن العمید بسعة علمه، وأكثر ما أكدت المصادر العربیة علی أدبه قبل كل شيء، وقد بلغت براعة هذا الأدیب الإیراني في استخدام اللغة العربیة ولاسیا في النثر حداً قیل فیه «بدأت الكتابة بعبد الحمید وختمت بابن العمید» (الثعالبي، 3/183؛ مافروخي، 107)، كما لقب بالجاحظ الثاني (ابن خلكان، 5/104)، وضرب المثل ببلاغته في الأدب العربي والفارسي في القرون التالیة (علی سبیل المثال، ظ: الثعالبي، 3/183، 5/150؛ عماد الدين، 1/257؛ العتبي، 440؛ القلقشندي، 1/93؛ الفسائي، 2/1016).

وكان لابن العمید أسلوب خاص في الكتابة، ومن ابتكاراته في النثر العربي استعمال السجع والإكثار من الصناعات البدیعیة (ظ: فروخ، 2/500-501؛ مجلة المجمع…، 5/84). وقد ظل أسلوبه مدة طویلة یحتذي به الكتّاب في المشرق وحتی بالأندلس (ظ: القفطي، 422؛ مجلة المجمع، 12/38، 283، 35/30) ولذلك لابد أنّ قول أبي حیان التوحیدي إن ابن العمید أول من أفسد الكلام (الإمتاع…، 1/66)، هو سوءظنه بابن العمید، وهو الذي دفعه لتألیف كتاب مثالب الوزیرین (ابن العمید والصاحب بن عباد). ویقول ابن الندیم (ص 149)، وأبو علي مسكویه (2/277)، أن رسائله جمعت آنذاك في دیوان، ولاتزال في الوقت الحاضر عدد من الرسائل المنسوبة إلهی بین المجموعات المخطوطة بالهند وتركیة (ظ: GAL, S, I/153؛ الزركلي، 6/98). وفي دار الكتب بالقاهرة مخطوطة أیضاً – توجد صورة عنها في مكتبة المركز رقم 478- تحتاج صحة نسبتها إلیه لبحث ونظر. كما تشاهد قطع من رسائله في طیات كتب الأدب مثل یتیمة الدهر للثعالبي وزهر الآداب للحصري ومعجم الأدباء لیاقوت، وكتب أبي حیان التوحیدي. وذكر له ابن الندیم (ن.ص) من مصنفاته الأدبیة كتاباً باسم المذهب في البلاغات (قا: الزركلي، ن.ص)، كما ذكر له أبو حیان كتاباً باسم الخَلق والخُلق لایزال مسودة لم یجد المؤلف فرصة لتبییضه (مثالب، 217). وكان ابن العمید یتمتع بذوق شعري، أیضاً (ظ: أبو علي مسكویه، 2/277)، ولدینا مقطوعات من أشعاره (عن مصادرها، ظ: GAS, II/ 645).

ألم ابن العمید بالإضافة إلی الأدب بالفلسفة والریاضیات والنجوم وبعض فروع العلوم الطبیعیة (أبو حیان، ن.م، 241؛ أبو علي مسكویه، 2/277-278؛ زوتر، 59-58). وأفاد من علومه في تصمیم الوسائل الحریة وغیرها عملیاً (ظ: أبو علي مسكویه، 2/278؛ الهمداني 207). ومن تصانیفه في هذا المجال رسالة المسائل الطبیعیة، منها مخطوطة في مكتبة المتحف ببغداد (GAS, VII/282)، ورسالة في الحمرة الحدثة في الجو، منها مخطوطة بلیدن (ورهوفه، 294) في باب الأنواء الجویة، وذكر له البیروني كتاباً باسم كتاب في بناء المدن (ظ: GAS، ن.ص). كما اهتمت كتب المتأخرین بالإضافة إلی ما ذكر ببعض آراء ابن العمید في مواضیع العلوم الطبیعیة (مثلاً ظ: البیروني، الجماهر، 259).

والجدیر بالذكر أن ابن العمید استطاع أثناء تصدیه الوزارة رغم مشاغله السیاسیة الكثیرة أن یخلق جواً یرغّب العلماء بكل علم یمیلون إلیه، فقد عرّب له أبو یوسف الرازي علی سبیل المثال قسماً من كتاب هندسة أقلیدس (ابن الندیم، 326). ولابد من القول أیضاً إن ابن العمید شجع الحسن بن محمد القمي علی جمع تاریخ قم ودیوان شعر أبي جعفر العطار (ظ: القمي، 11)، والأهم من هذا أن ابن العمید صنع مرصداً في الري رصد فیه أبو الفضل الهروي وأبو جعفر الخازن (البیروني، تحدید…، 69-70، القانون…، 1/364؛ ساییلي، 104-103)، وهو الذي اشتری من أخت الرازي أیضاً ما لم یدون في الحاوي بمال كثیر، وجمع تلامذة الرازي الكتاب (ظ: ابن أبي أصیبعة، 1/314)، كما أنه أنفذ كتباً أصیبت بأصفهان في سور المدینة وكانت بالیونانیة لیستخرجها أهل هذا الشأن في بغداد (ابن الندیم، 302)، وعهد إلی بعض الكتّاب باستنساخ كتب السلف كي لاتتلف (ظ: أبو حیان، مثالب، 229). وكان یملك مكتبة كبیرة یقوم علیها أبو علي مسكویه (ظ: 2/224).

 

2. أبو الفتح علي بن محمد بن الحسین (337-366هـ/948-977م)

وزیر ركن الدولة ومؤید الدولة والملقب بذي الكفایتین والذي دعي أحیاناً كأبیه بالأستاذ.

قیل إنه ولد في قم (الثعالبي، 3/215)، وقرأ الأدب علی أبیه وعدد من الأساتذة كأبي الحسین ابن فارس، ومهر في الكتابة (یاقوت، 13/ 192). من نشاطاته السیاسیة – العسكریة ما ورد في حوادث 358هـ/969م فقد توجه إلی قزوین بأمر من ركن الدولة للقضاء علی فتنة أهلها وبعد أن حقق هدفه، صادر الناس وقبض مبلغاً كبیراً سماه مال التأدیب (الرافعي، 3/404؛ المستوفي، 791-792). وفي 359هـ/970م رافق أباه لقتال حسنویه الكردي وتوفي والده في همدان فخلفه وصالح حسنویه علی مال أخذه منه (ظ: أبو علي مسكویه، 2/273-274؛ ابن الأثیر، 8/606). وبعد عودته إلی الري ولاه ركن الدولة الوزارة خلفاً لأبیه (أبو علي مسكویه، 2/273، 301؛ الهمداني، 205؛ ابن الأثیر. ن.ص).

وفي تاریخ لایعرف بدقة وقعت حرب بین أبي الفتح والأكراد قاتل فیها دیسم ابن خال حسنویه وهزمه هزیمة حاسمة (ابن الأثیر، 8/705).

وفي 364هـ استنجد بختیار بأمراء آل بویه في العراق، فأنفذ ركن الدولة أبا الفتح بجیش جرار مع عضد الدولة للدفاع عنه ضد الأتراك (أبو علي مسكویه، 2/321 وما بعدها؛ الهمداني، 218؛ الگردیزي، 203)، أما عضد الدولة فبعد أن انتهی من أمر بغداد استأذن الخلیفة وقبض علی بختیار واستقل بالأمر لنفسه، ثم أرسل ابن العمید الذي كان ینتشر وزارة العراق إلی ركن الدولة في الري لینال موافقته. غیر أن ركن الدولة وقف موقفاً شدیداً تجاه عضد الدولة أجبره علی ترك العراق والعودة إلی فارس (أبو علي مسكویه، 2/342-352؛ ابن الأثیر، 8/648-654). ثم إن أبا الفتح أقام مدة في العراق وعقد صلات وثیقة مع الخلیفة وبختیار وابن بقیة (ن.ع) ونال مالاً ومقاماً (الصابي، محمد، «الربیع»، 34؛ الهمداني، 223-224؛ قا: أبو علي مسكویه، 3/354). كما حظي من الخلیفة الطائع خلال إقامته القصیرة ببغداد بلقب ذي الكفایتین، وكنیة أبي الفتح (الصابي، محمد، ن.ص؛ الهمداني، 229؛ الگردیزي، 205؛ یاقوت، 13/193-194).

وتحدث الگردیزي في حوادث سنة 364هـ هذه عن مساعي وزیري آل بویه والسامانیین أبي الفتح والعتبي، والتي أدت إلی الصلح بین الدولتین (ص 205، قا: 360). وفي 365هـ بذل ابن العمید مساعي أخری لتحسین اعلاقات بین أفراد أسرة آل بویه، فعمل دعوة لإزالة الاستیاء بینهم حضرها ركن الدولة وعضد الدولة وسائر الأمراء في أصفهان. وفي هذه الأثناء قسم ركن الدولة الممالك بین أولاده ورأّس عضد الدولة علیهم (أبو علي مسكویه، 2/361-364؛ الهمداني، 228؛ ابن الأثیر، 8/669). وبعد وفاة ركن الدولة توجه مؤید الدولة في 366هـ من أصفهان إلی الري وجلس للإمارة فیها من قبل عضد الدولة، وأقرّ أبا الفتح في الوزارة (الهمداني، 229)، غیر أن الصاحب بن عباد وكان یكتب له، أقبل إلی الري، فأساء ابن العمید الظن به، وحمل الجند علی الشغب ضده، واضطر مؤید الدولة لإعادة الصاحب إلی أصفهان (الثعالبي 3/221؛ یاقوت، 13/194). فكان لعمل أبي الفتح هذا ومقام به من أعمال سیئة سابقاً وشدة میل القواد والعساكر الذي لایطاق إلیه أن حمل مؤید الدولة علی نیل موافقة عضد الدولة للقضاء علیه. وبعد أن أصدر مؤید الدولة أوامره قبض علیه وعُذّب وقُتل. وربما كان سبب التعذیب استجوابه لاستخراج أموال عائلته المخبوءة والذي لم یؤد إلی نتیجة (ظ: أبو حیان، مثالب، 349-359؛ الصابي، محمد، الهفوات…، 50-51؛ الثعالبي، 3/222؛ الهمداني، 229-230؛ یاقوت، 13/194-195، 215-227؛ ابن الأثیر، 8/675-676).

وكان أبو الفتح یتصف بجسارة وغرارة خاصتین بسبب صغر سنه. وتعرض لانتقاد والده مراراً لما كان یظهره من سلوك غیر لائق مع الأمراء والناس (علی سبیل المثال، ظ: أبو علي مسكویه، 2/271-273؛ الرافعي، 3/404-405؛ مافروخي، 46). وربما لو طال عمر أبي الفتح لتابع طریق والده في السیاسة والأدب (للاطلاع علی مصادر ما بقي من بعض أشعاره، ظ: GAS, II/635).

 

المصادر

آقابزرگ، طبقات أعلام الشیعة، القرن 4، بیروت، 1390هـ/1971م؛ ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء في طبقات الأطباء، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن إسفندیار، محمد، تاریخ طبرستان، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1320ش؛ ابن بابویه، محمد، كمال الدین، تقـ: علي أكبر الغفاري، طهران، 1390هـ؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبو حیان التوحیدي، علي، الإمتاع والمؤانسة، تقـ: أحمد أمین وأحمد الزین، القاهرة، 1939م؛ م.ن، مثالب الوزیرین، تقـ: إبراهیم الكیلاني، دمشق، 1961م؛ أبو علي مسكویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: أمدروز، القاهرة، 1333هـ/1915م؛ البیروني، أبو ریحان، تحدید نهایات الأماكن، تقـ: محمد بن تأویت الطنجي، أنقرة، 1962م؛ م.ن، الجماهر، حیدرآباد الدكن، 1355هـ؛ م.ن، القانون المسعودي، حیدرآباد الدكن، 1373هـ/1954م؛ التنوخي، محسن، الفرج بعد الشدة، تقـ: عبود الشالجي، بیروت، 1398هـ/1978م؛ الثعالبي، عبد الملك، یتیمة الدهر، تقـ: مفید محمد قمیحة، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الرافعي، عبد الكریم، التدوین، حیدرآبادالدكن، 1404هـ/1984م؛ الزركلي، الأعلام؛ السمعاني، عبد الكریم، الأنساب، حیدرآباد الدكن، 1383هـ/1963م؛ الصابي، إبراهیم، «التاجي»، أخبار أئمة الزیدیة، تقـ: مادلونغ، بیروت، 1987م؛ الصابي، محمد، «الربیع»، شذرات من كتب مفقودة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1408هـ/1988م؛ م.ن، الهفوات النادرة، تقـ: صالح الأشتر، دمشق، 1387هـ/1967م؛ الطوسي، محمد، رجال، النجف، 1380هـ/1961م؛ م.ن، الفهرست، النجف، المكتبة المرتضویة؛ العتبي، محمد، تاریخ یمیني، تجـ: جرفاد قاني، تقـ: جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ عماد الدين الكاتب، محمد، خریدة القصر، تقـ: شكري فیصل، دمشق، 1375هـ/1955م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1985م؛ فسائي، میرزاحسن، فارسنامۀ ناصري، تقـ: منصور رستگار فسائي، طهران، 1367ش؛ القفطي، علي، إخبار العلماء بأخبار الحكماء، تقـ: لیبرت. لایبزیك، 1903م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ القمي، حسن، تاریخ قم، تجـ: حسن بن علي القمي، تقـ: جلال‌ الدین طهراني، طهران، 1313ش؛ الگردیزي، عبد الحي، زین الأخبار، تقـ: عبد الحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ مافروخي، مفضل، محاسن أصفهان، تقـ: جلال ‌الدین طهراني، طهران، 1312ش، المتنبي، أبو الطیب، دیوان، شرح عبد الرحمن البرقوقي، بیروت، 1357هـ/1938م؛ مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، ج 5، 1925م، ج 12، 1932م؛ مجمل التواریخ والقصص، تقـ: محمد تقي بهار، طهران، 1318هـ؛ مستوفي، حمد الله، تاریخ گزیده، تقـ: عبد الحسین نوائي، طهران، 1363ش؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـ؛ الهمداني، محمد، تكملة تاریخ الطبري، تقـ: آلبرت یوسف كنعان، بیروت، 1961م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

Amedroz, H. F., «The Vizier Abu-l-FadIIbnal’Amid», Der Islam, 1912, vol. III; GAL, S; GAS; Kabir, M., «Ustad Abu’l-Fadl Ibn al-‘Amid», Islamic Culture, 1961, vol. XXXV; Sayili, A., The Observatory in Islam, Ankara, 1960; Suter, H., Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900; Voorhoeve.

أحمد پاكتچي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: