ابن حماد، أبو عبدالله

اِبنُ حَمّاد، أو ابن حَمادو، أبوعبدالله محمد بن علي بن حمّاد بن عیسی بن أبي بکر الصنهاجي (تـ 628هـ/1231م)، شاعر وفقیه و محدث ومؤرخ وقاض بربري. و ینسب إلی بني حمّاد من قبائل البربر و کان من أهالي قریة حمزة القریبة من قلعة حمّاد (الصفدي، 4/157؛ الغبریني، 218). أخذ العلم في قلعة حماد التي کانت تعد من المراکز العلمیة، ثم ذهب بعد مدة إلی بجایة واشتغل بتعلم العلوم المتداولة آنذاک عند الشیخ أبي مدین. وأشار ابن حماد نفسه في کتابه البرنامج إلی أنه قرأ عند أبي مدین کتاب المقصد الأسنی لأبي حامد الغزالي من بدایته إلی نهایته (الغبریني، ن.ص). وکان یرغب في تدوین مجالس أستاذه في کتاب إلا أن أبا مدین منعه من ذلک (ن.ص). وذکر الغبریني أن ذلک کان في 531هـ، ولکنه ذکر وفات ابن حماد في 628هـ (ص 220). ولذا یبدو الموضوع غیر صحیح إلی حدما، اللهم إلا أن یکون أحد التاریخین خطأ، وإلا فلابد أن یکون عمره أکثر من مائة عام.
وقرأ ابن حماد بعد ذلک کتاب الموطأ عند القاضي أبي محمد عبدالحق الأزدي الإشبیلي و روی عنه. أما أساتذته الآخرون فمنهم القاضي أبوعلي المسیلي والقاضي میمون بن جباره و أبو العباس ابن المبشر و غیرهم الذین تعلم عندهم في القلعة والجزائر و تلمسان وبقیة مدن المغرب، حیث برع في علوم القرآن و الحدیث والأصول والنحو و نال شهرة واسعة. وعلّم تلامذة کثیرین ورباهم، منهم القاضي أبو عبدالله محمد بن عبدالحق التلمساني وجماعة أخری من العلماء. ویذکر الغبریني أن ابن حماد قد أشار في برنامجه إلی أسماء أساتذته و تلامذته والکتب التي قرأها التي تزید علی 222 کتاباً (ص 218-219).
ومن جملة الأعمال التي تولاها ابن حماد القضاء و قد تولاه لأول مرة في الجزیرة الخضراء (بالأندلس). ثم ترکه بعد مدة وأصبح قاضیاً في 613هـ/1216م لمدینة سلا (ابن الأبار، 2/628؛ الغبریني، 219). وتوفي ابن حماد أخیراً في 628 هـ بعد أن عمر أکثر من 80 سنة (ابن الأبار، ن.ص؛ الغبریني 220؛ الصفدي، 4/157). أما ابن زیتون فقد ذکر فاته في الأربعینات من القرن السابع (الغبریني، ن.ص).

آثاره

1. الإعلام بفوائد الأحکام؛ 2. شرح مقصورة ابن درید؛ 3. النبذ المحتاجة في أخبار صنهاجة بإفریقیة وبجایة (ابن الأبار، الغبریني، ن.ص). ولاتوجد نسخة من الکتاب الأخیر الذي تناول تاریخ الفاطمیین والذي بعد أثراً قیّماً، ولکن ابن خلدون استفاد منه عند تألیفه العبر و خاصة في القسم المختص ببني خزرون (مقدمة، 262، العبر، 2(2)/470، 7(1)/88)؛ 4. أخبار ملوک بني عبید و سیرتهم، وقد انتهی ابن حماد من أتلیف هذا الکتاب المختصر في 617هـ/1220م. و توجد مخطوطتان من هذا الکتاب: الأولی في المکتبة الوطنیة بباریس (GAL, S, I/339,555؛ دوسلان، 734-733) والأخری في مکتبة بالجزائر العاصمة. وطبعت أول ترجمة لقسم من هذا الکتبا بقلم شرلونو في «المجلة الآسیویة3»، ثم طبع النص والترجمة الکاملة له بقلم فون درهیدن في سنة 1927م بباریس من قبل کلیة الآداب الجزائریة (GAL, S، ن.ص؛ EI2). وکان ابن حماد ینظم الشعر أیضاً. وذکر اصفدي (4/157-158) نماذج من أشعاره نقلاً عن ابن الأبار و غیره من المؤلفین.

المصادر

ابن الأبار، محمد، التکملة لکتاب الصلة، تقـ: عزت العطار الحسیني، القاهرة، 1375هـ/1956م؛ ابن خلدون، العبر؛ م.ن، مقدمة، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1394هـ/1974م؛ الغبریني، أحمد، عنوان الدرایة، تقـ: عادل نویهض، بیروت، 1969م؛ وأیضاً:

De Slane; EI2; GAL, S.
علي آل داود