الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن بکوس العشاري /

فهرس الموضوعات

ابن بکوس العشاري


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/5/3 ۱۲:۲۹:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ بَکوسَ العُشاريّ، لقب اثنین من الأطباء و مترجمي الکتب الیونانیة إلی اللغة العربیة في القرن 4 هـ/ 10 م. ورد هذا الاسم في المصادر القدیمة والإسلامیة بصورمختلفة مثل بکُس، مکین، تاش، بکوش، بکش و بکُّس (ابن الندیم، 310، مخـ؛ القفطي، 37، 313؛ ابن أبي أصیبعة، 1/205 ومابعدها). ولاشک في أن صورتي مکین وتاش اللتین أوردهما البیهقي هما من خطأ الکاتب (تتمة، 1/11، درة، 14). ویبدو أن سبب الاختلاف في ضبط هذا اللفظ هو عدم وجود مثل هذه التسمیة في اللغة العربیة و تعتبر کل الصور المختلفة التي وردت في المصادر تحریفاً و تصحیفاً للفظ واحد غیرمعروف في الأصل. وانتقل هذا الاختلاف إلی المصادر الأوروبیة أیضاً (ظ: ڤستنفلد، 26؛ لکلرک، GAS, IV/313; I/375-376). وورد في نامۀ دانشوران من بین المصادر الإسلامیة المتأخرة صورة بَکس من دون ذکر المصدر و توضیح سبب التسمیة (7/118). أما ذبیح الله صفا الذي یعتبر ذلک تعریباً للکلمة الیونانیة بکوس أوباکوس، إلهة الشراب (ص 81) فلم یذکر هو الآخر مصدراً أیضاً.

أبو إسحق إبراهیم بن بکوس العشاري

کل مایعرف من حیاته أنه عاش في بغداد و کان حسن الصیت. ولم تُشر المصادر إلی تاریخ وفاته. وذکره ابن الندیم في کتابه الفهرست – والذي ألَّفه کما یقول نفسه في 377هـ/ 987م (ص 3) – بصیغة الفعل الماضي في کل مکان، وإذا صحّ قول ابن أبي أصیبعة (1/244) بأن إبراهیم درَّس الطب في المستشفی العضدي ببغداد بععد إکمال بنائها في 371هـ/ 981م (ظ: ابن الأثیر، 9/16)، فلابد أن تکون وفاته بین سنتي 371 و 377 هـ. وخلط سیریل الگود بعض المعلومات المتعلقة بحیاتي إبراهیم و ابنه علي فتوصل إلی بعض الاستنتاجات الخاطئة (ص 188-189) علی أساس ماقاله ابن الخمّار (ن. ع) حول إبراهیم (القفطي، 313-314).
ولاتتوفر لدینا معلومات عن مراحل دراسة إبراهیم وأساتذته أیضاً. وقد کان بارعاً في مهنته الطب، ورغم عماه، فقد واصل أیضاً معالجة المرضی و تدریس الطب في المستشفی العضدي و کان یتلقی مرتباً کافیاً من قبل عضدالدولة (ابن أبي أصیبعة، 1/244). وله أیضاً آراء في علم الطب علمیة مبتکرة إلی حدما. وفي رسالة کتبها ابن بطلان (ن. ع) إلی ابن رضوان (ن. ع) الطبیب المصري المعروف وذکر فیها أخطاءَه وأخطاء بعض الأطباء الآخرین نراه یعتبر إبراهیم بن بکوس من مشایخ الأطباء استناداً إلی قول ابن رضوان نفسه وینقل عن کتابه کنّاش هذه العبارة: إن في القلب نقطة منها تنبعث الحیاة إلی البدن (القفطي، 313) وإن کانت هذه النظریة غیر ناضجة قیاساً بعلوم عصرنا المتطورة، إلا أنه دلیل علی النشاط والروح العلمیة التي کانت تسود البلاد الإسلامیة في القرن 4 هـ/ 10 م.
وبالإضافة إلی براعته في الطب النظري والعملي و تألیف الکتب في هذا العلم فقد اتجه أبوإسحق إبراهیم أیضاً إلی ترجمة الکتب الیونانیة إلی اللغة العربیة ویعدّ ممّن کان لهم دور ذوأثر في حرکة الترجمة. ویستنتج من مجموع المعلومات المتوفرة حول ترجماته و تصحیحاته لترجمات الآخرین أنه کان علی إلمام کافی بالیونانیة فضلاً عن إتقانه اللغتین السریانیة و العربیة. و یقول ابن أبي أصیبعة أنه ترجم کتباً کثیرة إلی اللغة العربیة و نقله مرغوب فیه (1/205)، إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الذي حظیت به ترجمات حنین بن إسحق (م. ن، 1/188).
یستنتج من عنوان کتاب تصفح ماجری بین أبي زکریا یحیی بن عدي وبین أبي إسحق إبراهیم بن بکوس في صورة النار، تألیف ابن الخمّار (م. ن، 1/323) أن ابن بکوس کان یتمتع بروح علمیة نشطة.

آثاره

تشمل آثار إبراهیم بن بکوس التآلیف والترجمات الفلسفیة والطبیة والتي لم یبقَ منها شيء علی مایبدو. و نشیر إلی بعض هذه الآثار التي وردت في المصادر:

الف. الترجمات

ترجمة و تصحیح قسم من سوفسطیقا لأرسطو الذي نقله ابن ناعمة (ن. ع) إلی السریانیة (ابن الندیم، 310)؛ وقد نسبوا إلیه أیضاً ترجمة کتاب الکون والفساد لأرسطو (م. ن، 311)؛ وکذلک ترجمة عربیة لکتاب الحس و المحسوس الذي یتضمن أربع مقالات و کتاب أسباب النبات و هذان من تألیف ثاوفرسطس (تئوفراستوس) (م. ن، 312؛ ابن العبري، 55-56).

ب. التألیفات

کتاب في الرؤیا (ابن الندیم، 378)؛ کنّاش، في الطب ووصف القفطي (ص 236) هذا الکتاب بأنه متوسط الحجم لیس کبیراً ولاصغیراً (قا: نامۀ دانشوران، 7/118، الذي نسب إلیه کتابین باسم الکناش الکبیر و الکناش الصغیر، ویبدو أنه استنتاج خاطئ استوحاه مما ذکره القفطي)؛ کتاب الأقراباذین الملحق بالکناش؛ مقالة في أن الماء القراح أبرد من ماءالشعیر؛ و کذلک مقالة في الجدري (ابن أبي أصیبعة، 1/244؛ حاجي خلیفة، 5/244، 6/51). ونسبت في نامۀ دانشوران إلی إبراهیم آثار أخری لم یعثر علی مصادرها و هذه الآثار عبارة عن «مقالة في الاستسقاء»، «رسالة في تشریح العین و علاجاتها»، «رسالة في أمراض الجلد و الأدویة المتعلقه بها»، «رسالة في ماهیة التریاق المعدني والحیواني و خواص و طریقة استعماله»، «رسالة في علاج السموم»، «رسالة في المیاه المعدنیة» (7/118).

أبوالحسن علي بن إبراهیم بن بکوس

وهو طبیب ماهر و فاضل أیضاً و کان کما یقول ابن أبي أصیبعة یعد کأبیه مترجماً قدیراً، ونقل آثاراً یونانیة کثیرظ (من السریانیة کما یبدو) إلی العربیة بشکل جید (1/205، 244) وذکر البیهقي أنه کان بارعاً في الحکمة (تتمة، 1/11). وأکد القفطي علی مهارة أبي الحسن علي وبراعته النادرة في الطب وذکر وفاته نقلاً عن کتاب هلال بن محسن الصابي في 26ذي القعدة 394هـ (ص 235-236).
ویبدو أن ترجمة أبي الحسن علي قد اختلطت إلی حدّمامع ترجمة أبیه، أبي إسحق إبراهیم، ذلک أن عضدالدولة البویهي کمایذکر القفطي استدعی بعد بناء المستشفی العضدي في بغداد 24 طبیباً حاذقاً من مختلف الأرجاء للعمل فیها، وأجری لهم راتباً، فعین من ببینهم أبا الحسن علي لتدریس الطب و تدریب التلامذة (ن. ص). ونقل ابن أبي أصیبعة (1/320) مضمون هذا الخبر من مصدر آخر والنقطة التي تسترعي الانتباه فیه هي أن وظیفة أبي الحسن کانت تدریس الطب لکونه کفیف البصر. و بهذا فأن کلاً من الأب والابن کانا ضریرین ویعتبر کلاهما من موظفي المستشفی العضدي في وقت واحد.
درس أبوالحسن علي في شبابه کثیراً وبرع في معالجة الأمراض وقیل إنه لن یأتي بعده أحد مثله، ومع إصابته بالعمی فإنه کان یطَّلع ومن خلال مساعدة تلامیذه علی الأعراض الظاهریة للمرض و یشخّص الأمراض بذکائه و بصیرته. و کان أبوالحسن قلیل التألیف ومع ذلک فقد کتب مقالات صغیرة (القفطي، 236) وذکر أیضاً أنه کان یعاقر الخمرة بلاانقطاع ولهذا السبب انتقده ابن الخمّار بشدة وقال: هذا ابن بکش أبعد عن البیمارستان و تحلمامی طبَّه الناس لثلاث خصال: لفساد عقله بمواصلة السکر ولارتعاش یده عن تأمل المجسّ ولامتناع بصره عن رؤیة القواریر (م. ن، 236، 313-314). وطعن فیه أیضاً في مقالته في امتحان الأطباء حیث یقول: إن الطبّ آل أمره ببغداد إلی أنصار من قاد ضریراً شهرین قد فتح دکاناً وارتسم بطب الأبدان وأهلک الناس (البیهقي، تتمة، 1/11؛ القفطي، ن. ص).

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أوغوست مولر، بولاق، 1299هـ/ 1882م؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن العبري، غریغوریوس، مختصر الدول، بیروت، 1958م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ الگود، سیریل، تاریخ پزشکي إیران، تجـ: باقر فرقاني، طهران، 1356ش؛ البیهقي، علي بن زید، تتمة صوان الحکمة، تقـ: محمد شفیع، لاهور، 1935م؛ م. ن، ن.م، الترجمة الفارسیة باسم درة الأخبار ولمعة الأنوار، بقلم ناصرالدین بن عمدة الملک منتجب‌الدین منشي یزدي، طهران، ملحق مجلة مهر، س 5، آذر 1318ش؛ حاجي خلیفة، کشف الظنون، تقـ: غوستاف فلوجل، لایبزیک / لیدن، 1835-1858م؛ صفا، ذبیح‌الله، تاریخ علوم عقلي در تمدن إسلامي، طهران، 1346ش؛ القفطي، علي، إخبار العلماء، تقـ: یولیوس لیپرت، لایبزیک، 1903م؛ نامۀ دانشوران؛ وأیضاً:

GAS; Leclere, Lucien, Histoire de la médecine arabe, Paris, 1876; Wüstenfeld, Ferdinand, Geschichte der arabichen Ārate und Natur forscher, NewYORK, 1978.
قسم العلوم
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: