ابن بابویه، ابوجعفر
cgietitle
1443/4/18 ۱۴:۰۶:۴۸
https://cgie.org.ir/ar/article/232693
1446/9/4 ۰۲:۰۵:۳۴
نشرت
2
اِبنُ بابَویه، أبوجعفر محمد بن علي بن الحسین بن موسی بن بابویه القمي، الملقب بالشیخ الصدوق (ح 305-381هـ/ 917-991م)، محدق و فقیه الشیعة الإمامیة الکبیر، ذکره الشیخ الطوسي بلقب «عمادالدین» في أسانید الاستبصار (4/327، 332).لاتتوفر معلومات واضحة حول زمان و مکان ولادته، واعتبر جماعة من کتّاب القرون الأخیرة بالإعتماد علی بعض الروایات ولادته بعد سنة 305 هـ بقلیل (بحرالعلوم، 3/301؛ الموسوي، ص «ط – ي»). واعتبر دونالدسون ولادته في 311هـ/923م، أو قبل ذلک بعدة سنوات بخراسان (EI2). نشأ ابن بابویه في قم في أسرة علمیة، و استفاد في طفولته من مشایخ هذه المدینة. ولم یمض وقت طویل حتی تناقلت المحافل العلمیة في قم استعداده في اکتساب العلم (ابن بابویه، کمال، 503؛ الطوسي، الغیبة؛ 188، 195). و من مشایخ ابنبابویه في هذه الفترة یمکن الإشارة إلی أبیه علي بن بابویه و محمد بن الحسن بن أحمد ابن الولید و محمد بن علي ماجیلویه و أحمد بن علي بن إبراهیم القمي (ظ: ابن بابویه، ثواب الأعمال، 15، 17، 40، مخـ)، غیر أن دراسة أسانید روایات ابن بابویه تشیر إلی أنه اخذ من أبیه و ابن الولید و تأثریهما أکثر مما أخذ من بقیة أساتذته المعروفین و الذین یبلغ عددهم حوالي 250.غادر ابن بابویه قم في تاریخ مجهول و توجه إلی الري التي کانت آنذاک عاصمة البویهیین و أقام فیها (ظ: م. ن، کمال، 3). و ما نعلمه فقط حول تاریخ سفره إلی الري هو أنه سمع في رجب 339 قسماً من روایات علي بن إبراهیم القمي و غیره من الشریف حمزة بن محمد العلوي في قم (م. ن، الخصال، 11، معاني، 301، عیون، 1/178) و أنه کان في الري في رجب 347 (م. ن، الخصال، 641، الأمالي، 193). و مع ملاحظة أن ابن الولید کان أقرب أساتذة ابن بابویه إلیه بعد أبیه قد توفي في 343هـ/954م (النجاشي، 383) یمکن احتمال کون هذا الحادث قد أضعف علاقة ابن بابویة بقم ووفّر الشروط لهجرته إلی الري، و علی کل حال فإنه سمع الحدیث في الري من مشایخها أمثال أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ و محمد بن إبراهیم بن إسحق الطالقاني (ابن بابویه، الخصال، 429، معاني، 359).و عزم ابن بابویه علی السفر في 352هـ/963م و بعد الاستئذان من رکنالدولة أمیر الري سافر إلی مشهد في رجب من نفس السنة (م. ن، عیون، 2/284). و خلال الطریق کان قد أمضی شهر شعبان في نیشابور و سمع الحدیث من مشایخها الکبار أمثال عبدالواحد بن محمدبن عبدوس النیشابوري، و الحاکم أبي علي الحسین بن أحمد البیهقي و أبي الطیب الحسین بن أحمد الرازي (ن. م، 1/12، 81، 2/240). و یبدو أنه غادر الري في أواخر 353هـ/ 964م قاصداً الحج، بعد عودته من هذا السفر، حیث أدی المناسک في ذي الحجة من السنة نفسها. لاتتوفر وثیقة حول أخذ ابن بابویه من مشایخ الحرمین، إلا أننا نعلم أنه في طریق عودته إلی العراق في أوائل 354هـ التقی بفَیئد (منتصف الطریق بین الحجاز و العراق) أبا علي أحمد بن أبي جعفر البیهقي و سمع منه الحدیث (ن. م، 2/58). و خلال سفره وصل ابن بابویه الکوفة و بغداد في السنة ذاتها و مکث فیهما قلیلاً. وقد مکنه مکوثه القلیل المثمر جداً في الکوفة من الإستماع إلی أکثر من عشرة من مشایخ الکوفة الکبار منهم: أبو القاسم الحسن بن محمد السکوني و محمد بن بکران النقاش و أحمد بن إبراهیم الفامي (م. ن، الخصال، 115، التوحید، 232، عیون، 1/117). و في بغداد أیضاً و ضمن استماعه من مشایخها الکبار أمثال الحافظ محمد بن عمر بن الجعابي و الحسن بن محمد بن یحیی العلوي (ظ: م. ن، الأمالي، 386، کمال، 505) کانت له مناظرات إرشادیة أیضاً (ن. م، 16). و قد مکَنت هذه الإقامة القصیرة جماعة من مشایخ بغداد مثل الشیخ المفید لیسمعوا منه الحدیث و ینالوا الإجازة منه. و غادر العارق في هذه السنة و في طریق عودته إلی الري، وصل همدان فسمع الحدیث أو أخذ الإجازة من مشایخها أمثال القاسم بن محمد بن عبدویه الهمداني و أحمد بن زیاد بن جعفر الهمداني و أبي العباس الفضل ابن الفضل بن العباس الکندي (م. ن، الخصال، 106، 295، 320، کمال، 369)، و في نهایة الأمر غادر همدان لینهي سفره الغربي و یعود إلی الوطن بزادثمین. اعتبر النجاشي (ص 389) بالإستناد إلی مسموعاته وصول ابن بابویه إلی بغداد في 355هـ/ 966م و هذا ما یتعارض مع حدیث ابن بابویه الصریح. و تحدث بعض المعاصرین عن سفر ابن بابویه إلی إستراباد و جرجان (ظ: الموسوي، ص «ع») و لایقوم هذا إلا علی الظن بحیث لایمکن إثباته.سافر ابن بابویه في 367هـ/ 978م إلی المشرق. و کان في مشهد في 17 و 18 ذي الحجة (ابن بابویه، الأمالي، 103، 106)، ثم سافر إلی نیشابور و أقام هناک حتی شعبان 368 و یدل علی ذلک أن المجلس الـ 89 من مجالسه کان قد عقد في منزل السید أبي محمد یحیی بن محمد العلوي (ن. م، 487)، مع العلم بأن منزل هذا السید کان في نیشابور (النجاشي، 443؛ ابن عنبة، 347)، و أن مجالسه الـ 27-93 عقدت علی التوالي من محرم و حتی شعبان 368. و کان في مشهد في 17-19 شعبان و توجه یوم 19 شعبان إلی ماوراء النهر (ابن بابویه، الأمالي، 521، 536). و لابد أن ابن بابویه مرّ في طریقه من مشهد إلی ترکستان بمدن سرخس و مرو و مروالروذ و بلخ و سمرقند (ظ: الیعقوبي، 279، 291-293). و مکث قلیلاً في کل من هذه المدن فسمع في سرخس من أبي نصر محمد بن أحمد السرخسي (ابن بابویه، الخصال، 197) و في مرو من أحمد بن الحسین الآبي (م. ن، کمال، 433، 476) و في مرو الروذ من محمد بن علي بن الشاه و أبي یوسف رافع بن عبدالله (م. ن، الخصال، 320، 410، 592) و في بلخ من أشخاص عدیدین مثل الحسین ابن محمد الأشناني و محمد بن سعید السمرقندي (م. ن، التوحید، 68، 96) و في سمرقند من أمثال عبدوس بن علي الجرجاني و عبد الصمد بن عبدالشهید الأنصاري (م. ن، الخصال، 45، عیون، 2/8). و من سمرقند کانت له رحلتان إلی عمق ترکستان. و في رحلة إلی فرغانة (جنوب شرقي أزبکستان الحالیة) سمع من جماعة من مشایخها مثل إسماعیل بن منصور القصّار (م. ن، الخصال، 268) و محمد بن عبدالله ابن طیفور الدامغاني (م. ن، علل، 63). و تعلم الحدیث أیضاً في بعض قری فرغانة مثل أخسیکت و جبل بوتک (م. ن، کمال، 473). و في رحلة أخری توجه إلی منطقة إیلاق (ضواحي طشقند الحالیة) و أخذ من مشایخ أمثال الحاکم بکر بن علي الحنفي (ن. م، 292) و علي بن عبدالله الفقیه الأسواري (ن. م، 642). وفي هذه المدینة تمّ لقاء بین ابن بابویه و الشریف محمد بن الحسن العلوي، المعروف بنعمة کما تمّ تألیف کتاب فقیه من لایحضره الفقیه (م. ن، فقیه، 1/2-3).و نظراً لتألیف کتاب کمالالدین بعد رحلة ماوراء النهر، فإنه یفهم من مقدمته (ص 2-4) أن ابن بابویه وصل مشهد للزیارة ثانیة قادماً من ماوراء النهر ثم ذهب إلی نیشابور و أقام هناک مدة. و في هذه الفترة من إقامته أخذ یدعو لعقیدة الشیعة حول الغیبة، و ألّف علی الأقل قسماً من کمالالدین. و کان في نیشابور توّاقاً للعودة إلی موطنه الري (ن.م، 3)، إلا أن تاریخ تلک العودة لیس معلوماً، و کل مانعلمه أنه کان فیها حتی نهایة عمره، حیث توفي هناک (النجاشي، 392) و قبره الیوم فیها معروف و مزار.ابن بابویه و علم الکلام: یجب اعتبار ابن بابویه من حیث النظرة الفکریة من مدرسة أخباریي قم المتقدمین، و بغض النظر عن عدة شخصیات غیر بارزة کثیراً، یجب اعتباره آخر مفکري هذه المدرسة، حیث تشکل آثاره القسم الأساسي لتراث الأخباریین. و المیزة العامة لهذه المدرسة هي الإستناد علی الأخبار و الأحادیث في تعریف المفاهیم و إثبات القضایا الکلامیة کما یشاهد ذلک في آثاره بوضوح. و في الواقع یجب اعتبار کلام ابن بابویه متون الأحادیث حیث صاغها و دوّنها في أسلوب کلامي بأقل تصرف ممکن. ورغم أن الکلام الأخباري لابن بابویه ینسجم بشکل عام مع کلام سائر مدارس الإمامیة، إلا أنه عند المقارنة بین رسالة الاعتقادات لابن بابویه و رسالة تصحیح الاعتقاد للشیخ المفید الذي کتبه في نقدها، یتضح وجود اختلافات جدیرة بالملاحظة في المسائل الفرعیة. و أحد أهم موارد الاختلاف مسألة جواز السهو للنبي (ص) في الصلاة. إذ أن ابن بابویه کبعض کبار المدرسة الأخباریة في قم لایری فقط جواز السهو للنبي (ص) في الصلاة، بل ینسب منکر هذا الرأي إلی أهل الغلو و یقول: «إن الغلاة و المفوضة لعنهم الله ینکرون سهو النبي» (فقیه، 1/234-235؛ المفید، 65-66؛ ظ: المجلسي، 17/122-129: رسالة المفید أو الشریف المرتضی في مسألة السهو للنبي). و من الناحیة الکلامیة کان ابن بابویه في مواجهة مدارس و مذاهب متنوعة، و من جهة کان في صراع مع بعض مدارس الإمامیة التي یعبر عنها بأصحاب الغلو و أصحاب التقصیر (التقصیر في حق الأئمة)، و ألّف کتاباً تحت عنوان إبطال الغلو و التقصیر في الرد علیهما (ظ: النجاشي، 392). و تشکل مسألة المهدویة قسماً آخر من نزاعاته الکلامیة. ففي تفسیر المهدویة عند الإمامیة ألف ابن بابویه آثاراً متعددة أهمها کمالالدین ردّ فیها علی اعتراضات المعتزلة والزیدیة و غیرهم من المخالفین و بذل جهداً کبیراً في نقض آراء القائلین بالفترة (انفصال سلسلة الإمامة)، و في إزالة الشک لدی الإمامیة الحائرین. و البعد الآخر لکلام ابن بابویه هو في رد الاتهامات التي یوجهها مخالفو الإمامیة. و کمثال تألیفه کتاب التوحید في رد الاتهامات الموجهة إلی الإمامیة حول القول بالتشبیه و الجبر کما نصّ علی ذلک في مقدمته (ص 17).و یری ابن بابویه ککثیر من مؤلفي الإمامیة و جود فرق واضح بین أهل السنة و النواصب، ففي الوقت الذي یکنّ فیه الاحترام لأهل السنة (کما یستنتج من مدحه مشایخ السنة مثلاً) یعتبر الناصبي کافراً (م. ن، فقیه، 3/258) و یری البراءة من ظالمي الأئمة من الواجبات (م. ن، الاعتقادات، 40؛ الشوشتري، 1/457). وأحد أعمال ابن بابویه المهمة في کلام الإمامیة هو تدوین آثار لیس لها صبغة استدلالیة و لاروائیة، بل علی شکل رسالة عقائدیة. و في الحقیقة تعتبر رسالة الاعتقادات لابن بابویه من النماذج الأولی المعروفة لهذا النوع من الرسائل في کلام الإمامیة، والتي تشکل استمراراً لعمله في المجلس 93 من الأمالي (ص 509-511) و مقدمة «الهدایة» (ص 46-48).ابن بابویه و علم الفقه: یشکل فقهه نموذجاً بارزاً لمدرسة قم الأخباریة ویستند أساساً علی الحدیث، ولایجیز ابن بابویه القیاس فحسب، بل لایجیز الاستنباط و الاستخراج أیضاً (علل، 62). و تتکون آثار ابن بابویه الفقهیة کآثاره الکلامیة من متون الأحادیث عادة مع حفظ أو حذف أسانیدها کما أنه أورد في بعض الأحیان معنی الحدیث بدل نصه. و یکتفي ابن بابویه عادة بمتن الحدیث و یمتنع عن الاستنباط. و له أسلوب في الجمع بین الأحادیث المتعارضة یسمیه «الأصل و الرخصة». و أسلوبه الآخر في الجمع بین الأحادیث هو اقتراحه إرجاع الأحادیث المجملة إلی الأحادیث المفصلة (م. ن، الاعتقادات، 47) و هذا جدیر بالتأمل من وجهة نظر تاریخ علم الأصول. و یقوم ابن بابویه في بعض الاحیان بردّ الحدیث، و أحیاناً یترک حدیثاً و یرجح ما یعارضه، غیر أنه لایشرح علة ذلک و ربما یمکن القول بأنه استند في هذا الترجیح علی رجال السند (ظ: م. ن، علل، 501، 502، 511). و أحیاناً لایبني ابن بابویه الفروع الفقهیة فقط علی أخبار الآحاد، بل بیني علیها أیضاً بعض الأصول العامة. رغم أن أصل الإطلاق قبل ورود النهي الذي طرحه (الاعتقادات، 47) أصبح مقبولاً أیضاً من قبل بقیة المدارس الفقهیة الإمامیة بعده باعتباره أصلاً عقلانیاً. رغم أن ابن بابویه خالف في فقهه القیاس و الاجتهاد بشدة، إلّا أنه یجب اعتبار فقهه فقهاً تعلیلیاً و لیس فقهاً تعبدیاً. و یعتقد استناداً للأحادیث أن أحکام الشرع تتبع غالباً مصالح العباد و لم یطرح هذا النوع من التفکیر بشکل واسع في علل الشرائع فحسب، و إنما طرحه حتی في موارد مختلفة من کتابه الحدیثي – الفقهي، فقیه من لایحضره الفقیه. و لابن بابویه بعض الفتاوی الفقهیة الشاذة لانری بین الشیعة من یوافقه فیها (أورد الموسوي الخرسان ثبتاً لهذه الفتاوی في ص «أیا»). و یشاهد أحیاناً أن فتواه تغیرت بمرور الوقت. و کمثال في مسألة هل أن شهر رمضان هو 30 یوماً دائماً أو یمکن أن یکون 29 یوماً أیضاً، کان رأیه القدیم کما ورد صراحة في رسالة «المقنع» (ص 16) یتضمن احتماله 29 و 30 یوماً، غیر أنه أفتی في آثاره المتأخرة مثل الخصال (ص 531) و رسالة الرد علی الجنیدیة (ظ: الشریف المرتضی، 29) بصراحة یکون شهر رمضان 30 یوماً.
سافر ابن بابویه کثیراً في طلب الحدیث کما سبق و سمع من معظم المشایخ و بقیت منه آثار کثیرة في الحدیث. و أقدم توثیق لدینا حول ابن بابویه هو توثیق ابن إدریس (ص 288) و بعده ابن طاووس (کشف، 123). ویذکر ابن طاووس (فلاح، 11، فرج المهموم، 129) أن هناک اتفاقاً في الرأي حول عدالته. و یعتبر لقب «الصدوق» أبلغ کلمة في بیان أمانته في الروایة. و أول من سمی ابن بابویه الصدوق هو ابن إدریس (ص 288)، غیر أن هذا اللقب لم یشتهر بعد حتی زمان الشهید الأول (المجلسي، 104/190). واعتبر بعض الرجال المتأخرین مراسیله في حکم المسانید (ظ: الخوانساري، 6/133؛ المامقاني، 3/154). و ابن بابویه نفسه من أصحاب الجرح و التعدیل. فهو دقیق جداً في ضبط الأسانید و المصطلحات المتعلقة بکیفیة حمل الحدیث (حیث یتضح ذل في آثاره) أو تفکیک اللفظ من المعنی في الموارد التي یذکر فیها الحدیث الواحد بأسانید متعددة (مثلاً ظ: کمال، 289-294) و روایة الحدیث الواحد بأسانید مختلفة، کحدیث الاثني عشر لجابر بن سمرة الذي ورد عن 19 طریقاً مختلفاً (الخصال، 469-473). و إن معظم آثار ابن بابویه في الحدیث هي مزیج من أحادیث الشیعة و أحادیث أهل السنة المنتخبة.وباعتباره محدثاً نقل ابن بابویه ثروة عظیمة للأجیال القادمة و خص لنفسه قسماً جدیراً من الأحادیث الموجودة في الکتب الروائیة الشیعة المسندة بعد القرن 5 هـ أمثال الخزاز و المفید و الطوسي و غیرهم، و کذلک لعب دوراً أساسیاً في نثل آثار الماضین إلی الأجیال القادمة، حتی أن النوري (3/524) اعتبره أحد الـ 12 الذین تنتهي إلیهم سلسلة الإجازات.و لم یعتبر ابن بابویه ناقلاً في علم الحدیث فقط، و إنما اعتبر ناقداً للأحادیث و عالماً بالرجال کما ذکر الطوسي (الفهرست، 157). و یدل کتابه معاني الأخبار بشکل قاطع علی تعمقه في فقه الحدیث و غریب الحدیث، و ذکر النجاشي (ص 391) و الطوسي (ن. ص) له کتاباً أیضاً حول الغریب من أحادیث الرسول (ص) و علی (ع). و یشاهد في مواضع مختلفة من آثاره نقد أسانید بعض الأحادیث و الحکم بغرابة أسانیدها (ظ: ابن بابویه، عیون 1/200، فضائل الأشهر، 63). وله أیضاً آثار متعددة حول الرجال (النجاشي، 390-392؛ الطوسي، ن. ص) وقد انعکست بعض آرائه في کتب الرجال (کنموذج ظ: ابن داود، 72، 87، 100، مخـ). و یلاحظ من بین عناوین آثار ابن بابویه عناوین مثل التأریخ، مقتل الحسین (ع) و تفسیر القرآن (النجاشي، 390، 392؛ الطوسي، ن. ص) ونظراً لمنهجه یمکن الحدس بأن هذه الآثار هي في مجال التاریخ و التفسیر النقلي لا العقلي. و حول مشایخ ابن بابویه ورد ثبت کامل و دقیق إلی حدّما یبلغ 211 شخصاً في «حیاة الشیخ الصدوق» (الموسوي، ص «ر – اد»)، حیث ذکر بعضهم في هذا المقال. و حول رواته و تلامذته هناک ثبت ناقص (م. ن، ص «أهـ - أز»)، حیث یمکن ذکر الشیخ المفید محمد بن محمد بن النعمان و هارون بن موسی التلعکبري و علي بن محمد الخزاز و الحسین بن عبید الله بن الغضائري (للتمة الفهرس المذکور، ظ: دلائل، 4، 10، 89؛ منتجبالدین، 89؛ الحسکاني، 1/192؛ الجویني، 2/142، 190، 193، 196، 223؛ الذهبي، 16/304).
آثاره
کان ابن بابویه کثیر التألیف، فقد کان له أثناء حضوره في إیلاق مثلاً حوالي 368 هـ کما یقول 245 مؤلفاً (ابن بابویه، فقیه، 1/2-3).وأهم آثاره المطبوعة عبارة عن: الاعتثادات، الأمالي، التوحید، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، الخصال، علل الشرائع، عیون أخبار الرضا (ع)، کمالالدین و تمام النعمة، معاني الأخبار، المقنع، فقیه من لایحضره الفقیه، الهدایة، فضائل الأشهر الثلاثة (للاطلاع علی مواصفات هذه الآثار، ظ: مصادر هذا المقال نفسه). کذلک طبع کتاباه الآخران صفات الشیعة و فضائل الشیعة مرة في النجف و أخری مع ترجمته الفارسیة في طهران، 1381هـ.و نسب إلیه و إلی أبیه عدا هذه الکتب کتاب مصادقة الإخوان الذي طبع في 1325ش في طهران و في 1976م في بغداد بتحقیق حسین علي محفوظ. و ترجح ظاهر روایة مؤلف الکتاب عن محمد بن یحیی العطار بعبارة «حدثنا» انتساب الکتاب إلی أبیه (آقابزرگ، 21/97). و هناک کتاب آخر بعنوان المواعظ طبع في قم في 1351 ش علی أساس نسخة مخطوطة من المکتبة الناصریة في لکهنو مع ترجمة عزیز الله العطاردي، غیر أن هذا الکتاب و خلافاً لما یظنه المترجم المذکور لیس إلا جزءاً من نوادر فقیه من لایحضره الفقیه و لاعلاقة له بکتاب المواعظ المفقود الذي ذکره النجاشي (ص 391) و الطوسي (الفهرست، 157).ویجب مراعاة الإحتیاط حول النسخ المخطوطة الموجودة باسم ابن بابویه في المکتبات المختلفة. فمثلاً توجد نسخة مخطوطة بعنوان الغیبة في مکتبة مجلس الشوری (شوری، 14/55) حیث تطابق بدایتها کمالالدین (ص 16) بشکل تام، بحیث یحکي احتمال اتحادهما؛ و مثال آخر هو وجود نسخة بعنوان الفضائل في مکتبة السماوي بالنجف (ظ: GAS, I/549) و أیضاً توجد نسخة بعنوان فضائل علي (ع) في المکتبة المرکزیة بجامعة طهران (المرکزیة، 16/154) إذ یشک في انتساب هاتین النسختین لابن بابویه (لأجل أمثلة أخری، ظ: المرکزیة، 16/155، 17/161، مخـ؛ دوسلان، رقم 2018؛ آقا بزرگ، 24/11، 179).وبالإضافة إلی ماذکر، و رد في رجال النجاشي (ص 389-392) و فهرست الطوسي (ن. ص) و معالم ابن شهر آشوب (ص 111-112) عناوین حوالي 200 کتاب منسوب إلیه. و مضافاً إلی العناوین المذکورة ذکر ابن طاووس (فرج المهموم، 57، الیقین، 157) و ابن بابویه نفسه (فقیه، 1/235) عدة عناوین أخری. و أهم هذه الآثار هو کتاب مدینة العلم، و هو مجموعة أحادیث أکبر من فقیه من لایحضره الفقیه (الطوسي، ن. ص) و یذکر ابن شهرآشوب (ص 112) أنه یبلغ عشرة أجزاء و یقال إنه کان موجوداً حتی زمان الشیخ حسین بن عبدالصمد، والد الشیخ البهائي، ثم فقد بعد ذلک (آقابزرگ، 20/251-253).
آقابزرگ، الذریعة؛ ابن إدریس، محمد، السرائر، طهران، 1270هـ؛ ابن بابویه، محمد، الاعتقادات، طهران، 1300هـ؛ م. ن، الأمالي، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ م. ن، التوحید، تقـ: هاشم الحسیني الطهراني، طهران، 1387هـ/ 1967م؛ م. ن، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، تقـ: محمد مهدي حسن الخرسان، النجف، 1392هـ/ 1972م؛م. ن، الخصال، تقـ: عليأکبر الغفاري، قم، 1362ش؛ م. ن، علل الشرائع، النجف، 1385هـ/ 1966م؛ م. ن، عیون أخبار الرضا (ع)، النجف، المکتبة الحیدریة؛ م. ن، فضائل الأشهر الثلاثة، تقـ: غلامرضا عرفانیان، النجف، 1396هـ؛ م. ن، فقیه من لایحضره الفقیه، تقـ: حسن الموسوي الخرسان، النجف، 1377هـ؛ م. ن، کمالالدین و تمام النعمة، تقـ: علي أکبر الغفاري، طهران، 1390هـ؛ م. ن، معاني الأخبار، تقـ: علي أکبر الغفاري، قم، 1361ش؛ م. ن، «المقنع»، الجوامع الفقهیة، طهران، 1276هـ؛ م. ن، «الهدایة»، الجوامع الفقهیة، طهران، 1276هـ؛ ابن داود الحلي، حسن، الرجال، النجف، 1392هـ/ 1972م؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ ابن طاووس، علي، فرج المهموم، قم، 1363ش؛ م. ن، فلاح السائل، قم، مؤسسة الإعلام الإسلامي؛ م. ن، کشف المحجة، النجف، 1370هـ/ 1950م؛ م. ن، الیقین، النجف، 1369هـ/ 1950م؛ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب، النجف، 1380هـ/ 1961م؛ بحر العلوم، مهدي الرجال، تقـ: محمدصادق و حسین آل بحرالعلوم، طهران، 1363ش؛ الجویني، إبراهیم، فرائد السمطین، تقـ: محمدباقر المحمودي، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ الحسکاني، عبیدالله، شواهد التنزیل، تقـ: محمدباقر المحمودي، بیروت، 1393هـ/ 1974م؛ الخوانساري، محمدباقر، روضات الجنات، تقـ: أسدالله إسماعیلیان، طهران، مکتبة إسماعیلیان؛ دلائل الإمامة، المنسوب إلی ابن رستم الطبري، النجف، 1383هـ/1962م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و أکرم البوشي، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الشریف المرتضی، علي، رسالة «الرد علی أصحاب العدد»، رسائل الشریف المرتضی، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1405هـ/ 1985م؛ شوری، المخطوطات، الشوشتري، القاضي نورالله، مجالس المؤمنین، طهران، 1375هـ/ 1956م؛ الطوسي، محمد، الاستبصار، طهران، 1390هـ؛ م. ن، الغیبة، مع مقدمة آقابزرگ الطهراني، النجف، 1323هـ/ 1905م؛ م. ن، الفهرست، تقـ: محمدصادق آل بحرالعلوم، النجف، المکتبة المرتضویة؛ المامقاني، عبدالله، تنقیح المقال، النجف، 1350هـ/1931م؛ المجلسي، محمدباقر، بحارالأنوار، بیروت، 1403هـ/1983م؛ المرکزیة، المخطوطات؛ المفید، محمد، «تصحیح الاعتقاد»، مع أوائل المقالات، تبریز، 1371هـ/ 1952م؛ منتجبالدین الرازي، علي، الأربعون حدیثاً، قم، 1408هـ/1988م؛ المنزوي، المخطوطات؛ الموسوي الخرسان، حسن، «حیاة الشیخ الصدوق»، مقدمة علی فقیه من لایحضره الفقیه، 1401هـ/1981م؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: الزنجاني، قم، 1407هـ؛ النوري، میرزاحسین، مستدرک الوسائل، طهران، 1382هـ/1962م؛ الیعقوبي، أحمد، البلدان، لیدن، 1892م؛ وأیضاً:
De Slane; EI2; GAS.أحمد پاکتچي
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode