ابن آجروم

اِبنُ آجُرّوم، أبوعبدالله محمدبن داود الصنهاجي المراکشي (672-723هـ/ 1273-1323م)، نحوي وعالم في القراءات، وهو من قبیلة صنهاجة البربریة، ولذلک لایستغرب أن یشتهر بالبروبریة آگروم أو این آجُرّوم، لاسیما و أن السیوطي ذکر نقلاً عن تذکرة ابن مکتوم أنه کان في 719هـ/ 1319م یمارس مهنة التعلیم بفاس، ثم صرّح بأنه مشهور بـ «أکروم» (ص 102). وإذا اعتبرنا روایة السیوطي موثوقة فلا أساس لما ذکره البعض أن الکتّاب المتأخرین دعوا أباعبدالله محمد بابن آجرُوم بعد انتشار المقدمة الآجرومیة في مبادئ علم العربیة، وشهرتها الواسعة (ظ: «واضعو علم النحو»، 238 وکان مصدر هذا الرأي؛ وأیضاً: سرکیس). وقد ذکر في المصادر القدیمة أن معنی کلمة آجروم البربریة هو «الفقیر الصوفي»، ولهذا یبدو غیرصحیح إلی حد بعید أنها مشتقة من «أغراما» الیونانیة أو «أغراماریا» اللاتینیة («واضعو»، ن. ص).
لم تتیسر ترجمة وافیة لابن آجروم، فقد ذکر السیوطي حتیبعد وفاته بحوالي قرن ونصف ورغم شهرة الآجرومیة أنه لم یقف له علی ترجمة، ویمکن القول إنه ربّما ولد بفاس ودرس فیها، ثم قصد مکة، ولمّا مرّ بالقاهرة مکث هناک مدة ودرس علی أبي حیان محمد بن یوسف الغَرناطي (تـ 745هـ/ 1345م) (دائرة المعارف الإسلامیة؛ البستاني ف). وألف الآجرومیة في مکة تجاه الکعبة، وأخیراً استقر بفاس وبادر فیها إلی تدریس النحو و القراءات، وکانت وفاته في صفر 723/ شباط 1323 ودفن بباب الحدید، في الحي الأندلسي بفاس (السیوطي، ن. ص؛ الخوانساري، 4/135-136). ویذکر بن شِنِب في دائرة المعارف الإسلامیة أن هذا المکان هو باب الجیزیین الذي یعرف الیوم بباب الحَمراء.
وتعود شهرة ابن آجروم الکبیرة إلی الکتاب المختصر المقدمة الآجرومیة، وإن ذکر السیوطي أن ابن مکتوم اعتبره عالماً في الفرائض والحساب والأدب والقراءات و نسب إلیه عدة مصنفات و أراجیز في القراءات والتجوید (ن. ص)، ولکن لم یبق منها شيء کما لم یعثر علی الشرح الذي قیل أنه کتبه علی منظومة الشاطبي.

المصادر

ابن العماد، عبدالحي بن أحمد، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ البستاني ف؛ الخوانساري، محمدباقر، روضات الجنات، بیروت، دارالکتاب العربي؛ دائرة المعارف الاسلامیة؛ سرکیس، معجم المطبوعات؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمدأمین الخانجي، القاهرة، 1326 هـ؛ «واضعو علم النحو»، المقنطف، القاهرة، مارس 1911م، ج 38.

آذرتاش آذرنوش