1445/11/6 ۰۹:۳۹
بالتعاون مع مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، أقیمت مساء یوم الاثنین الموافق 12 فبرایر 2024م الأمسیة السبعمائة و الثلاثین من سلسلة أمسیات مجلة بخارا في المرکز المذکور. و قد خُصصت هذه الأمسیة لتکریم النشاط العلمي الذي دأب علیه المستشار الأعلی لقسم الفنون و العمارة و عضو المجلس العلمي الأعلی لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ "محمد حسن سمسار".
دبا: بالتعاون مع مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، أقیمت مساء یوم الاثنین الموافق 12 فبرایر 2024م الأمسیة السبعمائة و الثلاثین من سلسلة أمسیات مجلة بخارا في المرکز المذکور. و قد خُصصت هذه الأمسیة لتکریم النشاط العلمي الذي دأب علیه المستشار الأعلی لقسم الفنون و العمارة و عضو المجلس العلمي الأعلی لمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ "محمد حسن سمسار".
إن حفل الأمسیة ـ الذي تولی إدارته مدیر مجلة بخارا/ "علي دهباشي" ـ افتُتح بکلمة رئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / "کاظم موسوي بجنوردي"، حیث قال: وطننا العریق، إیران، بثقافتها و حضارتها تفتح بابا إلی حدیقة غنّاء تُنعش الروح و تلاطف البصر. لقد ذاع صیت الفن الإیراني في العالم منذ قرون بعیدة. و ما أنتجه أساتذة الفن الإیراني في حقل التذهیب و الرسم و رسم الخط و التجلید و غیره من الزخارف الفنیة، أصبح الیوم یزین المتاحف و المکتبات الهامة في العالم. کما أن مئات من الباحثین المتمیزین عالمیا، وقفوا حیاتهم للتعرف علی هذا التراث المدهش أکثر فأکثر.
و استطرد قائلا: یتمیز الفن الإیراني بقیمة روحیة تُلازم الفکر الإیراني کما أن هناک تلازُما بینه و بین الأدب الإیراني بوجه خاص. و من هنا یأتي سر محبوبیته في کل أرجاء المعمورة. لقد ظل الفن الإیراني رمزا للوحدة الوطنیة القائمة بین أبناء هذه الرقعة الجغرافیة علی مرّ التأریخ. کما أن کل مدینة أو منطقة ـ رغم وجود مدرسة فنیة خاصة فیها ـ حافظت علی روح و أسلوب الفن الإیراني، و جعلت منه نسیجا متشابکا في شراشر وجودها، لاستخدام عناصره کأجزاء متناسقة في صرح شامخ علی مستوی الهامة الرفیعة للفن الإیراني.
و أکد موسوي بجنوردي بأن: البحث و التحقیق في هذا الحقل، عمل صعب، و ممتع و منعش للروح في نفس الوقت. و الباحث المولع بعمله، تمتزج حیاته بالفن الإیراني شیئا فشیئا، فتری عینه دقائق لاتتیسر رؤیتها بتلک الدرجة للعیون المتعودة علی النظرات السریعة العاجلة. إن الحیاة في رحاب الفن الإیراني حیاة ثمینة تتطلب درجة متناهیة من الحب و الإخلاص. فلابد من التحلي بإخلاص یأتي بالسعادة في هذا الطریق. و کل ذلک ما تحقق في أستاذنا سعادة/ محمد حسن سمسار الذي قضي ما یزید علی نصف قرن من عمره الزاخربالثمار في جنة الفن الإیراني. فلم یتخلّ عن الهدف المنشود. و ماانفک یعمل جاهدا علی معرفة الجوانب العمیقة للفن الإیراني. أن الأعمال الثمینة للأستاذ سمسار في هذا المجال، تمثل بدورها جزءا نفیسا من تأریخ الثقافة و الفن في إیران. کل من سبر عمق هذا البحر اللجي یعرف أن التوصل إلی معرفة صحیحة و عمیقة لأنواع الفنون الإیرانیة یتطلب وجود معرفة وافیة لتأریخ و ثقافة إیران. و الأستاذ/ سمسار قد أثبت اضطلاعه و معرفته بالزوایا التي قلما صارت مکشوفة في الساحة المترامیة لتأریخ إیران و ثقافتها و اللغة الفارسیة. و هي حقیقة یشهد بها نتاج عمله.
و أکد رئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری بأنه من دواعي الفخر و الاعتزاز أن الأستاذ سمسار قد زیّن ـ و منذ وقت بعید ـ هذا المرکز و دائرة المعارف بوجوده الثمین و مقالاته الدسمة. و الأهم من ذلک أنه بوجوده المثمر في هذا المرکز طوال فترة تناهز أربعین عاما، طفق یعمل بهدوء و تواضع فیلقي "عین البصیرة" علی الأعمال الفنیة و ینبش و یفحص النصوص و الکتب بغیة الکشف عن أثر أو إشارة إلی فناني هذا الوطن. بل بذل جهده حریصا علی أن یمتّع الکثیرین من تلامذته و محبیه بآرائه. إن تکریم الأستاذ سمسمار یمثل في الواقع تکریما للفن الإیراني و یدل علی مدی تقدیر و تثمین هذا المرکز و أساتذته و زملاؤه و غیرهم لهذا الإبن البارّ للوطن الغالي، کما یمثل غایة التأکید علی التعرف علی الفنون الإیرانیة و الجهود التي بذلها آباؤنا لتکوین هذه الأرضیة الواسعة للثقافة و الفن مما یبعث علی الفخر و الاعتزاز للإیرانیین.
و استمر الحفل مع کلمة نائب رئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری/ "أحمد مسجدجامعي" الذي قال: بالنسبة للأعمال المتحفیة، کانت هناک مجموعة عمل تتولی اختیار و تقییم و شراء الأشیاء. و قد حالفني الحظ أن أتابع عملیة طبع مؤلفات الأستاذ. علما بأن الأستاذ أحد المنتخَبین لنیل جائزة طهران أیضا. و هو یعمل في مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری منذ 40 سنه. و قد أرسی عام 1984م أساس مجموعة الفن و العمارة جنبا إلی جنب مع المغفورله/ یحیی ذکاء. و أضاف المتحدث قائلا: إنه شخصیة متعددة الأبعاد. حیث یضطلع بالتأریخ و الأدب و الدراسات المیدانیة. فبدون الإلمام بهذه الساحات لن یکون الخوض في تأریخ إیران خوضا عمیقا حیث یکون مجردا من الروح الإیرانیة. و ما أنجزه في هذا المجال قد تحول إلی مؤسسة. من ضمن ذلک جمع صور قصر کلستان. حیث أعد لها بطاقات للتعرف علی الأثر. و ما دوّنه هو تم نشره و إصداره فیمابعد حیث تکوّن أرشیف قصر کلستان. لأن رأیه حول ما یتعلق بتأریخ الأسرة القاجاریة یُعدّ سندا موثوقا. و هو من هذه الزاویة شخصیة فذّة لا یأتي نظیره.
و أضاف مسجدجامعي قائلا: علینا أیضا أن لاننسی دوره في فسح المجال أمام الشباب. کما أنه یتمیز بذهنیة تبحث عن المسألة فتفصل أجزاءها و تصنّفها. و هو نموذج مثالي بما یتحلی به من صدق و إخلاص و ثقافة. کما أن تمکّنه من التعامل مع المصادر مدهش. حیث کتب حوالي 30 مادة في دائرة المعارف الإسلامیة الکبری حول الخطّاطین الإیرانیین. کما أن مادة فن الخط في موسوعة إسلامیکا کُتبت بقلمه.
الکلمة التالیة کانت لرئیس المتحف الوطني الإیراني/ "جبرئیل نوکنده" الذي قال: لابد أن أعبر عن شکري لکم علی إتاحة هذه الفرصة لي حیث حالفني الحظ لأتحدث هنا بصفتي تلمیذا صغیرا للأستاذ سمسار. و إنني أری من اللازم أن أشیر إلی نقطتین مرتبطتین بحیاتي المهنیة و أستاذي الدکتور سمسار: النقطة الأولی: أنا التحقت بجامعة طهران عام 1991م لأدرس في فرع علم الآثار. و قد تعرفت علی الدکتور سمساري خلال الأیام الأولی لدراستي عن طریق الأستاذ الفقید/ صادق شهمیرزادي. فأتیح لي أن أتتلمذ علی الأستاذ سمسماري أثناء مرحلتي البکالوریوس و الماجستیر ـ لغایة عام 1997م ـ حیث تمکنت من اجتیاز عدة مقررات دراسیة في الفن الإسلامي. و کان الأستاذ یدخل الصف بوجه بشوش لتدریس أي موضوع من المواضیع. و هو یتمیز بمهارة خاصة في إلقاء الدروس. کما أنه کان یباهي بکونه من أبناء مدینة شیراز. فعلی سبیلا المثال عندما کان یتحدث عن الشاعر الکبیر/ حافظ/ یشیر إلی کون هذا الشاعر من أبناء مدینته. لکن الذي أثار اعجابي به هو دأبه علی تعلیم الثقافة و الحکمة الإیرانیتین. حیث کان یعرّفنا علی عمق الثقافة الإیرانیة أثناء تدریسه في الصف مستعینا بذکائه الخاص، لیعلمنا حب إیران. کان یتطرق إلی دور إیران في العالم القدیم و یشیر إلی دور الإیرانیین في ازدهار الفن الإسلامي محاولا إثبات ذلک من خلال الاستناد إلی الوثائق العلمیة الموثوقة و الأدلة التقنیة القویة. کان یحاول إلقاء الضوء علی جذور الفن الإیراني الموجودة في فن العهد الإسلامي. فمثلا کان عندما یدرس مادة صناعة النسیج خلال العهد الإسلامي، فبدلا من الخوض في خلفیة هذه الصناعة منذ العهد الإسلامي الأول، إذا هو یستطرد إلی الحدیث عن مقبض السکین الذي عُثر علیه في تلّ "سیلک" الشمالي و الذي یعود إلی الألفیة السادسة قبل المیلاد و علیه صورة إنسان من العصر الحجري الحدیث حزامه من قماش و علی رأسه غطاء. کان یتکلم عن إیران بعیدا عن الحب أو الکره، و یذکرنا بطنین أبیات الشاعر/ نظامي کنجوي في منظومته المسماة بـ "هفت بیکر" :
العالم کله جسد و إیران هي القلب ـ و من یقول بذلک لیس خجلا
و إذا کانت أیران قلب الأرض ـ فمن الیقین أن القلب أفضل من سائر أعضاء الجسد
و استمر "نوکنده" قائلا : أما النقطة الثانیة، فهي أنه في عام 2015م تم اختیاری مدیرا للمتحف الوطني الإیراني. فحالفني الحظ لأتشرف بالمشارکة معه في اجتماعین. فإن الأستاذ/ الدکتور سمسار هو من أعضاء الهیئة الخبرائیة العلیا للأشیاء و الآثار الثقافیة و التأریخیة بالهیئة العامة للتراث الثقافي سابقا و وزارة التراث الثقافي و السیاحة و الصناعات الیدویة حالیا . و قرار تعیین هؤلاء الأعضاء یصدر من قبل أعلی مسؤول رسمي للهیئة أو الوزارة. و عند إقامة المعارض الدولیة تقوم الهیئة الخبرائیة العلیا بتقییم معروضات المعرض من ناحیتین: الممیزات الفنیة و تحدید القیمة المادیة للتأمین علیها. و یُعدّ اجتماع الهیئة المذکورة بطابعه العملي من أهم أحداث المتحف الوطني الإیراني. لأنه بدون ذلک لایمکن مواصلة العمل [بشأن المعرض]. فمن الواضح أن قیمة الآثار لاترتبط بالمادة المکونة لها أو بوزنها، و إنما ترتبط بمحتواها و القیم التي تمثلها هذه الآثار. النقاط التي یعتمدها الأستاذ في التقییم تمثل دروسا یجب تعلّمها. لأنها تستند إلی نصف قرن من الخبرة و التجربة. أیضا أنا کزمیل بسیط للأستاذ، أعمل معه بصفتي عضوا في اجتماع مجلس تسجیل الآثار الوطنیة المنقولة و الأشیاء الثقافیة ـ التأریخیة. إن ما یُلاحَظ منه من دقة النظر حول الآثار، یدل علی مدی اضطلاعه و إلمامه بالفن الإسلامي و علمه الواسع في هذا المجال. حیث کل جلسة تمثل فصلا دراسیا جامعیا بالنسبة لي. و إن قدرته و مهارته في هذا المجال بدرجة یمکنني القول بحسم أنه بمفرده یمثل دائرة معارف إسلامیة. و ما ألطف أن یتم تکریمه في مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری الذي یقدم فیه الأستاذ خدماته الثقافیة. و رغم أنني کان بودي أن یقام حفل التکریم في المتحف الوطني الإیراني، لکنني أری أن التقارن بین دائرتي المعارف هنا خطوة قیمة جدا و یُعتبر هذا الیوم یوما تأریخیا.
بعد ذلک تحدثت المدیرة السابقة لمتحف قصر کلستان/ "بروین ثقة الإسلامي"، فقالت: تعرفت علی الدکتور سمسار عن طریق ابن خالي/ یحیی ذکاء. و بعد تعیینی مدیرة لقصر کلستان، تذکرته لیواصل عمل یحیی ذکاء. کما أن شهریار عدل ـ و هو حفید خالتي ـ عندما عاد من باریس، أوصاني بالتواصل مع الأستاذ سمسمار. فکان أن بقیت في کنف رعایته لمدة 12 عاما. بالإضافة إلی ذلک، و قبله بأربعة و عشرین عاما ـ أي خلال فترة عملي في مکتبة المعهد العالي ـ و في المجموع خلال 40 عاما ـ ظللت أحثّ غیري علی تألیف عشرات من الکتب القیمة التي یندر لها نظیر، رغم أنني شخصیا لم أؤلف کتابا. و من تلک الکتب، ما ألفه الدکتور سمسار عن بیت آلبوم قصر کلستان. و إنني لآمل أن یدخل هذه الساحة شباب مؤهلون لیقتفوا أثر الدکتور سمسار و یواصلوا دربه.
و استمر الحفل مع کلمة الرئیسة الأسبق لمؤسسة علم الآثار بجامعة طهران/ "هایده لاله"، التي قالت فیها: إننا نقدر و نثمن عالیا الأستاذ الکریم الذي بذل و لایزال جهودا کبیرة دون کلل و ملل في سبیل البحث و التأمل و التدقیق و الدراسة و التحلیل بطابع منظم و شمولي في الآثار المنوعة المتبقیة من سلفنا في مجالات الحیاة و الثقافة منذ الأزمنة الغابرة و حتی الیوم، مستعینا في ذلک بحکمتة و خبرته العالیة، و وعیه لقیم وطنه و شعبه، و بذهنه البحّاث النشط الشحظ. فإنه قد عکف خلال سبعة عقود علی عمل مثمر و مؤثر في المجالین التعلیمي و البحثي، و ذلک بجهد مستمر یرمي إلی أداء کلا الواجبین العلمي و الثقافي في اتجاه صحیح منبعث من هواجس واقعیة تجاه تحدیات العصر الراهن في إیران و العالم. کما أنه بذل جهدا جهیدا للتعرف علی ما یمثل علوم إیران و قیَمها و جمعه و الحفاظ علیه و التعریف به و نشره لیطلع علیه مختلف الشرائح الاجتماعیة، و قد فعل کل ذلک من أجل رفع المستوی العلمي الثقافي للشعب و توعیته في مجال هویته الوطنیة الثقافیة و مکانة إیران و شعبها، و من ثم حث الشعب علی صون هذه الهویة و المکانة.
و أضافت هذه المتخصصة الرائدة في علم الآثار قائلة: کل من حالفه الحظ للتتلمذ علی الأستاذ سمسمار من مختلف الأجیال، أو کل من رأی مؤلفاته و استفاد منها، یذعن بأن ما صدر من الأستاذ من فکر و عمل و قول و کتابة، إلی أي مدی ممزوج بحب الوطن. کما یعلم الکل مدی حرص الأستاذ علی إبراز حقیقة إیران و قیَمها للجمیع بعیدا عن الحمیّة و العصبیة، و ذلک بطریقة ممنهجة و هادفة تنطلق من إلمامه بمسار التطور الثقافي الإیراني في مختلف مجالات الحیاة، و کذلک معرفته بالتوجه العالمي نحو إیران.
و استطردت قائلة: علی ضوء الرقعة الجغرافیة الواسعة لإیران الثقافیة التي فصلت الحدود السیاسیة بیننا بین أجزاء منها، و کذلک الرقعة المترامیة للعالم الإسلامي التي قسمتها الیوم الحدود السیاسیة إلی أجزاء، و التحدیات الناتجة عن تبعثر الآثار التأریخیة فی هذه البقاع؛ أکّد الأستاذ سمسار دوما علی ضرورة الاهتمام بهذه الآثار بعین شمولیة علی ضوء مسار تحولاتها، و البحث عن مصیرها منذ وُجدت و حتی الیوم لنعرفها کما هي، و ذلک عملا علی تمهید الطریق لفهم أسباب الاستدامة الثقافیة لإیران و التي اشتهرت بها في العالم، و من ثم عدم التعامل مع تأریخنا الثقافي کأجزاء متقطعة منفصلة. هذا التوجه مشهود في جمیع کتابات الأستاذ التي تناول فیها کل أثر بإتقان و بالاعتماد علی الوثائق، و ذلک علی خلفیة تطوره التأریخي و السیاسي و الاقتصادي و الدیني و الاجتماعي و الثقافي، بحیث یفتح کل مرة أفقا جدیدا أمام القارئ. لاشک أن کل أثر مکتوب أو غیرمکتوب وراءه جمّ غفیر من الناس منذ ظهوره حتی الیوم ـ و نحن نراه الیوم منتشرا هنا و هناک في العالم. و لفهم مصدر الأثر و دراسة مسار تطوره من مختلف الجوانب المادیة و الروحیة، لابد من إعارة اهتمام خاص بالمکونات الطبیعیة و البیئیة و الإنسانیة و ما یحمله في طیاته من دقائق و شواهد منوعة. و مثل هذا الترابط بین الأستاذ و بین الآثار، یبلور طبیعة علم الآثار. إن الأستاذ الکریم یعلّمنا أنّ تعرّف الناس علی جذور الثقافة یفعّل فيهم إمکانیة تحویل القوة الکامنة فیهم إلی قوة فعلیة تمکنهم من التواجد في الساحة الثقافیة العالمیة و التأثیر فیها، و هذا ما یؤدي إلی خطاب ثقافي خلّاق و مشارکة ثقافیة اجتماعیة بناءة .
و أضافت الأستاذة لاله قائلة: إن سعادة الأستاذ سمسار قد أتحف الشعب الإیراني برصید ثري ثمین و ذلک بفضل دراساته و عمله المستمر و الفاعل في حقل التأریخ و علم الآثار، و تواجده المفعم بالبرکات في جامعة طهران و المتاحف و المؤسسات الثقافیة و المرافق العلمیة و التعلیمیة و البحثیة. کما أنه في حقل تأریخ الفنون، استطاع بفضل إطلالته من الداخل إلی الآثار و المجموعات الأثریة أن یعلّمنا کیف نبحث عن أصالة الفن و معناه داخل بلدنا و نصل إلی هذه الأصالة و نقدم التعریف لها. تری بماذا یعرَّف الفنُ لدی الإیرانیین في الواقع؟ الأستاذ یعلمنا أننا قبل أن نعرف ممیزاتنا الثقافیة و الفنیة یجب ألّا نفرض علیها تلک التي لغیرنا، و ألّا نسد الطریق علی فهم مسار التطور الثقافي الفني في رحاب إیران و لانتسبب في القطیعة الثقافیة، بشکل سطحي و بعید عن فهم واقع اللاشرق و اللاغرب. یقول الأستاذ سمسار: "إن البحث في مجال الفن لیس بذر النبات و نجم الزهر حتی نزرعه الیوم و ینبت و یُزهر بعد شهر. بل إن بذر النبات لاینبت إذا لم یجد الظروف الملائمة للحیاة. یقول البعض لیت الآثار الثقافیة و الفنیة المتبقیة من آبائنا کانت قادرة علی رفع صوتها بصرخات. عندئذ کان لنا أن نسجل باعتزاز أن الآفاق ملیئة بصرخات هذه الآثار المتشردة."
هذه المتحدثة التي هي من أعضاء الهیئة العلمیة لعلم الآثار بجامعة طهران، أضافت قائلة: إن الأستاذ سمسار یحب الجمال حبا حقیقیا. و قد توصل إلی عمق الاهتمام بالجمال من خلال معرفته بالتراث الثقافي ـ الحضاري لبلدنا، و هو یعلم أن الجمال و الانشداد إلی الجمال کامن في ذات الإنسان. فیعلّمنا أن تمازج الفن مع الحیاة الیومیة کان من ممیزات حیاة الإیرانیین. کما یقول: " ... لکننا قد تعودت عیوننا علی هذه الحیاة بشکل لانشعر في الغالب بمظاهر جمالها. و أحیانا یبقی الشعور بهذا الجمال بحاجة إلی مداقة و حصافة ـ أو ربما إلی التنبیه و التذکیر." و یذکّرنا الأستاذ دوما: من نحن و أین موقعنا في العالم؟ فهو یری منزلة إیران في النطاق العالمي أوسع من النطاق الإقلیمي. فیوسّع في الحدود و یبذل جهدا کبیرا لتقییم الشواهد الثقافیة في داخل البیئة و المجتمع و بین معاشر الناس الذین یعیشون فیه، بغیة إصدار الحکم فیها. و من أجل التوصل إلی نتائج صحیحة یؤکد برؤیة شمولیة علی مختلف المناطق الجغرافیة و المواضیع المنوّعة و الحقب الزمنیة المختلفة. و یعیر اهتماما خاصا بالتوثیق الدقیق وجمع المستندات الموثوقة. إن أحد الجوانب المهمة و البارزة للبحوث العلمیة التي یقوم بها الأستاذ سمسار، هو اعتماد دراسة ممنهجة و متوازنة للبیانات و المعلومات في کلا الساحتین ـ التراث المکتوب و التراث غیر المکتوب ـ و تقییمها و تحلیلها علی الخلفیة الجغرافیة و التأریخیة و الثقافیة. و هو یعلم جیدا أن الرکن الرئیسي للحفاظ علی التراث الثقافي و ثبات و ازدهار البلد و صون الهویة الثقافیة و الوطنیة في الساحة العالمیة الملیئة بالتحدیات، یتمثل في معرفة دقیقة للآثار و الساحة الثقافیة التي وُجدت فیها و مسار تطورها، و من ثم تعریف المجتمع العلمي الثقافي و عموم الناس بذلک. و انطلاقا من إیمانه بأهمیة الحفاظ علی الآثار و الشواهد و الوثائق و ضرورة تمکین عموم الناس من الوصول إلیها، ظل الأستاذ سمسار یؤکد دوما علی أهمیة المتاحف و دورها في رفع مستوی المجتمع. و کان الأستاذ یؤکد منذ 57 سنة، و بوعي کامل منه، علی المکانة التي کان علم الاثار قد وجد لنفسها بین سائر العلوم، و علی أهمیة علم التأریخ في الحیاة السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة، و بوجه خاص علی القیمة الحقیقیة للمتاحف و دورها في مجال التربیة و التعلیم، مشددا علی المکانة التي ینبغي أن تجدها المتاحف علی صعید المدارس و الجامعات. و کان یؤکد دوما علی الدور المتمیز الذي تلعبه المتاحف في إقامة جسر الترابط بین ماضي أي شعب و حاضره، و أن الآثار الحضاریة و التأریخیة لکل شعب مبعث فخره و سند حي لکیانه القومي. و کان الأستاذ سمسمار رائدا في کل هذه المجالات الثقافیة من الوجهتین النظریة و العملیة. و في إطار المجموعات و المتاحف الجامعیة التي تبلورت منذ 23 سنة في "الأیکوم" کمؤسسة، قد سجلت إیران 26 متحفا جامعیا لتنال المرتبة الخامسة علی صعید آسیا بعد روسیا و الیابان و الصین و الفلیبین، و ذلک من بین 3936 مجموعة و متحف جامعي من القارات الخمسة.
و استطردت قائلة: دأب أستاذنا الدکتور سمسار علی التذکیر دوما بأهمیة رصد و معرفة الأثار و الحفاظ علیها و تطویر الأبحاث العلمیة و نشر نتائج هذه الأبحاث و الاستفادة منها و الارتقاء بها و توزیعها علی نطاق واسع، مشیرا إلی مدی تأثیر ذلک علی تحسین المؤشرات الثقافیة و إنتاج و نشر العلم و الثقافة علی مختلف الصعد الاجتماعیة و في إطار الهویة الثقافیة من جهة ، و مدی فاعلیته من حیث التعبئة الثقافیة والحیاة المستدامة علی الصعیدین الإقلیمي و العالمي من جهة أخری. إن المجتمع الإیراني ـ و هو مجتمع شاب متنامي ـ بحاجة ماسة إلی معرفة ما یمتلکه من قیم و جذور أصیلة لیستمد منه في مجال تفکیره و سلوکه و نشاطاته. و هذا لایتأتی إلا من خلال العودة إلی ما تمتلکه بلاده من تراث أصیل یمثل مصدرا ستراتیجیا في هذا المضمار. و لاشک أن ما ینشأ عن معرفة الذات و التعرف علی الجذور، یساعد علی تعزیز التوازن النفسي للمجتمع، و أن السیر علی عکس هذا الاتجاه سیؤدي إلی خسارة اجتماعیة کبری یدفع ثمنها المجتمع برمته. إذن، علی ضوء الدور الکبیر الذي یلعبه التراث الثقافي في الارتقاء بمستوی المجتمع و التطور الفکري ـ الروحي للشباب و ثقتهم في النفس في مواجهة العولمة، فإن ذلک یضع مسؤولیة جسیمة علی عاتق المواطن الإیراني في عالمنا المعاصر المليء بالتحدیات. فإذا کان انتمائنا إلی بلد عریق قدیم هو منطلق الثقافة و الحضارة و یحتضن تنوعا بیئیا هائلا مع استمراریة ثقافیة ملأت شهرتها الآفاق، فإن ذلک سعادة عظیمة وهبها الله تعالی لنا. فکلما کان الماضي أقوی و کانت الجذور أعمق، و کلما تبلورت بجلاءٍ الحلقات المتواصلة لسلسلة السلوک الإنساني عبر الأجیال المتلاحقة مع ما یصدر منها من فعل و ردّفعل، و کلما ازدادت معرفة المسار الثقافي المملوء بحالات الصعود و الهبوط لیتیسر بها تقدیر الحاضر؛ کلما تزداد قدرة النطاق الثقافي لأبناء اللغة الفارسیة علی رسم مستقبل لائق بهذا البلد العریق أمام التحدیات العالمیة.
ثم جاء الدور لرئیسة مکتبة کلیة الدراسات العالمیة بجامعة طهران/ السیدة "فریبا افکاري" التي خاطبت الحضور قائلة: إننا هنا نتحدث عن مواصفات رجل هو أستاذ خبیر في علم الفن، و هو بدوره فنان و صاحب متحف و مدون فهارس و خبیر في مجال النسخ القدیمة فضلا عن کونه عالِم آثار. هذا الأستاذ الذي أصبح اسمه ملازما للمتاحف و لقصر کلستان و للتراث الثقافي، وُلد في مدینة شیراز التي هي مهد الأصالة و الفن و الکتابة. إن الأستاذ سمساري رجل علم قد ارتبط ارتباطا عمیقا بالتأریخ و علم الآثار و الدراسات الخاصة بالفنون. یقرأ الکتب و خبیر في معرفة الکتب. و هو ضلیع بشأن المتاحف و الثقافة العامة، و قلبه متعلق بفنون الزخرفة الإیرانیة. و ها هي حصیلة عمله الدؤوب. لقد ظل یعمل في مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری منذ ثلاثین عاما کباحث و محقق في مجال الفن و العمارة، فأنتج قلمه النشیط أفضل المقالات و البحوث في هذه المجالات. و کتلمیذ للأستاذ الفقید/ مهدي بیاني، وقف عمره الثمین علی التعریف بمخطوطات قصر کلستان و فهرسة هذه المخطوطات. و من ممیزات الفهرس الذي عکف علی وضعه أنه یشتمل علی وصف دقیق للرسوم و شرح الترابط بین الرسم و بین ما یرتبط به من نص و موضوع. و قد کان الدکتور مهدي بیاني قد بدأ وضع هذا الفهرس الذي لم یکتمل بیده، فواصل الأستاذ سمسار هذا المشوار بعزیمة قویة و هو یتطلع إلی استکماله و طبعه. و في إطار العمل علی التعریف بالمدارس الفنیة للرسوم و التعریف بالرسامین و الخطاطین، لایدّخر جهدا لنقد أي معلومة یحصل علیها من أي مکان لیحولها إلی مصدر مهم لطلاب الجامعة. و کل ذلک إن دل علی شيء فإنما یدل علی تعلقه العاطفي بالفنون الإیرانیة وحرصه علی التعریف بهذه الفنون للعالم بأفضل وجه ممکن. إنه فتح نافذة علی الروائع الفنیة الإیرانیة الفریدة في نوعها لیطل منها هواة الفن الإیراني علی هذه الروائع و یطلعوا علیها.
و أشارت المتحدثة إلی جانب آخر من شخصیة الأستاذ سمساري بصفته أستاذا جامعیا، فضلا عن کونه باحثا و محققا، و أکدت قائلة: إنه متّع الکثیر من الطلاب بمنهل علمه السخي. و إنه خبیر محنّک للتراث الثقافي في مجال إدارة المتاحف. و هو بحّاثة یحرص دوما علی مطالعة أخر الکتب التي صدرت في مجال تخصصه و مناقشة الآراء الجدیدة و الإنجازات العلمیة للباحثین في هذا الحقل.
و أضافت قائلة: الأستاذ سمسار من أعضاء اللجنة الوطنیة للذاکرة العالمیة التابعة للیونیسکو، و هو دائما یُبدي أراء قیمة حول المخطوطات الثمینة الجدیرة بالتوثیق سواء علی الصعید الوطني أو الإقلیمي أو العالمي.
و من ممیزاته أنه إلی جانب روحه العلمیة، یتحلی بفضائل أخلاقیة ـ إنسانیة رفیعة.
بعد ذلک، تحدث المصور التوثیقي و الباحث في مجال تأریخ التصویر "مهرداد اسکوئي" فقال: إن الأستاذ محمد حسن سمسار الذي أقیم هذا الحفل تکریما له في مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری، یمثل اسما و وجها یبعثان علی التکریم لدی جیل المصورین و التوثیقیین و الباحثین في تأریخ التصویر، و هو أسوة لنا لنواصل السیر في نهجه. و الخدمات التي قدمها هذا الرجل في المجال الثقافي لایمکن شرحها في إطار کلمتي هذه. و إنني أری بأن مثل هذه الحفلات التکریمیة وسیلة للتعریف بأمثال هذه الشخصیات الممتازة أکثر فأکثر لجیل الشباب في وطننا.
و استمر قائلا: لماذا أقول بأن الأستاذ سمسار یمثل أسوة لباحث حدیث العهد بالبحث مثلي؟ و ما الذي أنا تعلمته منه و لاأزال؟ أتعلم منه کیف أشحذ هممي لکي لاأتعب و لاأملّ رغم کل الصعاب و المشاکل فأواصل دربی في البحث مستعینا بالإیمان و العزیمة. أتعلم منه أن أحافظ علی کنوز و آثار تأریخ التصویر الإیراني و نقلها إلی الأجیال القادمة. و لاشک أن الحفاظ علی هذه الصور یتطلب العمل بطریقة صحیحة و من خلال البحث العمیق لکي یتم التعریف بالصور التأریخیة و الحفاظ علیها و نشرها. و من أهم ما قام به الأستاذ في حقل البحث والتحقیق، هو العمل علی مجموعة الصور التأریخیة لقصر کلستان.
و أتعلم منه کیف أحب هذه الأرض و هذا الوطن. عندما یقول : الإیرانیون من أرقی الشعوب ثقافة علی مستوی العالم" و یقول: " أتمنی أن یعود الشعب الإیراني إلی ثقافة الشاعر/ سعدي الشیرازي" ....
و أکد المتحدث أنه ینظر إلی هذا الجهد والعمل کواجب ألقي علی عاتقه و لیس کمهنة یشتغل بها. ثم خاطب أستاذه الدکتورسمسار قائلا: ... نحن کطلاب لکم نواصل السیر في الدرب الذي سلکتموه أنتم الکبار رغم کل ما نواجهه من صعاب، و ذلک انطلاقا من تقدیرنا و تثمیننا للجذور الحضاریة لهذا الوطن، و ما نحمله علی عواتقنا من واجب و مسؤولیة، فنمضي قدما بدافع العشق و الحب....
ثم تحدثت معاونة رئیس مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری لشؤون الفن و العمارة/ "فریبا افتخار" حول تجربتها مع الدکتور سمسار خلال سنوات من التعاون معه. فقالت: التحق الدکتور سمسار بمرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری منذ عام 1365هـ ش (1986م) بناء علی اقتراح من یحیی ذکاء، و تولی إدارة قسم الفن و العمارة في المرکز منذ 1988م. ثم سلّم هذا المنصب إلی المغفور لها/ السیدة فاطمه کریمي عام 2007م. و منذ ذلک الوقت ظل یعمل بصفته عضوا في المجلس الأعلی للمرکز و مستشارا لقسم الفن و العمارة فیه. .. و خلال کل هذه الأعوام کان سندا قویا لأعضاء القسم المذکور.
و استمرت فریبا افتخار قائلة: یمکننا أن نری تنوع أبحاث الدکتور سمسار في مقالاته. کما أنه من أبرز الباحثین في مجال طهران العاصمة. و هو یتطرق في مقالاته إلی معلومات و جوانب معرفیة تم انتقاؤها بدقة متناهیة من بین المصادر الأدبیة و التأریخیة و الجغرافیة و التذاکر و الرسائل. و باقتراح من الأستاذ بجنوردي و الأستاذ مجیدي، أنا کُلّفت بجمع مقالات الأستاذ سمسمار. و خضعت هذه المقالات للمراجعة و التدقیق تحت إشراف الأستاذ نفسه ...
کما أن الأستاذ سمسمار إلی جانب اشتغالاته المختلفة لم یهمل تربیة الطلاب الذين التحق بعضهم بقسم الفن و العمارة في هذا المرکز و نالوا شرف الزمالة و التعاون مع الأستاذ و مواصلة التعلم و التتلمذ عنده.
في ختام الحفل، قام "محمدحسن سمسمار" لیتحدث مع أصدقائه و أحبائه و زملائه و تلامیذه فقال: إنني أمام کل هذا اللطف لایسعني إلا أن أتمثل ببیت شعر من الشاعر الکبیر/ سعدي الذي یقول:
"[أعیش تناقضا حیث:] إنني مُشرق الوجه و خجلان، مسرور و مهموم ـ لأني عاجز عن رد هذا الجمیل"
[هم تازه رویم هم خجل، هم شادمان هم تنگدل ـ کز عهده بیرون آمدن نتوانم این إنعام را]
و استمر قائلا: إنني ـ بوجودي المنهَک ـ عاجز عن التعبیر عن شکري و تقدیري علی کل هذا الجمیل و المحبة، إنما أقول بکل تواضع بأنه إن فعلت شیئا، فذلک لم یکن إلا بفضل ما أمدّني به الأحبة من عون و مساعدة، ثم بفعل الإمکانیات المتاحة و الظروف الموائمة التي وفرته المراکز العلمیة التي عملت فیها، فضلا عن دور من یدیرون هذا المرکز في ذلک. إنني کنت أعمل مع مدیرین حریصین علی العمل البحثي و علی الجهد في سبیل التعریف بثقافة وطننا إیران. عملت خلال مراحل مختلفه و مؤسسات عدة ـ کمؤسسة التراث الثقافي و قصر کلستان، و الأوسع نطاقا من هذه کلها: مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری ـ فأتیح لي و لأمثالي تقدیم بعض آثار و أعمال بسیطة إلی حیز الثقافة الإیرانیة. و إني لیحدوني الأمل بأن تکون خدماتي المتواضعة ـ التي استعظمها الأحبة الأعزة ـ شرارة قبس صغیرة أمام الشعلة الوهاجة العظیمة للثقافة الإیرانیة.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode