السلام الذي ضیّع کل سلام / کاظم موسوي بجنوردي

1445/11/6 ۰۸:۵۵

السلام الذي ضیّع کل سلام / کاظم موسوي بجنوردي

من أراد التوصل إلی تحلیل أکثر دقة حول ما تجري الیوم في الأراضي الفلسطینیة المحتلة، لایمکن له أن یُهمل ما جری علی هذه البقعة طوال 104 سنة الماضیة. في نهایة الحرب العالمیة الأولی، دبّرت بریطانیا و فرنسا سلاما یخدم مصالحهما، فأضرمتا بذلک نارا بین شعوب الشرق الأوسط بقیت مستعرة حتی الیوم لتحول دون قیام أي سلام مستدام في هذه المنطقة.

عنوان هذه المقالة مستقی من کتاب "A peace to end all peace" لمؤلفه دیفید فرامکین، و قد ترجمه إلی الفارسیة حسن افشار. کما صدرت ترجمة  فارسیة أخری لهذا الکتاب تحت عنوان "أقاموا سلاما لتبقی الحرب قائمة". و الکتاب یحاول الترکیز علی دوافع الذین وضعوا أساس ذلک السلام. و قد رأینا هذا الاتجاه أقرب إلی مضمون هذه المقالة. یتطرق دیفید فرامکین في کتابه إلی عملیة تقسیم الدولة العثمانیة إبان الحرب العالمیة الأولی بین الدولتین المنتصرتین في الحرب ـ بریطانیا و فرنسا ـ  بموجب اتفاق بینهما. فهذا الکتاب یبین لنا أن الشرق الأوسط کیف أخذ شکله الحالي في مستهل القرن العشرین. فمنذ قام کل من مارک سایک البریطاني و فرانسوا جورج بیکو الفرنسي بتوقیع اتفاق "سایکس بیکو" فیما بینهما عام 1916م علی الورق ثم ألبسوه ثوب الأمر الواقع خلال مؤتمر فرساي عام 1919م، إلی عام 1948م حیث تأسست إسرائیل، و أخیرا عندما نالت قطر و الإمارات و البحرین استقلالها عام 1971م؛ ... طوال کل تلک الفترة لم یکن هناک ما یرسم حدود معظم أراضي الشرق الأوسط بمئات الملایین من سکانها سوی أقلام و مساطر موظفي تلک الدولتین. و لاشک أن کل من أراد التوصل إلی تحلیل أکثر دقة حول ما تشهده الیوم الأراضي الفلسطینیة المحتلة، لایمکن له أن یُهمل ما جری علی هذه البقعة الجغرافیة طوال 104 سنة الماضیة. ففي نهایة الحرب العالمیة الأولی، دبّرت بریطانیا و فرنسا سلاما یخدم مصالحهما، فأضرمتا بذلک نارا بین شعوب الشرق الأوسط بقیت مستعرة حتی الیوم لتحول دون قیام أي سلام مستدام في هذه المنطقة. و رغم ذلک، فإن ما تضمنه ذلک السلام مازال یُعتبر مقدسا للدولتین و لم تدّخرا جهدا للحفاظ علیه حتی الیوم.

قدلایعلم جیل الشباب المعاصر أن کل المناطق التابعة للحکم العثماني بعد سقوطه وقعت تحت الانتداب البریطائي بموجب ذلک "السلام المولّد للحرب"، ماعدا سوریا و لبنان حیث أصبحتا من حصة فرنسا. فبالقرار البریطاني استقلت دول و تحددت حدودها و نُصب علیها ملکا أو حاکما. و منطق هذه الدولة الاستعماریة، لم یکن یری مانعا أن تقام هناک دولتان باسم الأردن و العراق و أن یرسم المستعمر البریطانی حدودهما بمسطرته و قلمه، و أن یولّي علیهما ملکین من بین رعایا بلد آخر. و علی أثر انتفاضة الشیعة في العراق عام 1920م (ثورة العشرین) التي عرّضت المصالح البریطانیة للخطر، جاء دور هذا السلام " المدمر لأي سلام" فأجاز للزعماء البریطانیین کي یقتطعوا أجزاء من أراضي ملایین من الأکراد السنیین من الدولة العثمانیة ـ جمهوریة ترکیا لاحقا ـ و یضموها إلی العراق حتی لاتکون الأغلبیة في العراق للمکون الشیعي. و هذا المنطق الاستعماري الانتدابي هو الذي سمح لنفسه أن ینتزع بجرّة قلم من العرب ـ بمن فیهم المسلمون و الیهود و المسیحیون ـ وطنهم الذي کانوا قد عاشوا علی أرضه طوال آلاف السنین، و یشردهم من وطنهم لیزرع فیه دولة مصطنعة مزیفة باسم إسرائیل، و یدفع بالیهود المتناثرین علی القارات الخمس بشتی اللغات و الألوان و الثقافات إلی الارتحال من مواطنهم الأصلیة لیسکنوا کشعب مزیف تحت علم تلک الدولة الاصطناعیة. و هذه المصالح أو الأطماع الاستعماریة نفسها استطاعت أن تحرم الملایین من الشعب الفلسطیني من إقامة دولة مستقلة له ـ و هو شعب کان محط أنظار کافة المسلمین في العالم بفضل وجود المسجد الأقصی و القدس الشریف علی أرض وطنه ـ کما استطاعت تلک المصالح و الأطماع  في نفس الوقت أن تقیم علی ربوع الصحاری المطلة علی الخلیج الفارسي عددا من الدویلات المستقلة التي تبلغ مساحة کل واحدة منها بضع مئات کیلومتر مربع و یبلغ عدد سکانها مئات آلاف نسمة. و في إطار هذه النظرة الانتدابیة المستصغرة للغیر، کانت السلطة الاستعماریة تقرر یوما أن تجعل جزء من الأرض الفلسطینیة حصة مصر و تقرر یوما أن تجعل جزء آخر منها حصة الأردن، حتی یتسنی للدولة الصهیونیة احتلالها و ضمها إلیها أي وقت تشاء. فبریطانیا هي التي أسقطت الخلافة العثمانیة عام 1924م بالمشارکة مع الذین "رضخوا للسلام لکي تبقی الحرب قائمة". و هذا التصرف المهین کان من الأسباب التي دفعت بعد أربعة أعوام بحسن البنا و رفاقه إلی تأسیس "إخوان المسلمین" رافعین شعار إحیاء الخلافة الإسلامیة في العالم الإسلامي کهدف رئیسي لهم. و حرکة الإخوان المسلمین هي التي ترعرع في أحضانها "الإسلام السیاسي" و أصبح منطلقا لحرکات کـ "حماس" و "الجهاد الإسلامي" و حرکات کثیرة أخری ذات اتجاه اسلامي سنّي مما ترک تأثیره حتی علی الإسلام السیاسي الشیعي. إنني أذکر أنه في أواخر العقد الخمسین من القرن الماضي [المیلادي] عکف الإسلامیون من شباب الشیعة علی ترجمة کتب و مؤلفات سید قطب ـ و هو من زعماء إخوان المسلمین ـ إلی مختلف اللغات، فأصبحت تدرَّس و تُقرأ علی نطاق واسع. بحیث قلما کنت تجد شابا من الإسلامیین لم یقرأ نسخة من تلک الکتب.

إن ذلک السلام الذي غرس في القرن الماضي بذر الاحتقار في قلوب المسلمین الفلسطینیین خدمة للمصالح الغربیة، بات السبب الرئیسي للحروب المستمرة حتی الیوم لیس في فلسطین وحدها و إنما في کثیر من مناطق الشرق الأوسط أیضا. و ذلک المستعمرون الذین أقاموا أنفسهم مقام الآلهة ـ حسب التعبیر الهیغلي ـ لتحقیق مصالحهم فعاملوا الشعوب المسلمة في الشرق الأوسط معاملة الرقیق و العبید تحقیرا و ازدراءً؛ کان من الطبیعي أن یواجهوا فیما بعد ثورة الغضب من قبل تلک الشعوب . و من الغریب جدا أنهم لم یتعلموا العبر من التأریخ فظلوا یرتکبون نفس الأخطاء مرارا.

إن البابا أوربان الثاني الذي أصدر أواخر عام 1095م (488 هـ ق) أمره بانطلاق الحروب الصلیبیة و إرسال المسیحیین المتحمسین من کل أرجاء أوروبا صوب الشرق لدعم الإمبراطور البیزنطي بهدف انتزاع القدس من المسلمین، فکان أن حققت الجیوش الصلیبیة هذا الهدف من خلال الفتک بالمسلمین و نهب أموالهم و الازدراء بهم؛ لم یکن یخطر بباله أبدا أنه بعد ذلک بمائة عام سیأتي رجل اسمه صلاح الدین الأیوبي لیحرر القدس من القبضة الصلیبیة. کما أن الإمبراطوریة البیزنطیة التي کانت خلال حقبة من الزمن تمثل الدولة المسیحیة الوحیدة المجاورة لبلاد المسلمین و هي تواصل هجماتها ضد الأراضي الإسلامیة علی الدوام، لم یکن یخطر ببالها أنه في یوم من الأیام سیأتي السلطان محمد الفاتح ـ و عمره 21 سنة ـ فیتمکن من الإطاحة بتلک الإمبراطوریة و تحویل قلب العالم المسیحي إلی عاصمة خلافة المسلمین.

و ما أشبه الیوم بالأمس! إذ أن حماة إسرائیل الذین یدعمونها بالخفاء و العلن، لو قرؤوا شیئا من التأریخ لتعلّموا درسا من التجربتین السابقتین لکي لایلعبوا بالنار. فإسرائیل أیضا تقع بین مجتمعات المسلمین و دولهم، و شأنها شأن الدولة البیزنطیة بالضبط. و ما تمارسه ضد الفلسطینیین من احتلال و اضطهاد و قتل و تعامل بالازدراء، قد یؤدي إلی نتیجة لها في الأمد القریب. إلا أن ذلک سیؤدي في الأمد البعید إلی وحدة صف المسلمین حکومات و شعوبا، و إلی قیام شخصیة أخری کصلاح الدین أو محمد الفاتح لیعصف بکیانها و یجعله في حکم کان.

و إذا کان قد وقع سلام من قبلُ بین الدول الکبری لیضیّع کل فرص السلام خلال القرن الماضي و یؤدي إلی استمرار الحرب في الشرق الأوسط ـ کما یقول فرامکین ـ فإن هذه السنوات هي الأخری باتت تشهد سلاما في طور الطبخ، قد یتحول إلی السبب المکمّل و الحافز المشدد لحرکة الفلسطینیین بل الدافع إلی تغییر ستراتیجیتهم النضالیة. فبعد أن کرست إسرائیل وجودها کدولة یهودیة علی أرض الواقع، و بعد قیامها بإسکان ملیون مستوطن في الضفة الغربیة خلافا لقرارات الأمم المتحدة، لم تعد تری نفسها بحاجة إلی إقامة سلام مع الفلسطینیین. فقررت إقامة السلام مع الدول العربیة المجاورة لها بالتعاون مع أمریکا و أوروبا. و هذا السلام الذي أطلِق علیه اسم إبراهیم (علیه السلام) ینطوي علی طاقة کامنة لیضع القرن الحادي و العشرین في حالة الحرب کما أن السلام السابق حوّل القرن العشرین إلی قرن مليء بالحروب، مع فارق هو أن القرن الحالي قد ینتهي و قد أصبحت إسرائیل أثرا بلا عین.

إن ما کان یشهده الشرق الأوسط حتی ساعة قیام حماس بهجومها المباغت، هو وقوف الدول العربیة في طابور السلام مع إسرائیل في غیاب الفلسطینیین. و مع عقد کل سلام، ازداد الصهاینة المتطرفون ثقة في نفوسهم لمزید من الاحتلال للأراضي و مزید من الإزدراء للفلسطینیین الذین کانوا یرون کل یوم أن أشقاءهم العرب ـ زاید ترکیا ـ یشدون علی ید العدو المحتل و یضحون بالقضیة الفلسطینیة في سبیل مصالحهم و أطماعهم و مصالح و أطماع حلفائهم الغربیین؛ و أنه لم یعد هناک أمل في تحقیق ذلک الحد الأدنی الذي طالب به الجانب الفلسطیني متمثلا في إقامة دولتین ـ إسرائیلیة و فلسطینیة ـ علی أسا س قرارات الأمم المتحدة. لیس هذا فحسب، و إنما باتت إسرائیل ترفض حتی قیام دولة شاملة علی کل الأراضي المحتلة بما یضمن حقوقا متکافئة بین الیهود و الفلسطینیین. لأنها تدري أنه في ظل ظروف دیموقراطیة تصبح الأغلبیة للفلسطینیین، و هذا ما یمس هویة الدولة الیهودیة. و لابد من الإشارة إلی أن مسألة الصهیونیة في الحقیقة تختلف عن مسألة الیهود. إذ أنه بعد تقسیم الإمبراطوریة الرومانیة عام 395م لم تقم للیهود دولة في فلسطین أبدا. حیث حکمتها الإمبراطوریة الرومانیة ثم المسلمون. و من الطریف أن الیهود في معظم الأوقات کانوا یتحالفون مع المسلمین و یلجؤون إلی المناطق الإسلامیة خوفا من المسیحیین. بینما أن القضیة الصهیونیة تتمثل في إقامة دولة یهودیة علی أساس فکرة الأرض الموعودة و القضاء علی سائر الإثنیات و الأدیان الموجودة في تلک الرقعة الجغرافیة. و هذا ما لم یسبق له مثیل في تأریخ الیهود. و الیوم، یشعر الفلسطینیون أن الحل الأخیر الذي بیّته المثلث الغربي العبري العربي لهم، دون التصریح به قولا أو کتابة، هو القضاء علی سیادة العرب الفلسطنییین ـ و ربما القضاء علی وجودهم ـ في ظل سلام إبراهیم.

النقطة المهمة الأخری تتمثل في طریقة رد إسرائیل علی الهجوم الذي شنته حرکة حماس ضدها. فلو کان هدف إسرائیل هو الانتقام من قادة حماس و العناصر المشارکة في الهجوم، فلماذا لم یذهب إلیهم و هم یعیشون في الدول المتحالفة معها و مع أمریکا ـ أي قطر و ترکیا؟ و بدلا من ذلک، ارتکبت کل هذا الحجم الهائل من جرائم الحرب بحق المواطنین العزل في غزة؟ ألم یکن بإمکان إسرائیل و أمریکا ممارسة الضغط علی کل من قطر و ترکیا لتقوما ـ علی أقل تقدیر ـ بإخراج قادة حماس من أراضیهما؟ لاشک أن هذا الاستدلال من قبل راقم هذه السطور، لایعني أنه یقترح مثل هذا العمل أو یؤیده. و إنما یقصد بذلک کشف الطبیعة المنافقة و الکاذبة للمزاعم الإسرائیلیة، و التأکید علی أن العملیات العسکریة الإسرائیلیة في غزة ترمي إلی تحقیق هدف أکبر من الانتقام من حرکة حماس، رغم التحالیل العدیدة التي دارت حول دوافع إسرائیل في القیام بهذه العملیات.

لکن یری راقم هذه السطور أنه فضلا عن الهدف الغائي الخطیر المتمثل في التطهیر العرقي للفلسطینیین، یجب البحث عن السبب الرئیسي في ما یرتبط باکتشاف حقول کبیرة للغاز في البحر الأبیض المتوسط و الساحل الفلسطیني. فإن اکتشاف هذه الحقول الغازیة و العمل علی تصدیر الغاز من إسرائیل إلی أوروبا عبر ترکیا هو الحلقة المفقودة التي من شأنها تفسیر الموقف الأخیر إلی حد کبیر. فإن الطریق المذکور سیکون أقل کلفة و أسهل بکثیر من الطریق الحالي الذي یمر عبر قبرص و الیونان. إذا أصبح سلام إبراهیم یسیر إلی محطته الأخیرة في السعودیة، و إذا تحولت ترکیا و السعودیة و الإمارات و سوریا إلی حلفاء و شرکاء جدد بعد أن کانت هذه الدول أعداء ألدّاء لبعضها البعض حتی السنوات الأخیرة، و إذا کان من المقرر أن یحصل لقاء بین أردوغان و نتنیاهو في قریب عاجل ... کل ذلک إن دل علی شيء فإنما یدل علی أن ما أطلق علیه ترامب عنوان صفقة القرن  کان قد اقترب إلی التحقق نهائیا. و مما یمکن تفسیره أیضا في هذا الإطار، هو وقوف أمریکا و الغرب في صف واحد إلی جانب إسرائیل و هم یتحدثون عن القضاء علی حماس، و کذلک الموقف الترکي ـ العربي المتمثل في الاکتفاء بالتلاعب مع الکلمات و الإدانة الشکلیة دون أن یتجاوز عن ذلک خطوة. فیاتری، لو أغلقت مصر قناة السویس و أغلقت ترکیا مضیقي بوسفور و دردنیل لیومین فقط، و توقفت معهما السعودیة و قطر عن تصدیر النفط و الغاز إلی الغرب، هل کان الغرب یستمر ـ مع ذلک ـ في وقوفه إلی جانب إسرائیل بإصرار لتستمر عملیة الإبادة الجماعیة في غزة؟

من جانب آخر، مما لاشک فیه أن استخراج غاز فلسطین و تصدیره عبر ترکیا إلی أوروبا لن یکون ممکنا طالما حماس موجودة. و إن هدف إسرائیل من القضاء علی حماس و السیطرة علی غزة هو توفیر الأرضیة الملائمة لتحقیق ذلک. الحدیث عن سلام إبراهیم لیس له معنی بدون وجود مصالح مشترکة بین کل من إسرائیل و الغرب و ترکیا و الدول العربیة المشارکة في السلام. و مع مرور کل یوم، تنکشف أبعاد و جوانب أخری من الهجوم الإسرائیلي و من الحدیث الذي یدور حول الشرق الأوسط الجدید. فإذا شهدت أیام الحرب العالمیة الأولی تقسیم الشرق الأوسط و إقامة السلام بین الدول علی ضوء اکتشاف آبار النفط، فلیس من المستغرب أن یکون اکتشاف حقول الغاز منطلقا لتحقیق سلام ثانٍ علی نفس الغرار في هذه المنطقة.

کذلک، کما أن قیام السلام بین الدول الکبری قبل مائة سنة في غیاب العدالة و تهمیش بعض شعوب الشرق الأوسط کالفلسطینیین و ازدراء و إبادة البعض الآخر لم یؤدّ إلا إلی احتدام الحروب في هذه المنطقة؛ فمن الیقین أن تحقیق سلام إبراهیم  في غیاب الفلسطینیین و مواصلة قمعهم و ازدرائهم و احتلال أراضیهم أیضا لن یؤدي إلی نتیجة أفضل من السلام السابق، وبالتالي لن یتمکن الکیان الإسرائیلي و لا حلفاؤها الغربیون و العرب و الترک أن یشعروا لحظة بالهدوء و الاستقرار حتی في حالة القضاء علی حماس.

إن راقم هذه السطور، کان قد بدأ نشاطه السیاسي ـ الثقافي قبل 65 سنة. فرفع یوما ما رایة الکفاح المسلح مقتنعا بأن " الکلمة الأخیرة للسلاح". لکنه قد تخلی عن تلک القناعة منذ سنین لیتفرغ إلی إدارة مشروع ثقافي کبیر متمثل في مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری متوغلا في مطالعة تأریخ و حضارة مختلف الشعوب و الأمم سیما تإریخ و حضارة إیران و الإسلام. و قد إصبح الیوم علی قناعة راسخة بانه لم یبق سلام مستداما بین الدول دون أن تراعی فیه حقوق الشعوب، و أن السلام لن یولّد إلا حربا جدیدة طالما لم یرتکز أساسه علی ضمان العدالة و الحریة و المساواة للإقلیة من قبل أغلبیة تحکم وفقا للمبادئ الدیمقراطیة.

و ختاما، نعود إلی کلام الشاعر/ جلال الدین المولوي الذي قال: "من المستحیل أن تغسل الدم بالدم"

المصدر: صحیفة اطلاعات

أکتب رأیك
تعليقات المستخدم

عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.

تقرير

الروابط

الأخبار المرتبطة

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: